Sie sind auf Seite 1von 2

‫كيف تختار شريك الحياة‪..

‬؟‬
‫في سايكولوجيا الزواج‬

‫من مجلة النسان والمجتمع‪ .‬العدد ‪781‬‬

‫ماريو أنور‬

‫الختيار في حد ذاته فعل انساني ليس بالسهل‪ ،‬وخاصة‪ ،‬إذا كان يتعلق‬
‫باختيارشريك الحياة‪ .‬ينطوي الختيار على معنى الحرية‪ ،‬فالحرية هي القدرة‬
‫على الختيار‪ ،‬ولكن ليس أي اختيار‪ ،‬إنها القدرة على اختيار الفضل‪ .‬في كل‬
‫مرة نختار علينا أن نتساءل‪ :‬إلى أي مدى كان اختيارنا بارادتنا‪ ،‬إلى أي‬
‫مدى كان اختيارنا حرا‪ ،‬إلى أي مدى كان اختيارنا سليما؟‬

‫الدوافع اللشعورية في الختيار‬


‫ثمة دوافع خفية تقريبا تؤدي دورا في اختيار شريك الحياة من دون وعي منا‬
‫تقريبا‪ ،‬فنختار تحت تأثيرها ظانين أن اختيارنا هذا كان بارادتنا تماما‪،‬‬
‫وأننا كنا أحرارا فيه‪ ،‬في حين أن الواقع غير ذلك‪ .‬من هذه الدوافع نذكر‪:‬‬

‫• الختيار بدافع الهروب‪ :‬كالهروب من عائلة تعتريها مشكلت تسلط الب أو‬
‫معاملة زوجة الب القاسية‪ ،‬أو بدافع الهروب من الحساس بالوحدة و الخوف‬
‫من فوات الوان )البنت العانس( أو بدافع الهروب من الفقر )تبني نظرية‬
‫العروس أو العريس الجاهز(‪.‬‬
‫• الختيار بدافع الصفات المفتقدة‪ :‬كأن يختار المرء شخصا تتوافر فيه صفات‬
‫أو امكانات يفتقدها ويتمنى أن تكون لديه‪ ،‬كمن يختار شخصا يتصف بالجمال أو‬
‫العلم أو الرزانة أو الحيوية أو موهبة ما‪.‬‬
‫• الختيار بدافع الشعور بالنقص‪ :‬فمن كان محروما من حنان المومة أو عطف‬
‫البوة والتقى من يسد لديه هذا النقص‪ ،‬يندفع نحوه ويختاره‪ ،‬وغالبا يكون‬
‫هذا المختار أكبر سنا من صاحب الختيار‪.‬‬
‫• الختيار بدافع )البديل(‪ :‬قد ينجذب شخص نحو آخر‪ ،‬فيختاره لنه يحمل‬
‫صفات جسمانية أو سمات نفسانية و أخلقية تذكره بأشخاص يحبهم كانت تتوفر‬
‫فيهم هذه الصفات أو السمات‪ .‬مثال ذلك‪ ،‬الرجل الذي يختار زوجة فيها الكثير‬
‫من صفات أمه التي كان يحبها ويقدرها‪.‬‬
‫• الختيار بدافع الضد‪ :‬كأن يختار الواحد شخصا يحمل نقيض القيم التي‬
‫تحملها أسرة صاحب الختيار والتي يرفضها أصل ليعبر في اختياره عن رفضه‬
‫لقيم أسرته‪ .‬مثال ذلك الفتاة التي تنتمي إلى أسرة محافظة متعصبة تعاني‬
‫فيها تسلط الب أو الخوة‪ ،‬تختار شابا من أسرة متحررة تقدمية‪.‬‬
‫• الختيار بدافع توكبد الذات‪ :‬يعبر عن الحاجة إلى تقدير الذات‪ ،‬فيه‬
‫يستهدف صاحب الختيار شخصا له مقام اجتماعي أو ديني أوسياسي أو نسبي‬
‫وحسبي أو غيره‪ ،‬يربط شخصه به ويؤكد ذاته عن طريق اختياره له وارتباطه‬
‫به‪.‬‬
‫• الختيار بدافع النقاذ‪ :‬كأن تختار انسانة شابا ضائعا بتأثير الشفقة‬
‫عليه‪ ،‬وهو يختارها بدوره لتخرجه وتنقذه من حالة البؤس والشقاء والفقر‬
‫الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫الختيار بدافع عشق الذات‪ :‬إنه اختيار نرجسي فيه يختار الواحد شخصا‬ ‫•‬
‫تتوفر فيه الصورة التي يعشقها عن ذاته‪ .‬إن هذا الختيار عشق للذات من‬
‫خلل الخر‪.‬‬

‫معايير الختيار الجيد‬


‫ليس المهم أن نختار فقط‪ ،‬إنما أن نحسن الختيار؛ فيكون اختيارنا واعيا‬
‫ومدروسا‪ ،‬حرا وعقلنيا ومحبا؛ أي أن نختار ما يناسبنا وما هو الفضل حقا‬
‫بالنسبة إلينا‪.‬‬
‫فيما يأتي أهم مقاييس هذا الختيار الجيد‪:‬‬
‫• النجذاب‪ :‬النجذاب الجسدي والعاطفي والروحي شرط ضروري وأساسي‪ ،‬لكنه ل‬
‫يكفي وحده‪ .‬لهذا النجذاب معنيان‪ :‬سلبي ويعني عدم وجود موانع في الخر‬
‫تنفره منه‪ ،‬وايجابي ويعني أن الشخص المختار يستحق أن يكون موضع اهتمام‬
‫وتفكير ودراسة أعمق‪.‬‬
‫• توافر عناصر ربط بين الثنين‪ :‬عوامل مشتركة في الميول والطباع والطموح‬
‫والذوق والتجاهات والهداف المشتركة والوسط الجتماعي والقيم الخلقية‬
‫الساسية والمذهب الواحد‪ .‬وكذلك التناسب في العمر والمستوى الثقافي‬
‫والتعليمي والجتماعي والقتصادي‪.‬‬
‫• مراعاة السلم القيمي‪ :‬لكل شخص قيم معينة يقدرها ويعتنقها ويسعى إلى‬
‫تحقيقها في حياته‪ ،‬مثل‪ :‬العلم والمال واليمان والمانة والصدق‪ .‬كلما‬
‫اتفق الشريكان على ترتيب الوليات في هذه القيم‪ ،‬أدى ذلك إلى اتفاقهما‬
‫وسعادتهما وشعورهما بوحدة الهدف‪ .‬أما لو تصورنا أن القيمة الولى عند‬
‫الزوج هي العلم والسعي للحصول على أعلى الشهادات‪ ،‬ينما كانت عند الزوجة‬
‫الحصول على المال والتمتع بمباهج الحياة فإننا ل نتوقع لهذا الزواج‬
‫النجاح‪.‬‬
‫• الوضوح مع النفس والصراحة التامة وإتاحة الفرصة للتعارف المتبادل‪ :‬ذلك‬
‫كله ل يتم عن طريق الحوار فقط إنما أيضا عن طريق المواقف وردود الفعل‬
‫العفوية المختلفة‪ ،‬وعن طريق ملحظة شكل تعامل كل طرف مع أهل بيته‬
‫( الوالد والوالدة والخوان‪ (...‬وكذلك عن طريق الصحبة والرفاق‪.‬‬
‫• نضج الشخصية‪ :‬الحب والزواج من عمل الراشدين‪ ،‬لذلك يستلزم نضج الشخصية‪.‬‬
‫ومن مؤشرات هذا النضج‪ :‬الستقلل العاطفي والمادي‪ ،‬والثقة بالنفس‪،‬‬
‫والشعور والقدرة على تحمل المسؤولية‪ ،‬والقدرة على التكيف‪ ،‬والقدرة على‬
‫التحكم في الذات وضبطها‪ ،‬والقدرة على عطاء الذات وإسعاد الخر‪،‬‬
‫والستعداد لقبول الخر المختلف عني والتكيف مع طباعه‪ ،‬وتحكيم العقل وعدم‬
‫النجراف مع تيار العاطفة‪.‬‬
‫• قبول فكرة أن الختيار نقطة انطلق‪ :‬يبدأ من بعدها المسير في رحلة بناء‬
‫البيت الزوجي والحياة الزوجية‪ .‬إنه البداية في مشروع الرتباط وليس‬
‫النهاية كما يتخيل البعض‪.‬‬

Das könnte Ihnen auch gefallen