Beruflich Dokumente
Kultur Dokumente
EN
ونفس الشعور نجده عند اللجئين الفلسطينيين الذين تحاول كل المشاريع الحالية حرمانهم
أرضهم التي عاشوا فيها قرونا وطردوا منها ل لذنب إل لنهم غير يهود .وقد أفشلوا وسوف
يفشلون كل المشاريع التي ل تأخذ بالعتبار حقهم بالعودة لديارهم .وهم يعتبرون تلك الرض
لهم .وقد زرعوا ذلك الشعور الوطني والديني عند أبنائهم وأحفادهم .وهم يعبرون عن تمسك
بأرضهم بكل الوسائل المتاحة لديهم ،حتى بالموت من خلل العمليات النتحارية التي يذهب
ضحيتها أبرياء كثيرون.
هذا الشعور المشترك عند اليهودي والفلسطيني بالنتماء لتلك الرض قاد المنطقة إلى حروب
كثيرة خلفت اللف من القتلى والجرحى من الجانبين .وكل من الشعبين يعتمد على موالين
خارج المنطقة ،وعنده مقدرة على حشد التأييد السياسي والقتصادي والعسكري والديني لص
مما جعل للصراع بين الشعبين صبغة دولية أدت إلى انتشار العنف والتعصب الديني على الم
العالمي أكثر مما حدث في أي صراع آخر في العالم .فما حدث في نيويورك وفي مدريد من
انفجارات ،وما يحدث اليوم في العراق وما قد يحدث في غيره من الدول له صلة مباشرة با
السرائيلي الفلسطيني .والخطر من كل ذلك أن الخوف جعل السرائيليين يصنعون القنابل
التي أخذت نتائجها الوخيمة تظهر تدريجيا ً داخل إسرائيل ذاتها حيث زادت حالت السرطان ب
تلوث الطبيعة .ول أحد يشك في أن اليأس من قبل الفلسطينيين سوف يجبرهم على اللجوء
وسائل قتالية غير تقليدية.
هذه التطورات الخطيرة سوف ينتج عنها انتشار الوبئة وفناء الخضر واليابس وقتل المذنب
والبريء .وسوف تصبح المنطقة خالية خاوية لعدة قرون ل يمكن لبشر أو حيوان أو نبات الع
فيها .ومن ينجو منها سوف يرحل عنها إلى أبد البدين .وسوف يتكرر فيها ما حدث في سدو
وعمورة التي تتكلم عنها الكتب المقدسة فتصبح عبرة للعابرين.
ما المخرج من هذا المستقبل المظلم؟ هل هناك حل يمكن أن يعطي لكل من السرائيلي
والفلسطيني الشعور بأن الرض هي ملك له وأن ل أحد يريد أن يحرمه منها وأنه بدل ً من الت
على الفناء هناك سبيل للتسابق على البقاء؟ هل هناك حل يمكن أن يجعل المنطقة عبرة للخ
بدل ً من أن تكون عبرة للشر؟ هل هناك حل يجعل من الشعبين منار للغير وليس حجر عثرة
نعم هناك حل وحيد ل غير .وهذا الحل يتمحور في إقامة دولة ديمقراطية واحدة ما بين البح
والنهر .دولة تعترف للجميع بحقوق وواجبات متساوية مهما كانت ديانتهم مع حق القامة حيث
يريد .دولة تعترف للجئ بحق العودة إلى دياره وللمستعمر بحق البقاء في مستوطنته ،ولكل
السرائيلي والفلسطيني أن يعتبر الرض كلها له .فيتعاون كل من الشعبين على البر والتقوى
من التعاون على الشر والعدوان .فيزيلوا من بينهما جدار العار الذي بناه شارون ويخلوا المنط
من أسلحة الدمار ويجعلوا من سيوفهم محاريث ورماحهم مناجل ،كما جاء في سفر النبي أش
2
يا أيها الحكماء من بني إسرائيل وفلسطين تعالوا نتحاور ونتشاور ونتجاوز عما حدث .مهما ك
سوابقكم وسوابقنا .فالتوبة خير من الثم ،والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
هو يوم رحمة للجميع .ل تجعلوا الشمس تغيب على غضبكم .كل ما جرى يمكن حله في أقل
ساعتين .لماذا كل هذه اللم وكل هذا التعنت والجبروت؟ هل هناك ضرورة لكل هذه الشرو
والمجازر؟ هذا حل يشرف الجميع وينهي الصراع ويوقف شلل الدم بيننا وبينكم ويجفف دمو
اليتامى والرامل .فهل من سامع وهل من مجيب؟
* كاتب المقال ،دكتور سامي الذيب ،هو رئيس الجمعية لدولة ديمقراطية واحدة في
فلسطين/إسرائيل في لوزان سويسرا .عنوان موقعهwww.one-democratic-state.org :