ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﺳﻮﺓ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ
ﺁﻳﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻴﲏ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ
ﺩﺍﻡ ﻇﻠﻪ
٥
׋’bäÛa@òàÜ
ﻓﺎﻃﻤﺔ ..ﺑﻀﻌﺔ ﻡﻨﻲ..
ﻓﺎﻃﻤﺔ ..ﺑﻬﺠﺔ ﻗﻠﺒﻲ..
ﻲ..
ﻓﺎﻃﻤﺔ ..ﻥﻮر ﻋﻴﻨ ّ
ﻓﺎﻃﻤﺔ ..أم أﺑﻴﻬﺎ..
ه ﺬﻩ آﻠﻤ ﺎت ﻥﻮراﻥ ﻴﺔ ذات ﻡﻌ ﺎن رﻓ ﻴﻌﺔ ﺗﻔ ﻮق اﻝﺴ ﻤﺎء ﻋﻠ ﻮًا
وارﺗﻔﺎﻋ ًﺎ ..ﻗﺎﻝﻬ ﺎ أﻋﻈ ﻢ رﺝ ﻞ ﻋ ﺮﻓﺘﻪ اﻹﻥﺴ ﺎﻥﻴﺔ ،ﺑﻞ أﻋﻈﻢ ﻡﺨﻠﻮق
ﺥُﻠﻖ ﻓﻲ اﻝﻜﻮن ..ذاك هﻮ رﺱﻮل اﷲ ﻡﺤﻤﺪ ..
ﻓﻠ ﻮ ﺗﺄﻡ ﻞ اﻝﻤ ﺘﺄﻡﻞ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻝﻜﻠﻤ ﺎت وآ ﺎن ﻡ ﻦ ذوي اﻝﺤ ﻆ
اﻝﺴ ﻌﻴﺪ واﻝﻘﻠ ﻢ اﻝﺴ ﺪیﺪ ﻷﻡﻜ ﻨﻪ أن یﻜ ﺘﺐ ﻋ ﻦ آﻞ آﻠﻤﺔ آﺘﺎﺑًﺎ ﺽﺨﻤﺎً،
ورﺑﻤﺎ أآﺜﺮ ﻡﻦ آﺘﺎب ،ﻷﻥﻬﺎ ﺗﺨﺘﺰن ﻡﻌﺎﻥﻲ آﺘﺎب اﻝﻜﻮن ﺑﺄﺝﻤﻌﻪ.
وه ﺬا ﻝ ﻴﺲ ﻏ ﺮیﺒًﺎ وﻻ ﻡﺴ ﺘﻐﺮﺑًﺎ ﻋ ﻨﺪ ذوي اﻝﺒﺼ ﺎﺋﺮ ،ﻷﻥﻬ ﻢ
٦
یﻌ ﺮﻓﻮن أن اﻝﻜ ﻮن آ ﺎن ﺑﻔﻀ ﻞ ﺗﻠ ﻚ اﻝﺴﻴﺪة اﻝﺠﻠﻴﻠﺔ ..ﻓﻠﻮﻻك ﻝﻤﺎ
ﺥﻠﻘﺖ اﻷﻓﻼك ،وﻝﻮﻻ ﻋﻠﻲ ﻝﻤﺎ ﺥﻠﻘﺘﻚ ،وﻝﻮﻻ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻝﻤﺎ ﺥﻠﻘﺘﻜﻤﺎ..
وه ﺬا اﻝﺤ ﺪیﺚ اﻝﻘﺪﺱ ﻲ اﻝﺸ ﺮیﻒ یﺨﺘ ﺰن أﺱﺮار ﺗﻜﻮیﻦ اﻝﻜﻮن،
واﻝﻌﻠﻞ واﻷﺱﺒﺎب اﻝﺘﻲ ﺝﻌﻠﺘﻪ یﻈﻬﺮ ﻝﻠﻮﺝﻮد.
ﻼ ﺙﻢﻓﻔﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﻝﻴﺴ ﺖ ه ﻲ ﻡﺠ ﺮد اﻡ ﺮأة ﻋﺎﺵ ﺖ ﻗﻠ ﻴ ً
ﺗﻮﻓ ﻴﺖ )اﺱﺘﺸ ﻬﺪت( ﻓ ﻲ ریﻌ ﺎن ﺵ ﺒﺎﺑﻬﺎ وﻥﻀ ﺎرة ﻋ ﻮدهﺎ وﻗﻤ ﺔ
ﺗﺄﻝﻘﻬﺎ..
ﻻ ..ﺑ ﻞ ه ﻲ ﻡ ﻦ ه ﻲ ..وﻻ یﻌ ﺮف ﻡ ﻦ ه ﻲ اﻻ اﷲ ورﺱ ﻮﻝﻪ
وأﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ﻋﻠﻲ وأﺑﻨﺎؤهﺎ اﻝﻤﻌﺼﻮﻡﻮن .
هﻲ ﻡﻦ ﻝﻮ ﺗﻌﻠﻤﺖ اﻝﺪﻥﻴﺎ ﻡﻨﻬﺎ ﻝﺴﺎدهﺎ اﻷﻡﻦ واﻷﻡﺎن..
ه ﻲ ﻡﺪرﺱ ﺔ ﻝﻸﺝ ﻴﺎل ،وﺡﻴﺎﺗﻬﺎ اﻝﻘﺼﻴﺮة ﺝﺪًا ﻡﻦ ﻋﻤﺮ اﻝﺰﻡﻦ،
ﻥﺒ ﺮاس وﻡﺸ ﻌﻞ ﻥ ﻮر یﺠ ﺐ اﻻﺱﺘﻀ ﺎءة ﺑ ﻪ واﻷﺥ ﺬ ﻡ ﻨﻪ وﺗﻌﻠ ﻢ
اﻝﺪروس اﻝﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻝﺘﺮﺑﻴﺔ اﻷﻡﻢ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺹﺎﻝﺤﺔ..
ه ﻲ ﺑﻀ ﻌﺔ ﻡ ﻦ أﺑ ﻴﻬﺎ ، واﻝﺮﺱ ﻮل ه ﻮ أﺱ ﻮة ﻡ ﻦ اﷲ
ﺑﺎﻝ ﺘﺤﺪیﺪ واﻝﺘﺨﺼ ﻴﺺ ﺡﻴﺚ ﻗﺎل ﻋﺰوﺝﻞ :ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﰲ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﷲ ﺃﺳﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﳌﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻮ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ)،ﺱ ﻮرة اﻷﺡ ﺰاب،(٢١ :
وﺝ ﺰؤﻩ ﻻیﻨﻔﺼ ﻞ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻬﺬا یﻌﻨﻲ أن ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء هﻲ أیﻀًﺎ
أﺱ ﻮة ﺡﺴ ﻨﺔ ﻝﻤ ﻦ آ ﺎن ی ﺮﺝﻮ اﷲ واﻝ ﻴﻮم اﻵﺥ ﺮ آﺄﺑ ﻴﻬﺎ ﺗﻤﺎﻡ ًﺎ وه ﻲ
)ﺍﻓﻀﻞ ﺃﺳﻮﺓ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ(.
وﻓ ﻲ ه ﺬا اﻝﻜ ﺘﺎب یﺸ ﻴﺮ اﻝﻤ ﺮﺝﻊ اﻝﺪیﻨ ﻲ اﻷﻋﻠ ﻰ اﻹﻡ ﺎم
اﻝﺸ ﻴﺮازي )دام ﻇﻠ ﻪ( إﻝ ﻰ ﺑﻌ ﺾ اﻝﻤﻼﻡ ﺢ اﻝﺤﻴﺎﺗ ﻴﺔ واﻝ ﺪروس
اﻝﺤﻀ ﺎریﺔ اﻝﺘ ﻲ اﺱ ﺘﻔﺎدهﺎ ﻡ ﻦ ه ﺬﻩ اﻷﺱﻮة اﻝﻄﺎهﺮة ،آﻤﺎ یﺒﻴﻦ ﻡﺪى
أهﻤ ﻴﺔ ﻗ ﻮﻝﻬﺎ ) وﻃﺎﻋﺘ ﻨﺎ ﻥﻈﺎﻡ ًﺎ ﻝﻠﻤﻠ ﺔ( ﻓﻴﺴ ﺘﺪل ﺑﺄﺱ ﻠﻮب ﺡﻜ ﻮﻡﺔ
اﻝﺮﺱ ﻮل وأﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻝﺒ ﻴﺎن أن اﻝﺴ ﻌﺎدة واﻝ ﻨﻈﺎم
ﻻیﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﺑﻄﺎﻋﺔ أهﻞ اﻝﺒﻴﺖ .
وﻗ ﺪ ﻗﻤ ﻨﺎ ﺑﺈﻋ ﺎدة ﻃ ﺒﻊ اﻝﻜ ﺘﺎب ﻝﻤ ﺎ ﻝ ﻪ ﻡ ﻦ ﻓﺎﺋ ﺪة ﺝﻤ ﺔ ﻝﻠﻨﺴ ﺎء
واﻝ ﺮﺝﺎل ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻝﻌﺼ ﺮ اﻝﺬي اﺥﺘﻠﻄﺖ ﻓﻴﻪ اﻷﺡﻮال ..راﺝﻴﻦ ﻡﻦ
اﷲ اﻝﺘﻮﻓﻴﻖ واﻝﺴﺪاد..
٧
ﺩﺍﺭ ﺻﺎﺩﻕ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ
ﺑﲑﻭﺕ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺹ ﺏ ١٣ / ٦٠٨٠ﺷﻮﺭﺍﻥ
٨
ò߇Ծa
اﻝﺤﻤ ﺪ ﷲ رب اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﻦ ،واﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻡﺤﻤﺪ
وﺁﻝ ﻪ اﻝﻄﻴﺒ ﻴﻦ اﻝﻄﺎه ﺮیﻦ ،واﻝﻠﻌ ﻨﺔ ﻋﻠ ﻰ أﻋ ﺪاﺋﻬﻢ أﺝﻤﻌ ﻴﻦ،
إﻝﻰ ﻗﻴﺎم یﻮم اﻝﺪیﻦ.
أﻡ ﺎ ﺑﻌ ﺪ :ﻓﻬ ﺬا ﻡﺨﺘﺼ ﺮ ﻓﻲ ﻓﻀﻞ ﺱﻴﺪة ﻥﺴﺎء اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﻦ
ﻡﻦ اﻷوﻝﻴﻦ واﻵﺥﺮیﻦ ،ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺴﻼم(.
ﻓﻬ ﻲ )ﺹﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ( اﻝﺼﺪیﻘﺔ اﻝﻜﺒﺮى اﻝﺘﻲ دارت ﻋﻠﻰ
ﻡﻌ ﺮﻓﺘﻬﺎ اﻝﻘ ﺮون اﻷوﻝ ﻰ) ،(١وه ﻲ )ﺱ ﻼم اﷲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ( ﺡﺠ ﺔ اﷲ
ﻋﻠ ﻰ ﺥﻠﻘ ﻪ ﺑ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺡﺠﺠ ﻪ اﻝﻤﻜ ﺮﻡﻴﻦ آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل اﻹﻡ ﺎم
اﻝﻌﺴ ﻜﺮي » : ﻥﺤ ﻦ ﺡﺠﺞ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺥﻠﻘﻪ وﺝﺪﺗﻨﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﺡﺠﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ«).(٢
وه ﻲ ﺥﻴ ﺮ أﺱ ﻮة ﻝﻠﻤﺮأة اﻝﻤﺴﻠﻤﺔ ،ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺘﺄﺱﻰ
ﺑﻬﺎ )ﺹﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ( ﻝﻜﻲ ﺗﻨﺎل ﺱﻌﺎدة اﻝﺪﻥﻴﺎ واﻵﺥﺮة..
) (١ﺍﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ » :ﻫﻲ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺩﺍﺭﺕ
ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻷﻭﱃ« ،ﺍﻣﺎﱄ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ :ﺝ ٢ﺹ ٢٨٠ﻁ ﻗﻢ.
) (٢ﺗﻔﺴﲑ ﺃﻃﻴﺐ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ :ﺝ ١٣ﺹ.٢٢٥
٩
ﻥﺴ ﺄل اﷲ ﺱ ﺒﺤﺎﻥﻪ أن یﻮﻓﻘ ﻨﺎ ﻝﻼه ﺘﺪاء ﺑ ﻨﻮرهﺎ ،إﻥ ﻪ
ﺱﻤﻴﻊ ﻡﺠﻴﺐ.
ﻗﻢ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ
ﺷﻮﺍﻝ ١٤٠٣ﻫـ /ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ
١٠
@õa‹çÛa@Ý›Ï
اﻝﺮﺱﻮل اﻷﻋﻈﻢ هﻮ أﻓﻀﻞ رﺝﻞ ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝﻢ ،ﺡﻴﺚ
إن اﷲ ﺱ ﺒﺤﺎﻥﻪ وﺗﻌﺎﻝ ﻰ ﻝ ﻢ یﺨﻠ ﻖ آﺎﻝﺮﺱ ﻮل إﻥﺴ ﺎﻥﺎً ،ﺑﻞ هﻮ
أﻓﻀﻞ ﻡﺨﻠﻮق ﻓﻲ اﻝﻜﻮن ،ﻷن اﷲ ﻝﻢ یﺨﻠﻖ أﻓﻀﻞ ﻡﻨﻪ
إﻃﻼﻗﺎً ،آﻤﺎ ﺗﻮاﺗﺮت ﺑﺬﻝﻚ اﻝﺮوایﺎت).(٣
واﻝﺴ ﻴﺪة ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء أﻓﻀ ﻞ اﻡ ﺮأة ﻓ ﻲ اﻝﻌ ﺎﻝﻢ،
ﺑﻞ ﻝﻢ یﺨﻠﻖ اﷲ ﻋﺰوﺝﻞ اﻡﺮأة أﻓﻀﻞ ﻡﻦ اﻝﺰهﺮاء )ﺱﻼم اﷲ
ﻋﻠ ﻴﻬﺎ( ،وﻻﻡﺨﻠ ﻮﻗًﺎ أﻓﻀﻞ ﻡﻨﻬﺎ ﺑﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻰ ﺝﻨﺲ اﻝﻨﺴﺎء ﺑﻤﺎ
ﻦ اﻝﺤﻮر ،وهﺬا ﻡﻤﺎ ﺗﻮاﺗﺮت ﺑﻪ اﻝﺮوایﺎت أیﻀًﺎ ).(٤ ﻓﻴﻬ ّ
وﻻ ﻋﺠ ﺐ ﻓ ﺎن اﷲ ﺱ ﺒﺤﺎﻥﻪ وﺗﻌﺎﻝ ﻰ ﻓ ﻴﺎض ﻡﻄﻠ ﻖ،
یﻌﻄ ﻲ اﻝﻔ ﻴﺾ ﻝﻜ ﻞ ﺵ ﻲء ﻗﺎﺑ ﻞ ،وﻝﺴﻨﺎ ﻥﺮیﺪ ﺑﺎﻝﻘﺎﺑﻞ اﻝﻤﻬﻴّﺔ
اﻝﺘ ﻲ ﻝﻬ ﺎ ﻡﻜﺎﻥ ﺔ ﻓ ﻲ اﻝ ﺬهﻦ أو ﻡ ﺎ أﺵ ﺒﻬﻬﺎ ،ﺑ ﻞ ﻥ ﺮیﺪ أن اﷲ
ﺱ ﺒﺤﺎﻥﻪ وﺗﻌﺎﻝ ﻰ یﺨﻠ ﻖ اﻝﺸ ﻲء ﺹ ﺎﺡﺐ اﻝﻤﺎﺋ ﺔ ،واﻝﺸ ﻲء
ﺹﺎﺡﺐ اﻝﺨﻤﺴﻴﻦ ،واﻝﺸﻲء ﺹﺎﺡﺐ اﻝﻮاﺡﺪ وهﻜﺬا.
ﺖ ﹶﺃ ْﻭ ِﺩَﻳﺔﹲ
ﺴﻤَﺎ ِﺀ ﻣَﺎ ًﺀ ﹶﻓﺴَﺎﹶﻟ ْ
وﻓ ﻲ اﻝﻘ ﺮﺁن اﻝﺤﻜ ﻴﻢ :ﺃﹶﻧ َﺰ ﹶﻝ ِﻣ ْﻦ ﺍﻟ ﱠ
) (٣ﺭﺍﺟﻊ ﻋﻠﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ :ﺹ ١٢٤ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ.
) (٤ﺭﺍﺟـﻊ ﺍﳋﺼﺎﻝ :ﺹ ،٢٠٥ﺑﺎﺏ ﺍﻓﻀﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ ،ﻣﻀﺎﻓﹰﺎ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﺳﻴﺪﺓ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
١١
ِﺑﻘﹶـ َﺪ ِﺭﻫَﺎ ،(٥)وﺗﻔﺼ ﻴﻞ اﻝﻤﻮﺽ ﻮع ﻡ ﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻝﺤﻜﻤ ﺔ ﻡﻤ ﺎ ﻻ
اﻝﻤﻘﺎم.. یﺴﻌﻪ
وإﻥﻤ ﺎ اﻝﻜﻼم ﻓﻲ أن اﻝﺼﺪیﻘﺔ اﻝﻄﺎهﺮة ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء
ﻡﻮﺝ ﻮدة ﻋﺎﻝ ﻴﺔ رﻓ ﻴﻌﺔ اﻝﻤﻘ ﺎم ﺝ ﺪاً ،ﻓ ﻮق ﻡ ﺎ یﻤﻜ ﻦ أن
ﻥﺘﺼ ﻮرﻩ ،وذﻝ ﻚ ﻝﻤﺎ ﺙﺒﺖ ﻡﻦ أن اﻝﻤﺤﺪود اﻝﻀﻴﻖ ﻻ یﻤﻜﻦ
أن یﺴ ﺘﻮﻋﺐ ﻡ ﺎ ه ﻮ أآﺒ ﺮ ﻡ ﻨﻪ ،ﺡﺘ ﻰ إن ﺑﻌ ﺾ اﻝﻌﻠﻤ ﺎء
ﻗﺎﻝ ﻮا :إن ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء وأﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴًﺎ ﺡﺴﺐ
ﺑﻌﺾ اﻝﺮوایﺎت ﻓﻲ آﻔّﺘﻲ ﻡﻴﺰان ،ﻓﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ رﺱﻮل اﷲ
ﻋﻠ ﻰ ﺡ ّﺪ ﺱ ﻮاء ﻓ ﻲ اﻝﻔﻀ ﻞ ،وان آﺎﻥ ﺎ اﻷﻓﻀ ﻞ ﻡ ﻦ ﺱﺎﺋﺮ
اﻷﺋﻤﺔ ،وذﻝﻚ ﻝﺮوایﺎت اﻝﻜﻔﻮیﺔ وﻏﻴﺮهﺎ.
ﻗ ﺎل اﻹﻡ ﺎم اﻝﺼ ﺎدق » :ﻝ ﻮﻻ أن أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ
ﺗ ﺰوﺝﻬﺎ ﻝﻤ ﺎ آ ﺎن ﻝﻬ ﺎ آﻔ ﻮ ﻋﻠ ﻰ وﺝ ﻪ اﻷرض إﻝ ﻰ ی ﻮم
اﻝﻘﻴﺎﻡﺔ ﺁدم ﻓﻤﻦ دوﻥﻪ«).(٦
وﻓ ﻲ اﻝﺤ ﺪیﺚ اﻝﻘﺪﺱ ﻲ ﻋ ﻦ ﺝﺒﺮﺋﻴﻞ ﻗﺎل» :یﺎ ﻡﺤﻤﺪ إن
اﷲ ﺝﻞ ﺝﻼﻝﻪ یﻘﻮل ﻝﻮ ﻝﻢ أﺥﻠﻖ ﻋﻠﻴًﺎ ﻝﻤﺎ آﺎن ﻝﻔﺎﻃﻤﺔ اﺑﻨﺘﻚ
آﻔﻮ ﻋﻠﻰ وﺝﻪ اﻷرض ،ﺁدم ﻓﻤﻦ دوﻥﻪ«).(٧
وﻻ ﺵ ﻚ أن ﻓﺎﻃﻤ ﺔ )ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( أﻓﻀ ﻞ ﻡ ﻦ
أوﻻده ﺎ ،ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺎل اﻹﻡ ﺎم اﻝﺤﺴ ﻴﻦ ی ﻮم ﻋﺎﺵ ﻮراء
ﻷﺥ ﺘﻪ زی ﻨﺐ » :أﺑﻲ ﺥﻴﺮ ﻡﻨّﻲ ،وأﻡﻲ ﺥﻴﺮ ﻡﻨّﻲ ،وأﺥﻲ
) (٥ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻋﺪ.١٧ :
) (٦ﺍﻻﻣﺎﱄ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻭﻕ :ﺹ ٥٩٢ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ٨٦ﺡ ،١٨ﻭﻋﻠﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ :ﺹ.١٧٨
) (٧ﻋﻴﻮﻥ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺮﺿﺎ :ﺝ ١ﺹ.٢٢٥
١٢
ﺥﻴﺮ ﻡﻨﻲ« اﻝﺤﺪیﺚ).(٨
ﻓﺎﻹﻡ ﺎم أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ وﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء ﺥﻴﺮ
ﻡﻦ اﻹﻡﺎﻡﻴﻦ اﻝﺤﺴﻦ واﻝﺤﺴﻴﻦ )ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم(.
وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل رﺱ ﻮل اﷲ » :اﻝﺤﺴ ﻦ واﻝﺤﺴﻴﻦ ﻓﺎﺽﻼن
ﻓﻲ اﻝﺪﻥﻴﺎ واﻵﺥﺮة وأﺑﻮهﻤﺎ أﻓﻀﻞ ﻡﻨﻬﻤﺎ«).(٩
ﺙﻢ إن اﻹﻡﺎم اﻝﺤﺴﻦ أﻓﻀﻞ ﻡﻦ اﻹﻡﺎم اﻝﺤﺴﻴﻦ،
واﻹﻡ ﺎم اﻝﺤﺴ ﻴﻦ أﻓﻀ ﻞ ﻡ ﻦ ﺱ ﺎﺋﺮ اﻷﺋﻤﺔ ﺡﺘﻰ ﻡﻦ
اﻹﻡﺎم اﻝﻤﻬﺪي.
وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻝﺮوایﺎت ان اﻹﻡﺎم اﻝﻤﻬﺪي أﻓﻀﻞ ﻡﻦ
اﻷﺋﻤ ﺔ ﺑﻌ ﺪ اﻹﻡ ﺎم اﻝﺤﺴ ﻴﻦ یﻌﻨ ﻲ :اﻹﻡ ﺎم اﻝﺴ ﺠﺎد،
واﻝﺒﺎﻗﺮ ،واﻝﺼﺎدق ...إﻝﻰ اﻹﻡﺎم اﻝﻌﺴﻜﺮي.
وآ ﻴﻒ آ ﺎن ﻓﺎﻝﻤﻌﺼ ﻮﻡﻮن اﻷرﺑﻌ ﺔ ﻋﺸ ﺮ أﻓﻀ ﻞ
ﺥﻠ ﻖ اﷲ ،وﺱﻠﺴ ﻠﺔ اﻝﻤ ﺮاﺗﺐ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ـ ﺡﺴ ﺐ اﻝﻤﺴ ﺘﻔﺎد ﻡ ﻦ
اﻝﺮوایﺎت ـ هﻜﺬا:
اﻝﺮﺱﻮل أو ً
ﻻ.
ﺙﻢ أﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ﻋﻠﻲ وﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء .
ﺙﻢ اﻹﻡﺎم اﻝﺤﺴﻦ .
ﺙﻢ اﻹﻡﺎم اﻝﺤﺴﻴﻦ .
ﺙﻢ اﻹﻡﺎم اﻝﻤﻬﺪي .
ﺙﻢ ﺑﻘﻴﺔ اﻷﺋﻤﺔ .
) (٨ﺍﻻﺭﺷـﺎﺩ :ﺝ ٢ﺹ ،٩٣ﻭﺭﺍﺟـﻊ ﻣﺜﲑ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ :ﺹ ٤٩ﻭﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻮﺭﻯ ،٢٣٩ :ﻭﻓﻴﻬﺎ:
»ﻭﺍﻥ ﺃﰊ ﺧﲑ ﻣﲏ ﻭﺃﺧﻲ ﺧﲑ ﻣﲏ«.
) (٩ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻻﻣﺎﱄ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻭﻕ :ﺹ ٤٣٧ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ .٦٧
١٣
ﻥﻌ ﻢ ﻓﻲ اﻝﺮوایﺎت )ﺡﺴﺐ اﻃﻼﻋﻨﺎ( ﻝﻢ یﺮد ﺵﻲء ﻋﻠﻰ
أﻓﻀ ﻠﻴّﺔ ﺑﻌ ﺾ ه ﺆﻻء اﻷﺋﻤ ﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ،یﻌﻨﻲ اﻹﻡﺎم
اﻝﺴ ﺠﺎد واﻝﺒﺎﻗ ﺮ واﻝﺼﺎدق واﻝﻜﺎﻇﻢ واﻝﺮﺽﺎ إﻝﻰ اﻝﻌﺴﻜﺮي
)ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻓﻀﻞ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم(.
١٤
@õa‹çÛa@òäî
إن اﷲ ﺗﻌﺎﻝﻰ ﻗﺪ ﺵﺮف ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء ﻡﻨﺬ ﺥﻠﻘﺘﻬﺎ،
ﺡ ﻴﺚ ﻓﻀ ﻞ ذاﺗﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻏﻴ ﺮهﺎ ﻡ ﻦ اﻝﻨﺴ ﺎء ،ﻓﻄﻴﻨﺘﻬﺎ أرﻓﻊ
ﻡ ﻦ ﻃﻴ ﻨﺔ ﺱ ﺎﺋﺮ اﻝ ﻨﺎس ﺑﻌ ﺪ اﻝﺮﺱ ﻮل واﻹﻡ ﺎم أﻡﻴ ﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ آﻤ ﺎ یﺴ ﺘﻔﺎد ﻡ ﻦ ﺡ ﺪیﺚ اﻝ ﺘﻔﺎﺡﺔ
وﻏﻴﺮهﺎ..
وﻻ ﻡﺎﻥ ﻊ ﻡ ﻦ ذﻝ ﻚ ﺡ ﻴﺚ إن اﷲ ﺱﺒﺤﺎﻥﻪ وﺗﻌﺎﻝﻰ یﺨﻠﻖ
اﻷﻓﻀﻞ واﻝﻔﺎﺽﻞ واﻷﻗﻞ ﻓﻀﻼً ،آﻤﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﻴﺎﻩ ﺡﻴﺚ ﺥﻠﻖ
اﻝﻌﺬب واﻝﻤﺎﻝﺢ ،وآﻤﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﺡﻴﺚ ﺥﻠﻖ اﻝﺘﺮﺑﺔ اﻝﺠﻴّﺪة
واﻝﺘ ﺮﺑﺔ ﻏﻴ ﺮ اﻝﺠ ﻴﺪة ،وآﻤ ﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﻌﺎدن ﺡﻴﺚ ﺥﻠﻖ اﻷﺙﻤﻦ
آﺎﻝﺬهﺐ ،واﻷﻗﻞ ﻗﻴﻤﺔ آﺎﻝﻔﻀّﺔ.
وﻓ ﻲ اﻝﺤ ﺪیﺚ» :اﻝ ﻨﺎس ﻡﻌ ﺎدن ،آﻤﻌ ﺎدن اﻝ ﺬهﺐ
واﻝﻔﻀّﺔ«).(١٠
ﻓﻔﻄ ﺮة اﻝﺰه ﺮاء وﻃﻴﻨﺘﻬﺎ ﻻ یﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺴﺎﻡﻰ إﻝﻴﻬﺎ
اﻡ ﺮأة ﻓ ﻲ اﻝﻌ ﺎﻝﻢ ،ﺡﺘ ﻰ إن ﻡ ﺮیﻢ وﺁﺱ ﻴﺔ وﺥﺪیﺠ ﺔ وﺡ ﻮّاء
وﻡ ﻦ أﺵﺒﻪ ﻡﻦ ﺱﻴﺪات اﻝﻨﺴﺎء )ﻋﻠ ﻴﻬﻦ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( ﻻ یﺼﻠﻦ
إﻝ ﻰ ﻓﻀ ﻴﻠﺔ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء اﻝﺬاﺗ ﻴّﺔ واﻝﺘ ﻲ ﺗ ﺮﺗﺒﻂ ﺑﻄﻴﻨ ﺘﻬﺎ
وﺥﻠﻘﺘﻬﺎ.
ﻗ ﺎل رﺱ ﻮل اﷲ » :ﻝﻤ ﺎ أﺱ ﺮي ﺑ ﻲ دﺥﻠ ﺖ اﻝﺠ ﻨﺔ
ﻓﻨﺎوﻝﻨﻲ ﺝﺒﺮﺋﻴﻞ ﺗﻔﺎﺡﺔ ﻓﺄآﻠﺘﻬﺎ ﻓﺼﺎرت ﻥﻄﻔﺔ وﻓﺎﻃﻤﺔ ﻡﻨﻬﺎ
) (١٠ﻣﺸﻜﺎﺓ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ :ﺹ ،٢٦٠ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﰲ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺑﺔ.
١٥
وآﻠﻤﺎ اﺵﺘﻘﺖ إﻝﻰ ریﺢ اﻝﺠﻨﺔ ﻗﺒﻠﺘﻬﺎ«).(١١
وﻋﻦ أﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻗﺎل» :آﺎن رﺱﻮل اﷲ یﻜﺜﺮ
ﻡ ﻦ ﺗﻘﺒ ﻴﻞ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﻓﺄﻥﻜ ﺮ ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﻌ ﺾ ﻥﺴ ﺎﺋﻪ ذﻝ ﻚ ،ﻓﻘ ﺎل
:إﻥ ﻪ ﻝﻤ ﺎ أﺱ ﺮي ﺑ ﻲ إﻝ ﻰ اﻝﺴ ﻤﺎء دﺥﻠ ﺖ اﻝﺠﻨﺔ ﻓﺄدﻥﺎﻥﻲ
ﺝﺒ ﺮﺋﻴﻞ ﻡ ﻦ ﺵ ﺠﺮة ﻃﻮﺑ ﻰ وﻥﺎوﻝﻨ ﻲ ﺗﻔﺎﺡ ﺔ ﻓﺄآﻠﺘﻬﺎ ،ﻓﺤﻮل
اﷲ ذﻝ ﻚ ﻓ ﻲ ﻇﻬ ﺮي ﻡﺎءً ،ﻓﻠﻤﺎ هﺒﻄﺖ إﻝﻰ اﻷرض واﻗﻌﺖ
ﺥﺪیﺠ ﺔ ﻓﺤﻤﻠ ﺖ ﺑﻔﺎﻃﻤ ﺔ ،ﻓﻜﻠﻤ ﺎ اﺵ ﺘﻘﺖ إﻝ ﻰ اﻝﺠ ﻨﺔ ﻗﺒﻠ ﺘﻬﺎ،
وﻡ ﺎ ﻗﺒﻠ ﺘﻬﺎ إﻻ وﺝ ﺪت راﺋﺤ ﺔ ﺵ ﺠﺮة ﻃﻮﺑ ﻰ ﻡ ﻨﻬﺎ ﻓﻬ ﻲ
ﺡﻮراء إﻥﺴﻴﺔ«).(١٢
وﻓ ﻲ ﺡ ﺪیﺚ ﺁﺥ ﺮ» :إن ه ﺬﻩ اﻝ ﺘﻔﺎﺡﺔ ﺥﻠﻘﻬ ﺎ اﷲ ﺑ ﻴﺪﻩ
وادﺥﺮهﺎ ﻝﻨﺒﻴﻪ وأﻋﻄﺎﻩ ﻓﻲ ﻝﻴﻠﺔ اﻝﻤﻌﺮاج«).(١٣
ه ﺬا ﺑﺎﻝﻨﺴ ﺒﺔ إﻝ ﻰ ﺥﻠﻘ ﺘﻬﺎ ﺡﺴ ﺐ ﻡ ﺎ ورد ﻓ ﻲ اﻝﺮوایﺎت
وﺗﻔﺴﻴﺮ اﻵیﺎت اﻝﻤﺒﺎرآﺔ..
) (١١ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ :ﺝ ١ﺹ ١٧٠ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳋﺎﻣﺲ.
) (١٢ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻵﻳﺎﺕ :ﺹ ٢٤٠ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻋﺪ.
) (١٣ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻵﻳﺎﺕ :ﺹ.٢٤١
١٦
@õa‹çÛa@À@pbíe
وه ﻨﺎك ﺁی ﺎت آﺜﻴ ﺮة ﻓ ﻲ اﻝﻘ ﺮﺁن اﻝﻜ ﺮیﻢ ﻥﺰﻝﺖ ﻓﻲ ﺡﻖ
ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء وه ﻲ ﺗ ﺪل ﻋﻠ ﻰ ﻋﻈ ﻢ ﺵ ﺄﻥﻬﺎ وآﺒ ﺮ
ﺵﺨﺼﻴّﺘﻬﺎ وارﺗﻔﺎع ﻡﻘﺎﻡﻬﺎ ﻥﺸﻴﺮ إﻝﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ):(١٤
ﺳﻮرة هﻞ أﺗﻰ
ﻡ ﻨﻬﺎ :ﺱ ﻮرة )ه ﻞ أﺗ ﻰ() (١٥وﻗ ﺪ ﻥ ﺰﻝﺖ ﻓ ﻲ أﻡﻴ ﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ وﻓﺎﻃﻤ ﺔ واﻝﺤﺴ ﻦ واﻝﺤﺴ ﻴﻦ )ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻝﺼ ﻼة
واﻝﺴ ﻼم( ﻝ ّﻤ ﺎ ﻡ ﻨﺤﻮا ﻃﻌ ﺎم ﻓﻄ ﻮرهﻢ ﻝﻠﻔﻘﻴ ﺮ واﻝﻴﺘﻴﻢ واﻷﺱﻴﺮ،
ﻓﻲ ﻗﺼّﺔ ﻡﺸﻬﻮرة ،رواهﺎ اﻝﻔﺮیﻘﺎن ،ﻓﺄﻥﺰل اﷲَ :ﻭُﻳ ﹾﻄ ِﻌﻤُﻮ ﹶﻥ
ﺴﻜِﻴﻨﹰﺎ َﻭَﻳﺘِﻴﻤﹰﺎ َﻭﹶﺃﺳِﲑﹰﺍِ ﺇﱠﻧﻤَﺎ ﻧُ ﹾﻄ ِﻌﻤُﻜﹸ ْﻢ ِﻟ َﻮ ْﺟ ِﻪ ﺍ ِ
ﷲﻻ ﺍﻟ ﱠﻄﻌَﺎ َﻡ َﻋﻠﹶﻰ ﺣُﱢﺒ ِﻪ ِﻣ ْ
ُﻧﺮِﻳ ُﺪ ِﻣ ْﻨ ﹸﻜ ْﻢ َﺟﺰَﺍ ًﺀ ﻭَﻻ ﺷُﻜﹸﻮﺭﹰﺍ.(١٦)
روى اﻝﺸ ﻴﺦ اﻝﺼ ﺪوق ﻓ ﻲ أﻡﺎﻝ ﻴﻪ ﻋ ﻦ اﻹﻡ ﺎم
ﻞ :ﻳُﻮﻓﹸﻮ ﹶﻥ ﺑِﺎﻟﱠﻨ ﹾﺬ ِﺭ.
اﻝﺼﺎدق ﻋﻦ أﺑﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻝﻪ ﻋ ﱠﺰ وﺝ ّ
ﻗ ﺎل :ﻡ ﺮض اﻝﺤﺴ ﻦ واﻝﺤﺴ ﻴﻦ وهﻤ ﺎ ﺹ ﺒﻴّﺎن
) (١٤ﻟﻠﺘﻔﺼـﻴﻞ ﺭﺍﺟـﻊ ﻛـﺘﺎﺏ )ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ ﺍﶈﻘﻖ ﺁﻳﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻴﺪ
ﺻﺎﺩﻕ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ )ﺩﺍﻡ ﻇﻠﻪ(.
) (١٥ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
) (١٦ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ٨ :ـ .٩
١٧
ﺹ ﻐﻴﺮان ،ﻓﻌﺎدهﻤ ﺎ رﺱ ﻮل اﷲ ﻡ ﻊ ﺑﻌ ﺾ أﺹ ﺤﺎﺑﻪ،
ﻓﻘ ﻴﻞ :ی ﺎ أﺑ ﺎ اﻝﺤﺴ ﻦ ﻝ ﻮ ﻥ ﺬرت ﻓ ﻲ اﺑﻨ ﻴﻚ ﻥ ﺬرًا إن اﷲ
ﻋﺎﻓﺎهﻤﺎ.
ﻓﻘ ﺎل :أﺹ ﻮم ﺙﻼﺙ ﺔ أی ﺎم ﺵ ﻜﺮًا ﷲ ﻋ ﱠﺰ وﺝ ﻞّ ،وآ ﺬﻝﻚ
ﻗﺎﻝ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ،وﻗﺎل اﻝﺼﺒﻴّﺎن :وﻥﺤﻦ أیﻀًﺎ ﻥﺼﻮم ﺙﻼﺙﺔ
أیﺎم ،وآﺬﻝﻚ ﻗﺎﻝﺖ ﺝﺎریﺘﻬﻢ ﻓﻀّﺔ.
ﻓﺄﻝﺒﺴ ﻬﻤﺎ اﷲ ﻋﺎﻓﻴ ﺘﻪ ،ﻓﺄﺹ ﺒﺤﻮا ﺹ ﻴﺎﻡًﺎ وﻝ ﻴﺲ ﻋ ﻨﺪهﻢ
ﻲ إﻝ ﻰ ﺝ ﺎر ﻝ ﻪ ﻡ ﻦ اﻝﻴﻬﻮد یﻘﺎل ﻝﻪ: ﻃﻌ ﺎم ،ﻓﺎﻥﻄﻠ ﻖ ﻋﻠ ﱞ
ﺵ ﻤﻌﻮن ،یﻌ ﺎﻝﺞ اﻝﺼ ﻮف ،ﻓﻘ ﺎل :ه ﻞ ﻝ ﻚ أن ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﺝﺰّة
ﻡ ﻦ ﺹ ﻮف ﺗﻐ ﺰﻝﻬﺎ ﻝ ﻚ اﺑ ﻨﺔ ﻡﺤ ّﻤ ﺪ ﺑ ﺜﻼﺙﺔ أﺹ ﻮع) (١٧ﻡ ﻦ
ﺵﻌﻴﺮ؟.
ﻗ ﺎل :ﻥﻌ ﻢ ،ﻓﺄﻋﻄ ﺎﻩ ،ﻓﺠ ﺎء ﺑﺎﻝﺼ ﻮف واﻝﺸﻌﻴﺮ ،وأﺥﺒﺮ
ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻓﻘﺒﻠﺖ وأﻃﺎﻋﺖ.
ﺙ ّﻢ ﻋﻤ ﺪت ﻓﻐﺰﻝﺖ ﺙﻠﺚ اﻝﺼﻮف ،ﺙﻢ أﺥﺬت ﺹﺎﻋًﺎ ﻡﻦ
ﻞ
اﻝﺸﻌﻴﺮ ﻓﻄﺤﻨﺘﻪ وﻋﺠﻨﺘﻪ وﺥﺒﺰت ﻡﻨﻪ ﺥﻤﺲ أﻗﺮاص ،ﻝﻜ ّ
واﺡﺪ ﻗﺮﺹًﺎ.
ﻲ اﻝﻤﻐﺮب ،ﺙﻢ أﺗﻰ ﻡﻨﺰﻝﻪ ﻲ ﻡﻊ اﻝﻨﺒ ّ وﺹﻠّﻰ ﻋﻠ ّ
ﻲ
ﻓﻮﺽ ﻊ اﻝﺨ ﻮان وﺝﻠﺴﻮا ﺥﻤﺴﺘﻬﻢ ،ﻓﺄوّل ﻝﻘﻤﺔ آﺴﺮهﺎ ﻋﻠ ﱞ
إذا ﻡﺴ ﻜﻴﻦ ﻗ ﺪ وﻗﻒ ﺑﺎﻝﺒﺎب ﻓﻘﺎل :اﻝﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ یﺎ أهﻞ
ﺑ ﻴﺖ ﻡﺤ ّﻤ ﺪ ،أﻥ ﺎ ﻡﺴ ﻜﻴﻦ ﻡ ﻦ ﻡﺴﺎآﻴﻦ اﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،أﻃﻌﻤﻮﻥﻲ
ﻡﻤّﺎ ﺗﺄآﻠﻮن أﻃﻌﻤﻜﻢ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻡﻮاﺋﺪ اﻝﺠﻨﺔ.
ﻓﻮﺽﻊ اﻝﻠﻘﻤﺔ ﻡﻦ یﺪﻩ ﺙ ّﻢ ﻗﺎل:
ـﻴﻘﲔ ﻳـﺎ ﺑـﻨﺖ ﺧﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﲨﻌﲔ ـﺪ ﻭﺍﻟـﻓـﺎﻃﻢ ﺫﺍﺕ ﺍﺠﻤﻟـ
) (١٧ﺍﻟﺼﺎﻉ :ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻛﻴﻠﻮ.
١٨
ﺃﻣـﺎ ﺗـﺮﻳﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﺟـﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟـﺒﺎﺏ ﻟـﻪ ﺣﻨﲔ
ﻳﺸــﻜﻮ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻭﻳﺴــﺘﻜﲔ ﻳﺸـﻜﻮ ﺇﻟﻴـﻨﺎ ﺟﺎﺋﻌـﹰﺎ ﺣﺰﻳﻦ
ﻛـ ﹼﻞ ﺍﻣـﺮﺉ ﺑﻜﺴـﺒﻪ ﺭﻫﲔ ﻣـﻦ ﻳﻔﻌـﻞ ﺍﳋﲑ ﻳﻘﻒ ﲰﲔ
ـﻨﲔـﻰ ﺍﻟﻀـ ﻣــﻮﻋﺪﻩ ﰲ ﺟــﻨّﺔ ﺭﻫــﲔ ﺣ ـﺮّﻣﻬﺎ ﺍﷲ ﻋﻠـ
ﻭﺻـﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻳﻘﻒ ﺣﺰﻳﻦ ﻬﺗـﻮﻱ ﺑـﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﱃ ﺳﺠّﲔ
ﺷﺮﺍﺑـﻪ ﺍﳊﻤﻴـﻢ ﻭﺍﻟﻐﺴﻠﻴـﻦ
ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺗﻘﻮل:
)(١٨
ﰊ ﻣﻦ ﻟﺆﻡ ﻭﻻ ﻭﺿﺎﻋﺔ ﺃﻣـﺮﻙ ﲰﻊٌ ﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﻢ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻣﺎ َ
ـﱪﺍﻋﺔ ﺃﺭﺟـﻮ ﺇﺫﺍ ﺃﺷﺒﻌﺖ ﻣﻦ ﳎﺎﻋﺔ ﺐ ﻭﺑﺎﻟــﺬﻳﺖ ﺑﺎﻟﻠ ـ ّ
ﻏـ
ـﻔﺎﻋﺔـﻞ ﺍﳉ ـﻨّﺔ ﰲ ﺷـ ﺃﻥ ﺃﳊـﻖ ﺍﻷﺧـﻴﺎﺭ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺃﺩﺧـ
وﻋﻤ ﺪت إﻝ ﻰ ﻡ ﺎ آ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻝﺨ ﻮان ﻓﺪﻓﻌ ﺘﻪ إﻝ ﻰ
ﻻ
اﻝﻤﺴ ﻜﻴﻦ ،وﺑﺎﺗ ﻮا ﺝ ﻴﺎﻋًﺎ وأﺹ ﺒﺤﻮا ﺹ ﻴﺎﻡًﺎ ﻝ ﻢ یﺬوﻗ ﻮا إ ّ
اﻝﻤﺎء اﻝﻘﺮاح.
ﺙ ّﻢ ﻋﻤ ﺪت إﻝ ﻰ اﻝ ﺜﻠﺚ اﻝﺜﺎﻥ ﻲ ﻡ ﻦ اﻝﺼﻮف ﻓﻐﺰﻝﺘﻪ،
ﺙ ﻢ أﺥﺬت ﺹﺎﻋًﺎ ﻡﻦ اﻝﺸﻌﻴﺮ ﻓﻄﺤﻨﺘﻪ وﻋﺠﻨﺘﻪ وﺥﺒﺰت ﻡﻨﻪ
ﻞ واﺡﺪ ﻗﺮﺹًﺎ.. ﺥﻤﺴﺔ أﻗﺮﺹﺔ ﻝﻜ ّ
ﻲ .. ﺙ ﻢ أﺗ ﻰ ﻲ اﻝﻤﻐ ﺮب ﻡ ﻊ اﻝﻨﺒ ّ وﺹ ﻠّﻰ ﻋﻠ ّ
ﻡﻨ ﺰﻝﻪ ،ﻓﻠ ّﻤ ﺎ وﺽ ﻊ اﻝﺨ ﻮان ﺑ ﻴﻦ یﺪی ﻪ وﺝﻠﺴ ﻮا ﺥﻤﺴ ﺘﻬﻢ،
ﻲ إذا یﺘﻴﻢ ﻡﻦ یﺘﺎﻡﻰ اﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺪ ﻓ ﺄوّل ﻝﻘﻤ ﺔ آﺴﺮهﺎ ﻋﻠ ّ
وﻗ ﻒ ﺑﺎﻝ ﺒﺎب ﻓﻘ ﺎل :اﻝﺴ ﻼم ﻋﻠ ﻴﻜﻢ ی ﺎ أه ﻞ ﺑ ﻴﺖ ﻡﺤ ّﻤ ﺪ ،أﻥﺎ
یﺘ ﻴﻢ ﻡ ﻦ یﺘﺎﻡ ﻰ اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ أﻃﻌﻤﻮﻥ ﻲ ﻡ ّﻤ ﺎ ﺗﺄآﻠ ﻮن ،أﻃﻌﻤﻜﻢ
) (١٨ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺦ :ﻭﻻ ﺿﺮﺍﻋﺔ.
١٩
اﷲ ﻋﻠﻰ ﻡﻮاﺋﺪ اﻝﺠﻨّﺔ.
ﻲ اﻝﻠّﻘﻤﺔ ﻡﻦ یﺪﻩ ﺙ ّﻢ ﻗﺎل: ﻓﻮﺽﻊ ﻋﻠ ﱞ
ـﺰﻧﻴﻢـﻴﺲ ﺑﺎﻟـ ﻓـﺎﻃﻢ ﺑـﻨﺖ ﺍﻟﺴﻴّﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑـﻨﺖ ﻧـ ّ
ﱯ ﻟـ
ﻗـﺪ ﺟﺎﺀﻧـﺎ ﺍﷲ ﺑـﺬﺍ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻣـﻦ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﻣــﻮﻋﺪﻩ ﰲ ﺟــﻨّﺔ ﺍﻟﻨﻌــﻴﻢ ﺣــﺮّﻣﻬﺎ ﺍﷲ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻠﹼﺌــﻴﻢ
ﻭﺻـﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻳﻘﻒ ﺫﻣﻴﻢ ﻬﺗـﻮﻱ ﺑـﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﳉﺤﻴﻢ
ﺷﺮﺍﻬﺑﺎ ﺍﻟﺼﺪﻳـﺪ ﻭﺍﳊﻤﻴـﻢ
ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ وهﻲ ﺗﻘﻮل:
ـﺎﱄ ﻭﺃﺅﺛــﺮ ﺍﷲ ﻋﻠــﻰ ﻋــﻴﺎﱄ ـﻴﻪ ﻭﻻ ﺃﺑـ ـﻮﻑ ﺃﻋﻄـ ﻓﺴـ
ﺃﻣﺴـﻮﺍ ﺟـﻴﺎﻋﹰﺎ ﻭﻫﻢ ﺃﺷﺒﺎﱄ ﺃﺻـﻐﺮﻫﻢ ﻳﻘـﺘﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ
ﺑﻜــﺮﺑﻼ ﻳﻘــﺘﻞ ﺑﺎﻏﺘــﻴﺎﻝ ﻟﻘﺎﺗﻠـﻴﻪ ﺍﻟـﻮﻳﻞ ﻣـﻊ ﻭﺑﺎﻝ
ﻳﻬـﻮﻱ ﺑـﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﱃ ﺳﻔﺎﻝ ﻛـﺒﻮﻟﻪ ﺯﺍﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺒﺎﻝ
ﺙ ّﻢ ﻋﻤ ﺪت ﻓﺄﻋﻄ ﺘﻪ ﺝﻤ ﻴﻊ ﻡ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻝﺨﻮان ،وﺑﺎﺗﻮا
ﻻ اﻝﻤﺎء اﻝﻘﺮاح) ،(١٩وأﺹﺒﺤﻮا ﺹﻴﺎﻡًﺎ. ﺝﻴﺎﻋًﺎ ﻝﻢ یﺬوﻗﻮا إ ّ
وﻋﻤ ﺪت ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻓﻐﺰﻝﺖ اﻝﺜﻠﺚ اﻝﺒﺎﻗﻲ ﻡﻦ اﻝﺼﻮف،
وﻃﺤ ﻨﺖ اﻝﺼ ﺎع اﻝﺒﺎﻗ ﻲ وﻋﺠﻨ ﺘﻪ وﺥﺒ ﺰت ﻡ ﻨﻪ ﺥﻤﺴ ﺔ
ﻞ واﺡ ﺪ ﻗﺮﺹ ﺎً ،وﺹ ﻠّﻰ ﻋﻠ ﻲ tاﻝﻤﻐ ﺮب ﻡ ﻊ أﻗ ﺮاص ﻝﻜ ّ
ﻲ .. ﺙ ّﻢ أﺗ ﻰ ﻡﻨ ﺰﻝﻪ ،ﻓﻘ ﺮّب إﻝ ﻴﻪ اﻝﺨ ﻮان وﺝﻠﺴ ﻮا اﻝﻨﺒ ّ
ﻲ إذا أﺱﻴﺮ ﻡﻦ أﺱﺮاء ﺥﻤﺴ ﺘﻬﻢ ،ﻓ ﺄوّل ﻝﻘﻤﺔ آﺴﺮهﺎ ﻋﻠ ّ
اﻝﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ﻗﺪ وﻗﻒ ﺑﺎﻝﺒﺎب ﻓﻘﺎل :اﻝﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ یﺎ أهﻞ ﺑﻴﺖ
ﻡﺤﻤّﺪ ،ﺗﺄﺱﺮوﻥﻨﺎ وﺗﺸﺪّوﻥﻨﺎ وﻻ ﺗﻄﻌﻤﻮﻥﻨﺎ؟.
) (١٩ﺍﻟﻘﺮﺍﺡ ،ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﻘﺎﻑ :ﺍﳌﺎﺀ ﺍﳋﺎﻟﺺ.
٢٠
ﻲ اﻝﻠﻘﻤﺔ ﻡﻦ یﺪﻩ ﺙ ّﻢ ﻗﺎل: ﻓﻮﺽﻊ ﻋﻠ ﱢ
ﱯ ﺳـﻴّﺪ ﻣﺴﻮّﺩ ﱯ ﺃﲪﺪ ﺑـﻨﺖ ﺍﻟـﻨ ّ ﻓـﺎﻃﻢ ﻳـﺎ ﺑـﻨﺖ ﺍﻟﻨ ّ
ﻼ ﰲ ﻏﻠﹼــﻪ ﻣﻘــﻴّﺪ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ِﻙ ﺍﻷﺳﲑ ﻟﻴﺲ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﻣﻜــّﺒ ﹸ
ﻳﺸـﻜﻮ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﳉﻮﻉ ﻗﺪ ﺗﻘﺪّﺩ ﻣـﻦ ﻳﻄﻌﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﳚﺪﻩ ﰲ ﻏﺪ
ﻋـﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠـ ّﻲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳌﻮﺣﱠﺪ ﻣﺎ ﻳﺰﺭﻉ ﺍﻟﺰﺍﺭﻉ ﺳﻮﻑ ﳛﺼﺪ
ﻓﺎﻋﻄﲏ) (٢٠ﻻ ﲡﻌﻠﻴﻪ ﻳﻨﻜﺪ
ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ وهﻲ ﺗﻘﻮل:
ﱂ ﻳـﺒﻖ ﳑّـﺎ ﻛﺎﻥ ﻏﲑ ﺻﺎﻉ ﻗـﺪ ﺩﺑّﺮﺕ ﻛﻔﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ
)(٢١
ﺏ ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻬﻤﺎ ﺿﻴﺎﻉ ـﺎ ﺟــﻴﺎﻉ ﻳﺎ ﺭ ّ ـﺒﻼﻱ ﻭﺍﷲ ﳘـﺷـ
)(٢٢
ﺃﺑـﻮﳘﺎ ﻟﻠﺨـﲑ ﺫﻭ ﺍﺻﻄﻨﺎﻉ ﻋﺒﻞ ﺍﻟﺬﺭﺍﻋﲔ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﺒﺎﻉ
ـﺠﺘﻬﺎ ﺑﺼــﺎﻉ ـﺒﹰﺎ ﻧﺴـ ﻭﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺭﺃﺳﻲ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﻉ ﺇ ﹼﻻ ﻋـ
وﻋﻤ ﺪوا إﻝ ﻰ ﻡ ﺎ آ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻝﺨ ﻮان ﻓﺂﺗ ﻮﻩ ) (٢٣وﺑﺎﺗ ﻮا
ﺝﻴﺎﻋﺎً ،وأﺹﺒﺤﻮا ﻡﻔﻄﺮیﻦ وﻝﻴﺲ ﻋﻨﺪهﻢ ﺵﻲء.
ﻲ ﺑﺎﻝﺤﺴﻦ واﻝﺤﺴﻴﻦ ﻗ ﺎل ﺵ ﻌﻴﺐ ﻓ ﻲ ﺡﺪی ﺜﻪ :وأﻗ ﺒﻞ ﻋﻠ ﱞ
ﻥﺤ ﻮ رﺱ ﻮل اﷲ وهﻤ ﺎ یﺮﺗﻌﺸﺎن آﺎﻝﻔﺮاخ ﻡﻦ ﺵﺪّة
ﻲ ﻗﺎل :یﺎ أﺑﺎ اﻝﺤﺴﻦ ﺵ ّﺪ ﻡﺎ اﻝﺠﻮع ،ﻓﻠﻤّﺎ ﺑﺼﺮ ﺑﻬﻢ اﻝﻨﺒ ّ
یﺴﻮؤﻥﻲ ﻡﺎ أرى ﺑﻜﻢ ،اﻥﻄﻠﻖ إﻝﻰ اﺑﻨﺘﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ.
) (٢٠ﻭﰲ ﲝﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ) :ﻓﺄﻋﻄﻴﻪ( ،ﻭﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺦ) :ﻓﺎﻋﻄﻨﻪ(.
) (٢١ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ،ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﻀﺎﺩ :ﺍﳍﻼﻙ.
) (٢٢ﺍﻟـﺒﺎﻉ :ﻗـﺪﺭ ﻣﺪ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ .ﻭﻳﻘﺎﻝ :ﻓﻼﻥ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﺒﺎﻉ ﻭﺭﺣﺐ ﺍﻟﺒﺎﻉ :ﺃﻱ ﻛﺮﱘ ﻭﻭﺍﺳﻊ
ﺍﳋﻠﻖ ﻭﻣﻘﺘﺪﺭ.
) (٢٣ﰲ ﲝﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ :ﻓﺄﻋﻄﻮﻩ.
٢١
ﻓﺎﻥﻄﻠﻘ ﻮا إﻝ ﻴﻬﺎ وه ﻲ ﻓ ﻲ ﻡﺤﺮاﺑﻬﺎ ،ﻗﺪ ﻝﺼﻖ ﺑﻄﻨﻬﺎ
ﺑﻈﻬ ﺮهﺎ ﻡ ﻦ ﺵ ﺪّة اﻝﺠ ﻮع وﻏ ﺎرت ﻋﻴ ﻨﺎهﺎ) ،(٢٤ﻓﻠ ّﻤ ﺎ رﺁه ﺎ
رﺱ ﻮل اﷲ ﺽ ﻤّﻬﺎ إﻝ ﻴﻪ وﻗ ﺎل :واﻏ ﻮﺙﺎﻩ ﺑ ﺎﷲ ،أﻥ ﺘﻢ ﻡﻨﺬ
ﺙﻼث ﻓﻴﻤﺎ أرى.
ﻓﻬ ﺒﻂ ﺝﺒ ﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻘ ﺎل :ی ﺎ ﻡﺤ ّﻤ ﺪ ﺥ ﺬ ﻡ ﺎ ه ﻴﺄ اﷲ ﻝﻚ ﻓﻲ
أهﻞ ﺑﻴﺘﻚ.
ﻗﺎل :وﻡﺎ ﺁﺥﺬ یﺎ ﺝﺒﺮاﺋﻴﻞ؟.
ﻗ ﺎلَ :ﻫ ﹾﻞ ﹶﺃﺗَﻰ َﻋﻠﹶﻰ ﺍ ِﻹْﻧﺴَﺎ ِﻥ ِﺣﲔٌ ﱢﻣ َﻦ ﺍﻟ ﱠﺪ ْﻫ ِﺮ ﺡّﺘ ﻰ إذا ﺑﻠﻎ
ﺸﻜﹸﻮﺭﹰﺍ.(٢٥)
ِﺇ ﱠﻥ َﻫﺬﹶﺍ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻢ َﺟﺰَﺍ ًﺀ َﻭﻛﹶﺎ ﹶﻥ َﺳ ْﻌﻴُﻜﹸ ْﻢ ﱠﻣ ْ
ﻲ ﺡّﺘ ﻰ دﺥ ﻞ ﻡﻨ ﺰل ﻓﺎﻃﻤﺔ uﻓﺮأى ﻓ ﻮﺙﺐ اﻝﻨﺒ ّ
ﻡ ﺎ ﺑﻬ ﻢ ﻓﺠﻤﻌﻬ ﻢ ﺙ ّﻢ اﻥﻜ ﺐ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ یﺒﻜ ﻲ ویﻘ ﻮل :أﻥ ﺘﻢ ﻡ ﻨﺬ
ﺙﻼث ﻓﻴﻤﺎ أرى..
ﻓﻬﺒﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺝﺒﺮاﺋﻴﻞ ﺑﻬﺬﻩ اﻵیﺎت:
ﺱ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ ِﻣﺰَﺍ ُﺟﻬَﺎ ﻛﹶﺎﻓﹸﻮﺭﹰﺍَ ﻋﻴْﻨﹰﺎ
ﺸ َﺮﺑُﻮ ﹶﻥ ِﻣ ْﻦ ﹶﻛﹶﺄ ٍ
ِﺇ ﱠﻥ ﺍ َﻷﺑْـﺮَﺍ َﺭ َﻳ ْ
ﺠﺮُﻭَﻧﻬَﺎ ﺗَﻔﺠِﲑﹰﺍ .ﻗ ﺎل :هﻲ ﻋﻴﻦ ﻓﻲ دار
ﷲ ﻳُ ﹶﻔ ﱢ
ﺸ َﺮﺏُ ِﺑﻬَﺎ ِﻋﺒَﺎ ُﺩ ﺍ ِ
َﻳ ْ
ﻲ یﻔﺠّﺮ إﻝﻰ دور اﻷﻥﺒﻴﺎء واﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ. اﻝﻨﺒ ّ
ﻳُﻮﻓﹸﻮﻥ ﺑِﺎﻟﱠﻨ ﹾﺬ ِﺭ یﻌﻨ ﻲ ﻋﻠ ّﻴًﺎ وﻓﺎﻃﻤ ﺔ واﻝﺤﺴ ﻦ واﻝﺤﺴﻴﻦ
وﺝﺎریﺘﻬﻢ.
ﺴَﺘﻄِﲑﹰﺍ یﻘﻮﻝ ﻮن ﻋﺎﺑﺴًﺎ
َ ﻭَﻳﺨَﺎﻓﹸـﻮ ﹶﻥ ﻳَـ ْﻮ َﻣﹰﺎ ﻛﹶـﺎ ﹶﻥ َﺷ ﱡﺮﻩُ ُﻣ ْ
) (٢٤ﻏﺎﺭﺕ ﻋﻴﻨﻪ :ﺩﺧﻠﺖ ﰲ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺍﳔﺴﻔﺖ.
) (٢٥ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.٢٢-١ :
٢٢
آﻠﻮﺡًﺎ ).(٢٦
َ ﻭُﻳ ﹾﻄ ِﻌﻤُﻮ ﹶﻥ ﺍﻟ ﹾﻄﻌَﺎ َﻡ َﻋﻠﹶﻰ ﺣُﱢﺒ ِﻪ یﻘﻮل :ﻋﻠﻰ ﺵﻬﻮﺗﻬﻢ ﻝﻠﻄﻌﺎم
وإیﺜﺎرهﻢ ﻝﻪ.
ﺴﻜِﻴﻨﹰﺎ ﻡ ﻦ ﻡﺴ ﺎآﻴﻦ اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦَ ،ﻭَﻳﺘِﻴﻤﹰﺎ ﻡ ﻦ یﺘﺎﻡﻰ ِ ﻣ ْ
اﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦَ ،ﻭﹶﺃﺳِﲑﹰﺍ ﻡﻦ أﺱﺎرى اﻝﻤﺸﺮآﻴﻦ.
ﷲ ﹶﻻ ُﻧﺮِﻳ ُﺪ
ویﻘﻮﻝ ﻮن إذا أﻃﻌﻤ ﻮهﻢِ :ﺇﱠﻧﻤَﺎ ﻧُ ﹾﻄ ِﻌﻤُﻜﹸ ْﻢ ِﻟ َﻮ ْﺟ ِﻪ ﺍ ِ
ِﻣ ْﻨ ﹸﻜ ْﻢ َﺟﺰَﺍﺀٌ َﻭ ﹶﻻ ﺷُﻜﹸﻮﺭﹰﺍ ﻗ ﺎل :واﷲ ﻡ ﺎ ﻗﺎﻝ ﻮا ه ﺬا ﻝﻬﻢ وﻝﻜﻨّﻬﻢ
أﺽ ﻤﺮوﻩ ﻓ ﻲ أﻥﻔﺴ ﻬﻢ ﻓﺄﺥﺒ ﺮ اﷲ ﺑﺈﺽ ﻤﺎرهﻢ ،یﻘﻮﻝ ﻮن :ﻻ
ﻥ ﺮیﺪ ﺝ ﺰا ًء ﺗﻜﻠﱢﻔﻮﻥ ﻨﺎ) (٢٧ﺑ ﻪ وﻻ ﺵ ﻜﻮرًا ﺗﺜ ﻨﻮن ﻋﻠﻴ ﻨﺎ ﺑ ﻪ،
وﻝﻜﻨﺎ إﻥّﻤﺎ أﻃﻌﻤﻨﺎآﻢ ﻝﻮﺝﻪ اﷲ وﻃﻠﺐ ﺙﻮاﺑﻪ.
ﻚ ﺍﻟَﻴ ْﻮ ِﻡ َﻭﹶﻟﻘﱠﺎ ُﻫ ْﻢ
ﷲ َﺷ ﱠﺮ ﹶﺫِﻟ َ
ﻗ ﺎل اﷲ )ﺗﻌﺎﻝ ﻰ ذآ ﺮﻩ( :ﹶﻓ َﻮﻗﹶﺎ ُﻫ ُﻢ ﺍ ُ
َﻧﻀْـ َﺮ ﹰﺓ ﻓ ﻲ اﻝﻮﺝ ﻮﻩ َ ﻭﺳُﺮُﻭﺭﹰﺍ ﻓ ﻲ اﻝﻘﻠ ﻮب َ ﻭ َﺟﺰَﺍ ُﻫ ْﻢ ِﺑﻤَﺎ
ﺻَـَﺒﺮُﻭﺍ ﺟَـﱠﻨ ﹰﺔ یﺴ ﻜﻨﻮﻥﻬﺎ َ ﻭ َﺣﺮِﻳﺮﹰﺍ یﻔﺮﺵ ﻮﻥﻪ ویﻠﺒﺴ ﻮﻥﻪ
ﻚ واﻷریﻜﺔ :اﻝﺴﺮیﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺤﺠﻠﺔ
ﲔ ﻓِﻴﻬَﺎ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﻵﺭَﺍِﺋ ِ
ُﻣﱠﺘﻜِﺌ َ
ﹶﻻَﻳ َﺮ ْﻭ ﹶﻥ ﻓِﻴﻬَﺎ َﺷﻤْﺴﹰﺎ َﻭ ﹶﻻ َﺯ ْﻣ َﻬ ِﺮﻳﺮﹰﺍ.(٢٨)
ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒّﺎس :ﻓﺒﻴﻨﺎ أهﻞ اﻝﺠﻨّﺔ ﻓﻲ اﻝﺠﻨّﺔ إذ رأوا ﻡﺜﻞ
ب
اﻝﺸ ﻤﺲ ﻗ ﺪ أﺵ ﺮﻗﺖ ﻝﻬ ﺎ اﻝﺠﻨﺎن ،ﻓﻴﻘﻮل أهﻞ اﻝﺠﻨّﺔ :یﺎ ر ّ
إﻥّﻚ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻚ :ﹶﻻ َﻳ َﺮ ْﻭ ﹶﻥ ﻓِﻴﻬَﺎ َﺷﻤْﺴﹰﺎ؟
) (٢٦ﻛﻠﺢ ﻭﺟﻬﻪ :ﻋﺒﺲ ﻓﺄﻓﺮﻁ ﰲ ﺗﻌﺒﺴﻪ.
) (٢٧ﰲ ﲝﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ :ﺗﻜﺎﻓﻮﻧﻨﺎ.
) (٢٨ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ٥ :ـ .١٣
٢٣
ﻞ اﺱ ﻤﻪ إﻝ ﻴﻬﻢ ﺝﺒ ﺮﺋﻴﻞ ﻓﻴﻘﻮل :ﻝﻴﺲ هﺬﻩ ﻓﻴﺮﺱ ﻞ اﷲ ﺝ ّ
ﻦ ﻋﻠ ﻴًﺎ وﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺽ ﺤﻜﺎ ﻓﺄﺵ ﺮﻗﺖ اﻝﺠ ﻨﺎن ﻡ ﻦ ﺑﺸ ﻤﺲ وﻝﻜ ّ
ﻥ ﻮر ﺽ ﺤﻜﻬﻤﺎ ،وﻥ ﺰﻝﺖ َ ﻫ ﹾﻞ ﹶﺃﺗَﻰ ﻓﻴﻬﻢ إﻝﻰ ﻗﻮﻝﻪ ﺗﻌﺎﻝﻰ:
ﺸﻜﹸﻮﺭﹰﺍ.(٢٩)
َﻭﻛﹶﺎ ﹶﻥ َﺳ ْﻌﻴُﻜﹸ ْﻢ ﱠﻣ ْ
ﺳﻮرة اﻟﻜﻮﺛﺮ
آﻤﺎ ﻥﺰﻝﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺱﻮرة )اﻝﻜﻮﺙﺮ(:
ﻗ ﺎل ﺗﻌﺎﻝ ﻰِ :ﺑﺴْـ ِﻢ ﺍﷲ ﺍﻟـ ﱠﺮﺣْﻤ ِﻦ ﺍﻟ ﱠﺮ ِﺣ ْﻴ ِﻢ ِ ﺇﻧﱠﺎ ﹶﺃ ْﻋ ﹶﻄ ْﻴﻨَﺎ َﻙ
ﻚ ﻫُ َﻮ ﺍ َﻷْﺑَﺘﺮُ .(٣٠)
ﺤ ْﺮ ِ ﺇ ﱠﻥ ﺷَﺎِﻧﹶﺌ َ
ﻚ ﻭَﺍْﻧ َ
ﺼ ﱢﻞ ِﻟ َﺮﱢﺑ َ
ﺍﹾﻟ ﹶﻜ ْﻮﹶﺛ َﺮ ﹶﻓ َ
ﻓﻘﺪ ﺹﺮح اﻝﻌﺪیﺪ ﻡﻦ اﻝﻤﻔﺴﺮیﻦ ﺑﺄن اﻝﻜﻮﺙﺮ یﺮاد ﺑﻪ
ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( ).(٣١
) (٢٩ﺃﻣﺎﱄ ﺍﻟﺼﺪﻭﻕ :ﺹ ٢١٢ﺡ ،١١ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ :ﺝ ٣٥ﺹ.٢٣٧
) (٣٠ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ١ :ـ .٣
) (٣١ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻔﺴﺮﻱ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻳﻀﺎ:
ﻣـﻨﻬﻢ :ﺍﻟﺒﻴﻀـﺎﻭﻱ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ ،ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﲑ ﻛﻠﻤﺔ :ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ﻗﺎﻝ» :ﻭﻗﻴﻞ :ﺃﻭﻻﺩﻩ«
)ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨـﺰﻳﻞ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ :ﳐﻄﻮﻁ ﺹ.(١١٥٦
ﻭﻣﻨﻬﻢ :ﺍﻟﻔﺨﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ،ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ ﺍﻟﻜﺒﲑ ،ﻗﺎﻝ» :ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻷ ﹼﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ
ﻼ ﻳﺒﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣ ّﺮ
ﺇﻧّﻤـﺎ ﻧـﺰﻟﺖ ﺭ ّﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﺎﺑﻪ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﻓﺎﳌﻌﲎ :ﺃﻧّﻪ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻧﺴ ﹰ
ﺍﻟـﺰﻣﺎﻥ ،ﻓﺄﻧﻈﺮ ﻛﻢ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﰒ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﳑﺘﻠﺊ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻭﱂ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺃﻣﻴّﺔ ﰲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﻪ« )ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﻜﺒﲑ :ﺝ ٣٠ﺗﻔﺴﲑ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ(.
ﻭﻣـﻨﻬﻢ :ﺷﻴﺦ ﺯﺍﺩﻩ ﰲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﲑ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ،ﻗﺎﻝ:
»ﺇ ﹼﻥ ﺍﳌﻔﺴـﺮﻳﻦ ﺫﻛـﺮﻭﺍ ﰲ ﺗﻔﺴـﲑ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ﺃﻗﻮﺍ ﹰﻻ ﻛﺜﲑﺓ )ﻣﻨﻬﺎ( :ﺃ ﹼﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻜﻮﺛﺮ:
٢٤
وهﻨﺎك ﺗﻔﺎﺱﻴﺮ أﺥﺮى وﻻ ﻡﺎﻥﻊ ﻡﻦ اﻝﺠﻤﻊ ،ﻓﺎن اﻵیﺎت
اﻝﻘ ﺮﺁﻥﻴﺔ آﺎﻝﺸ ﻤﺲ ـ ﺡﺴ ﺐ اﻝﻤ ﺮوي ﻋ ﻦ اﻹﻡ ﺎم اﻝﺼ ﺎدق
)ﻋﻠ ﻴﻪ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( ـ ﺗﻨﻄ ﺒﻖ ﻓ ﻲ آ ﻞ ی ﻮم ﻡ ﻨﺬ ﻥﺰوﻝﻬﺎ إﻝﻰ
ی ﻮم اﻝﻘ ﻴﺎﻡﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻡﺨ ﺘﻠﻒ اﻷﻓ ﺮاد ﺑﺤﺴ ﺐ أﻋﻤ ﺎﻝﻬﻢ ،ﻥﻌ ﻢ
ه ﻨﺎك ﻡﻦ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻵیﺎت اﻥﻄﺒﺎﻗًﺎ آﻔﺮد أﻓﻀﻞ ،وهﻨﺎك
ﻡﻦ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ آﻔﺮد ﻡﺘﻮﺱﻂ أو آﻔﺮد ﻓﻲ أول اﻝﻄﺮیﻖ..
ﻼ :اﻝﻤﺆﻡﻦ اﻝﻮارد ﻓﻲ اﻝﻘﺮﺁن اﻝﺤﻜﻴﻢ یﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻡﺜ ً
ﺱ ﻠﻤﺎن آﻔ ﺮد ﺙ ﺎن ،ویﻨﻄ ﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻌﺼﻮﻡﻴﻦ آﻔﺮد
أول ،ویﻨﻄ ﺒﻖ ﻋﻠ ﻰ اﻝﻤ ﺆﻡﻦ اﻝﻌ ﺎدي آﻔ ﺮد ﺙﺎﻝﺚ ،إﻝﻰ ﻏﻴﺮ
ذﻝﻚ ﻡﻦ اﻷﻡﺜﻠﺔ.
ﺃﻭﻻﺩﻩ ،ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻧﺰﻟﺖ ﺭﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺣﻘﹼﻪ :ﺇﻧّﻪ ﺃﺑﺘﺮ
ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ« )ﺍﳊﺎﺷﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ :ﺝ ٩ﺹ.(٣٤١
ﻭﻣﻨﻬﻢ :ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ )ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺍﳌﺴﻤّﺎﺓ ﺑـ
)ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ( :ﺹ.(٤٠٣
ﻭﻣﻨﻬﻢ :ﺍﻟﻌﻼﹼﻣﺔ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳊﻀﺮﻣﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ( )ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ :ﺹ٤٥٧
(.
٢٥
ﺁﻳﺔ اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ
)ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة وآ ﺬﻝﻚ ﻥ ﺰﻝﺖ ﻓ ﻲ ﺵ ﺄن ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء
واﻝﺴ ﻼم( وأﺑ ﻴﻬﺎ وﺑﻌﻠﻬ ﺎ وﺑﻨ ﻴﻬﺎ )ﺹ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أﺝﻤﻌ ﻴﻦ( ﺁی ﺔ
ﺲ ﹶﺃ ْﻫ ﹶﻞ
ﺐ َﻋ ْﻨﻜﹸﻢُ ﺍﻟ ﱢﺮ ْﺟ َ
ﷲ ِﻟﻴُ ﹾﺬ ِﻫ َ
اﻝﺘﻄﻬﻴ ﺮ ،ﻗ ﺎل ﺗﻌﺎﻝ ﻰِ:ﺇﱠﻧﻤَﺎ ُﻳﺮِﻳ ُﺪ ﺍ ُ
ﺖ َﻭﻳُ ﹶﻄ ﱢﻬ َﺮﻛﹸ ْﻢ َﺗ ﹾﻄﻬِﲑﹰﺍ.(٣٢)
ﺍﹾﻟَﺒ ْﻴ ِ
ﻓﻬ ﻢ أﻃﻬﺎر ذاﺗﺎً ،ﻻ ﻷﻥﻬﻢ ﻻ یﻘﺘﺮﺑﻮن اﻝﻤﻌﺎﺹﻲ أو
ﻻ یﻔﻜ ﺮون ﻓ ﻴﻬﺎ ﻓﺤﺴ ﺐ ،ﺑ ﻞ ﻷن ﻃﻴﻨ ﺘﻬﻢ ﻃﺎه ﺮة ،ﻓ ﻼ
یﻘﺘ ﺮﻓﻮن ﻡﻌﺼ ﻴﺔ آﺒﻴﺮة وﻻﺹﻐﻴﺮة ،وﻻ یﻔﻌﻠﻮن ﻡﻜﺮوهﺎ،
ﺑ ﻞ آ ﻞ ﻡ ﺎ یﻔﻌﻠ ﻮﻥﻪ أو یﺘ ﺮآﻮﻥﻪ ﻡ ﻦ ﻗﻮل أو ﻓﻌﻞ أو ﺗﻘﺮیﺮ
یﻜ ﻮن ﺑﺮﺽ ﺎیﺔ اﷲ ﺱ ﺒﺤﺎﻥﻪ ،وﻓ ﻲ ﺱ ﺒﻴﻠﻪ ﻋ ﺰوﺝﻞ ،وﻓ ﻲ
ﺱﺒﻴﻞ أﻓﻀﻞ ﻃﺎﻋﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﻝﻰ.
وﻗﺪ ﺹﺮح اﻝﻔﺮیﻘﺎن ﺑﻨﺰول ﺁیﺔ اﻝﺘﻄﻬﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ ، ﻗﺎل
اﻝﻔﻴ ﺮوز ﺁﺑ ﺎدي :ﻋ ﻦ اﻝﻄﺤ ﺎوي اﻝﺤﻨﻔ ﻲ ﻓ ﻲ آ ﺘﺎب )ﻡﺸﻜﻞ
اﻵﺙ ﺎر( ﺑﺴ ﻨﺪﻩ ﻋ ﻦ أم ﺱ ﻠﻤﺔ ﻗﺎﻝ ﺖ :ﻥ ﺰﻝﺖ ه ﺬﻩ اﻵی ﺔ ﻓ ﻲ
رﺱﻮل اﷲ وﻋﻠﻲ وﻓﺎﻃﻤﺔ واﻝﺤﺴﻦ واﻝﺤﺴﻴﻦِ : iﺇﱠﻧﻤَﺎ ُﻳﺮِﻳ ُﺪ
ﺖ َﻭﻳُ ﹶﻄ ﱢﻬ َﺮﻛﹸ ْﻢ َﺗ ﹾﻄﻬِﲑﹰﺍ.(٣٣)
ﺲ ﹶﺃ ْﻫ ﹶﻞ ﺍﹾﻟَﺒ ْﻴ ِ
ﺐ َﻋ ْﻨﻜﹸﻢُ ﺍﻟ ﱢﺮ ْﺟ َ
ﷲ ِﻟﻴُ ﹾﺬ ِﻫ َ
ﺍُ
وأورد أیﻀ ًﺎ ﻋ ﻦ )أﺑ ﻲ داود اﻝﻄﻴﺎﻝﺴ ﻲ( ﻓ ﻲ ﻡﺴ ﻨﺪﻩ
ﺑﺈﺱ ﻨﺎدﻩ ﻋ ﻦ أﻥﺲ ﻋﻦ اﻝﻨﺒﻲ pأﻥﻪ آﺎن یﻤ ّﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎب
ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺵ ﻬﺮًا ﻗ ﺒﻞ ﺹ ﻼة اﻝﺼ ﺒﺢ ﻓ ﻴﻘﻮل :اﻝﺼ ﻼة ی ﺎ أه ﻞ
) (٣٢ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ.٣٣ :
) (٣٣ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﳋﻤﺴﺔ :ﺝ ٢ﺹ.٢١٩
٢٦
ﺖ .(٣٤)
ﺲ ﹶﺃ ْﻫ ﹶﻞ ﺍﹾﻟَﺒ ْﻴ ِ
ﺐ َﻋ ْﻨﻜﹸﻢُ ﺍﻟ ﱢﺮ ْﺟ َ
ﷲ ِﻟﻴُ ﹾﺬ ِﻫ َ
اﻝﺒﻴﺖ ِﺇﱠﻧﻤَﺎ ُﻳﺮِﻳ ُﺪ ﺍ ُ
ﺁﻳﺔ اﻟﻤﺒﺎهﻠﺔ
وﻥ ﺰﻝﺖ ﻓ ﻴﻬﺎ وﻓ ﻲ أﺑﻴﻬﺎ رﺱﻮل اﷲ وﻓﻲ أﻡﻴﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ واﻝﺤﺴ ﻦ واﻝﺤﺴ ﻴﻦ ﺁی ﺔ اﻝﻤ ﺒﺎهﻠﺔ ،ﻗ ﺎل
ِﻣ ْﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ ﻣَﺎ ﺟَﺎﺀ َﻙ ِﻣ ْﻦ ﺍﹾﻟ ِﻌ ﹾﻠ ِﻢ ﹶﻓ ﹸﻘ ﹾﻞ ﻚ ﻓِﻴ ِﻪ
ﺗﻌﺎﻝ ﻰ :ﹶﻓ َﻤ ْﻦ ﺣَﺎ ﱠﺟ َ
ﺴﻜﹸ ْﻢ
ﺴﻨَﺎ َﻭﹶﺃْﻧﻔﹸ َ
َﺗﻌَﺎﻟﹶـﻮْﺍ َﻧ ْﺪﻉُ ﹶﺃْﺑﻨَﺎ َﺀﻧَﺎ َﻭﹶﺃْﺑﻨَﺎ َﺀ ﹸﻛ ْﻢ َﻭِﻧﺴَﺎﺀﻧَﺎ َﻭِﻧﺴَﺎﺀﻛﹸ ْﻢ َﻭﹶﺃْﻧ ﹸﻔ َ
ﲔ .(٣٥)
ﷲ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﹾﻟﻜﹶﺎ ِﺫِﺑ َ
ﺠ َﻌ ﹾﻞ ﹶﻟ ْﻌَﻨ ﹶﺔ ﺍ ِ
ﹸﺛ ﱠﻢ َﻧ ْﺒَﺘ ِﻬ ﹾﻞ ﹶﻓَﻨ ْ
ﻓﻘ ﺪ اﺝﻤ ﻊ اﻝﻤﺆرﺥ ﻮن واﻝﻤﻔﺴ ﺮون وأﺹ ﺤﺎب
اﻝﺤ ﺪیﺚ) (٣٦ـ إﻻ ﻡ ﻦ ﺵ ّﺬ ـ وﺗﻮاﺗ ﺮت اﻝ ﺮوایﺎت ﻋﻠ ﻰ أن
اﻝﻤﺮاد ﻡﻦ ﻥﺴﺎﺋﻨﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم(..
ﻓ ﺎن اﻝﺮﺱ ﻮل ﻝ ﻢ یﺬهﺐ ﻡﻊ اﻡﺮأة إﻝﻰ اﻝﻤﺒﺎهﻠﺔ إﻻ
ﻡ ﻊ اﺑﻨ ﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ )ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( ،ﻡ ﻊ اﻝﻌﻠ ﻢ اﻥ ﻪ آﺎﻥ ﺖ
هﻨﺎﻝﻚ ﻥﺴﺎء ﻡﺆﻡﻨﺎت ﻡﻦ زوﺝﺎت اﻝﺮﺱﻮل ﻡﻀﺎﻓًﺎ إﻝﻰ
أﻗ ﺮﺑﺎﺋﻪ وﺹ ﺤﺎﺑﻴﺎﺗﻪ وﺱ ﺎﺋﺮ اﻝﻨﺴ ﺎء اﻝﻤﺆﻡ ﻨﺎت ،وﻡ ﻦ
اﻝﻮاﺽﺢ أن اﻝﻤﺒﺎهﻠﺔ ﺝﻬﺎد ﻡﻌﻨﻮي آﺒﻴﺮ.
وﻗﺪ ورد ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺬﻩ اﻵیﺔ:
ن ﻥﺼ ﺎرى ﻥﺠ ﺮان ﻝ ّﻤ ﺎ وﻓ ﺪوا ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ﻋ ﺒﺪ اﷲ :tإ ّ
) (٣٤ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﳋﻤﺴﺔ :ﺝ ٢ﺹ.٢١٩
) (٣٥ﻟﻠﺘﻔﺼﻴﻞ ﺭﺍﺟﻊ ﺍﳋﺮﺍﺋﺞ ﻭﺍﳉﺮﺍﺋﺢ :ﺹ ،٨٥ﻭﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻮﺭﻯ :ﺹ ٤٩ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﰲ
ﺫﻛـﺮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻪ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺩﺧﻮﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺷﻌﺐ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ .ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ
ﻋﻤﺮﺍﻥ.٦١ :
) (٣٦ﺍﻧﻈﺮ ﻛﺘﺎﺏ )ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( ﻵﻳﺔ ﺍﷲ ﺍﶈﻘﻖ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ )ﺩﺍﻡ ﻇﻠﻪ(.
٢٧
ﻋﻠ ﻰ رﺱ ﻮل اﷲ pوآ ﺎن ﺱ ﻴّﺪهﻢ اﻷه ﺘﻢ واﻝﻌﺎﻗﺐ واﻝﺴﻴﺪ،
وﺡﻀﺮت ﺹﻼﺗﻬﻢ ﻓﺎﻗﺒﻠﻮا یﻀﺮﺑﻮن ﺑﺎﻝﻨﺎﻗﻮس وﺹﻠّﻮا.
ﻓﻘ ﺎل أﺹ ﺤﺎب رﺱ ﻮل اﷲ :ی ﺎ رﺱ ﻮل اﷲ pه ﺬا ﻓ ﻲ
ﻡﺴﺠﺪك؟.
ﻓﻘﺎل :دﻋﻮهﻢ.
ﻓﻠ ّﻤ ﺎ ﻓ ﺮﻏﻮا دﻥ ﻮا ﻡ ﻦ رﺱ ﻮل اﷲ pﻓﻘﺎﻝ ﻮا :إﻝ ﻰ ﻡ ﺎ
ﺗﺪﻋﻮن؟.
ﻻ اﷲ ،وأّﻥ ﻲ رﺱ ﻮل ﻓﻘ ﺎل :إﻝ ﻰ ﺵ ﻬﺎدة أن ﻻ إﻝ ﻪ إ ّ
ن ﻋﻴﺴﻰ tﻋﺒﺪ ﻡﺨﻠﻮق یﺄآﻞ ویﺸﺮب ویُﺤﺪث. اﷲ pوأ ّ
ﻗﺎﻝﻮا :ﻓﻤﻦ أﺑﻮﻩ؟.
ﻓﻨ ﺰل اﻝﻮﺡ ﻲ ﻋﻠ ﻰ رﺱ ﻮل اﷲ pﻓﻘ ﺎل :ﻗ ﻞ ﻝﻬ ﻢ :ﻡ ﺎ
ﺗﻘﻮل ﻓﻲ ﺁدم؟ .أآﺎن ﻋﺒﺪًا ﻡﺨﻠﻮﻗًﺎ یﺄآﻞ ویﺸﺮب ویﻨﻜﺢ؟.
ﻓﺴﺄﻝﻬﻢ اﻝﻨﺒﻲ pﻓﻘﺎﻝﻮا :ﻥﻌﻢ.
ﻓﻘﺎل :ﻓﻤﻦ أﺑﻮﻩ؟.
ﻓﺒﻬﺘﻮا ..ﻓﺒﻘﻮا ﺱﺎآﺘﻴﻦ.
ﻓﺄﻥﺰل اﷲ :ﺇ ﹼﻥ َﻣﹶﺜ ﹶﻞ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻨ َﺪ ﺍﷲ ﹶﻛ َﻤﹶﺜ ِﻞ َﺁ َﺩ َﻡ اﻵیﺔ إﻝﻰ
ﲔ.(٣٧)
ﷲ َﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﻜﹶﺎﺫِﺑ َ
ﻗﻮﻝﻪ :ﹶﻓﻨَﺠﻌَﻞ ﱠﻟ ْﻌَﻨ ﹶﺔ ﺍ ِ
ﻓﻘﺎل رﺱﻮل اﷲ :pﻓﺒﺎهﻠﻮﻥﻲ ،ﻓﺈن آﻨﺖ ﺹﺎدﻗًﺎ أُﻥﺰﻝﺖ
ﻲ.
اﻝﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ،وإن آﻨﺖ آﺎذﺑًﺎ ﻥﺰﻝﺖ ﻋﻠ ﱠ
ﻓﻘﺎﻝﻮا :أﻥﺼﻔﺖ..
ﻓ ﺘﻮاﻋﺪوا ﻝﻠﻤ ﺒﺎهﻠﺔ ،ﻓﻠ ّﻤ ﺎ رﺝﻌ ﻮا إﻝ ﻰ ﻡ ﻨﺎزﻝﻬﻢ ﻗ ﺎل
رؤﺱ ﺎؤهﻢ :اﻝﺴ ﻴّﺪ واﻝﻌﺎﻗ ﺐ واﻷه ﺘﻢ ،إن ﺑﺎ َهَﻠ ﻨﺎ ﺑﻘ ﻮﻡﻪ
ﺑﺎهﻠ ﻨﺎﻩ ،ﻓﺈّﻥ ﻪ ﻝ ﻴﺲ ﺑﻨﺒ ﻲّ ،وإن ﺑﺎهﻠ ﻨﺎ ﺑﺄه ﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﺥﺎﺹّﺔ ﻓﻼ
) (٣٧ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.٦١-٥٩ :
٢٨
ﻻ وهﻮ ﺹﺎدق. ﻥﺒﺎهﻠﻪ ﻓﺈﻥّﻪ ﻻ یﻘﺪم ﻋﻠﻰ أهﻞ ﺑﻴﺘﻪ إ ّ
ﻓﻠ ّﻤ ﺎ أﺹ ﺒﺤﻮا ﺝ ﺎؤوا إﻝ ﻰ رﺱ ﻮل اﷲ pوﻡﻌ ﻪ أﻡﻴ ﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ وﻓﺎﻃﻤ ﺔ واﻝﺤﺴ ﻦ واﻝﺤﺴ ﻴﻦ iﻓﻘ ﺎل اﻝﻨﺼ ﺎرى:
ﻡﻦ هﺆﻻء؟.
ﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻓﻘ ﻴﻞ ﻝﻬ ﻢ :ه ﺬا اﺑ ﻦ ﻋ ّﻤ ﻪ ووﺹ ﻴّﻪ وﺥﺘﻨﻪ ﻋﻠ ّ
ﻃﺎﻝﺐ ،وهﺬﻩ ﺑﻨﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ،وهﺬان اﺑﻨﺎﻩ اﻝﺤﺴﻦ واﻝﺤﺴﻴﻦ.
ﻓﻌ ﺮﻓﻮا وﻗﺎﻝ ﻮا ﻝﺮﺱ ﻮل اﷲ :pﻥﻌﻄ ﻴﻚ اﻝﺮﺽ ﺎ ﻓﺎﻋﻔ ﻨﺎ
ﻋﻦ اﻝﻤﺒﺎهﻠﺔ..
ﻓﺼﺎﻝﺤﻬﻢ رﺱﻮل اﷲ pﻋﻠﻰ اﻝﺠﺰیﺔ واﻥﺼﺮﻓﻮا ).(٣٨
) (٣٨ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﻤﻲ :ﺝ ١ﺹ.١٠٤
٢٩
@õa‹çÛa@†bèu
وﻗ ﺪ اﺵ ﺘﺮآﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء )ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴﻼم( ﻓﻲ
اﻝﺠﻬ ﺎد ﻓ ﻲ ﺱ ﺒﻴﻞ اﷲ ﺑﺎﻝﻤﻌﻨﻰ اﻷﻋﻢ ،أي اﻝﺠﻬﺎد اﻝﺬي آﺎن
ﻓﻲ اﻝﺸﻌﺐ ،ﺡﻴﺚ ﺡﺼﺮ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ،ﻡﺜﻞ اﻝﺠﻬﺎد
اﻝﻤﺸ ﺮآﻮن اﻝﺮﺱ ﻮل وأهﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﺵ ﻌﺐ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻝﺐ
ﺙ ﻼث ﺱ ﻨﻮات ،وآ ﺎن ذﻝ ﻚ ﻡ ﻦ أﻋﻈ ﻢ اﻝﺠﻬ ﺎد ،وآﺎﻥ ﺖ
ﻼ.
ﺗﻠﻔﺤﻬﻢ اﻝﺸﻤﺲ ﻥﻬﺎرًا ویﺆذیﻬﻢ اﻝﺒﺮد ﻝﻴ ً
اﻟﻬﺠﺮة اﻟﻤﺒﺎرآﺔ
واﺵ ﺘﺮآﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء أیﻀ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻝﻬﺠ ﺮة
ﺑﺄﺗﻌﺎﺑﻬ ﺎ اﻝﻤﻌ ﺮوﻓﺔ ،ﻓﻘ ﺪ هﺎﺝ ﺮت ﻡ ﻦ ﻡ ّﻜ ﺔ اﻝﻤﻜ ﺮﻡﺔ إﻝ ﻰ
اﻝﻤﺪیﻨﺔ اﻝﻤﻨﻮّرة.
وﻗﺪ ورد ﻓﻲ ﻗﺼﺔ اﻝﻬﺠﺮة اﻝﻨﺒﻮیﺔ :أن رﺱﻮل اﷲ
ﻗ ﺎل ﻝﻌﻠ ﻲ أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ » :ﺙ ﻢ إﻥ ﻲ اﺱ ﺘﺨﻠﻔﻚ ﻋﻠ ﻰ
ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﺑﻨﺘ ﻲ وﻡﺴ ﺘﺨﻠﻒ رﺑ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻜﻤﺎ ،وأﻡ ﺮﻩ أن یﺒ ﺘﺎع
رواﺡﻞ ﻝﻪ وﻝﻠﻔﻮاﻃﻢ وﻡﻦ یﻬﺎﺝﺮ ﻡﻌﻪ ﻡﻦ ﺑﻨﻲ هﺎﺵﻢ ،وﻗﺎل
ﻝﻌﻠ ﻲ :إذا أﺑ ﺮﻡﺖ ﻡﺎ أﻡﺮﺗﻚ ﺑﻪ ﻓﻜﻦ ﻋﻠﻰ أهﺒﺔ اﻝﻬﺠﺮة إﻝﻰ
ﻲ ﻝﻘﺪوم آﺘﺎﺑﻲ ﻋﻠﻴﻚ.. اﷲ ورﺱﻮﻝﻪ وﺱﺮ إﻝ ّ
واﻥﻄﻠ ﻖ رﺱ ﻮل اﷲ ی ﺆم اﻝﻤﺪی ﻨﺔ ...ﻓﻨ ﺰل ﺑﻘ ﺒﺎ
وأرادوﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻝﺪﺥ ﻮل إﻝ ﻰ اﻝﻤﺪی ﻨﺔ ﻓﻘ ﺎل :ﻡ ﺎ أﻥ ﺎ ﺑ ﺪاﺥﻠﻬﺎ
ﺡﺘﻰ یﻘﺪم اﺑﻦ ﻋﻤﻲ واﺑﻨﺘﻲ یﻌﻨﻲ ﻋﻠﻴًﺎ وﻓﺎﻃﻤﺔ..
وآ ﺘﺐ اﻝﻨﺒ ﻲ إﻝ ﻰ ﻋﻠ ﻲ یﺄﻡ ﺮﻩ ﺑﺎﻝ ﺘﻮﺝﻪ إﻝ ﻴﻪ،
٣٠
ﻓﻠﻤ ﺎ وﺹ ﻠﻪ اﻝﻜ ﺘﺎب ﺗﻬ ﻴﺄ ﻝﻠﺨ ﺮوج واﻝﻬﺠ ﺮة وﺥ ﺮج
ﺑﺎﻝﻔ ﻮاﻃﻢ :ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺑ ﻨﺖ ﻡﺤﻤ ﺪ ،وﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺑ ﻨﺖ أﺱ ﺪ أﻡﻪ،
وﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ اﻝﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻝﻤﻄﻠﺐ ،وﺥﺮج ﻡﻌﻪ ایﻤﻦ ﺑﻦ
أم ایﻤ ﻦ ﻡﻮﻝ ﻰ رﺱ ﻮل اﷲ وﺝﻤﺎﻋ ﺔ ﻡ ﻦ ﺽ ﻌﻔﺎء
اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ،وﻝﺤﻘﻬﻢ ﺝﻤﺎﻋﺔ ﻡﻦ ﻗﺮیﺶ ﻓﻘﺘﻞ ﻡﻨﻬﻢ ﻓﺎرﺱًﺎ
وﻋﺎدوا ﻋﻨﻪ «...اﻝﻘﺼﺔ ).(٣٩
ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع
وﺵ ﺎرآﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﻡﻊ أﺑﻴﻬﺎ رﺱﻮل اﷲ
ﻓﻲ ﺡﺠﺔ اﻝﻮداع ،وآﺎﻥﺖ ﻡﻌﻪ ،ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻝﺴﻔﺮة ).(٤٠
ﻏﺰوة أﺣﺪ
وﺱ ﺎهﻤﺖ أیﻀ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺔ أﺡﺪ ،آﻤﺎ هﻮ ﻡﻌﺮوف،
ﺡﻴ ﻨﻤﺎ ﺝ ﺎءت إﻝ ﻰ ﺝﺴ ﺪ ﻋﻤّﻬ ﺎ ﺡﻤ ﺰة اﻝ ﺬي ﻗ ﺘﻞ ﻓ ﻲ
أﺡﺪ).(٤١
ﻳﻮم اﻟﻐﺪﻳﺮ
وآ ﺬﻝﻚ ﺱ ﺎهﻤﺖ ﻓ ﻲ ﻗ ّ
ﺼ ﺔ اﻝﻐﺪیﺮ ،ﺡﻴﺚ آﺎﻥﺖ ﻡﻊ
رﺱﻮل اﷲ ﻓﻲ ﻏﺪیﺮ ﺥﻢ.
وآﻠﻤﺎ ذآﺮﻥﺎﻩ ﺝﻬﺎد ﺑﺎﻝﻤﻌﻨﻰ اﻷﻋﻢ آﻤﺎ ﻻ یﺨﻔﻰ.
) (٣٩ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻐﻤﺔ :ﺝ ١ﺹ ٤٠٥ـ .٤٠٦
) (٤٠ﻟﻠﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﻦ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺭﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ )ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﱂ( ﺝ.٢
) (٤١ﻟﻠﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﻦ ﻏﺰﻭﺓ ﺍﺣﺪ ﺭﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ )ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﱂ(.
٣١
ﺧﻄﺒﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ
وهﻜ ﺬا ﺥﻄ ﺒﺖ ﻓ ﻲ اﻝﻤﺴ ﺠﺪ ،وآﺎﻥ ﺖ اﻝﺨﻄﺎﺑ ﺔ أﻡﺎم
اﻝﻈﺎﻝﻤ ﻴﻦ ﺝﻬ ﺎدًا آﺒﻴ ﺮاً ،ﺡ ﻴﺚ داﻓﻌ ﺖ ﻋ ﻦ أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ
ﻋﻠ ﻲ وﺗﺤﻤﻠ ﺖ ﻡ ﺎ ﺗﺤﻤﻠ ﺖ ﺡﺘ ﻰ اُﺱ ﻘﻂ ﺝﻨﻴ ﻨﻬﺎ واُﻥ ﺒﺖ
اﻝﻤﺴ ﻤﺎر ﻓ ﻲ ﺹ ﺪرهﺎ ،وآﺴ ﺮ ﺝﻨ ﺒﻬﺎ ،وﺱ ﻮّد وﺝﻬﻬ ﺎ ﻡ ﻦ
اﻝﻠﻄ ﻢ ،وﺹ ﺎر ﻓ ﻲ ﻋﻀ ﺪهﺎ آﻤ ﺜﻞ اﻝﺪﻡﻠﺞ ﻡﻦ اﺙﺮ اﻝﺴﻴﺎط،
وﺑﻘﻴﺖ اﻵﺙﺎر إﻝﻰ یﻮم ﺵﻬﺎدﺗﻬﺎ )ﺹﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ( ).(٤٢
ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺪار
وﺥﻄ ﺒﺖ ﻓ ﻲ رﺝ ﺎل اﻝﻤﻬﺎﺝ ﺮیﻦ واﻷﻥﺼ ﺎر اﻝ ﺬیﻦ
زاروه ﺎ ﺑﻌ ﺪ رﺱ ﻮل اﷲ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺔ ﻡﺸ ﻬﻮرة ،وآﺎﻥ ﺖ
اﻝﺨﻄ ﺒﺔ ﺝﻬﺎدی ﺔ ،وآ ﺬﻝﻚ ﺥﻄ ﺒﺖ ﻓ ﻲ ﻥﺴ ﺎء اﻝﻤﻬﺎﺝ ﺮیﻦ
واﻷﻥﺼﺎر ﻝﻤﺎ زاروهﺎ ﻓﻲ ﻡﺮﺽﻬﺎ اﻝﺬي ﺗﻮﻓّﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺵﻬﻴﺪة
ﻡﻈﻠﻮﻡﺔ.
اﻟﺠﻬﺎد ﺏﺎﻟﺒﻜﺎء
وآ ﺬﻝﻚ ﺝﺎه ﺪت ﻓ ﻲ ﺑﻜﺎﺋﻬ ﺎ ﻝ ﻴﻞ ﻥﻬ ﺎر ﻓ ﻲ ﻓ ﺮاق
رﺱ ﻮل اﷲ ،وآ ﺎن ﻗﺼ ﺪهﺎ ﻡ ﻦ ه ﺬا اﻝﺠﻬ ﺎد ان ﺗﻔﻀ ﺢ
ﻖ ﺑﻌﻠﻬ ﺎ ،وارﺗﻘ ﻮا ﻡﻨﺒ ﺮ رﺱ ﻮل
اﻝ ﺬیﻦ ﺁذوه ﺎ ،وﻏﺼ ﺒﻮا ﺡ ّ
اﷲ ﺑﻐﻴﺮ ﺡﻖ.
) (٤٢ﺭﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻠﻴﻢ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ :ﺹ ٨٤ﻭﺹ.١٣٤
٣٢
اﻟﻤﺴﻴﺮة اﻟﺠﻬﺎدﻳﺔ
وﺝﺎه ﺪت أیﻀ ًﺎ ﺡﻴ ﻨﻤﺎ آﺎﻥ ﺖ ﺗ ﺬهﺐ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ
اﻷی ﺎم إﻝ ﻰ ﻗﺒﺮ ﻋﻤﻬﺎ ﺡﻤﺰة ﻡﻊ آﺴﺮ ﺽﻠﻌﻬﺎ وﻡﺮﺽﻬﺎ
ﺡﺘﻰ ﺗﻌﻠﻦ ﻝﻠﻨﺎس أﻥﻬﺎ ﺱﺎﺥﻄﺔ.
وﺝﺎه ﺪت أیﻀ ًﺎ ﻓﻲ ذهﺎﺑﻬﺎ إﻝﻰ أﻗﺼﻰ اﻝﺒﻘﻴﻊ ﺗﺤﺖ
ﻞ ﺵ ﺠﺮة ﺗ ﻨﺪب أﺑﺎه ﺎ ، ﺙ ﻢ ﻓ ﻲ ﺑ ﻴﺖ اﻷﺡ ﺰان ﻇ ّ
ﻼ
اﻝﻤﺸﻬﻮر اﻝﺬي ﺑﻨﺎﻩ أﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ )ﻋﻠ ﻴﻪ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( ﻇ ً
ﻝﻬﺎ ﻋﻦ اﻝﺸﻤﺲ..
ﻝﻜ ﻦ اﻝ ﺬیﻦ ﺁذوه ﺎ أرﺱﻠﻮا ﻡﻦ ﻗﻄﻊ اﻝﺸﺠﺮة وهﺪم ذﻝﻚ
اﻝﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺼّﺔ ﻡﻌﺮوﻓﺔ.
إﺧﻔﺎء ﻗﺒﺮهﺎ
ﺙ ﻢ إﻥﻬ ﺎ اﺱﺘﺨﺪﻡﺖ اﻝﺠﻬﺎد اﻝﺴﻠﺒﻲ ﻡﻊ أﻋﺪاﺋﻬﺎ أیﻀًﺎ
،ﺡ ﻴﺚ وﺹ ﺖ ﺑﺈﺥﻔ ﺎء ﻗﺒ ﺮهﺎ ﺑﻌ ﺪ ﻡ ﻮﺗﻬﺎ ،وﻗ ﺪ ﺑﻘﻲ ﻗﺒﺮهﺎ
ﻡﺨﻔ ﻴًﺎ إﻝ ﻰ ه ﺬا اﻝ ﻴﻮم ،ﺡ ّﺘ ﻰ یﻈﻬ ﺮ ﺹ ﺎﺡﺐ اﻝ ﺰﻡﺎن )ﻋﻠ ﻴﻪ
اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( ویﻜﺸﻒ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ..
ﻝﻜ ﻦ ﻡ ﻦ اﻝﻮاﺽ ﺢ أن ﺑﻌ ﺪ ﻇﻬ ﻮر اﻹﻡ ﺎم اﻝﻤﻬ ﺪي
ﺗﻌ ﻮد اﻝﺰه ﺮاء إﻝ ﻰ اﻝﺤ ﻴﺎة ،آﻤ ﺎ یﻌ ﻮد اﻝﺮﺱ ﻮل وﻋﻠ ﻲ
واﻝﺤﺴ ﻦ واﻝﺤﺴ ﻴﻦ وﺱ ﺎﺋﺮ اﻷﺋﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻡ ﺎ دّﻝ ﺖ ﻋﻠ ﻰ
ذﻝ ﻚ روای ﺎت اﻝ ﺮﺝﻌﺔ ،واﻥّﻤﺎ یﻌﺮف اﻝﻨﺎس أن ﻗﺒﺮهﺎ )ﻋﻠﻴﻬﺎ
اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻡﻜ ﺎن آ ﺬا ﻗ ﺒﻞ اﺑ ﺘﻌﺎﺙﻬﺎ ﻓ ﻲ أی ﺎم
اﻝﺮﺝﻌﺔ.
وﻗ ﺪ ورد ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ إﺑ ﺮاهﻴﻢ اﻝﻘﻤ ﻲ» :ﺱ ﺌﻞ
٣٣
ﺤﺸُﺮُ ِﻣ ْﻦ ﹸﻛ ﱢﻞ ﺃﹸ ﱠﻣ ٍﺔ ﹶﻓﻮْﺟﹰﺎ
اﻹﻡﺎم اﻝﺼﺎدق ﻋﻦ ﻗﻮﻝﻪ َ ﻭَﻳ ْﻮ َﻡ َﻧ ْ
) (٤٣ﻓﻘﺎل :ﻡﺎ یﻘﻮل اﻝﻨﺎس ﻓﻴﻬﺎ؟
ﻗﻠﺖ یﻘﻮﻝﻮن :إﻥﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻘﻴﺎﻡﺔ.
ﻓﻘ ﺎل أﺑ ﻮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ :یﺤﺸ ﺮ اﷲ ﻓ ﻲ ی ﻮم اﻝﻘ ﻴﺎﻡﺔ ﻡﻦ آﻞ
أﻡ ﺔ ﻓ ﻮﺝًﺎ وی ﺬر اﻝﺒﺎﻗ ﻴﻦ؟ إن ذﻝ ﻚ ﻓ ﻲ اﻝ ﺮﺝﻌﺔ ،ﻓﺄﻡ ﺎ ﺁی ﺔ
اﻝﻘ ﻴﺎﻡﺔ ﻓﻬ ﺬﻩَ :ﻭ َﺣﺸَـ ْﺮﻧَﺎﻫُ ْﻢ ﹶﻓ ﹶﻠ ْﻢ ﻧُ َﻐﺎ ِﺩ ْﺭ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ﹶﺃﺣَﺪﹰﺍ َ ﻭﻋُ ِﺮﺿُﻮﺍ
ﺻ ﹼﻔﹰﺎ إﻝﻰ ﻗﻮﻝﻪ َ ﻣ ْﻮﻋِﺪﹰﺍ .(٤٥)«(٤٤)
ﻚ َ
َﻋﻠﹶﻰ َﺭﱢﺑ َ
وﻓﻲ ﺡﺪیﺚ ﺁﺥﺮ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل» :وﻗﻮﻝﻪ ِﺇﻧﱠﺎ ﹶﻟَﻨ ْﻨﺼُﺮُ ُﺭ ُﺳﹶﻠﻨَﺎ
ﺤﻴَﺎ ِﺓ ﺍﻟ ﱡﺪْﻧﻴَﺎ (٤٦)وهﻮ ﻓﻲ اﻝﺮﺝﻌﺔ إذا رﺝﻊ
ﻭَﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﺀَﺍ َﻣﻨُﻮﺍ ﻓِﻲ ﺍﹾﻟ َ
رﺱﻮل اﷲ واﻷﺋﻤﺔ .(٤٧)«
) (٤٣ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻞ.٨٣ :
) (٤٤ﺳﻮﺭﺓ ﻏﺎﻓﺮ.٥١ :
) (٤٥ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﻤﻲ :ﺝ ٢ﺹ ٣٦ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ.
) (٤٦ﺳﻮﺭﺓ ﻏﺎﻓﺮ.٥١ :
) (٤٧ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﻤﻲ :ﺝ ٢ﺹ ٢٥٨ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﺆﻣﻦ.
٣٤
اﻋﺘﺮاف ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺏﻔﻀﻠﻬﺎ
وﻗ ﺪ اﻋﺘ ﺮﻓﺖ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻋﻠ ﻰ أن ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء هﻲ
أﻓﻀﻞ ﻥﺴﺎء اﻝﺒﺸﺮ ،آﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﺵﻌﺮ ﻝﻬﺎ ،ﺡﻴﺚ ﻗﺎﻝﺖ:
ﻓﺎﻃﻤـﺔ ﺧـﲑ ﻧﺴـﺎﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻣـﻦ ﳍﺎ ﻭﺟﻪ ﻛﻮﺟﻪ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﻓﻀـﻠﻚ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺑﻔﻀـﻞ ﻣﻦ ﺧﺺ ﺑﺂﻱ ﺍﻟﺰﻣﺮ
ﻼ ﺃﻋـﲏ ﻋﻠﻴﹰﺎ ﺧﲑ ﻣﻦ ﰲ ﺍﳊﻀﺮ ﺯﻭﺟــﻚ ﺍﷲ ﻓــﱴ ﻓﺎﺿــ ﹰ
)(٤٨
ـﺎ ﻛـﺮﳝﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﳋﻄﺮ ـﺎ ﺍﻬﻧـ
ـﺎﺭﺍﰐ ﻬﺑـ
ـﺮﻥ ﺟـ
ﻓﺴـ
ñc‹ßa@Ý›Ïa
آﺎﻥ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰهﺮاء )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( هﻲ اﻝﻔﻀﻠﻰ
ﻡ ﻦ ﺑ ﻴﻦ ﻥﺴ ﺎء اﻝﻌ ﺎﻝﻢ ﺑ ﺄﺝﻤﻌﻬﻦ ﻡ ﻦ اﻷوﻝ ﻴﻦ واﻵﺥ ﺮیﻦ،
وذﻝ ﻚ ﻓ ﻲ آ ﻞ اﻝﻤ ﺮاﺡﻞ اﻝﺤﻴﺎﺗ ﻴﺔ وﻏﻴ ﺮهﺎ ،وﻓ ﻲ ﺝﻤ ﻴﻊ ﻡﺎ
یﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ ﺑﻨﺘﺎً ،وزوﺝﺔ ،وأﻡّﺎ.
أم أﺏﻴﻬﺎ
آﺎﻥ ﺖ ﺗﺴ ﺎﻋﺪ أﺑﺎه ﺎ اﻝﺮﺱ ﻮل ﻓ ﻲ أیﺎم اﻝﻤﺤﻨﺔ ـ
وﻻ یﺨﻔ ﻰ أن آ ﻞ أی ﺎم اﻝﺮﺱ ﻮل ﺑﻌ ﺪ اﻝﺒﻌﺜﺔ ﻡﺤﻦ ـ ﻓﻲ
ﻡﻜﺔ وﻓﻲ اﻝﻤﺪیﻨﺔ وﻓﻲ اﻝﺸﻌﺐ وإﻝﻰ أن اﻝﺘﺤﻖ ﺑﺎﻝﺮﻓﻴﻖ
) (٤٨ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ :ﺝ ٣ﺹ.٣٥٥
٣٥
اﻷﻋﻠﻰ ،وﻗﺪ ﻗﺎل » :ﻡﺎ أوذي ﻥﺒﻲ ﻡﺜﻞ ﻡﺎ أوذیﺖ«).(٤٩
ﻓﻜﺎﻥ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( أم أﺑﻴﻬﺎ ،یﻌﻨﻲ آﺎﻥﺖ
ﻝ ﻪ آ ﺎﻷم اﻝﺤ ﻨﻮن ﻷوﻻده ﺎ ﺡﻴﺚ إﻥّﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺸﺆون اﻷوﻻد
ﺥﻴ ﺮ ﻗ ﻴﺎم ،ﻓ ﺈن واﻝ ﺪة اﻝﺮﺱ ﻮل ﺁﻡﻨﺔ ﺗﻮﻓّﻴﺖ ﻡﻨﺬ ﺹﻐﺮﻩ
،ﻓﻜﺎﻥ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﺑﻤﻨ ﺰﻝﺔ اﻷم ﻝﻪ ،وﻝﺬا
آﻨﻴﺖ )ﺑﺄم أﺑﻴﻬﺎ(.
ﺧﻴﺮ زوﺝﺔ
وآ ﺬﻝﻚ آﺎﻥ ﺖ ﺥﻴ ﺮ زوﺝ ﺔ ﻷﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ
،ﻓﻘ ﺪ ﻗﺎﻝ ﺖ ﻓ ﻲ آﻠﻤ ﺔ ﻝﻬ ﺎ وهﻲ اﻝﺼﺎدﻗﺔ اﻝﻤﺼﺪﻗﺔ ـ
وﻗﺪ ﺹﺪﻗﻬﺎ أﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ﻋﻠﻲ )ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( ـ :
»ی ﺎ ﺑ ﻦ ﻋ ﻢ ﻡ ﺎ ﻋﻬﺪﺗﻨ ﻲ آﺎذﺑ ﺔ وﻻ ﺥﺎﺋ ﻨﺔ وﻻ ﺥﺎﻝﻔ ﺘﻚ
ﻡ ﻨﺬ ﻋﺎﺵ ﺮﺗﻨﻲ ،ﻓﻘ ﺎل ﻋﻠ ﻲ :ﻡﻌ ﺎذ اﷲ أﻥ ِ
ﺖ اﻋﻠ ﻢ ﺑ ﺎﷲ
وأﺑ ّﺮ واﺗﻘ ﻰ وأآ ﺮم وأﺵ ﺪ ﺥ ﻮﻓًﺎ ﻡ ﻦ اﷲ أن أوﺑﺨ ﻚ ﻏ ﺪًا
ﺑﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻲ«).(٥٠
ﻥﻌﻢ إن رﺱﻮل اﷲ رﺑّﻰ ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء أﻓﻀﻞ
ﺗ ﺮﺑﻴﺔ ﺹ ﺎﻝﺤﺔ ﺡﺘ ﻰ ﻝ ﻢ ﺗﻜ ﺬب ﻓ ﻲ ﺡﻴﺎﺗﻬﺎ وﻻ ﻡﺮّة واﺡﺪة،
ﻗ ﺒﻞ زواﺝﻬ ﺎ أو ﺑﻌ ﺪﻩ ،ﻷن ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﻡﻌﺼﻮﻡﺔ،
وﻻ یﺤﺼ ﺮ ﻋ ﺪم آ ﺬﺑﻬﺎ وﻋ ﺪم ﺥﻴﺎﻥ ﺘﻬﺎ ﺑﺤ ﺎل اﻝ ﺰواج وﻝ ﻢ
ﺗﺤﺼ ﺮهﺎ ﻓ ﻲ ذﻝ ﻚ ،ﺑ ﻞ ﻗﺎﻝﺖ) :ﻓﻤﺎ ﻋﻬﺪﺗﻨﻲ( یﻌﻨﻲ ﻡﻨﺬ ان
أدرآ ﺖ أﻥ ﺖ ی ﺎ ﻋﻠ ﻲ وﻋﺮﻓﺘﻨ ﻲ ،ﻡ ﺎ ﻋﻬ ﺪت ﻡﻨ ﻲ آﺬﺑ ﺔ
واﺡ ﺪة ،وﻻ ﺥ ﻴﺎﻥﺔ واﺡ ﺪة ،ﺡﺘ ﻰ ﺥ ﻴﺎﻥﺔ ﻓ ﻲ ﺵﻲء ﻗﻠﻴﻞ ﻡﻦ
) (٤٩ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻐﻤﺔ :ﺝ ٢ﺹ.٥٣٧
) (٥٠ﺭﻭﺿﺔ ﺍﻟﻮﺍﻋﻈﲔ :ﺹ.١٥١
٣٦
اﻝﻤ ﺎل ،أو ﻓ ﻲ ﻥﻈ ﺮة إﻝ ﻰ ﻡ ﻦ ه ﻮ ﻏﻴﺮ ﻡﺤﺮم أو ﻡﺎ أﺵﺒﻪ،
ﻡﻤﺎ یﺸﻤﻠﻪ ﻝﻔﻆ اﻝﺨﻴﺎﻥﺔ ،وﺡﺎﺵﺎ ﻝﺒﻨﺖ رﺱﻮل اﷲ ذﻝﻚ.
ﺧﻴﺮ أم
وآ ﺬﻝﻚ آﺎﻥ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﻷﻃﻔﺎﻝﻬ ﺎ :اﻝﺤﺴ ﻦ
واﻝﺤﺴ ﻴﻦ وزی ﻨﺐ وأم آﻠ ﺜﻮم ﺥﻴ ﺮ أم ،ﻓﻜﺎﻥ ﺖ ﺗﻘ ﻮم
ﺑﺸ ﺆوﻥﻬﻢ ،وﺗﻐﺬیﻬﻢ ﺑﺎﻝﻔﻀﻴﻠﺔ واﻝﺘﻘﻮى ،وﺗﺮﺑﻴﻬﻢ ﺑﺄﺡﺴﻦ ﻡﺎ
یﻜ ﻮن ،وﻗ ﺪ ورد :إﻥﻬ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ﺗﺤ ﺜﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ إﺡ ﻴﺎﺋﻬﻢ ﻝﻴﺎﻝ ﻲ
اﻝﺠُﻤ ﻊ ﻡ ﻦ أول اﻝﻠ ﻴﻞ إﻝ ﻰ اﻝﺼ ﺒﺎح ،وآ ﺬﻝﻚ ﻝﻴﺎﻝ ﻲ اﻝﻘ ﺪر،
ﻓﻜﺎﻥ ﺖ )ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( ﺗﺄﻡ ﺮهﻢ ﺑﺎﻝ ﻨﻮم ﻥﻬ ﺎرًا ﺡﺘ ﻰ
یﺘﻤﻜ ﻨﻮا ﻡ ﻦ إﺡ ﻴﺎء اﻝﻠ ﻴﻞ ،وﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻝﺘﺮﺑﻴﺔ اﻝﺮﻓﻴﻌﺔ رﺑﺖ
اﻝﺰه ﺮاء أوﻻده ﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺖ ﺥﻴ ﺮ أم ﻋ ﺮﻓﺘﻬﺎ اﻝﺒﺸ ﺮیﺔ
ﺝﻤﻌﺎء.
وﻗ ﺪ ورد :إن اﻹﻡ ﺎم اﻝﺤﺴ ﻦ )ﻋﻠ ﻴﻪ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( ﻋﻨﺪﻡﺎ
آ ﺎن ی ﺮﺝﻊ ﻡ ﻦ ﻡﺴ ﺠﺪ ﺝ ﺪﻩ رﺱ ﻮل اﷲ ،وآ ﺎن ﻃﻔ ً
ﻼ
ﺹ ﻐﻴﺮاً ،آﺎﻥ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﺗﺴﺘﻔﺴ ﺮﻩ ﻋ ﻦ آ ﻼم
اﻝﺮﺱﻮل وﺥﻄﺒﺘﻪ ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺠﺪ.
وآﺎﻥ ﺖ ﺗﺮﺑ ﻲ اﺑﻨ ﺘﻬﺎ اﻝﻌﻘ ﻴﻠﺔ زیﻨﺐ ﺥﻴﺮ ﺗﺮﺑﻴﺔ وﺗﻌﻠﻤﻬﺎ
ﻋﻠ ﻰ اﻝﺼ ﺒﺮ ،وﺗﺒ ﻴﻦ ﻝﻬ ﺎ ﻡ ﻮاﻗﻔﻬﺎ اﻝﻤﺴ ﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ،وﻗ ﺪ ﻗﺎﻝ ﺖ
ﻝ ﺰیﻨﺐ )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( :إذا أدرآﺖ یﻮم آﺮﺑﻼء ﻓﻘﺒّﻠﻲ
ﻋّﻨ ﻲ ﻥﺤ ﺮ اﻝﺤﺴ ﻴﻦ )ﻋﻠ ﻴﻪ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( ﺱﺎﻋﺔ یﺄﺗﻲ ﻝﻠﻮداع
اﻷﺥﻴﺮ..
ﻓﻜﺎﻥ ﺖ ﺗﻬ ﻴﺄ ه ﺆﻻء اﻷوﻻد اﻝﻤﻴﺎﻡ ﻴﻦ ﻝﻤﺨ ﺘﻠﻒ
ﻡ ﻴﺎدیﻦ اﻝﻌ ﺒﺎدة واﻝﺠﻬ ﺎد واﻝﻔﻀ ﻴﻠﺔ واﻝ ﺘﻘﻮى ،إﻝ ﻰ ﺝ ﻨﺐ
ﺗﻬﻴﺌ ﺘﻬﺎ ﻝﻬ ﻢ ﻡ ﺎ یﺤ ﺘﺎﺝﻪ آ ﻞ ﻃﻔ ﻞ ﺝﺴ ﻤﻴًﺎ وﻋﺎﻃﻔ ﻴًﺎ وﻏﻴ ﺮ
٣٧
ذﻝﻚ.
وآﺎﻥ ﺖ ﺗﻘ ﻮي روﺡﻬ ﻢ اﻝﻤ ﺒﺎرآﺔ ،آﻤ ﺎ ﺗﻌﺘﻨ ﻲ
ﺑﺨﺪﻡ ﺘﻬﻢ اﻝﺠﺴ ﺪیﺔ ﻡ ﻦ ﻏﺴ ﻞ وآ ﻨﺲ وﻃ ﺒﺦ وﻥﺴ ﺞ وﻏﻴ ﺮ
ذﻝﻚ.
اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ
وهﻜ ﺬا آﺎﻥ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء اﻡ ﺮأة ﻡﺜﺎﻝ ﻴﺔ ﺗﻔ ﻮق
ﺝﻤﻴﻊ ﻥﺴﺎء اﻝﻌﺎﻝﻢ ﻡﻦ اﻷوﻝﻴﻦ واﻵﺥﺮیﻦ وهﻲ أﺱﻮة ﻝﺠﻤﻴﻊ
اﻝﻨﺴ ﺎء ،وه ﻞ ه ﻨﺎﻝﻚ اﻡ ﺮأة ﺗ ﺘﻤﻜﻦ ان ﺗﺪﻋ ﻲ ﻡ ﺜﻞ ه ﺬا
اﻻدﻋﺎء؟
ﻓﻬ ﻲ اﻝﺴ ﺒﺎﻗﺔ إﻝ ﻰ آ ﻞ اﻝﻔﻀ ﺎﺋﻞ وﺝﻤ ﻴﻊ اﻝﺤﺴ ﻨﺎت،
ﻓﻌﻠ ﻰ اﻝﻨﺴ ﺎء ان یﻘ ﺘﺪیﻦ ﺑﻬ ﺎ ان أردن اﷲ ورﺱ ﻮﻝﻪ واﻝ ﻴﻮم
اﻵﺥﺮ.
٣٨
bîã†ë@åí†@âý⁄a
ان اﻝﺪیﻦ اﻹﺱﻼﻡﻲ یﺘﻀﻤﻦ ﺱﻌﺎدة اﻝﺪﻥﻴﺎ واﻵﺥﺮة ،آﻤﺎ
ﺱ َﻣ ْﻦ َﻳﻘﹸﻮ ﹸﻝ َﺭﱠﺑﻨَﺎ ﺁِﺗﻨَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟ ﱡﺪْﻧﻴَﺎ َﻭﻣَﺎ
ﻓﻲ اﻝﻘﺮﺁن اﻝﺤﻜﻴﻢ :ﹶﻓ ِﻤ ْﻦ ﺍﻟﻨﱠﺎ ِ
ﻕ َ ﻭ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ َﻣ ْﻦ َﻳﻘﹸﻮ ﹸﻝ َﺭﱠﺑﻨَﺎ ﺁِﺗﻨَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟ ﱡﺪْﻧﻴَﺎ
ﻟﹶـ ُﻪ ﻓِـﻲ ﺍﻵ ِﺧ َﺮ ِﺓ ِﻣ ْﻦ ﺧَﻼ ٍ
ﻚ ﹶﻟ ُﻬ ْﻢ َﻧﺼِﻴﺐٌ
ﺏ ﺍﻟﻨﱠﺎ ِﺭ ﺃﹸ ْﻭﹶﻟِﺌ َ
ﺴَﻨ ﹰﺔ َﻭ ِﻗﻨَﺎ َﻋﺬﹶﺍ َ
ﺴَﻨ ﹰﺔ َﻭﻓِﻲ ﺍﻵ ِﺧ َﺮ ِﺓ َﺣ َ
َﺣ َ
ﺴﺒُﻮﺍ. (٥١)
ِﻣﻤﱠﺎ ﹶﻛ َ
وﻓ ﻲ ﺁی ﺔ أﺥ ﺮى :ﻭﺍﺑـﺘﻎ ﻓﻴﻤﺎ ﺁﺗﺎﻙ ﺍﷲ ﺍﻟﺪّﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻻ
ﺗـﻨﺲ ﻧﺼـﻴﺒﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﷲ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻻ ﺗﺒﻎ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﳛﺐ ﺍﳌﻔﺴﺪﻳﻦ.(٥٢)
وﻓ ﻲ روای ﺔ ﻋﻦ اﻹﻡﺎم اﻝﺤﺴﻦ ـ ورﺑﻤﺎ ﻥﺴﺒﺖ إﻝﻰ
اﻝﺮﺱ ﻮل ،وﻝﻌﻠﻬ ﺎ آ ﻼم اﻝﺮﺱ ﻮل ذآ ﺮهﺎ اﻹﻡ ﺎم
اﻝﺤﺴ ﻦ ـ »اﻋﻤ ﻞ ﻝﺪﻥ ﻴﺎك آﺄﻥ ﻚ ﺗﻌ ﻴﺶ أﺑ ﺪًا واﻋﻤ ﻞ
ﻵﺥﺮﺗﻚ آﺄﻥﻚ ﺗﻤﻮت ﻏﺪا«).(٥٣
وﻓ ﻲ روای ﺔ أﺥ ﺮى ﻋﻦ اﻷﺋﻤﺔ اﻝﻄﺎهﺮیﻦ )ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻝﺼﻼة
واﻝﺴ ﻼم(» :ﻝ ﻴﺲ ﻡ ﻨﺎ ﻡ ﻦ ﺗ ﺮك ﺁﺥ ﺮﺗﻪ ﻝﺪﻥﻴﺎﻩ ،وﻝﻴﺲ ﻡﻨّﺎ ﻡﻦ
) (٥١ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.٢٠٢-٢٠٠ :
) (٥٢ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺺ.٧٧ :
) (٥٣ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﳋﻮﺍﻃﺮ ﻭﻧﺰﻫﺔ ﺍﻟﻨﻮﺍﻇﺮ :ﺝ ٢ﺹ ،٢٣٤ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ .
٣٩
ﺗﺮك دﻥﻴﺎﻩ ﻵﺥﺮﺗﻪ«).(٥٤
ﺧﺪﻡﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ
وﻡ ﻦ هﺬا اﻝﻤﻨﻄﻠﻖ آﺎﻥﺖ )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ
داره ﺎ وﺗ ﺘﺤﻤﻞ ﺹ ﻌﻮﺑﺔ اﻝﻌﻤ ﻞ ﻡﺴ ﺎﻋﺪة ﻝ ﺰوﺝﻬﺎ أﻡﻴ ﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ،وﻷﺑﻴﻬﺎ رﺱﻮل اﷲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺡﻴﺎن.
ﻗ ﺎل ﺱ ﻠﻤﺎن » :آﺎﻥ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺝﺎﻝﺴ ﺔ وﻗ ﺪاﻡﻬﺎ رﺡﻰ
ﺗﻄﺤ ﻦ ﺑﻬ ﺎ اﻝﺸ ﻌﻴﺮ ،وﻋﻠ ﻰ ﻋﻤ ﻮد اﻝﺮﺡ ﻰ دم ﺱ ﺎﺋﻞ،
واﻝﺤﺴ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻥﺎﺡ ﻴﺔ اﻝ ﺪار یﺒﻜﻲ ،ﻓﻘﻠﺖ :یﺎ ﺑﻨﺖ رﺱﻮل اﷲ
دﺑﺮت آﻔﺎك وهﺬﻩ ﻓﻀﺔ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺖ :أوﺹ ﺎﻥﻲ رﺱ ﻮل اﷲ أن ﺗﻜﻮن اﻝﺨﺪﻡﺔ ﻝﻬﺎ
یﻮﻡًﺎ وﻝﻲ یﻮﻡﺎً ،ﻓﻜﺎن أﻡﺲ یﻮم ﺥﺪﻡﺘﻬﺎ.
ﻗ ﺎل ﺱ ﻠﻤﺎن :أﻡ ﺎ أن أﻃﺤ ﻦ اﻝﺸ ﻌﻴﺮ أو أﺱ ﻜﺖ ﻝ ﻚ
اﻝﺤﺴﻴﻦ.
ﻓﻘﺎﻝﺖ :أﻥﺎ ﺑﺘﺴﻜﻴﺘﻪ أرﻓﻖ..
ﻗ ﺎل ﺱ ﻠﻤﺎن :ﻓﻄﺤﻨﺖ ﺵﻴﺌًﺎ ﻡﻦ اﻝﺸﻌﻴﺮ ﻓﺈذا أﻥﺎ ﺑﺎﻻﻗﺎﻡﺔ
ﻓﻤﻀ ﻴﺖ وﺹ ﻠﻴﺖ ﻡ ﻊ رﺱ ﻮل اﷲ ﻓﻠﻤ ﺎ ﻓ ﺮﻏﺖ ﻗﻠ ﺖ
ﻝﻌﻠ ﻲ ﻡﺎ رأیﺖ ﻓﺒﻜﻰ وﺥﺮج ،ﺙﻢ ﻋﺎد یﺒﺘﺴﻢ ،ﻓﺴﺄﻝﻪ ﻋﻦ
ذﻝ ﻚ رﺱ ﻮل اﷲ ،ﻓﻘ ﺎل :دﺥﻠ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ وه ﻲ
ﻡﺴﺘﻠﻘﻴﺔ ﻝﻘﻔﺎهﺎ واﻝﺤﺴﻴﻦ ﻥﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺹﺪرهﺎ وﻗﺪاﻡﻬﺎ اﻝﺮﺡﻰ
ﺗﺪور ﻡﻦ ﻏﻴﺮ یﺪ !.
ﻓﺘﺒﺴ ﻢ رﺱ ﻮل اﷲ وﻗ ﺎل :یﺎ ﻋﻠﻲ أﻡﺎ ﻋﻠﻤﺖ أن ﷲ
) (٥٤ﺭﺍﺟـﻊ )ﲢـﻒ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ( :ﺹ ٤١٠ﻭﻓﻴﻪ) :ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻟﺪﻳﻨﻪ ،ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ﺩﻳﻨﻪ
ﻟﺪﻧﻴﺎﻩ(.
٤٠
ﻡﻼﺋﻜ ﺔ ﺱ ﻴﺎرة ﻓﻲ اﻷرض یﺨﺪﻡﻮن ﻡﺤﻤﺪًا وﺁل ﻡﺤﻤﺪ إﻝﻰ
أن ﺗﻘﻮم اﻝﺴﺎﻋﺔ«).(٥٥
وورد ﻓ ﻲ ﺵ ﺄن ﻥ ﺰول ﺱ ﻮرة اﻝﺪه ﺮ» :إن أﻡﻴ ﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﺝ ﺎء إﻝ ﻰ یﻬ ﻮدي وﻗ ﺎل :ه ﻞ ﻝﻚ أن ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ
ﺝ ﺰة ﻡ ﻦ ﺹﻮف ﺗﻐﺰﻝﻬﺎ ﻝﻚ ﺑﻨﺖ ﻡﺤﻤﺪًا ﺑﺜﻼﺙﺔ أﺹﻮع ﻡﻦ
اﻝﺸﻌﻴﺮ؟
ﻗﺎل :ﻥﻌﻢ.
ﻓﺄﻋﻄ ﺎﻩ ،ﻓﺠ ﺎء ﺑﺎﻝﺼ ﻮف واﻝﺸ ﻌﻴﺮ ،ﻓﺄﺥﺒ ﺮ ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﺑ ﺬﻝﻚ ،ﻓﻘ ﺒﻠﺖ وأﻃﺎﻋ ﺖ ،ﻓﻘﺎﻡ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ إﻝ ﻰ ﺹ ﺎع
ﻓﻄﺤﻨ ﺘﻪ واﺥﺘﺒ ﺰت ﻡ ﻨﻪ ﺥﻤﺴ ﺔ أﻗ ﺮاص ...إﻝ ﻰ ﺁﺥ ﺮ
اﻝﺤﺪیﺚ«).(٥٦
وآﺎﻥ ﺖ )ﺹ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ( ﺗﻌﻴﻦ أﺑﺎهﺎ وزوﺝﻬﺎ ﺡﺘّﻰ ﻓﻲ
ﺑﻌ ﺾ اﻝﺸ ﺆون اﻝﺤ ﺮﺑﻴﺔ ،ﺡ ﻴﺚ ورد اﻥ ﻪ ﻝﻤ ﺎ رﺝﻊ رﺱﻮل
اﷲ ﺑﻌ ﺪ ﻏ ﺰوة أﺡ ﺪ إﻝ ﻰ اﻝﻤﺪی ﻨﺔ اﺱ ﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ
وﻡﻌﻬ ﺎ إﻥ ﺎء ﻓ ﻴﻪ ﻡ ﺎء ،ﻓﻐﺴ ﻞ ﺑ ﻪ وﺝﻬ ﻪ ،وﻝﺤﻘ ﻪ أﻡﻴ ﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ وﻗ ﺪ ﺥﻀ ﺐ اﻝ ﺪم ی ﺪﻩ إﻝ ﻰ آ ﺘﻔﻪ وﻡﻌ ﻪ ذو
اﻝﻔﻘ ﺎر ﻓ ﻨﺎوﻝﻪ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ وﻗ ﺎل :ﺥ ﺬي ه ﺬا اﻝﺴ ﻴﻒ وﻗ ﺪ
ﺹﺪﻗﻨﻲ اﻝﻴﻮم ،واﻥﺸﺄ یﻘﻮل:
ﺃﻓﺎﻃﻢ ﻫﺎﻛﻲ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻏﲑ ﺫﻣﻴﻢ ﻓﻠﺴـﺖ ﺑـﺮﻋﺪﻳﺪ ﻭﻻ ﲟﻠﻴﻢ
ـﻴﻢ
ـﺒﺎﺩ ﻋﻠــﺔ ﺭﺏ ﺍﻟﻌـ
ﻭﻃﺎﻋـ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺬﺭﺕ ﰲ ﻧﺼﺮ ﺃﲪﺪ
ﻣﻴﻄـﻲ ﺩﻣـﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﺍﺳﻘﻰ ﺁﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻛﺄﺱ ﲪﻴﻢ
) (٥٥ﺍﳋﺮﺍﺋﺞ ﻭﺍﳉﺮﺍﺋﺢ :ﺹ.٥٣٠
) (٥٦ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻐﻤﺔ :ﺝ ١ﺹ ،٣٠٢ﻭﺍﻟﻌﻤﺪﺓ :ﺹ.٣٤٧
٤١
وﻗﺪ ﻗﺎل رﺱﻮل اﷲ :ﺥﺬیﻪ یﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻓﻘﺪ أدى ﺑﻌﻠﻚ
ﻡ ﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ وﻗ ﺪ ﻗﺘﻞ اﷲ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﺹﻨﺎدیﺪ ﻗﺮیﺶ ،ﻓﺄﺥﺬﺗﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ
وﻏﺴﻠﺖ اﻝﺪم ﻋﻦ اﻝﺴﻴﻒ.
اﻟﺮﺳﻮل ﻳﺴﻠﻴﻬﺎ
وﻓ ﻲ اﻝ ﺘﺎریﺦ :إن اﻝﺮﺱ ﻮل دﺥ ﻞ ذات ی ﻮم ﺑ ﻴﺖ
ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﻓ ﺮﺁهﺎ ﻡﺘﻌ ﺒﺔ ﻡ ﺮهﻘﺔ ﻡ ﻦ آﺜﺮة اﻝﻌﻤﻞ،
ﻓﻜﺎﻥ ﺖ ﺗﻄﺤ ﻦ ﺑﺎﻝﺮﺡ ﻰ وﻋﻠﻴﻬﺎ آﺴﺎء ﻡﻦ اﺝﻠﺔ اﻻﺑﻞ ..ﻓﻠﻤﺎ
ﻥﻈ ﺮ إﻝ ﻴﻬﺎ ﺑﻜ ﻰ وﻗ ﺎل» :ی ﺎ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺗﻌﺠﻠﻲ ﻡﺮارة اﻝﺪﻥﻴﺎ
ﻝﻨﻌﻴﻢ اﻵﺥﺮة« ـ
وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻝﺮوایﺎت »ﻝﺤﻼوة اﻵﺥﺮة«) (٥٧ـ
ﻚ ِﻣ َﻦ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ
ﻓﺄﻥ ﺰل اﷲ ﺗﻌﺎﻝ ﻰَ :ﻭﻟﹶﻶﺧِـ َﺮﺓﹸ َﺧﻴْـﺮٌ ﹶﻟ َ
ﻚ ﹶﻓَﺘ ْﺮﺿَﻰ.(٥٨)
ﻚ َﺭﱡﺑ َ
ﻑ ُﻳ ْﻌﻄِﻴ َ
ﺴ ْﻮ َ
َﻭﹶﻟ َ
ﻞ ﻡ ﻦ ی ﺮیﺪ اﻵﺥﺮة ﺡﻴﺚ یﻠﺰم وه ﺬﻩ اﻝﻜﻠﻤ ﺔ ،درس ﻝﻜ ّ
ﻋﻠ ﻴﻪ أن ی ﺘﻌﺠّﻞ ﻡ ﺮارة اﻝﺪﻥﻴﺎ ﻓﻲ اﻝﻄﺎﻋﺔ واﻝﻌﺒﺎدة ـ وﺡﺘﻰ
ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻝﺪﻥﻴﺎ أیﻀًﺎ ـ ﻝﻜﻲ یﻜﺴﺐ ﺡﻼوة اﻵﺥﺮة.
) (٥٧ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﺘﱰﻳﻞ :ﺝ ٢ﺹ ٤٤٥ﺡ.١١١٠
) (٥٨ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻵﻳﺎﺕ :ﺹ ٧٨٣ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ.
٤٢
ﺏﻴﺘﻬﺎ ﻡﺪرﺳﺔ
ﺙ ﻢ إن ﺑ ﻴﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء )ﺹ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ( آ ﺎن
ﻡﺪرﺱ ﺔ ﻝﺘﻌﻠ ﻴﻢ ﻥﺴ ﺎء اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ وﺗ ﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺑﺎﻝﻤﻌ ﺎرف
اﻹﺱ ﻼﻡﻴﺔ ،ﺑ ﻞ أﺡ ﻴﺎﻥًﺎ ﺡﺘ ﻰ اﻝ ﺮﺝﺎل آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺔ ﺱﻠﻤﺎن
اﻝﻔﺎرﺱﻲ )رﺽﻮان اﷲ ﺗﻌﺎﻝﻰ ﻋﻠﻴﻪ(.
وآﺎﻥ ﺖ رﺡ ﺒﺔ اﻝﺼ ﺪر ﺡﺴ ﻨﺔ اﻝﺨﻠ ﻖ ،وﻗﺪ ورد ﻓﻲ
)ﻡﻨﻴﺔ اﻝﻤﺮیﺪ( ﻝﺸﻴﺨﻨﺎ اﻝﺸﻬﻴﺪ): (٥٩
ان اﻡ ﺮأة ﺱ ﺄﻝﺖ ﻋ ﻨﻬﺎ ﻡﺴ ﺄﻝﺔ ﻓﺄﺝﺎﺑ ﺖ ﻓﻠ ﻢ ﺗﻔﻬ ﻢ
اﻝﺴ ﺎﺋﻠﺔ ،ﻓﺜ ﻨﺖ ﻓﻠ ﻢ ﺗﻔﻬ ﻢ اﻝﺠ ﻮاب ﺙﺎﻥ ﻴﺎً ،وﺙﻠ ﺜﺖ ﻓﻠ ﻢ ﺗﻔﻬ ﻢ
اﻝﺠ ﻮاب ﺙﺎﻝ ﺜﺎً ،ورﺑﻌ ﺖ وﺥﻤﺴﺖ وﺱﺪﺱﺖ وﺱﺒﻌﺖ وﺙﻤﻨﺖ
وﺗﺴ ﻌﺖ وﻋﺸ ﺮت وﻝ ﻢ ﺗﻔﻬ ﻢ )واﻝﻈﺎه ﺮ أن اﻝﻤﺴ ﺄﻝﺔ آﺎﻥ ﺖ
ﻏﺎﻡﻀ ﺔ ﺝ ﺪًا وﻝﻬ ﺬا ﻡ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ﺗﻔﻬ ﻢ اﻝﺠ ﻮاب ،ﻓ ﺎن اﻥﺴ ﺎﻥًﺎ
ﻋﺎدی ًﺎ إذا ﺱ ﺄل ﻡ ﻦ ﻋ ﺎﻝﻢ آﺒﻴ ﺮ ﻡﺴ ﺄﻝﺔ إرﺙ ﻴﺔ ﻓ ﻴﻬﺎ ﺡﺴﺎﺑﺎت
ﻡ ﺘﻌﺪدة آﻤﺴ ﺄﻝﺔ اﻷﺝ ﺪاد اﻝﺜﻤﺎﻥ ﻴﺔ ،ﻓ ﺎن اﻝﻌ ﺎﻝﻢ وان أﺝ ﺎب
ﻋﺸﺮ ﻡﺮات ﻗﺪ ﻻ یﻔﻬﻢ ذﻝﻚ اﻝﺸﺨﺺ ﺝﻮاب اﻝﻤﺴﺄﻝﺔ(.
وﻓﻲ اﻝﻤﺮة اﻝﻌﺎﺵﺮة ﻝﻤﺎ ﻝﻢ ﺗﻔﻬﻢ اﻝﺠﻮاب ﺱﻜﺘﺖ وﻗﺎﻝﺖ:
ﻻ اﺵ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻚ ی ﺎ ﺑ ﻨﺖ رﺱ ﻮل اﷲ ،ﻓﺄﺝﺎﺑ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ :
) (٥٩ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ،ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳎﺎﻫﺪﹰﺍ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ
ﺣـﱴ ﺿـﺎﻕ ﻋـﻨﻪ ﺣﻜﺎﻡ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺮﻭﻡ ،ﻓﺒﺤﺜﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﲢﺖ ﻛﻞ ﺣﺠﺮ ﻭﻣﺪﺭ،
ﻭﺃﺧﺬﻭﻩ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳊﺞ ،ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ،ﰒ ﺃﻫﺪﻱ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﱃ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺗﺮﻙ
ﺟﺴـﺪﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﲨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻤﺎﻥ ،ﻓﺮﺃﻭﺍ ﰲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻠـﻴﻠﺔ ﺃﻧـﻮﺍﺭﹰﺍ ﺗﻨـﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺗﺼﻌﺪ ،ﻓﺪﻓﻨﻮﻩ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺑﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻪ .ﺭﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ
)ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ( ﻵﻳﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ )ﺩﺍﻡ ﻇﻠﻪ(.
٤٣
اﺱ ﺄﻝﻲ وﻝ ﻲ ﺑ ﺬﻝﻚ اﻷﺝ ﺮ ،ﺙﻢ ذآﺮت ﻷﺝﺮهﺎ ﻡﺜﻼً ،آﻤﺎ
هﻮ ﻡﺬآﻮر ﻓﻲ آﺘﺎب )اﻝﻤﻨﻴﺔ().(٦٠
ورﺑﻤﺎ آﺎن اﻝﻤﻘﺼﻮد أن اﻝﺴﺎﺋﻠﺔ ﺱﺄﻝﺖ ﻋﻦ ﻋﺪة ﻡﺴﺎﺋﻞ
ﻡﺨ ﺘﻠﻔﺔ وأﺝﺎﺑ ﺘﻬﺎ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﻓﺨﺠﻠ ﺖ ﻋ ﻦ آﺜ ﺮة
اﻝﺴﺆال.
ﻗﺎل اﻹﻡﺎم اﻝﺤﺴﻦ اﻝﻌﺴﻜﺮي :
»ﺡﻀ ﺮت اﻡ ﺮأة ﻋ ﻨﺪ اﻝﺼ ﺪیﻘﺔ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء
ﻓﻘﺎﻝ ﺖ :إن ﻝ ﻲ واﻝ ﺪة ﺽ ﻌﻴﻔﺔ وﻗ ﺪ ﻝ ﺒﺲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻓ ﻲ أﻡ ﺮ
ﺹ ﻼﺗﻬﺎ ﺵ ﻲء وﻗﺪ ﺑﻌﺜﺘﻨﻲ إﻝﻴﻚ أﺱﺄﻝﻚ ،ﻓﺄﺝﺎﺑﺘﻬﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﻋ ﻦ ذﻝ ﻚ ،ﺙ ﻢ ﺙ ﻨﺖ ﻓﺄﺝﺎﺑ ﺖ ،ﺙ ﻢ ﺙﻠ ﺜﺖ ﻓﺄﺝﺎﺑ ﺖ إﻝ ﻰ أن
ﻋﺸ ﺮت ﻓﺄﺝﺎﺑ ﺖ ،ﺙ ﻢ ﺥﺠﻠ ﺖ ﻡ ﻦ اﻝﻜﺜ ﺮة ،ﻓﻘﺎﻝ ﺖ :ﻻ أﺵ ﻖ
ﻋﻠﻴﻚ یﺎ ﺑﻨﺖ رﺱﻮل اﷲ.
ﻗﺎﻝ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ :هﺎﺗ ﻲ وﺱﻠﻲ ﻋﻤﺎ ﺑﺪا ﻝﻚ ،أرأیﺖ ﻡﻦ
أآﺘ ﺮى ی ﻮﻡًﺎ یﺼ ﻌﺪ إﻝﻰ ﺱﻄﺢ ﺑﺤﻤﻞ ﺙﻘﻴﻞ ﻡﺎﺋﺔ أﻝﻒ دیﻨﺎر
أیﺜﻘﻞ ﻋﻠﻴﻪ؟
ﻓﻘﺎﻝﺖ :ﻻ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺖ :اآﺘ ﺮیﺖ أﻥ ﺎ ﻝﻜ ﻞ ﻡﺴ ﺄﻝﺔ ﺑﺄآﺜﺮ ﻡﻦ ﻡﻠﺊ ﻡﺎ ﺑﻴﻦ
اﻝﺜﺮى إﻝﻰ اﻝﻌﺮش ﻝﺆﻝﺆاً ،ﻓﺄﺡﺮى أن ﻻ یﺜﻘﻞ ﻋﻠﻲ ،ﺱﻤﻌﺖ
أﺑ ﻲ رﺱ ﻮل اﷲ یﻘ ﻮل :إن ﻋﻠﻤ ﺎء ﺵ ﻴﻌﺘﻨﺎ یﺤﺸ ﺮون
ﻓ ﻴﺨﻠﻊ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻡ ﻦ ﺥﻠ ﻊ اﻝﻜ ﺮاﻡﺎت ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺪر آﺜﺮة ﻋﻠﻮﻡﻬﻢ
وﺝ ﺪهﻢ ﻓ ﻲ إرﺵ ﺎد ﻋﺒﺎد اﷲ ،ﺡﺘﻰ یﺨﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻝﻮاﺡﺪ ﻡﻨﻬﻢ
أﻝ ﻒ أﻝ ﻒ ﺥﻠﻌ ﺔ ﻡ ﻦ ﻥ ﻮر ،ﺙﻢ یﻨﺎدي ﻡﻨﺎدي رﺑﻨﺎ ﻋﺰوﺝﻞ:
أیﻬ ﺎ اﻝﻜﺎﻓﻠﻮن ﻷیﺘﺎم ﺁل ﻡﺤﻤﺪ اﻝﻨﺎﻋﺸﻮن ﻝﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﻥﻘﻄﺎﻋﻬﻢ
) (٦٠ﺭﺍﺟﻊ ﻣﻨﻴﺔ ﺍﳌﺮﻳﺪ :ﺹ.١١٥
٤٤
ﻋﻦ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ اﻝﺬیﻦ هﻢ أﺋﻤﺘﻬﻢ ،هﺆﻻء ﺗﻼﻡﺬﺗﻜﻢ واﻷیﺘﺎم اﻝﺬیﻦ
آﻔﻠ ﺘﻤﻮهﻢ وﻥﻌﺸ ﺘﻤﻮهﻢ ،ﻓﺎﺥﻠﻌﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ آﻤﺎ ﺥﻠﻌﺘﻤﻮهﻢ ﺥﻠﻊ
اﻝﻌﻠﻮم ﻓﻲ اﻝﺪﻥﻴﺎ..
ﻓﻴﺨﻠﻌﻮن ﻋﻠﻰ آﻞ واﺡﺪ ﻡﻦ أوﻝﺌﻚ اﻷیﺘﺎم ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻡﺎ
اﺥ ﺬوا ﻋ ﻨﻬﻢ ﻡ ﻦ اﻝﻌﻠ ﻮم ..ﺡﺘ ﻰ أن ﻓ ﻴﻬﻢ یﻌﻨ ﻲ ﻓ ﻲ اﻷی ﺘﺎم
ﻝﻤ ﻦ یﺨﻠ ﻊ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻡﺎﺋ ﺔ أﻝ ﻒ ﺥﻠﻌ ﺔ ..وآ ﺬﻝﻚ یﺨﻠ ﻊ ه ﺆﻻء
اﻷیﺘﺎم ﻋﻠﻰ ﻡﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﻡﻨﻬﻢ..
ﺙ ﻢ إن اﷲ ﺗﻌﺎﻝ ﻰ یﻘ ﻮل :أﻋ ﻴﺪوا ﻋﻠ ﻰ ه ﺆﻻء اﻝﻌﻠﻤ ﺎء
اﻝﻜﺎﻓﻠﻴﻦ ﻝﻸیﺘﺎم ﺡﺘﻰ ﺗﺘﻤﻮا ﻝﻬﻢ ﺥﻠﻌﻬﻢ وﺗﻀﻌﻔﻮهﺎ ،ﻓﻴﺘﻢ ﻝﻬﻢ
ﻡ ﺎ آ ﺎن ﻝﻬ ﻢ ﻗ ﺒﻞ أن یﺨﻠﻌ ﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ ویﻀﺎﻋﻒ ﻝﻬﻢ ،وآﺬﻝﻚ
ﻡﻦ ﺑﻤﺮﺗﺒﺘﻬﻢ ﻡﻤﻦ یﺨﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻡﺮﺗﺒﺘﻬﻢ.
وﻗﺎﻝ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ :ی ﺎ أﻡ ﺔ اﷲ إن ﺱ ﻠﻜًﺎ ﻡ ﻦ ﺗﻠ ﻚ اﻝﺨﻠﻊ
ﻷﻓﻀ ﻞ ﻡﻤ ﺎ ﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺸﻤﺲ أﻝﻒ أﻝﻒ ﻡﺮة وﻡﺎ ﻓﻀﻞ
ﻓﺎﻥﻪ ﻡﺸﻮب ﺑﺎﻝﺘﻨﻐﻴﺺ واﻝﻜﺪر).(٦١
) (٦١ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ :ﺹ ٣٤٠ـ ٣٤١ﺡ.٢١٦
٤٥
ﻡﺒﺎهﺎت اﷲ ﺏﻔﺎﻃﻤﺔ
وﻓ ﻲ اﻝﺤ ﺪیﺚ ﻋ ﻦ ﺝﺎﺑ ﺮ ﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺪ اﷲ اﻷﻥﺼ ﺎري
ﻗﺎل:
»آ ﺎن رﺱ ﻮل اﷲ ﺝﺎﻝﺴ ًﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺠﺪ إذ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻲ
،واﻝﺤﺴ ﻦ ﻋ ﻦ یﻤﻴ ﻨﻪ واﻝﺤﺴﻴﻦ ﻋﻦ ﺵﻤﺎﻝﻪ ،ﻓﻘﺎم
اﻝﻨﺒﻲ وﻗﺒّﻞ ﻋﻠﻴًﺎ وأﻝﺰﻡﻪ إﻝﻰ ﺹﺪرﻩ ،وﻗﺒﻞ اﻝﺤﺴﻦ
وأﺝﻠﺴ ﻪ إﻝ ﻰ ﻓﺨ ﺬﻩ اﻷیﻤﻦ ،وﻗﺒّﻞ اﻝﺤﺴﻴﻦ وأﺝﻠﺴﻪ إﻝﻰ
ﻓﺨ ﺬﻩ اﻷیﺴ ﺮ ،ﺙ ﻢ ﺝﻌ ﻞ یﻘ ﺒّﻠﻬﻤﺎ ویﺮﺵ ﻒ ﺵ ﻔﺘﻴﻬﻤﺎ ویﻘ ﻮل:
ﺑﺄﺑﻲ أﺑﻮآﻤﺎ وﺑﺄﺑﻲ أﻡﻜﻤﺎ.
ﺙ ﻢ ﻗ ﺎل :أیﻬ ﺎ اﻝ ﻨﺎس إن اﷲ ﺱ ﺒﺤﺎﻥﻪ وﺗﻌﺎﻝ ﻰ ﺑﺎهﻰ
ﺑﻬﻤ ﺎ وﺑﺄﺑ ﻴﻬﻤﺎ وﺑﺄﻡﻬﻤ ﺎ وﺑﺎﻷﺑ ﺮار ﻡ ﻦ وﻝ ﺪهﻤﺎ اﻝﻤﻼﺋﻜ ﺔ
ﺝﻤﻴﻌًﺎ«).(٦٢
) (٦٢ﲝﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ :ﺝ ٢٧ﺹ ١٠٤ﺡ.٧٤
٤٦
òßÿÛ@âbÄã@@µßì—Ⱦa@òÇb
وأﻡ ﺎ ﺑﺎﻝﻨﺴ ﺒﺔ إﻝ ﻰ اﻝﺤﻘ ﻞ اﻝﺴﻴﺎﺱ ﻲ ﻓﻘ ﺪ أﺵﺎرت ﻓﺎﻃﻤﺔ
اﻝﺰه ﺮاء )ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( إﻝ ﻰ ﻥﻘﻄ ﺔ ﺝﻮه ﺮیﺔ ﻓ ﻲ
اﻝﺤﻜ ﻢ ،وذﻝ ﻚ ﻓ ﻲ ﺥﻄﺒ ﺘﻬﺎ اﻝﺸ ﺮیﻔﺔ وﺽ ﻤﻦ ﺑ ﻴﺎﻥﻬﺎ ﻝﻔﻠﺴ ﻔﺔ
اﻷﺡﻜﺎم ﺡﻴﺚ ﻗﺎﻝﺖ:
)(٦٣
»ﻭﻃﺎﻋﺘﻨﺎ ﻧﻈﺎﻣﹰﺎ ﻟﻠﻤﻠﺔ« .
ﻓﺎذا أراد اﻝﻨﺎس اﻝﻨﻈﺎم واﻝﺴﻌﺎدة اﻝﺪﻥﻴﻮیﺔ أیﻀﺎً ،ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ
ﺑﻄﺎﻋﺔ أهﻞ اﻝﺒﻴﺖ .
وإﻥﻤ ﺎ آﺎﻥ ﺖ اﻝﻄﺎﻋ ﺔ ﻷه ﻞ اﻝﺒ ﻴﺖ ﻥﻈﺎﻡ ًﺎ ﻝﻸﻡﺔ ﻓﻲ
أﺡﻜﺎﻡﻬ ﺎ وﻋﻘﺎﺋ ﺪهﺎ وأﺥﻼﻗﻬ ﺎ وﻡﻌﺎﻡﻼﺗﻬ ﺎ وﺱ ﺎﺋﺮ ﺵ ﺆوﻥﻬﺎ،
ﻷن اﻹﺱ ﻼم اﻝ ﺬي یﻄ ﺒﻘﻪ اﻝﻤﻌﺼ ﻮم آﺎﻝﺮﺱ ﻮل وأﻡﻴ ﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ وﻏﻴ ﺮهﻤﺎ )ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴﻼم( یﻮﻓﺮ ﻝﻸﻡﺔ
اﻹیﻤ ﺎن واﻝ ﺮﺥﺎء واﻝﺴ ﻌﺎدة ویﻈﻬ ﺮ اﻝﻜﻔ ﺎءات ویﻨﻤ ﻴﻬﺎ،
ویﻜ ﻮن أﺱ ﻠﻮب اﻝﺤﻜ ﻢ ﻓﻴﻪ ﺡﻜﻤًﺎ ﺑﺎﻝﺘﺴﺎوي ﺑﻴﻦ اﻝﻨﺎس دون
ﻡ ﺮاﻋﺎة ﻃﺒﻘ ﻴﺔ أو ﻗﻮﻡ ﻴﺔ أو ﻋ ﺮﻗﻴﺔ أو ﻡ ﺎ أﺵ ﺒﻪ ،ویﻜ ﻮن
ﺡﻜﻤ ًﺎ ﺑﺎﻻﺱﺘﺸ ﺎرة دون اﺱ ﺘﺒﺪاد وإﻝﺠ ﺎء وإآ ﺮاﻩ ،آﻤ ﺎ ورد
ﺖ ﹶﻓَﺘ َﻮ ﱠﻛ ﹾﻞ
ﻓ ﻲ اﻝﻘ ﺮﺁن اﻝﺤﻜ ﻴﻢَ :ﻭﺷَـﺎ ِﻭ ْﺭﻫُ ْﻢ ﻓِﻲ ﺍ َﻷ ْﻣ ِﺮ ﹶﻓِﺈﺫﹶﺍ َﻋ َﺰ ْﻣ َ
ﷲ.(٦٤)
َﻋﻠﹶﻰ ﺍ ِ
) (٦٣ﻟﻠﺘﻔﺼﻴﻞ ﺭﺍﺟﻊ )ﻣﻦ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ (ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺷﺮﺡ ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ.
) (٦٤ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.١٥٩ :
٤٧
ﻲ ﺡﻖ وآﻤ ﺎ ﻗ ﺎل أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ » :ﻝﻜ ﻢ ﻋﻠ ّ
اﻝﻤﺸ ﻮرة« یﻌﻨ ﻲ ان ﻡ ﻦ ﺡ ﻖ اﻷﻡ ﺔ أن یﻌﻄ ﻮا اﻝﻤﺸ ﻮرة
ﻝﻘﻴﺎداﺗﻬﺎ.
وه ﺬا ﻻ یﺨ ﺘﺺ ﺑﺎﻹﻡ ﺎم ﻓﺤﺴ ﺐ ،ﺑ ﻞ یﺸ ﻤﻞ آ ﻞ
ﺡ ﺎآﻢ إﺱ ﻼﻡﻲ ﺑﻄ ﺮیﻖ أوﻝ ﻰ آﻤ ﺎ ﻻ یﺨﻔﻰ ،ﻓﺎن اﻝﻤﻌﺼﻮم
اﻝﺬي ﻻ یﺨﻄﺄ إذا آﺎن ﻝﻠﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ ﺡﻖ اﻝﻤﺸﻮرة ﻓﻜﻴﻒ
ﺑﻐﻴﺮﻩ وان ارﺗﻔﻌﺖ ﻡﻜﺎﻥﺘﻪ ﻡﺎ ارﺗﻔﻊ.
وﻻ ﺑ ﺄس ه ﻨﺎ ﺑﺒ ﻴﺎن ﺑﻌ ﺾ اﻝﺘﻮﺽ ﻴﺢ ﻝﺴﻴﺎﺱ ﺔ اﻝﺮﺱﻮل
واﻹﻡ ﺎم أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ وأه ﻞ ﺑﻴ ﺘﻪ اﻝﻄﺎه ﺮیﻦ
ﻝ ﻴﻌﻠﻢ ﻡ ﺪى ﺹ ﺤﺔ ﻗ ﻮل ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ) :وﻃﺎﻋﺘ ﻨﺎ
ﻥﻈﺎﻡًﺎ ﻝﻠﻤﻠﺔ(.
اﻟﺤﻜﻢ اﻹﺳﻼﻡﻲ ﻳﻮﻓﺮ اﻟﺤﺮﻳﺎت
ان اﻝﺤﻜ ﻢ اﻹﺱ ﻼﻡﻲ اﻝ ﺬي آ ﺎن یﺘﻤ ﺜﻞ ﻓ ﻲ رﺱ ﻮل اﷲ
وأﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ واﻝﺘ ﻲ أآ ﺪت ﻋﻠ ﻴﻪ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ
اﻝﺰه ﺮاء ﻓ ﻲ ﺥﻄﺒ ﺘﻬﺎ اﻝﺸ ﺮیﻔﺔ ،یﻀ ﻤﻦ ﻝﻸﻡ ﺔ اﻝﺤ ﺮیﺔ
واﻝﺴ ﻌﺎدة ،ﻓ ﺎن اﻝﺤ ﺮیﺎت اﻹﺱ ﻼﻡﻴﺔ ﻓ ﻲ ﻡﺨ ﺘﻠﻒ ﻡ ﻴﺎدیﻦ
اﻝﺤ ﻴﺎة ،أﻡ ﺜﺎل ﺡ ﺮیﺔ اﻝ ﺘﺠﺎرة ،ﺡ ﺮیﺔ اﻝ ﺰراﻋﺔ ،ﺡ ﺮیﺔ
اﻝﺼ ﻨﺎﻋﺔ ،ﺡ ﺮیﺔ اﻝﺴ ﻔﺮ ،ﺡ ﺮیﺔ اﻹﻗﺎﻡ ﺔ ،ﺡ ﺮیﺔ اﻝﻌﻤ ﺮان،
ﺡ ﺮیﺔ اﻝ ﺘﺠﻤّﻊ ،ﺡ ﺮیﺔ إﺑ ﺪاء اﻝ ﺮأي ،ﺡ ﺮیﺔ اﻝﻜ ﺘﺎﺑﺔ ،ﺡ ﺮیﺔ
اﻻﻥ ﺘﺨﺎﺑﺎت ،وﺱ ﺎﺋﺮ اﻝﺤ ﺮیّﺎت اﻷﺥ ﺮى ،ه ﻲ ﻡ ﻦ أه ﻢ ﻡ ﺎ
ﺗ ﻮﺝﺐ ﺗﻘ ﺪم اﻹﻥﺴ ﺎن إﻝ ﻰ اﻷﻡ ﺎم وﺗﻀ ﻤﻦ ﻝ ﻪ اﻝﺴ ﻌﺎدة
اﻝﺪﻥﻴﻮیﺔ واﻷﺥﺮویﺔ.
٤٨
اﻻﻧﺤﺮاف ﻳﻮﺝﺐ اﻟﺘﺄﺧﺮ
ﺑﺨ ﻼف اﻻﻥﺤ ﺮاف ،ﻓ ﺎن اﻻﻥﺤ ﺮاف ﻋ ﻦ ﺱﻴﺎﺱ ﺔ
اﻝﺮﺱﻮل وأهﻞ ﺑﻴﺘﻪ اﻝﻄﺎهﺮیﻦ هﻮ اﻥﺤﺮاف اﻹیﻤﺎن
واﻷﺥ ﻮة اﻹﺱ ﻼﻡﻴﺔ واﻝﺤ ﺮیﺎت اﻝﻤﺸﺮوﻋﺔ ،ﺑﻞ هﻮ ﺽﺮب
ﻝﻠﻜﻔ ﺎءات ،وﺗﻌﻤ ﻴﻢ ﻝﻼﺱ ﺘﺒﺪاد ﺑﻌ ﺪم اﻻﺱﺘﺸ ﺎرة وﻋ ﺪم
اﻝﺘﺴ ﺎوي وﻡ ﺎ أﺵ ﺒﻪ ذﻝ ﻚ ،وه ﺬا ی ﻮﺝﺐ ﺗﺄﺥ ﺮ اﻹﻥﺴ ﺎن
ﻻ إﻝ ﻰوﺗﺸ ﺘّﺖ اﻷﻡ ﺔ ،ﻓ ﺎن ﻥﺘ ﻴﺠﺔ اﻻﻥﺤ ﺮاف ﺗ ﺮﺝﻊ أو ً
ﺹ ﺎﺡﺒﻪ ﺙ ﻢ ﻏﻴ ﺮﻩ ،ﻓﺎﻻﻥﺤ ﺮاف ی ﻮﺝﺐ ﻋ ﺪم اﻝ ﺘﻤﻜﻦ ﻡ ﻦ
اﻝﺘﻘﺪم ﻓﻲ ﻡﺨﺘﻠﻒ ﻡﻴﺎدیﻦ اﻝﺤﻴﺎة.
واﻝ ﺘﺎریﺦ ﺥﻴ ﺮ ﺵﺎهﺪ ﻋﻠﻰ ذﻝﻚ ،ﺡﻴﺚ ﻥﺮى أن رﺱﻮل
اﷲ وأﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻴًﺎ ﺡﻜﻤ ﺎ ،وأن ﺑﻨ ﻲ أﻡ ﻴﺔ
ﺡﻜﻤﻮا أیﻀﺎً ،وآﻢ ﻓﺮق ﺑﻴﻦ اﻝﺤﻜﻤﻴﻦ !.
اﻧﺤﺮاف اﻷﻡﻮﻳﻴﻦ
ﻓﻠ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﺡﺼ ﻴﻠﺔ ﺡﻜ ﻢ ﺑﻨ ﻲ أﻡ ﻴﺔ إﻻ اﻝ ﺪﻡﺎر ﻝﻠﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ
ﻓﻲ أیﺎﻡﻬﻢ ،واﻻ اﻝﺪﻡﺎر ﻝﺒﻨﻲ أﻡﻴﺔ أﻥﻔﺴﻬﻢ أیﻀﺎً ،وﻗﺪ ﻃﺎرد
اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺑﻨﻲ أﻡﻴّﺔ ﺗﺤﺖ آﻞ ﺡﺠﺮ وﻡﺪر ﻓﻘﺘﻠﻮهﻢ ،وﻡﺜﻠﻮا
ﺑﺠﺜ ﺜﻬﻢ ،وﻥﺒﺸ ﻮا ﻗ ﺒﻮرهﻢ ،وأﺥ ﺮﺝﻮهﻢ ﻡ ﻨﻬﺎ وأﺡ ﺮﻗﻮا
أﺝﺴ ﺎدهﻢ ،وﺽﺮﺑﻮهﻢ ﺑﺎﻝﺴﻴﺎط وهﻢ أﻡﻮات ،آﻤﺎ ﺽﺮﺑﻮهﻢ
ﺑﻬ ﺎ وه ﻢ أﺡ ﻴﺎء ،وﺵ ﺮدوهﻢ ﻓ ﻲ اﻝﺒ ﺮاري واﻝﻘﻔ ﺎر ،وآ ﺎن
اﻝﺠ ﻴﺶ اﻝ ﺬي وﺝّﻬ ﻪ )أﺑ ﻮ ﻡﺴ ﻠﻢ( ﻋﻠ ﻴﻬﻢ إذا اﺱ ﺘﻮﻝﻰ ﻋﻠ ﻰ
ﻥﺴ ﺎء ﺑﻨ ﻲ أﻡ ﻴﺔ یﻔﺠ ﺮ ﺑﻬ ﻦ ،ﻻﻋﺘﻘﺎدهﻢ ﺑﺄﻥﻬﻦ آﻔﺎر ﺡﺮب،
وهﻜ ﺬا ﻋ ﺎدت ﻥﺘ ﻴﺠﺔ اﻻﻥﺤ ﺮاف اﻷﻡ ﻮي إﻝ ﻰ اﻷﻡﻮّی ﻴﻦ
٤٩
أﻥﻔﺴﻬﻢ.
آﻤ ﺎ اﻥﻬ ﻢ یﻠﻌ ﻨﻮن ﻋﻠ ﻰ اﻝﻤﻨﺎﺑ ﺮ وﺱ ﺎﺋﺮ اﻝﻜﺘﺐ ووﺱﺎﺋﻞ
اﻹﻋ ﻼم ﻡ ﻨﺬ ذﻝ ﻚ اﻝﺤ ﻴﻦ إﻝ ﻰ هﺬا اﻝﻴﻮم ،ﺑﻞ وﺱﻴﺒﻘﻰ اﻝﻠﻌﻦ
إﻝﻰ اﻷﺑﺪ.
ﻻ وﻗﺒﻞ آﻞ أﺡﺪ.
ﻓﺎﻻﻥﺤﺮاف یﺴﺒﺐ دﻡﺎر اﻝﻤﻨﺤﺮف أو ً
ﺣﻜﻮﻡﺔ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻌﺎدﻟﺔ
وﺑ ﺎﻝﻌﻜﺲ ﻥ ﺮى ﺡﻜ ﻮﻡﺔ رﺱ ﻮل اﷲ اﻝﻌﺎدﻝ ﺔ اﻝﺘ ﻲ
وﻓ ﺮت ﻝﻠﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ واﻷﻡ ﺔ ﺑﺄﺝﻤﻌﻬ ﺎ اﻝﺨﻴ ﺮ واﻝ ﺮﻓﺎﻩ
واﻻﺡﺴﺎن ..ﺑﻘﻴﺖ وﺱﺘﺒﻘﻰ ﻡﻌﺰزة ﻡﻜﺮﻡﺔ..
وﻻ یﺨﻔ ﻰ أن هﻜ ﺬا ﺡﻜ ﻮﻡﺔ ﺗ ﺮﺝﻊ ﺑﺎﻝﺨﻴ ﺮ إﻝ ﻰ ﻗﺎﺋﺪهﺎ
أیﻀﺎً ،ﻓﺮﺱﻮل اﷲ یﺬآﺮ اﻵن وﺱﻴﺬآﺮ إﻝﻰ یﻮم اﻝﻘﻴﺎﻡﺔ
ﻋﻠ ﻰ اﻝﻤﻨﺎﺑ ﺮ واﻝﻤ ﺂذن وﻓ ﻲ اﻝﻜ ﺘﺐ وﺱ ﺎﺋﺮ اﻝﻮﺱ ﺎﺋﻞ ﺑﻜ ﻞ
اﺡﺘ ﺮام ،ﻷﻥ ﻪ ﻃ ﺒّﻖ اﻝﻤ ﻮازیﻦ اﻹﺱ ﻼﻡﻴﺔ اﻝﺘ ﻲ
ذآﺮﻥﺎهﺎ..
ﻓﻜﺎﻥ ﺖ ﻓ ﻲ ﻋﻬ ﺪﻩ أﻡ ﻮال اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ وأﻋﺮاﺽ ﻬﻢ
وأرواﺡﻬﻢ ﻓﻲ أﻡﻦ وأﻡﺎن ،ﺑﻞ وﻏﻴﺮ اﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أیﻀًﺎ آﺬﻝﻚ
إﻻ اﻝﻤﺤﺎرﺑ ﻴﻦ وذﻝ ﻚ ﻓ ﻲ ﻡ ﻴﺪان اﻝﺤﺮب وﺑﺸﺮوط ﻡﺬآﻮرة
ﻓﻲ ﺑﺎب اﻝﺠﻬﺎد.
ﻋﺪم ﻡﺼﺎدرة اﻷﻡﻮال
ﺙ ﻢ إن رﺱ ﻮل اﷲ ﻋﻠ ﻰ ﺵ ﺪة ﺡﺎﺝ ﺘﻪ وﺡﺎﺝ ﺔ
أﺹ ﺤﺎﺑﻪ إﻝ ﻰ اﻝﻤ ﺎل ﻝ ﻢ یﺘ ﻨﺎول ﺡﺘّﻰ درهﻤًﺎ واﺡﺪًا ﻡﻦ أﺡﺪ
ﻓ ﻲ ﻏﻴ ﺮ اﻻﻃ ﺎر اﻹﺱ ﻼﻡﻲ اﻝﻌ ﺎم ،ﻓﻜ ﺎن یﺸ ّﺪ ﺡﺠ ﺮ
٥٠
اﻝﻤﺠﺎﻋ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻄ ﻨﻪ) (٦٥وآ ﺎن أﺡ ﻴﺎﻥًﺎ یﺠ ﻮع ﺙﻼﺙﺔ أیﺎم ﻡﻦ
دون أن یﺘﻨﺎول ﺵﻴﺌﺎً ،وﻗﺪ رهﻦ درﻋﻪ اﻝﺤﺮﺑﻴﺔ ﻋﻨﺪ یﻬﻮدي
ﻷﺝﻞ اﻝﻄﻌﺎم ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻡﺸﻬﻮرة).(٦٦
وﻓ ﻲ اﻝﺤ ﺪیﺚ إن ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﺝ ﺎءت ﺑﻜﺴ ﺮة
ﺥﺒﺰ ﻝﺮﺱﻮل اﷲ ،ﻓﻘﺎل :ﻡﺎ هﺬﻩ اﻝﻜﺴﺮة؟
ﻗﺎﻝ ﺖ :ﻗ ﺮص ﺥﺒﺰﺗﻪ وﻝﻢ ﺗﻄﺐ ﻥﻔﺴﻲ ﺡﺘﻰ أﺗﻴﺘﻚ ﺑﻬﺬﻩ
اﻝﻜﺴﺮة.
ﻓﻘ ﺎل :اﻡ ﺎ اﻥ ﻪ أول ﻃﻌ ﺎم دﺥ ﻞ ﻓ ﻢ أﺑﻴﻚ ﻡﻨﺬ ﺙﻼﺙﺔ
أیﺎم.
وﻗﺎل :ان أهﻞ اﻝﺠﻮع ﻓﻲ اﻝﺪﻥﻴﺎ هﻢ أهﻞ اﻝﺸﺒﻊ ﻓﻲ
اﻵﺥ ﺮة ،وان أﺑﻐ ﺾ اﻝ ﻨﺎس إﻝ ﻰ اﷲ اﻝﻤ ﺘﺨﻤﻮن اﻝﻤﻸ ،وﻡﺎ
ﺗﺮك اﻝﻌﺒﺪ أآﻠﺔ یﺸﺘﻬﻴﻬﺎ إﻻ آﺎﻥﺖ ﻝﻪ درﺝﺔ ﻓﻲ اﻝﺠﻨﺔ).(٦٧
ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺗﻘﺘﺪي ﺏﺄﺏﻴﻬﺎ
وآ ﺬﻝﻚ آﺎﻥ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰهﺮاء )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( ﻓﻘﺪ
ره ﻨﺖ ﺑﻌ ﺾ أﻝﺒﺴ ﺘﻬﺎ ﻋ ﻨﺪ یﻬ ﻮدي ﻷﺝ ﻞ أﺹ ﻮع ﻡ ﻦ
اﻝﺸﻌﻴﺮ..
وﻓﻲ اﻝﻤﻨﺎﻗﺐ :أﻥﻬﺎ رهﻨﺖ آﺴﻮة ﻝﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻡﺮأة زیﺪ
اﻝ ﻴﻬﻮدي ﻓ ﻲ اﻝﻤﺪی ﻨﺔ واﺱﺘﻘﺮﺽ ﺖ اﻝﺸ ﻌﻴﺮ ﻓﻠﻤ ﺎ دﺥ ﻞ زی ﺪ
دارﻩ ﻗ ﺎل :ﻡ ﺎ هﺬﻩ اﻷﻥﻮار ﻓﻲ دارﻥﺎ ،ﻗﺎﻝﺖ :ﻝﻜﺴﻮة ﻓﺎﻃﻤﺔ،
) (٦٥ﺭﺍﺟﻊ ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ :ﺝ ١ﺹ ٢٣٥ﻓﺼﻞ ﰲ ﻭﻓﺎﺗﻪ .
) (٦٦ﺭﺍﺟﻊ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ :ﺝ ٢ﺹ ٥٨ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﻫﻦ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ،ﻭﻓﻴﻪ) :ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺭﻫﻦ ﺩﺭﻋﻪ
ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﺍﻟﺸﺤﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﲑ ﺃﺧﺬﻩ ﻷﻫﻠﻪ(.
) (٦٧ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﳋﻮﺍﻃﺮ ﻭﻧﺰﻫﺔ ﺍﻟﻨﻮﺍﻇﺮ :ﺝ ١ﺹ.١٠٢
٥١
ﻓﺄﺱ ﻠﻢ ﻓ ﻲ اﻝﺤ ﺎل وأﺱ ﻠﻤﺖ اﻡ ﺮأﺗﻪ وﺝﻴ ﺮاﻥﻪ ﺡﺘ ﻰ أﺱ ﻠﻢ
ﺙﻤﺎﻥﻮن ﻥﻔﺴًﺎ).(٦٨
وآﺎﻥ ﺖ )ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( یﺼ ﻔّﺮ ﻝﻮﻥﻬﺎ ویﻠﺼﻖ ﺑﻄﻨﻬﺎ
ﺑﻈﻬ ﺮهﺎ وﺗﻐ ﻮر ﻋﻴ ﻨﺎهﺎ ﻡ ﻦ اﻝﺠ ﻮع ،وآ ﺎن أوﻻده ﺎ
یﺮﺗﻌﺸﻮن آﻤﺎ یﺮﺗﻌﺶ اﻝﻔﺮخ).(٦٩
وﻗ ﺪ ﺱ ﺒﻖ ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﺱ ﻮرة ﻫـﻞ ﺃﺗﻰ (٧٠) أﻥﻬ ﻢ
أﻃﻌﻤﻮا اﻝﻔﻘﻴﺮ واﻷﺱﻴﺮ واﻝﻴﺘﻴﻢ ،وﺹﺎﻡﻮا ﺙﻼﺙﺔ أیﺎم ﺑﺎﻝﻤﺎء،
وﻡ ﻊ ذﻝ ﻚ ﻝﻢ یﺄﺥﺬوا ﺡﺘﻰ درهﻤﺎ ﻡﻦ أﻏﻨﻴﺎء اﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،ﻡﻊ
اﻝﻌﻠﻢ أن ﻓﻲ ذﻝﻚ اﻝﻮﻗﺖ آﺎن ﻝﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أﻏﻨﻴﺎء.
وهﻜ ﺬا ﺑﺎﻝﻨﺴ ﺒﺔ إﻝ ﻰ أﺹ ﺤﺎب اﻝﺼ ﻔﺔ ﻡ ﻦ أﺹ ﺤﺎب
اﻝﺮﺱ ﻮل ﺡ ﻴﺚ آﺎﻥ ﻮا ﺙﻼﺙﻤﺎﺋﺔ أو أآﺜﺮ وآﺎﻥﻮا ﻓﻲ أﺵﺪ
اﻝﻔﻘ ﺮ ،وﻝﻜ ﻦ اﻝﺮﺱ ﻮل ﻝ ﻢ یﺄﺥ ﺬ ﻝﻬ ﻢ ﺡﺘﻰ درهﻤًﺎ واﺡﺪًا
ﻡ ﻦ أﺹ ﺤﺎﺑﻪ اﻷﻏﻨ ﻴﺎء ﺑﻌ ﻨﻮان أو ﺑﺂﺥ ﺮ ،وآ ﺎن ﺑﻌ ﺾ
أﺹ ﺤﺎب اﻝﺼ ﻔﺔ ﻡ ﻦ اﻝﻔﻘ ﺮ ﺑﺤ ﻴﺚ یﻐﻤ ﻰ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻡ ﻦ اﻝﺠﻮع
أﺡ ﻴﺎﻥﺎً ،وﺑﺤ ﻴﺚ إن ﺱ ﺎﺗﺮ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻝ ﻢ یﻜ ﻦ یﻜﻔ ﻲ ﻝﺴ ﺘﺮ
ﻋﻮرﺗﻪ ﻓﻲ ﺡﺎﻝﺔ اﻝﺴﺠﻮد.
وﻻ یﺨﻔ ﻰ اﻥ ﻪ ﻝﻤ ﺎ اﺱ ﺘﻄﺎع رﺱ ﻮل اﷲ وأﻡﻴ ﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ﻡﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻡﻌﻈﻢ ﻗﻮاﻥﻴﻦ اﻹﺱﻼم اﻥﺘﺰع اﻝﻔﻘﺮ
ﻡﻦ اﻝﺒﻼد اﻹﺱﻼﻡﻴﺔ.
وﻝﻜ ﻦ ﻗ ﺒﻞ ذﻝ ﻚ ﺡ ﻴﺚ ﺝﻌ ﻞ رﺱ ﻮل اﷲ ﺑﺄﻡ ﺮ ﻡ ﻦ
) (٦٨ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ :ﺝ ٣ﺹ ٣٣٩ﻓﺼﻞ ﰲ ﻣﻌﺠﺰﺍﻬﺗﺎ.
) (٦٩ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ :ﺹ ،٥٢٨ﻭﺍﻟﻌﻤﺪﺓ :ﺹ ،٣٤٧ﻭﻬﻧﺞ ﺍﳊﻖ :ﺹ ،١٨٤ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﻐﻤﺔ:
ﺝ ١ﺹ.٣٠٣
) (٧٠ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
٥٢
اﷲ ﻋ ﺰوﺝﻞ اﻝﺤﻘ ﻮق اﻝﺸ ﺮﻋﻴﺔ :اﻝﺨﻤ ﺲ واﻝ ﺰآﺎة واﻝﺠﺰیﺔ
واﻝﺨﺮاج ،وﻃﺒﻖ ﻗﻮاﻥﻴﻦ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻹﺱﻼﻡﻴﺔ ،ﻝﻢ یﺘﻨﺎول ﺡﺘﻰ
درهﻤًﺎ واﺡﺪًا ﻡﻦ اﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻝﻘﻮة.
وهﺬا آﺎن ﻥﻤﻮذﺝًﺎ ﻡﻦ ﺹﻴﺎﻥﺔ اﻷﻡﻮال ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ .
ﺹﻴﺎﻧﺔ اﻷرواح ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻡﺘﻪ
وﺑﺎﻝﻨﺴ ﺒﺔ إﻝ ﻰ ﺹ ﻴﺎﻥﺔ اﻷرواح واﻷﻡ ﻦ اﻝﺠﺴ ﺪي
واﻝﺮوﺡ ﻲ ﻓ ﻲ اﻝﺤﻜ ﻮﻡﺔ اﻹﺱ ﻼﻡﻴﺔ ،ﻓﻜ ﺎن اﻝﻤﺠ ﺘﻤﻊ یﻌ ﻴﺶ
ﺑﺴ ﻼم وأﻡ ﺎن ،واﻝﻨﺒﻲ ﻝﻢ یﺰهﻖ روﺡًﺎ واﺡﺪًا ﻡﻦ ﻏﻴﺮ
ﺡﻖ ،وآﺎﻥﺖ ﺡﺮوﺑﻪ ﺡﺮوﺑًﺎ ﻡﺜﺎﻝﻴﺔ وآﺎﻥﺖ ﺝﻤﻴﻌﻬﺎ دﻓﺎﻋﻴﺔ،
ﻓﺤ ﻴﻦ آ ﺎن اﻻﻋ ﺘﺪاء ﻡ ﻦ ﺝﺎﻥﺐ اﻝﻜﻔﺎر آﺎن یﻜﺘﻔﻲ ﺑﺄﻗﻞ
ﻗﺪر ﻡﻦ اﻝﻀﺮورة ﻓﻲ اﻝﺤﺮب ،ﺙﻢ یﻌﻔﻮ).(٧١
ﻋﻔﻮ اﻟﺮﺳﻮل
وﻗ ﺪ ﻋﻔ ﻰ رﺱ ﻮل اﷲ ﻋ ﻦ أﺵ ﺪ اﻝﻤﻌﺎﻥﺪیﻦ ﻝﻪ وهﻮ
أﺑ ﻮ ﺱ ﻔﻴﺎن وﻡ ﻦ أﺵ ﺒﻪ ،ﺡﻴ ﻨﻤﺎ اﺱ ﺘﻮﻝﻰ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ،ﻓﻘ ﺎل ﻝﻬ ﻢ:
»أﻻ ﺑ ﺌﺲ ﺝﻴ ﺮان اﻝﻨﺒﻲ آﻨﺘﻢ ،ﻝﻘﺪ آﺬﺑﺘﻢ وﻃﺮدﺗﻢ وأﺥﺮﺝﺘﻢ
وﻓﻠﻠ ﺘﻢ ﺙ ﻢ ﻡ ﺎ رﺽ ﻴﺘﻢ ﺡﺘ ﻰ ﺝﺌﺘﻤﻮﻥﻲ ﻓﻲ ﺑﻼدي ﺗﻘﺎﺗﻠﻮﻥﻲ..
ﻓﺎذهﺒﻮا ﻓﺄﻥﺘﻢ اﻝﻄﻠﻘﺎء«).(٧٢
وﻋﻔ ﻰ ﻋﻦ وﺡﺸﻲ اﻝﺬي ﻗﺘﻞ ﺡﻤﺰة ﻋﻢ اﻝﻨﺒﻲ
) (٧١ﻟﻠﺘﻔﺼﻴﻞ ﺭﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ )ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﱂ( :ﺝ ١ـ ٢ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﳌﺆﻟﻒ )ﺩﺍﻡ ﻇﻠﻪ(.
) (٧٢ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ :ﺝ ١ﺹ ٢٠٩ﻓﺼﻞ ﰲ ﻏﺰﻭﺍﺗﻪ.
٥٣
ﺱﻴﺪ اﻝﺸﻬﺪاء .(٧٣) ..
)ﻋﻠ ﻴﻬﺎ وﻋﻔ ﻰ ﻋ ﻦ ه ﺒّﺎر اﻝ ﺬي ﻗ ﺘﻞ اﺑﻨ ﺘﻪ زی ﻨﺐ
اﻝﺴﻼم( وﻗﺘﻞ ﺝﻨﻴﻨﻬﺎ..
ﻓ ﺈن ه ﺒﺎر ﺑ ﻦ اﻷﺱ ﻮد ﺑﻌ ﺪ أن ﺝﻨ ﻰ ﻡ ﺎ ﺝﻨ ﻰ وأه ﺪر
اﻝﻨﺒﻲ دﻡﻪ ،ﺝﺎء إﻝﻰ رﺱﻮل اﷲ وﻗﺎل :أﺵﻬﺪ أن ﻻ
إﻝﻪ إﻻ اﷲ وأﺵﻬﺪ أن ﻡﺤﻤﺪًا رﺱﻮل اﷲ..
ﻓﻘﺒﻞ اﻝﻨﺒﻲ إﺱﻼﻡﻪ..
ﻓﺨ ﺮﺝﺖ ﺱ ﻠﻤﻰ ﻡﻮﻻة اﻝﻨﺒﻲ ﻓﻘﺎﻝﺖ ﻝﻬﺒﺎر :ﻻ أﻥﻌﻢ
اﷲ ﺑﻚ ﻋﻴﻨﺎ ،أﻥﺖ اﻝﺬي ﻓﻌﻠﺖ وﻓﻌﻠﺖ..
ﻓﻘ ﺎل رﺱ ﻮل اﷲ :إن اﻹﺱ ﻼم ﻡﺤ ﺎ ذﻝ ﻚ ..وﻥﻬ ﻰ
ﻋﻦ اﻝﺘﻌﺮض ﻝﻪ.
وﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋ ﺒﺎس ﻗ ﺎل :ﺡﻴ ﻨﻤﺎ آ ﺎن ه ﺒﺎر یﻌ ﺘﺬر إﻝ ﻴﻪ
،رأی ﺖ رﺱ ﻮل اﷲ وه ﻮ یﻄﺄﻃ ﺄ رأﺱ ﻪ اﺱ ﺘﺤﻴﺎ ًء
ﻡﻤﺎ یﻌﺘﺬر هﺒﺎر ! ویﻘﻮل ﻝﻪ :ﻗﺪ ﻋﻔﻮت ﻋﻨﻚ).(٧٤
) (٧٣ﻟﻠﺘﻔﺼـﻴﻞ ﺭﺍﺟـﻊ ﻛﺘﺎﺏ )ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﱂ( :ﺝ١ـ ﺝ ٢ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﳌﺆﻟﻒ )ﺩﺍﻡ
ﻇﻠﻪ(.
) (٧٤ﺭﺍﺟﻊ ﺷﺮﺡ ﻬﻧﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ :ﺝ ١٨ﺹ.١٤
٥٤
ﻗﺒﻮل اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ
ﺺ ﻝﺠ ﺮﻡﻪ، ﺙ ﻢ إن رﺱ ﻮل اﷲ إذا أﻡ ﺮ ﺑﻘ ﺘﻞ ﺵ ﺨ ٍ
آﺎن یﺒﺪي ﻋﻄﻔًﺎ وﺡﻨﺎﻥﺎً ،ﻓﺈذا ﻗﻴﻞ ﻝﻪ :هﻼ ﻋﻔﻮت ﻋﻨﻪ،
ﻋﻔﻰ ﻋﻨﻪ..
وﻓ ﻲ اﻝ ﺘﺎریﺦ :إن اﻝﻨﻀ ﺮ ﺑ ﻦ اﻝﺤ ﺎرث ﺑ ﻦ آﻠ ﺪة آ ﺎن
ﻼ ﻡ ﻦ اﻝﻜﻔ ﺎر وﻡﻔﺴ ﺪًا ،ﻓﻘ ﺘﻠﻪ اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺑﺄﻡ ﺮﻩ ، رﺝ ً
ﻓﺠﺎءت أﺥﺘﻪ إﻝﻰ اﻝﺮﺱﻮل وﻗﺎﻝﺖ:
ﺃﳏﻤـﺪ ﻭﻷﻧـﺖ ﺻﻨﻮ ﲞﻴﺒﻪ ﰲ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﻔﺤﻞ ﻓﺤﻞ ﻣﻌﺮﻕ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺿﺮّﻙ ﻟﻮ ﻣﻨﻨﺖ ﻭﺭﲟﺎ ﻣـ ّﻦ ﺍﻟﻔﱴ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻐﻴﻆ ﺍﳌﺨﻨﻖ
ﻓﻜﺎﻥ ﺖ )اﻷﺥ ﺖ( آﺎﻓ ﺮة واﻝﻤﻘ ﺘﻮل آ ﺎن آﺎﻓ ﺮًا ﻡﻔﺴ ﺪًا
قﻡﺴ ﺘﺤﻘًﺎ ﻝﻠﻘ ﺘﻞ ،ﻝﻜ ﻦ ﻝﻤ ﺎ أﻥﺸ ﺪت اﻷﺑﻴﺎت ﻝﻠﺮﺱﻮل ر ّ
ﻝﻬ ﺎ اﻝﺮﺱ ﻮل ،وﻗ ﺎل :ﻝ ﻮ آ ﻨﺖ ﺵﻔﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﻗﺒﻞ أن یﻘﺘﻞ
ﻝﻜﻨﺖ ﻋﻔﻮت ﻋﻨﻪ).(٧٥
إﻝﻰ ﻏﻴﺮ ذﻝﻚ ﻡﻦ اﻷﻡﺜﻠﺔ.
) (٧٥ﺭﺍﺟﻊ ﺑﻼﻏﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ :ﺹ.٢٣٥
٥٥
ﻋﻔﻮﻩ ﻋﻦ اﻟﻤﺘﺂﻡﺮﻳﻦ
وآ ﺬﻝﻚ ﻝ ﻢ یﻌﺎﻗ ﺐ اﻝﺮﺱﻮل اﻝﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ اﻝﺬیﻦ أرادوا
ﻗﺘﻠﻪ ﻓﻲ ﻝﻴﻠﺔ اﻝﻌﻘﺒﺔ )ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻡﺸﻬﻮرة( )...(٧٦
آﻤ ﺎ ﻋﻔ ﻰ ﻋ ﻦ ﻏﻴ ﺮهﻢ ﻡﻤ ﻦ ه ّﻤ ﻮا ﺑﻘ ﺘﻠﻪ) ،(٧٧ﻡ ﻊ
ﺲ اﻝ ﺬیﻦ
اﻝﻌﻠ ﻢ ﺑ ﺄﻥﻬﻢ آﺎﻥ ﻮا ﻡ ﻦ أﺵ ﺪ اﻝﻤﺠ ﺮﻡﻴﻦ ،وﻡ ﻦ أﺥ ّ
یﺴ ﺘﺤﻘّﻮن اﻝﻘﺘﻞ ،وﻝﻜﻦ اﻝﺮﺱﻮل ﺑﺴﻴﺎﺱﺘﻪ اﻝﺮﺵﻴﺪة آﺎن
ﻼ.
یﻌﻔﻮ ﻡﻬﻤﺎ وﺝﺪ إﻝﻰ اﻝﻌﻔﻮ ﺱﺒﻴ ً
اﺣﺘﺮام اﻷﻋﺮاض
وهﻜ ﺬا آﺎﻥ ﺖ ﺝﻤ ﻴﻊ اﻷﻋﺮاض ﻓﻲ ﺡﻜﻮﻡﺔ رﺱﻮل اﷲ
ﻖ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻝﻬﺘﻚ.. ﻓﻲ أﻡﻦ وﺱﻼم ،وان اﺱﺘﺤ ّ
ﻓﻠﻤ ﺎ ﻓ ﺘﺢ اﻝﺮﺱ ﻮل ﻡﻜ ﺔ اﻝﻤﻜ ﺮﻡﺔ ،أﺥ ﺬ )ﺱ ﻌﺪ ﺑ ﻦ
ﻋﺒﺎدة( یﻨﺎدي ﻓﻲ أهﻞ ﻡﻜﺔ:
)(٧٨
ﺍﻟــﻴﻮﻡ ﻳــﻮﻡ ﺍﳌﻠﺤﻤــﺔ ﺍﻟــﻴﻮﻡ ﺗﺴــﱮ ﺣــﺮﻣﺔ
یﻌﻨ ﻲ :اﻝ ﻴﻮم ه ﻮ اﻝ ﻴﻮم اﻝ ﺬي ﻥﻘ ﺘﻠﻜﻢ وﻥﺠﻌﻠﻜ ﻢ ﻝﺤ ﻮﻡﺎً،
ﻓﻬﻮ یﻮم ﻡﻠﺤﻤﺔ وﻝﺤﻢ ،واﻝﻴﻮم ﺗﺴﺒﻰ ﺡﺮﻡﻜﻢ وﻥﺴﺎؤآﻢ.
ﻲ :اذهﺐ وﺥﺬ اﻝﺮایﺔ ﻓﻘ ﺎل اﻝﺮﺱﻮل ﻝﻺﻡﺎم ﻋﻠ ّ
) (٧٦ﺭﺍﺟـﻊ ﺍﻹﻗـﺒﺎﻝ :ﺹ ،٤٥٨ﻭﺗﻔﺴـﲑ ﺍﻟﻘﻤﻲ :ﺝ ١ﺹ ،٣٠١ﻭﺗﻔﺴﲑ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳊﺴﻦ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ :ﺹ.٣٨٠
) (٧٧ﻛﻤـﺎ ﰲ ﻗﺼـﺔ ﺍﻟـﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲰﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺫﺭﺍﻉ ﻭﻋﻔﻰ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺭﺍﺟﻊ ﺑﺼﺎﺋﺮ
ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ :ﺹ ،٥٠٣ﻭﺍﶈﺎﺳﻦ :ﺹ.٤٧٠
) (٧٨ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ :ﺝ ١ﺹ ٦٠ﻭﺹ ،١٣٥ﻭﺷﺮﺡ ﻬﻧﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ :ﺝ ١٧ﺹ.٢٧٢
٥٦
ﻡﻦ ﺱﻌﺪ ،وﻥﺎد ﻋﻜﺲ ﻥﺪاﺋﻪ..
ﻓﺠﺎء ﻋﻠﻲ وأﺥﺬ اﻝﺮایﺔ وﻗﺎل ﻡﻨﺎدیًﺎ:
ـﺮﲪﺔ ﺍﻟــﻴﻮﻡ ﲢﻔــﻆ ﺣــﺮﻣﺔ ـﻮﻡ ﺍﳌــ
ـﻴﻮﻡ ﻳــﺍﻟــ
یﻌﻨ ﻲ :إّﻥ ﺎ ﻥﻜ ﺮﻡﻜﻢ وﻥ ﺮﺡﻤﻜﻢ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻝ ﻴﻮم ،وﻥﺤﻔ ﻆ
ﺡﺮﻡﻜﻢ.
وهﻜ ﺬا آ ﺎن اﻝﺮﺱ ﻮل ﻓ ﻲ ﺡﻜﻮﻡ ﺘﻪ اﻹﻝﻬ ﻴﺔ ،ﻓﻜ ﺎن
یﻌﻔ ﻮ ویﺼ ﻔﺢ ..ویﻌﻤ ﻞ ﻡ ﺎ یﻤﻜ ﻦ ﻓ ﻲ ﺱ ﺒﻴﻞ ﺗﺮﺱ ﻴﺦ دﻋﺎﺋﻢ
اﻻیﻤ ﺎن واﻝﻔﻀﻴﻠﺔ ،واﻝﺼﺒﺮ واﻻﺱﺘﻘﺎﻡﺔ ،واﻝﺘﻘﺪم واﻝﻮﺡﺪة،
ﻡﻤ ﺎ ﻝ ﻢ ی ﺮ اﻝﻌ ﺎﻝﻢ ﻡﺜﻞ ﺡﻜﻮﻡﺘﻪ اﻝﺮﺵﻴﺪة إﻻ ﻓﻲ زﻡﺎن أﻡﻴﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ ،ﺡ ﻴﺚ رأى اﻝ ﻨﺎس ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻝﺤﻜ ﻮﻡﺔ
أیﻀًﺎ ﻡﺎ رأوﻩ ﻓﻲ ﺡﻜﻮﻡﺔ اﻝﺮﺱﻮل .
وﻓﺎء اﻟﺮﺳﻮل
وآ ﺎن اﻝﺮﺱ ﻮل أوﻓ ﻰ اﻝ ﻨﺎس ﺑﺎﻝﻨﺴ ﺒﺔ إﻝ ﻰ اﻝ ﻨﺎس،
ﻓﺄﺹ ﺪﻗﺎؤﻩ وأﺹ ﺤﺎﺑﻪ اﻝ ﺬیﻦ آﺎﻥ ﻮا ﻡﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﻡﻜ ﺔ ﺑﻘ ﻮا ﻡﻌ ﻪ
إﻝﻰ ﺡﻴﻦ ﻡﺎت ﻓﻲ ﻓﺮاﺵﻪ ﻓﻲ اﻝﻤﺪیﻨﺔ اﻝﻤﻨﻮرة ،ﻡﻊ اﻝﻌﻠﻢ أن
ﺑﻌﻀ ﻬﻢ آﺎﻥ ﻮا ﻡ ﻦ اﻝﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ وﻝ ﻢ یﺆﻡ ﻨﻮا إﻻ ﻇﺎه ﺮاً ،وأن
ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﺗﺠﺎﺱ ﺮوا ﻋﻠ ﻴﻪ ﺑﺠﺴ ﺎرات آﺒﻴ ﺮة ،وﻝﻜ ﻨﻪ ﻝ ﻢ
یﺘ ﺮآﻬﻢ وﻝ ﻢ یﺴ ﺘﺒﺪﻝﻬﻢ ﺑﺂﺥ ﺮیﻦ ،ﻓ ﻨﻔﺲ اﻝﺼ ﺪیﻖ اﻝ ﺬي آﺎن
ﻡﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﻡﻜ ﺔ ﺑﻘ ﻲ ﻡﻌ ﻪ ﻓﻲ اﻝﻤﺪیﻨﺔ اﻝﻤﻨﻮرة ،وﻗﺪ آﺎن
ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ ﻃﺮد ﺑﻌﻀﻬﻢ واﻻﻥﺘﻘﺎم ﻡﻦ اﻝﺒﻌﺾ اﻵﺥﺮ.
٥٧
ﺵﻌﺒﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮل
وآﺎن اﻝﺮﺱﻮل ﺵﻌﺒﻴًﺎ إﻝﻰ أﺑﻌﺪ ﺡﺪ ،آﺎن ﻡﻊ اﻝﻨﺎس
وﻡ ﻦ اﻝ ﻨﺎس وإﻝ ﻰ اﻝ ﻨﺎس وﻓ ﻲ اﻝ ﻨﺎس ،وآ ﺎن یﻌﻄ ﻒ ﻋﻠﻰ
اﻝﻜﺒﻴ ﺮ واﻝﺼ ﻐﻴﺮ ،ﻓﻠ ﻢ یﻜ ﻦ یﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ اﻝﺒ ﺮوج اﻝﻌﺎﺝﻴﺔ ﺙﻢ
یﺄﻡ ﺮ ویﻨﻬ ﻰ ،وی ﺰوّر ویﻤﻜ ﺮ ،ویﻈﻠ ﻢ ویﺴ ﺘﺒﺪد ،وی ﻨﻔﺬ
أواﻡﺮﻩ ﺑﺴﺒﺐ اﻝﻤﺎل واﻝﺤﻴﻠﺔ واﻝﻤﻜﺮ واﻝﺴﻴﻒ وﻥﺤﻮهﺎ ،ﻡﻤﺎ
اﻋﺘﺎدﻩ آﺜﻴﺮ ﻡﻦ اﻝﺤﻜّﺎم.
ﻋﺪم ﺗﻐﻴﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﺏﻌﺪ اﻟﺤﻜﻢ
واﻝﺮﺱ ﻮل ﻝ ﻢ یﺘﻐّﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻝﻤﺪیﻨﺔ اﻝﻤﻨﻮرة ﻋﻤﺎ آﺎن
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻡﻜﺔ اﻝﻤﻜﺮﻡﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺝﺎء إﻝﻰ اﻝﻤﺪیﻨﺔ اﻝﻤﻨﻮرة ،ﺑﻨﻰ
ﻏ ﺮﻓًﺎ ﻝ ﺰوﺝﺎﺗﻪ وﻏﺮﻓًﺎ ﻷﺹﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺵﻜﻞ ﺱﻮاء ،وآﺎﻥﻮا
ﻓ ﻲ ذﻝ ﻚ اﻝ ﻴﻮم ﻓﻘ ﺮاء ﻡﻄ ﺎردیﻦ ﻡﺸ ﺮّدیﻦ ،وآﺎﻥ ﺖ ﺗﻠ ﻚ
اﻝﻐ ﺮف ﻡﺒﻨ ﻴﺔ ﻡﻦ اﻝﻠﺒﻦ واﻝﻄﻴﻦ وﻡﺎ أﺵﺒﻪ ،وآﺎﻥﺖ ﺹﻐﻴﺮة
ﺝ ﺪاً ،ﺡﺘ ﻰ ان اﻝﻐ ﺮﻓﺔ ﻡ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ﺗﺴ ﺘﻮﻋﺐ ﺡﺘ ﻰ ﻋﺸ ﺮیﻦ
اﻥﺴﺎﻥًﺎ واﻗﻔﻴﻦ ﻡﺘﻼﺹﻘﻴﻦ ،آﻤﺎ یﺤﺪﺙﻨﺎ ﺑﺬﻝﻚ اﻝﺘﺎریﺦ.
ﺙ ﻢ إن اﻝﺮﺱ ﻮل اﻷﻋﻈ ﻢ اﺱ ﺘﻮﻝﻰ ﻋﻠ ﻰ آﺜﻴ ﺮ ﻡ ﻦ
اﻝ ﺒﻼد وأﺙ ﺮى وﻡﻠ ﻚ وﺗﻤﻜ ﻦ أن یﺒﻨ ﻲ ﻝﻨﻔﺴ ﻪ ﻗﺼ ﻮرًا وأن
یﺠﻌ ﻞ ﻝﻨﻔﺴ ﻪ ﺡﺮﺱ ًﺎ وﺡﺠﺎﺑ ﺎ ،ﻓﻘ ﺪ ﺹ ﺎر رﺋ ﻴﺲ اﻝﺤﻜ ﻮﻡﺔ
ﻋﻠ ﻰ اﻝﺤﺠ ﺎز ،وﻋﻠ ﻰ اﻝ ﻴﻤﻦ اﻝﺠﻨﻮﺑ ﻲ ،وﻋﻠ ﻰ اﻝ ﻴﻤﻦ
اﻝﺸ ﻤﺎﻝﻲ ،وﻋﻠ ﻰ اﻝﺒﺤ ﺮیﻦ ،وﻋﻠﻰ أراﺽﻲ اﻝﻜﻮیﺖ ،وﻋﻠﻰ
ﺑﻌ ﺾ اﻝﺨﻠ ﻴﺞ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺖ ﺡﻜﻮﻡ ﺘﻪ أآﺒ ﺮ ﻡ ﻦ ﺥﻤﺲ ﺡﻜﻮﻡﺎت
ﻓﻲ ﺥﺮیﻄﺔ ﻋﺎﻝﻤﻨﺎ اﻝﺤﺎﺽﺮ ،وﻡﻊ ذﻝﻚ ﻝﻢ یﺘﻐﻴﺮ ﻝﺒﺎﺱﻪ ،وﻝﻢ
٥٨
یﺘﻐﻴ ﺮ ﻓﺮاﺵ ﻪ ،وﻝ ﻢ یﺘﻐﻴ ﺮ ﺑﻴ ﺘﻪ اﻝﻄﻴﻨ ﻲ ،وﻝ ﻢ یﺘﻐﻴ ﺮ أﺙﺎﺙ ﻪ،
وﺗﻮﻓ ﻲ ﻓ ﻲ ﻥﻔ ﺲ ﺗﻠ ﻚ اﻝﻐ ﺮﻓﺔ اﻝﺘ ﻲ ﺑ ﻨﺎهﺎ ﺑ ﻴﺪیﻪ
اﻝﻜ ﺮیﻤﺘﻴﻦ ﻡ ﻦ اﻝﻄ ﻴﻦ واﻝﻠ ﺒﻦ أول ﻡ ﺎ هﺎﺝ ﺮ إﻝ ﻰ اﻝﻤﺪی ﻨﺔ
اﻝﻤﻨﻮرة.
اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻤﺤﺒﻮب
إن رﺱ ﻮل اﷲ وﺑﻬ ﺬﻩ اﻷﺥ ﻼق اﻝﻄﻴ ﺒﺔ واﻝﺴﻴﺎﺱ ﺔ
اﻝﺮﺵﻴﺪة آﺎن ﻡﺤﺒﻮﺑًﺎ ﻋﻨﺪ اﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻝﻰ أﺑﻌﺪ اﻝﺤﺪ ـ ﺑﻞ آﺎن
یﺤﺒﻪ ﻏﻴﺮ اﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أیﻀًﺎ ـ .
وه ﺬا اﻝﺤ ﺐ اﻝﻨﺎﺵ ﺊ ﻋ ﻦ اﻹیﻤ ﺎن ه ﻮ اﻝ ﺬي ﺝﻤ ﻊ
اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺡ ﻮﻝﻪ ﻡ ﻦ ی ﻮﻡﻪ ذﻝ ﻚ إﻝ ﻰ یﻮﻡ ﻨﺎ ه ﺬا وإﻝ ﻰ ی ﻮم
اﻝﻘﻴﺎﻡﺔ.
ﻓﺘ ﺮاﻩ ﻡﺤ ﺒﻮﺑًﺎ ﻋ ﻨﺪﻡﺎ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻡﻜ ﺔ اﻝﻤﻜ ﺮﻡﺔ،
وﻋ ﻨﺪﻡﺎ آ ﺎن ﻓ ﻲ اﻝﻤﺪی ﻨﺔ اﻝﻤ ﻨﻮرة ،وﻓﻲ اﻝﻘﺮون اﻝﻤﺘﻄﺎوﻝﺔ
ﻡﻦ ﺑﻌﺪﻩ ،ویﺰداد اﻝﻨﺎس ﺡﺒًﺎ ﻝﻪ یﻮﻡًﺎ ﺑﻌﺪ یﻮم.
ﻗﺼﺔ ﺝﻮﻳﺮﻳﺔ
وﻗﺼ ﺔ )ﺝﻮی ﺮیﺔ( ﺥﻴ ﺮ ﻡ ﺜﺎل ﻋﻠ ﻰ ذﻝﻚ ،ﺡﻴﺚ یﻌﺮف
ﻡ ﻨﻬﺎ ﻡ ﺪى ﺡ ﺐ اﻝ ﻨﺎس ﻝﻠﺮﺱ ﻮل واﺡﺘ ﺮاﻡﻬﻢ ﻝ ﻪ
وإﻃﺎﻋﺘﻬﻢ إیﺎﻩ.
ﻓ ﺈن ﺝﻮی ﺮیﺔ آﺎﻥ ﺖ أﻡ ﺔ ﻡﻤﻠ ﻮآﺔ ،وﻗ ﺪ آﺎﺗ ﺒﺖ ﺱ ﻴﺪهﺎ
ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﻌﻄ ﻴﻪ ﻡ ﺒﻠﻐًﺎ ﻡ ﻦ اﻝﻤ ﺎل ﻓ ﻲ ﻗ ﺒﺎل ﺗﺤﺮی ﺮهﺎ وﻓ ّﻜ ﻪ
ﻝﻬ ﺎ ،ﻝﻜ ﻨﻬﺎ ﻋﺠ ﺰت ﻋ ﻦ ذﻝ ﻚ ،ﻓﺠﺎءت إﻝﻰ رﺱﻮل اﷲ
وﻃﻠ ﺒﺖ ﻡ ﻨﻪ أن یﺴ ﺎﻋﺪهﺎ ﻓ ﻲ ﻓﻜﻬ ﺎ ،ﻓﺄﻋﻄﺎه ﺎ رﺱ ﻮل
اﷲ ﻡ ﺎ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻡ ﻦ أﻗﺴ ﺎط اﻝﻤﻜﺎﺗ ﺒﺔ ،ﻓﺬه ﺒﺖ وﻓﻜ ﺖ
٥٩
ﻥﻔﺴﻬﺎ ﻡﻦ ﺱﻴّﺪهﺎ.
وﻗ ﺒﻞ اﻝﺘﻄ ﺮق إﻝ ﻰ ﺗﻤ ﺎم اﻝﻘﺼ ﺔ وﺑﻴﺎن ﻡﻮﺽﻊ اﻝﺸﺎهﺪ
ﻡ ﻨﻬﺎ ﻻ ﺑ ﺄس ﺑﺎﻻﺵ ﺎرة إﻝ ﻰ ﻡ ﺎ یﺴ ﺘﻔﺎد ﻡ ﻦ ه ﺬﻩ اﻝﻘﻄﻌ ﺔ..
ﺡ ﻴﺚ إن رﺱ ﻮل اﷲ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻈﻤ ﺘﻪ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻡﺘ ﻨﺎول
ﺝﻤ ﻴﻊ اﻝ ﻨﺎس ﺡﺘ ﻰ اﻹﻡ ﺎء ،وذﻝ ﻚ ﺡﻴ ﻨﻤﺎ آ ﺎن رﺋ ﻴﺲ
دوﻝﺔ ورﺋﻴﺲ دیﻦ.
ﻡﻀ ﺎﻓًﺎ إﻝ ﻰ اﻥ ﻪ آ ﺎن یﻘﻀ ﻲ ﺡﺎﺝ ﺔ اﻝ ﻨﺎس ﺡﺘ ﻰ
اﻷﻡ ﺔ ،ویﻌﻨ ﻲ ذﻝ ﻚ أن اﻝﺮﺱﻮل ﻝﻢ یﻜﻦ دآﺘﺎﺗﻮراً ،وﻻ
ﻡﺴﺘﺒﺪاً ،وﻻ ﻡﺘﻌﺎﻝﻴًﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺼﻞ إﻝﻴﻪ یﺪ ،واﻥﻤﺎ آﺎن ﻓﻲ
ﻡﺘ ﻨﺎول ﺡﺘ ﻰ ی ﺪ اﻻﻡ ﺎء واﻷﻃﻔ ﺎل ،یﻄﻠ ﺒﻮن ﻡ ﻨﻪ ﺡﺎﺝ ﺎﺗﻬﻢ
ویﻘﻀﻴﻬﺎ ﻝﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺗﻮاﺽﻊ.
ﺙ ﻢ ﺑﻌ ﺪ ذﻝ ﻚ ﻝﻤ ﺎ ﺗﺤ ﺮرت ﺝﻮی ﺮیﺔ ﻡ ﻦ اﻝﻌ ﺒﻮدیﺔ،
ﺗﺰوﺝﻬﺎ رﺱﻮل اﷲ ﺵﻔﻘﺔ ﺑﻬﺎ ،ﺡﻴﺚ إﻥﻬﺎ أﺹﺒﺤﺖ ﺥﻠﻴﺔ
وﻝ ﻢ یﻜ ﻦ ه ﻨﺎك ﻡ ﻦ ی ﻨﻔﻖ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ،وﻡ ﻦ ﻓﻠﺴ ﻔﺔ زواﺝ ﻪ
ﻡﻨﻬﺎ آﺎن ﺗﺮﺱﻴﺦ ﻗﺎﻥﻮن ﺇﻥ ﺃﻛﺮﻣﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺃﺗﻘﺎﻛﻢ..(٧٩)
ﻓ ﻼ ﻓ ﺮق ﺑ ﻴﻦ اﻝﻌ ﺒﺪ واﻝﺤ ﺮ ﻓ ﻲ ذﻝ ﻚ ،وﻻ اﻷﺱ ﻮد
ﻻ ﻋ ﻦ اﻝﻤﺠ ﺘﻤﻊ واﻷﺑ ﻴﺾ ،واﻝﺮﺱ ﻮل آ ﺎن ﻡﺴ ﺆو ً
ﺑﺄﺱ ﺮﻩ ،ﻥﺴ ﺎ ًء ورﺝ ﺎﻻً ،ﻓﻜ ﺎن ی ﺰوج اﻝﻨﺴ ﺎء ،وی ﺰوج
اﻝﺸﺒﺎب..
وهﻜ ﺬا ﺗ ﺰوﺝﻬﺎ رﺱ ﻮل اﷲ ،وآ ﺎن ذﻝ ﻚ أآﺒ ﺮ
ﺗﻮاﺽ ﻊ ﻡ ﻦ اﻝﺮﺱ ﻮل ﺑﺎﻝﻨﺴ ﺒﺔ إﻝﻰ اﻡﺮأة ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻋﺘﻴﻘﺔ
ﻻ أهﻤﻴﺔ ﻝﻬﺎ ﺡﺴﺐ ﻡﻨﻄﻖ ذﻝﻚ اﻝﻴﻮم ،وﻝﻤﺎ ﺗﺰوﺝﻬﺎ رﺱﻮل
اﷲ أﺹ ﺒﺤﺖ ﻡ ﻦ أﻡﻬ ﺎت اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﺑﻔﻀ ﻞ اﻝﺮﺱ ﻮل
) (٧٩ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳊﺠﺮﺍﺕ.١٣ :
٦٠
.
وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﻗﺒ ﻴﻠﺔ )ﺝﻮی ﺮیﺔ( ﻡﺎﺋ ﺔ ﻋ ﺒﺪ وأﻡﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺪیﻨﺔ
اﻝﻤﻨﻮرة ﻋﻨﺪ اﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺮﻓﻮا إن اﻝﺮﺱﻮل ﺗﺰوج
ﻡ ﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ أوﻝﺌﻚ اﻝﻌﺒﻴﺪ واﻻﻡﺎء ،ﻗﺎﻝﻮا ﻝﻌﺒﻴﺪهﻢ وإﻡﺎﺋﻬﻢ :أﻥﺘﻢ
أﺡ ﺮار ﻓ ﻲ ﺱ ﺒﻴﻞ اﷲ آ ﺮاﻡﺔ ﻝﺮﺱ ﻮل اﷲ ﺡ ﻴﺚ ﺗﺰوج
ﻡﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻜﻢ.
وه ﺬا ﻥﻤ ﻮذج ﻡ ﻦ ﺡ ﺐ اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻝﻜﺜﻴ ﺮ ﻝﻠﺮﺱﻮل،
ﻓ ﺎﻥﻬﻢ وﺑﻤ ﻸ إرادﺗﻬ ﻢ آﺎﻥ ﻮا یﺤﺘ ﺮﻡﻮن اﻝﺮﺱ ﻮل أﺵ ﺪ
اﻻﺡﺘ ﺮام ،ﺡﺘ ﻰ اﻥﻬ ﻢ ﻝ ﻢ یﺮﺽ ﻮا ﺑ ﺄن یﺒﻘ ﻰ أﺡ ﺪ ﻡ ﻦ ﻗﺒ ﻴﻠﺔ
زوﺝﺔ ﻡﻦ زوﺝﺎﺗﻪ رﻗّﺎ ﻓﻲ دارهﻢ.
أﺏﻮ راﻓﻊ ﻳﻔﺪي اﻟﺮﺳﻮل
وه ﻨﺎك ﻗﺼﺔ أﺥﺮى ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺡﺐ اﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻝﺸﺪیﺪ
ﺗﺠ ﺎﻩ رﺱ ﻮل اﷲ ،وه ﻲ ﻗﺼ ﺔ أﺑ ﻲ راﻓ ﻊ )واﻝﻘﺼ ﺔ
ﻃﻮیﻠﺔ ﻥﺸﻴﺮ إﻝﻰ ﻡﺎ یﻬﻤﻨﺎ(:
إن أﺑ ﺎ راﻓ ﻊ ﺝ ﺎء ی ﻮﻡًﺎ إﻝ ﻰ رﺱﻮل اﷲ ،ﻓﺮﺁﻩ
ﻥﺎﺋﻤ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻇﻨﻪ ،ورأى إﻝﻰ ﺝﻨﺐ اﻝﺮﺱﻮل ﺡﻴّﺔ ،ﻓﺨﺎف
أن یﺘ ﺮك اﻝﺤ ﻴﺔ ﻓ ﺘﻠﺪغ اﻝﺮﺱ ﻮل ،وإذا أراد ﻗ ﺘﻞ اﻝﺤ ﻴﺔ
اﺱ ﺘﻴﻘﻆ اﻝﺮﺱ ﻮل ﻡ ﻦ ﻡ ﻨﺎﻡﻪ ،وه ﻮ ﺥ ﻼف راﺡ ﺔ
اﻝﺮﺱ ﻮل .. ﻓﻠ ﻢ یﺮض أﺑﻮ راﻓﻊ ﺑﺬﻝﻚ ،ﻓﻘﺮر أن یﻔﺪي
ﺑﻨﻔﺴ ﻪ رﺱ ﻮل اﷲ ،ﻓﺠ ﺎء وﻥ ﺎم ﺑ ﻴﻦ اﻝﺮﺱ ﻮل وﺑ ﻴﻦ
اﻝﺤﻴﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ آﺎن ﻗﺮیﺒًﺎ ﻡﻦ اﻝﺮﺱﻮل ..
وﻝﻤ ﺎ ﻗ ﺎم رﺱ ﻮل اﷲ ) ﻡﻤ ﺎ ﻇ ﻨﻪ ﻥ ﻮﻡﺎً ،وﻝ ﻢ یﻜ ﻦ
ﻥ ﻮﻡﺎً ،وإﻥﻤ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ﺡﺎﻝ ﺔ ﺗﺸ ﺒﻪ اﻝﺴ ﺒﺎت ﺗﻌﺘ ﺮض اﻝﺮﺱ ﻮل
٦١
،إﺑﺎن ﻥﺰول اﻝﻮﺡﻲ ﻋﻠﻴﻪ( رأى أﺑﺎ راﻓﻊ ﻥﺎﺋﻤًﺎ إﻝﻰ
ﺝﻨ ﺒﻪ ،ﻓﻘ ﺎل ﻝ ﻪ :ی ﺎ أﺑ ﺎ راﻓ ﻊ ﻡﺎ ﺱﺒﺐ ﻥﻮﻡﻚ هﻨﺎ ،وﻓﻲ
هﺬا اﻝﻤﻜﺎن؟
ﻗﺎل :یﺎ رﺱﻮل اﷲ اﻝﺤﻴﺔ.
ﻓﻨﻈﺮ اﻝﺮﺱﻮل إﻝﻰ اﻝﺤﻴﺔ.
ﻗﺎل أﺑﻮ راﻓﻊ :یﺎ رﺱﻮل اﷲ إﻥﻲ ﺥﻔﺖ إن ﺗﺮآﺖ اﻝﺤﻴﺔ
أن ﺗﻠ ﺪﻏﻚ ،وﻡﺎ اردت أن اوﻗﻈﻚ ﻋﻦ ﻥﻮﻡﺘﻚ ،ﻓﻘﺮرت ﻓﻲ
ﻥﻔﺴ ﻲ ان أﻥ ﺎم إﻝ ﻰ ﺝﻨ ﺒﻚ ﺡﺘ ﻰ إذا أرادت اﻝﺤ ﻴﺔ أن
وﻻﺗﻠﺪﻏﻚ. ﺗﻠﺪغ ،ﺗﻠﺪﻏﻨﻲ
واﻝﻘﺼ ﺔ ﻃ ﻮیﻠﺔ ﺡﻴﺚ أﺥﺒﺮ اﻝﺮﺱﻮل اﺑﺎ راﻓﻊ :إن
ﺁی ﺔ ﻗ ﺮﺁﻥﻴﺔ ﻥ ﺰﻝﺖ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻓ ﻲ ﺵ ﺄن أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ
وﻗﺮأ اﻵیﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ راﻓﻊ..
وآ ﺎن ذﻝ ﻚ ﻡ ﻦ أﺱ ﺒﺎب ان أﺑ ﺎ راﻓ ﻊ أﺹ ﺒﺢ ﺑﻌ ﺪ وﻓ ﺎة
اﻝﺮﺱﻮل ﻡﻼزﻡًﺎ ﻷﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ﻋﻠﻲ وﺡﻀﺮ ﻡﻌﻪ
اﻝﺠﻤ ﻞ وﺹ ﻔّﻴﻦ واﻝﻨﻬ ﺮوان ،وﺑﻌ ﺪ ان ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻲ )ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺼﻼة
واﻝﺴﻼم( ﻓﻲ اﻝﻜﻮﻓﺔ رﺝﻊ إﻝﻰ اﻝﻤﺪیﻨﺔ اﻝﻤﻨﻮرة.
ﻓﻬﺬا اﻝﺤﺐ اﻝﻐﺮیﺐ ﻡﻦ أﺑﻲ راﻓﻊ ﻝﺮﺱﻮل اﷲ آﺎن
ﺱ ﺒﺒًﺎ ﻷن یﻌ ﺮض ﻥﻔﺴﻪ إﻝﻰ اﻝﺘﻬﻠﻜﺔ ﻝﺘﻠﺪﻏﻪ اﻝﺤﻴﺔ وﻻ ﺗﻠﺪغ
اﻝﺮﺱﻮل وﻻ یﺮﺽﻰ ان یﺴﺘﻴﻘﻆ اﻝﺮﺱﻮل ..
٦٢
إﻝ ﻰ ﻏﻴ ﺮ ذﻝ ﻚ ﻡ ﻦ اﻝﻘﺼ ﺺ واﻝﺸ ﻮاهﺪ اﻝﺘﺎریﺨﻴﺔ ﻡﻤﺎ
یﺪل ﻋﻠﻰ أهﻤﻴﺔ ﻡﻘﻮﻝﺔ ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم(
ﻓﻲ ﺥﻄﺒﺘﻬﺎ:
»وﻃﺎﻋﺘﻨﺎ ﻥﻈﺎﻡًﺎ ﻝﻠﻤﻠّﺔ« ..
ﺡ ﻴﺚ إن اﻝﻤﻠ ﺔ آﺎﻥ ﺖ ﻡﻨ ﺘﻈﻤﺔ ﻓ ﻲ ﻋﻬ ﺪ اﻝﺮﺱﻮل ،
ﻡﻤﺎ ﺱﺒﺐ ﺗﻘﺪم اﻹﺱﻼم واﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
وهﻜ ﺬا ﻝ ﻮ ﺑﻘﻴﺖ اﻷﻡﺔ ﻡﻄﻴﻌﺔ ﻷهﻞ اﻝﺒﻴﺖ ﻝﺴﺎدهﻢ
اﻝ ﻨﻈﻢ واﻝ ﺮﻓﺎﻩ واﻝﺴ ﻼم ،آﻤ ﺎ ﺗﺤﻘ ﻖ ذﻝ ﻚ ﻓ ﻲ ﻋﻬ ﺪ أﻡﻴ ﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ﻋﻠﻲ .
٦٣
اﻟﺤﻜﻮﻡﺔ اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻷﻡﻴﺮ اﻟﻤﺆﻡﻨﻴﻦ
)ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺼﻼة ﻲ
وهﻜ ﺬا آﺎﻥ ﺖ ﺡﻜ ﻮﻡﺔ أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ّ
واﻝﺴ ﻼم( ﺡﻴﺚ ﻃﺒﻖ ﻡﻨﻬﺎج اﻹﺱﻼم اﻝﺼﺤﻴﺢ اﻝﺬي أﻥﺰﻝﻪ اﷲ
ﺗﻌﺎﻝﻰ إﻝﻰ اﻷرض ،ﻷﺝﻞ راﺡﺔ اﻝﻌﺒﺎد وﻋﻤﺮان اﻝﺒﻼد..
ﻞ اﻝﺒﺸ ﺮﻓﺘ ﺮى ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻝﺤﻜ ﻢ اﻝﻨﻤﻮذﺝ ﻲ أﺵ ﻴﺎء ﻝﻌ ّ
یﺴ ﺘﻐﺮﺑﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮﻥﺎ اﻝﺤﺎﺽ ﺮ ،وﻡ ﻦ ه ﻨﺎ یﻌﻠ ﻢ اﻝﺴﺮ ﻓﻲ
ﻗ ﻮل ﺱ ﻴﺪة ﻥﺴ ﺎء اﻝﻌﺎﻝﻤ ﻴﻦ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ) :وﻃﺎﻋﺘ ﻨﺎ
ﻥﻈﺎﻡًﺎ ﻝﻠﻤﻠﺔ(.
ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻤﺴﻜﻦ واﻟﺮزق ﻟﻜﻞ اﻟﻨﺎس
ﻓﻘ ﺪ وﻓ ﺮ اﻹﻡ ﺎم أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ )ﻋﻠ ﻴﻪ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( ﻓﻲ
ﺡﻜﻮﻡ ﺘﻪ ﻝﺠﻤ ﻴﻊ ﺵ ﻌﺒﻪ :اﻝﻤﺴ ﻜﻦ واﻝﺮزق واﻝﻤﺎء ،وﻗﺎل ﻓﻲ
آﻠﻤ ﺔ ﻝ ﻪ ﻡﻀ ﻤﻮﻥﻬﺎ :إﻥ ﻲ وﻓ ﺮت اﻝﻤﺴ ﻜﻦ واﻝ ﺮزق واﻝﻤ ﺎء
ﻝﺠﻤﻴﻊ ﺵﻌﺒﻲ.
ﻡ ﻊ اﻝﻌﻠ ﻢ ﺑ ﺄن ﺡﻜ ﻮﻡﺔ اﻹﻡﺎم أﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ آﺎﻥﺖ
واﺱ ﻌﺔ ﺝﺪاً ،ﺗﺸﻤﻞ ﻡﺎ یﻘﺎرب ﺥﻤﺴﻴﻦ دوﻝﺔ ﺡﺴﺐ ﺥﺎرﻃﺔ
اﻝ ﻴﻮم ،ﻡ ﻨﻬﺎ ﻡﺼ ﺮ واﻝﺤﺠ ﺎز واﻝ ﻴﻤﻦ وإی ﺮان واﻝﺨﻠ ﻴﺞ
واﻝﻌ ﺮاق وﻏﻴ ﺮهﺎ ،ﻓﻬ ﻲ أآﺒ ﺮ دوﻝ ﺔ ﻓ ﻲ ﻋ ﺎﻝﻢ ذﻝ ﻚ اﻝ ﻴﻮم،
وﻡ ﻊ ذﻝ ﻚ وﻓ ﺮ اﻹﻡ ﺎم ﺑﺴﻴﺎﺱ ﺘﻪ اﻝﺤﻜ ﻴﻤﺔ آ ﻞ ذﻝﻚ ﻝﻜﻞ
ﺵﻌﺒﻪ.
ﻓﻜﻴﻒ أﻋﻄﺎهﻢ اﻝﻤﺴﻜﻦ؟
ﻡ ﻦ اﻝﻄﺒﻴﻌ ﻲ أن اﻹﻡ ﺎم ﻃ ﺒﻖ ﻗﺎﻥ ﻮن اﻹﺱ ﻼم
ﺑﻜﺎﻡﻠ ﻪ ،ﻓﺎﻝﻘﺎﻥ ﻮن اﻝﺸ ﺮﻋﻲ یﻘ ﻮل» :اﻷرض ﷲ وﻝﻤ ﻦ
٦٤
ﻋ ّﻤ ﺮهﺎ«) (٨٠ﻓﻜ ﺎن یﻌﻄ ﻲ اﻷرض ﻝﻠ ﻨﺎس ﻡﺠﺎﻥ ﺎً ،ﺙ ﻢ
یﺴﺎﻋﺪهﻢ ﻡﻦ ﺑﻴﺖ اﻝﻤﺎل ﻷﺝﻞ إﺡﻴﺎء اﻷراﺽﻲ وﻋﻤﺮاﻥﻬﺎ.
ﻡﻀ ﺎﻓًﺎ إﻝ ﻰ أن اﻝﺘﺠﺎرة واﻝﺰراﻋﺔ واﻝﺼﻨﺎﻋﺔ وﻏﻴﺮهﺎ
آﺎﻥﺖ ﻓﻲ ﺡﻜﻮﻡﺘﻪ ﺡﺮة ،وآﺎن اﻝﻨﺎس یﻨﺘﻔﻌﻮن ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ
اﻝﻤﻜﺎﺱﺐ ویﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ اﻷرزاق اﻝﻤﺤﻠﻠﺔ ،ﺑﺎﻹﺽﺎﻓﺔ إﻝﻰ
ﻡﺎ آﺎن یﻘﺴﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻹﻡﺎم ﻡﻦ ﺑﻴﺖ اﻝﻤﺎل.
وآ ﺎن اﻝ ﻨﺎس یﺤﺼ ﻠﻮن ﻋﻠ ﻰ اﻝﻤ ﺎء ﺑﺤﻔ ﺮ اﻷﻥﻬ ﺮ
واﻵﺑ ﺎر ،وذﻝ ﻚ ﺑﻤ ﻸ ﺡ ﺮّیﺘﻬﻢ ،وﻡ ﻦ دون أی ﺔ ﺽ ﺮیﺒﺔ أو
إﺝﺎزة أو ﻡﺎ أﺵﺒﻪ.
وﺑ ﺬﻝﻚ آﻠ ﻪ ﺗﻤﻜ ﻦ اﻹﻡ ﺎم أن یﻬ ﻴﺄ ﻝﻌﻤ ﻮم ﺵ ﻌﺒﻪ
اﻝﻤﺴ ﻜﻦ واﻝ ﺮزق واﻝﻤ ﺎء ،وه ﺬا ﻡ ﺎ ﻝ ﻢ ﺗ ﺘﻤﻜﻦ ﻡ ﻨﻪ ﺡﺘ ﻰ
اﻝ ﺒﻼد اﻝﻐ ﺮﺑﻴﺔ اﻝﺘ ﻲ ﺗﺪﻋ ﻲ أﻥﻬﺎ وﺹﻠﺖ إﻝﻰ ﻗﻤﺔ اﻝﺤﻀﺎرة
ﻓﻲ یﻮﻡﻨﺎ هﺬا.
) (٨٠ﺍﻟﻜﺎﰲ :ﺝ ٥ﺹ ٢٧٩ﺡ.٢
٦٥
ﻻ ﻓﻘﻴﺮ ﻓﻲ ﺏﻼد اﻹﻡﺎم
وﻗ ﺪ اﻥ ﺘﻔﺖ اﻝ ﺒﻄﺎﻝﺔ أیﻀ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻇ ﻞ ﺡﻜ ﻮﻡﺔ أﻡﻴ ﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ﻝﻮﺝﻮد اﻝﻜﺴﺐ اﻝﺤﻼل ﻝﻜﻞ إﻥﺴﺎن.
وﻝ ﻢ یﻜ ﻦ ی ﻮﺝﺪ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻹﻡﺎم اﻝﻮاﺱﻌﺔ ﺡﺘﻰ ﻓﻘﻴﺮ
واﺡ ﺪ ،ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺎل ﻓﻲ آﻠﻤﺔ ﻝﻪ» :ﻝﻌﻞ ﺑﺎﻝﺤﺠﺎز أو اﻝﻴﻤﺎﻡﺔ
ﻡﻦ ﻻ ﻃﻤﻊ ﻝﻪ ﻓﻲ اﻝﻘﺮص وﻻ ﻋﻬﺪ ﻝﻪ ﺑﺎﻝﺸﺒﻊ«) (٨١ﻓﺎن ﻓﻲ
اﺱ ﺘﻌﻤﺎﻝﻪ آﻠﻤ ﺔ )ﻝﻌ ﻞ( إﺵ ﺎرة إﻝﻰ ﻥﻔﻲ اﻝﻔﻘﺮ ﻋﻦ اﻝﺒﻼد
ﺑﺤﻴﺚ ﻝﻢ یﻜﻦ اﻝﻘﺎﺋﺪ ﻡﺘﻴﻘﻨًﺎ ﺑﻮﺝﻮد ﻓﻘﻴﺮ واﺡﺪ.
ﻗﺼﺔ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻲ اﻟﻤﻜﻔﻮف
وﻗﺼ ﺔ اﻹﻡ ﺎم ﻡ ﻊ اﻝﻨﺼ ﺮاﻥﻲ اﻝﻤﻜﻔ ﻮف ﻡﻤ ﺎ ی ﺆیﺪ
ه ﺬا اﻝﻤﻄﻠ ﺐ أیﻀ ًﺎ :ﺡ ﻴﺚ آ ﺎن اﻹﻡ ﺎم ﻓ ﻲ ﺵ ﻮارع
اﻝﻜﻮﻓﺔ ..ﻓﻤﺮ ﺑﺸﺨﺺ یﺘﻜﻔﻒ وهﻮ ﺵﻴﺦ آﺒﻴﺮ اﻝﺴﻦ ،ﻓﻮﻗﻒ
ﻡﺘﻌﺠ ﺒًﺎ وﻗﺎل )ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( :ﻡﺎ هﺬا؟ وﻝﻢ یﻘﻞ ﻡﻦ
ه ﺬا ،و)ﻡ ﺎ( ﻝﻤ ﺎ ﻻ یﻌﻘ ﻞ ،و)ﻡ ﻦ( ﻝﻤ ﻦ یﻌﻘ ﻞ ،أي اﻥ ﻪ
رأى ﺵ ﻴﺌًﺎ ﻋﺠﻴ ﺒًﺎ یﺴ ﺘﺤﻖ أن ی ﺘﻌﺠﺐ ﻡ ﻨﻪ ،ﻓﻘ ﺎل أي ﺵﻲء
هﺬا؟
ﻗﺎﻝ ﻮا :ی ﺎ أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ إﻥ ﻪ ﻥﺼ ﺮاﻥﻲ ﻗﺪ آﺒﺮ وﻋﺠﺰ
ویﺘﻜﻔّﻒ.
ﻓﻘ ﺎل اﻹﻡ ﺎم :ﻡ ﺎ أﻥﺼ ﻔﺘﻤﻮﻩ ..اﺱﺘﻌﻤﻠﺘﻤﻮﻩ ﺡﺘﻰ إذا
) (٨١ﺍﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ :ﺹ.٢١٤
٦٦
آﺒﺮ وﻋﺠﺰ ﺗﺮآﺘﻤﻮﻩ ،اﺝﺮوا ﻝﻪ ﻡﻦ ﺑﻴﺖ اﻝﻤﺎل راﺗﺒًﺎ ).(٨٢
اﻹﻡﺎم ﻡﻊ ﻳﻬﻮدي أﻡﺎم اﻟﻘﺎﺽﻲ
وﺗﺘﺠّﻠ ﻰ اﻝﻌﺪاﻝ ﺔ اﻹﺱ ﻼﻡﻴﺔ ﺑﻤ ﺎ ﻻ ﻡﺜ ﻴﻞ ﻝﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﺝﻤﻴﻊ
اﻝﻤ ﺒﺎدئ واﻷدی ﺎن ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺔ أﺥ ﺮى ،وه ﻲ )ﻗﺼ ﺔ اﻝﺪرع(
ﺡ ﻴﺚ ﻥ ﺎزع اﻹﻡ ﺎم ﻓ ﻲ درﻋﻪ اﻝﺨﺎص یﻬﻮدي ،ﻓﺎﺱﺘﻌﺪ
اﻹﻡ ﺎم ﻝﻠ ﺘﺤﺎآﻢ إﻝ ﻰ اﻝﻘﺎﺽ ﻲ ،وﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻝ ﺘﻮاریﺦ :ان
اﻝﻘﺎﺽ ﻲ ﺡﻜ ﻢ ﺽ ﺪ اﻹﻡ ﺎم ،ﻓﻄﻠ ﺐ ﻡ ﻦ اﻹﻡﺎم اﻝﺒﻴّﻨﺔ ،ﺡﻴﺚ
ان اﻹﻡ ﺎم آ ﺎن ﺡﺴ ﺐ اﻝﻤ ﻮازیﻦ اﻝﻘﻀ ﺎﺋﻴﺔ )ﻡﺪﻋ ﻴًﺎ(
واﻝ ﻴﻬﻮدي )ﻡﻨﻜ ﺮًا( إذ اﻝ ﻴﻬﻮدي آ ﺎن ذا ی ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻝ ﺪرع،
وﺡ ﻴﺚ ﻝ ﻢ یﻜ ﻦ ﻝﻺﻡ ﺎم ﺑﻴ ﻨﺔ ،ﺡﻜ ﻢ اﻝﻘﺎﺽ ﻲ ﺑ ﺄن اﻝ ﺪرع
ﻝﻠﻴﻬﻮدي ،واﻝﻘﺼﺔ ﻡﺬآﻮرة ﻓﻲ آﺘﺐ اﻝﺤﺪیﺚ واﻝﻔﻘﻪ.
دﻻﻻت ﻗﺼﺔ اﻟﻤﺤﺎآﻤﺔ
وه ﻨﺎك دﻻﻻت آﺒﻴ ﺮة ﺝ ﺪًا ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻝﻘﺼ ﺔ اﻝﻘﺼ ﻴﺮة:
ﻓﺄﺹ ﻞ ﺗﺤ ﺎآﻢ اﻹﻡ ﺎم وآ ﺎن هﻮ اﻝﺤﺎآﻢ ﻋﻠﻰ أآﺒﺮ دوﻝﺔ
ﻓ ﻲ اﻝﻌ ﺎﻝﻢ ﻡ ﻊ یﻬ ﻮدي ﻡ ﻦ رﻋﻴ ﺘﻪ ﻓ ﻲ درع ﻡ ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺒﻴﺖ
اﻝﻤﺎل ،وﺡﻜﻢ اﻝﻘﺎﺽﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻡﺎم ﺑﻨﻔﻊ اﻝﻴﻬﻮدي آﻢ ﻝﻬﺎ
ﻡﻦ دﻻﻝﺔ؟
وهﺬا یﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻹﻡﺎم آﺎن ﻻ یﻔﺮط ﺡﺘﻰ ﺑﺪرع
واﺡ ﺪ ﻡ ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺒ ﻴﺖ اﻝﻤ ﺎل ،وان اﻹﻡ ﺎم یﺴ ﺘﻌﺪ أن یﺘ ﺮاﻓﻊ
إﻝ ﻰ اﻝﻘﺎﺽ ﻲ وإن آ ﺎن ﻃ ﺮﻓﻪ یﻬ ﻮدیﺎً ،ﻡ ﻊ أﻥ ﻪ ه ﻮ
اﻝﺨﻠﻴﻔﺔ واﻝﺮﺋﻴﺲ ﻷآﺒﺮ دوﻝﺔ ،ویﺪل أیﻀﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻝﻘﻀﺎء
)(٨٢ﺭﺍﺟﻊ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ :ﺝ ١١ﺹ ٤٩ﺑﺎﺏ ١٩ﺡ.١
٦٧
ﻡﺴ ﺘﻘﻠﺔ ،واﻝﻘﺎﺽ ﻲ ﻓ ﻲ أﻡ ﻦ ﺡﺘ ﻰ إذا ﺡﻜ ﻢ ﺽ ﺪ اﻝﺤ ﺎآﻢ
اﻷﻋﻠﻰ ﻝﻠﺒﻼد ،إذا ﻝﻢ ﺗﻜﻦ ﻝﻪ اﻝﺒﻴّﻨﺔ.
وهﻜ ﺬا ﻓ ﻲ ﺱ ﺎﺋﺮ ﻗﺼ ﺺ اﻹﻡ ﺎم )ﻋﻠ ﻴﻪ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم(
اﻝﻘﻀﺎﺋﻴﺔ وﻡﺎ أﺵﺒﻪ.
ﻗﻠﺔ اﻟﻘﺘﻠﻰ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻡﺔ اﻹﻡﺎم
ویﻈﻬ ﺮ ﻡ ﻦ ﺑﻌﺾ اﻝﺘﻮاریﺦ واﻝﻜﺘﺐ إن اﻹﻡﺎم ﻓﻲ
ﻡ ﺪة ﺡﻜﻤ ﻪ ،وه ﻮ ﻡ ﺎ یﻘ ﺎرب ﺥﻤ ﺲ ﺱ ﻨﻮات ،وﻓ ﻲ ﺝﻤ ﻴﻊ
ﺑ ﻼدﻩ اﻝﺘ ﻲ آﺎن یﺤﻜﻤﻬﺎ ،ﺡﻴﺚ آﺎﻥﺖ ﺗﺤﺖ ﻥﻔﻮذ اﻹﻡﺎم
ﻡﻤﻠﻜ ﺔ آﺒﻴ ﺮة واﺱ ﻌﺔ ﺝ ﺪًا وه ﻲ أآﺒ ﺮ اﻝ ﺪول ﻓﻲ ﻋﺎﻝﻢ ذﻝﻚ
اﻝ ﻴﻮم ،ﻡ ﻦ أواﺱ ﻂ أﻓ ﺮیﻘﻴﺎ إﻝﻰ أواﺱﻂ ﺁﺱﻴﺎ ،وﻗﺪ ﺱﺒﻖ أﻥﻬﺎ
آﺎﻥ ﺖ ﺗﺸ ﺘﻤﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻡﺎ یﻘﺎرب ﺥﻤﺴﻴﻦ دوﻝﺔ ﺡﺴﺐ ﺥﺎرﻃﺔ
اﻝ ﻴﻮم ،وﻝﻜ ﻨﻪ ﺑﺴﻴﺎﺱ ﺘﻪ اﻝﺤﻜ ﻴﻤﺔ ﻝ ﻢ یُﻘ ﺘﻞ ﻓ ﻲ ﺑﻼدﻩ ﻗﺘﻞ
ﺹ ﺒﺮ ،أي ﻝ ﻢ یﺼ ﺪر ﻓ ﺘﻮى ﺑﺎﻝﻘ ﺘﻞ ،ﻋﻠ ﻰ أآﺜ ﺮ ﻡ ﻦ ﻡﺎﺋ ﺔ
ﺵ ﺨﺺ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺗﻠ ﻚ اﻝﺪوﻝ ﺔ اﻝﻄ ﻮیﻠﺔ اﻝﻌﺮیﻀ ﺔ اﻝﻮاﺱ ﻌﺔ
اﻷرﺝﺎء.
ﻥﻌ ﻢ ،ﺑﻌ ﺾ اﻝ ﺘﻮاریﺦ زادوا ﻋﻠ ﻰ ذﻝ ﻚ ،ﻝﻜ ﻦ اﻝ ﺘﺎریﺦ
اﻝﺼﺤﻴﺢ ﻻ یﺪل ﻋﻠﻴﻪ.
وهﺆﻻء اﻝﻤﻘﺘﻮﻝﻴﻦ آﺎن ﺑﻴﻦ ﻡﻦ أﺝﺮم ﻓﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻘﺘﻞ،
وﺑ ﻴﻦ ﻡ ﻦ اﻋ ﺘﻘﺪ ﻓﻲ اﻹﻡﺎم ﺑﺎﻷﻝﻮهﻴﺔ ،إﻡﺎ ﺗﺨﻄﻴﻄًﺎ وﻡﻜﺮاً،
وإﻡﺎ اﻋﺘﻘﺎدًا وﺡﻘﻴﻘﺔ ،وﻝﻮ ﻝﻢ یﻜﻦ اﻹﻡﺎم یﺄﻡﺮ ﺑﻘﺘﻞ ﻡﺜﻞ
هﺆﻻء آﺎن یﺘﻬﻢ ﺑﺎﻝﺘﻮاﻃﺆ ﻡﻌﻬﻢ.
٦٨
اﻹﻡﺎم ﻻ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻘﺘﻞ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ
وﻗ ﺪ ﻗ ﺘﻠﻬﻢ اﻹﻡ ﺎم ﺑﻘ ﺘﻞ رؤوف إﻝ ﻰ أﺑﻌ ﺪ ﺡ ﺪ ،ﻓﻘ ﺪ
ورد أن اﻹﻡﺎم ﺡﻔﺮ ﺡﻔﻴﺮﺗﻴﻦ ،ﺡﻔﻴﺮة ﻡﻸهﺎ ﺑﺎﻝﺘﺒﻦ وﻡﺎ
أﺵ ﺒﻪ ،وﺡﻔﻴ ﺮة ﺝﻌ ﻞ ﻓ ﻴﻬﺎ هﺆﻻء اﻝﺬیﻦ ﻗﺎﻝﻮا ﺑﺄن )ﻋﻠﻴًﺎ هﻮ
اﷲ( ..ﺙ ﻢ أﻡ ﺮ ﺑ ﺄن یﺸ ﻌﻞ ﻓﻲ اﻝﺤﻔﻴﺮة اﻝﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺘﺒﻦ اﻝﻨﺎر
ﺑﺤ ﻴﺚ ﻻ یﺤﺘ ﺮق اﻝﺘ ﺒﻦ ،وإﻥﻤ ﺎ ی ﺒﺚ اﻝ ﺪﺥﺎن ،وﺝﻌ ﻞ ﺑ ﻴﻦ
اﻝﺤﻔﻴ ﺮﺗﻴﻦ ﺙﻘ ﺒﺔ ،وأدﺥ ﻞ ه ﺆﻻء اﻝﻤﻌ ﺘﻘﺪیﻦ آ ﺬﺑﺎ ﺑﺄﻝﻮه ﻴﺔ
اﻹﻡ ﺎم ﻓ ﻲ اﻝﺤﻔﻴ ﺮة اﻝﺜﺎﻥ ﻴﺔ ،ﺙ ﻢ ﻗ ﺎل ﻝﻬ ﻢ :إذا ﺗﺒﺘﻢ ﻓﺎﺥﺮﺝﻮا
ﻡ ﻦ اﻝﺤﻔﻴ ﺮة ،واﻻ ﺗﻤﻮﺗ ﻮن ﺥ ﻨﻘًﺎ ﺑﺎﻝ ﺪﺥﺎن ،ﻝﻜﻦ هﺆﻻء ﻡﻦ
ﺝﻬﻠﻬ ﻢ أو ﻡ ﻦ ﺗﺨﻄ ﻴﻄﻬﻢ ﺑﻘ ﻮا ﻓ ﻲ اﻝﺤﻔﻴ ﺮة وﻡﺎﺗﻮا ﺗﺪریﺠًﺎ
ﺑﺴ ﺒﺐ اﻝ ﺪﺥﺎن ،وآ ﺎن اﻹﻡ ﺎم واﻗﻔًﺎ ﻋﻠﻰ رأﺱﻬﻢ ویﻘﻮل
ﻝﻬ ﻢ :ﺗﻮﺑ ﻮا واﺥ ﺮﺝﻮا ﻡ ﻦ اﻝﺤﻔﻴ ﺮة ..ﺗﻮﺑ ﻮا واﺥﺮﺝﻮا ،ﻓﻠﻢ
یﺘﻮﺑﻮا وﻝﻢ یﺨﺮﺝﻮا.
أﻓﻀﻞ اﻟﺤﺮوب
أﻡ ﺎ ﺡﺮوﺑﻪ ﻓﻲ ﺹﻔﻴﻦ واﻝﻨﻬﺮوان واﻝﺠﻤﻞ ،ﻓﻜﺎﻥﺖ
آﻠﻬ ﺎ دﻓﺎﻋ ﻴﺔ وﻝ ﻢ یﺒ ﺘﺪأ اﻹﻡﺎم ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻝﺤﺮب ،وآﺎﻥﺖ أﻓﻀﻞ
ﺡﺮوب ﻋﺮﻓﻬﺎ اﻝﻌﺎﻝﻢ ﺑﻌﺪ رﺱﻮل اﷲ .
ﻓ ﺎن اﻹﻡ ﺎم آ ﺎن یﻘﺘﺼ ﺮ ﻋﻠ ﻰ أﻗ ﻞ ﻗ ﺪر ﻡﻤﻜﻦ ﻡﻦ
اﻝﻘ ﺘﻞ ،وﺑﻤﻘ ﺪار اﻝﻀ ﺮورة ﻓﻘ ﻂ ،ﻋﻠﻤًﺎ ﺑﺄن أوﻝﺌﻚ اﻝﻘﻮم هﻢ
اﻝﺬیﻦ أﺵﻌﻠﻮا ﻥﺎر اﻝﺤﺮب ﺽﺪ اﻹﻡﺎم ﺱﻮاء ﻓﻲ اﻝﺠﻤﻞ،
أو ﺹ ﻔّﻴﻦ ،أو اﻝﻨﻬ ﺮوان ،وﻡ ﻊ ذﻝ ﻚ ﻥﺼ ﺤﻬﻢ اﻹﻡ ﺎم
ووﻋﻈﻬ ﻢ ،وﻡﻴﺪاﻥ ﻴًﺎ أیﻀ ًﺎ ﻝ ﻢ ی ﺒﺪأ اﻹﻡ ﺎم ﺑﺎﻝﺤﺮب ،ﺑﻞ
٦٩
ﻼ ﺙ ﻢ أذن ﻷﺹ ﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎﻝﺪﻓﺎع،
ه ﻢ ﺑ ﺪؤوا واﻹﻡ ﺎم اﻥﺘﻈ ﺮ ﻗﻠ ﻴ ً
واﻝﺘﻔﺎﺹﻴﻞ ﻡﺬآﻮرة ﻓﻲ آﺘﺐ اﻝﺘﺎریﺦ).(٨٣
) (٨٣ﺭﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳉﻤﻞ :ﺹ ،٣٣٦ﻭﻓﻴﻪ :ﺇﻥ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺭﺣﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻏﺪﺍﺓ
ﺍﳋﻤـﻴﺲ ﻟﻌﺸﺮ ﻣﻀﲔ ﻣﻦ ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻴﻤﻨﺘﻪ ﺍﻷﺷﺘﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻴﺴﺮﺗﻪ ﻋﻤﺎﺭ ﺑﻦ
ﻳﺎﺳـﺮ ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ﺍﺑﻨﻪ ،ﻭﺳﺎﺭ ﺣﱴ ﻭﻗﻒ ﻣﻮﻗﻔﹰﺎ ﰒ ﻧﺎﺩﻯ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ:
ﻻﺗﻌﺠﻠـﻮﺍ ﺣﱴ ﺃﻋﺬﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻡ ..ﻭﺩﻋﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ )ﺭﺽ( ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﳌﺼﺤﻒ
ﻭﻗﺎﻝ :ﺍﻣﺾ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺇﱃ ﻃﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺑﲑ ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺍﺩﻋﻬﻢ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻗﻞ ﻟﻄﻠﺤﺔ
ﻭﺍﻟـﺰﺑﲑ :ﺃﱂ ﺗﺒﺎﻳﻌﺎﱐ ﳐﺘﺎﺭﻳﻦ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﻛﻤﺎ ﺇﱃ ﻧﻜﺚ ﺑﻴﻌﱵ ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺑﻴﲏ
ﻭﺑﻴﻨﻜﻤﺎ.
ﻗـﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ :ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺑﺎﻟﺰﺑﲑ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﺑﻘﺎﳘﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻛﻠﹼﻤﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ
ﻭﻗﻠـﺖ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ :ﺃﱂ ﺗﺒﺎﻳﻌﲏ ﻃﺎﺋﻌﹰﺎ ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﺤﻞ ﻗﺘﺎﱄ ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﳌﺼـﺤﻒ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻚ ﻓﺎﻥ ﺷﺌﺖ ﲢﺎﻛﻤﺎ ﺍﻟﻴﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺍﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻓﺎﻧﺎ
ﺑﺎﻳﻌﻨﺎ ﻛﺎﺭﻫﲔ ﻭﻣﺎﱄ ﺣﺎﺟﺔ ﰲ ﳏﺎﻛﻤﺘﻪ.
ﻓﺎﻧﺼـﺮﻓﺖ ﻋـﻨﻪ ﺇﱃ ﻃﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺸﺘﺪﻭﻥ ﻭﺍﳌﺼﺤﻒ ﰲ ﻳﺪﻱ ...ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺃﻣﲑ
ﺍﳌﺆﻣـﻨﲔ ﻳﻘـﻮﻝ ﻟﻚ :ﻣﺎ ﲪﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻭﲟﺎ ﺍﺳﺘﺤﻠﻠﺖ ﻧﻘﺾ ﺑﻴﻌﱵ ﻭﺍﻟﻌﻬﺪ
ﻋﻠﻴﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ :ﺧﺮﺟﺖ ﺃﻃﻠﺐ ﺑﺪﻡ ﻋﺜﻤﺎﻥ...
ﻗﺎﻝ )ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ( ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺖ ﺇﱃ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻫﻲ ﰲ ﻫﻮﺩﺝ ﻣﺪﻓﻒ ﻋﻠﻰ ﲨﻠﻬﺎ ﻋﺴﻜﺮ ﻭﻛﻌﺐ
ﺍﺑﻦ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺁﺧﺬ ﲞﻄﺎﻣﻪ ﻭﺣﻮﳍﺎ ﺍﻻﺯﺩ ﻭﺣﻨﺒﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺗﲏ ﻗﺎﻟﺖ :ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ
ﺑﻚ ﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺍﷲ ﻻ ﲰﻌﺖ ﻣﻨﻚ ﺷﻴﺌﺎﹰ ،ﺍﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻭﻗﻞ ﻟﻪ :ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻚ
ﺍﻻ ﺍﻟﺴﻴﻒ ،ﻭﺻﺎﺡ ﻣﻦ ﺣﻮﳍﺎ :ﺍﺭﺟﻊ ﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻻ ﻳﺴﻔﻚ ﺩﻣﻚ.
ﻓـﺮﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﺃﻣـﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ..ﻭﻗﻠﺖ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ،ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﻴﻒ،
ﻓﺎﲪﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳛﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻚ.
ﻓﻘﺎﻝ :ﻧﺴﺘﻈﻬﺮ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
ﻗـﺎﻝ ﺍﺑـﻦ ﻋﺒﺎﺱ :ﻓﻮﺍﷲ ﻣﺎ ﺭﻣﺖ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﱐ ﺣﱴ ﻃﻠﻊ ﻋﻠ ّﻲ ﻧﺸﺎﻬﺑﻢ ﻛﺄﻧﻪ ﺟﺮﺍﺩ ﻣﻨﺘﺸﺮ
ﻓﻘﻠﺖ :ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﺮﻧﺎ ﻧﺪﻓﻌﻬﻢ.
ﻓﻘﺎﻝ :ﺣﱴ ﺃﻋﺬﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺛﺎﻧﻴﺔ.
٧٠
ﻋﻔﻮ اﻹﻡﺎم ﻋﻦ ﻡﺸﻌﻠﻲ اﻟﺤﺮب
وﻝﻤ ﺎ اﻥ ﺘﻬﺖ ﺡﺮب اﻝﺠﻤﻞ أﺹﺪر اﻹﻡﺎم اﻝﻌﻔﻮ ﻋﻦ
ﺝﻤ ﻴﻊ اﻝ ﺬیﻦ اﺵ ﺘﺮآﻮا ﻓ ﻲ اﻝﺤ ﺮب ﺡﺘ ﻰ رؤوس اﻝﻤﺆاﻡ ﺮة
آﻌﺎﺋﺸ ﺔ وﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻝﺰﺑﻴ ﺮ وﻡﻮﺱ ﻰ ﺑ ﻦ ﻃﻠﺤ ﺔ وﻡﺮوان
وﻡﻦ أﺵﺒﻪ ،ﻓﻌﻔﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺄﺝﻤﻌﻬﻢ.
ﺑ ﻞ ﻓ ﻮق ذﻝ ﻚ ،أرﺝ ﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ إﻝﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﺪیﻨﺔ
اﻝﻤ ﻨﻮرة ﻡ ﻊ ﺝﻤﺎﻋ ﺔ ﻡ ﻦ اﻝﻨﺴ ﺎء ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺔ ﻡﻌ ﺮوﻓﺔ)،(٨٤
وآ ﺬﻝﻚ أﻡ ﺮ ﺑﺈرﺝ ﺎع آ ﻞ ﻡ ﺎ أﺥﺬﻩ ﻋﺴﻜﺮﻩ ﻡﻦ ﻋﺴﻜﺮ أهﻞ
اﻝﺠﻤﻞ).(٨٥
ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻓﻴﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺘﻮﻝ ﻭﺃﻧﺎ ﺿﺎﻣﻦ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﳉﻨﺔ.
ﻓﻠـﻢ ﻳﻘـﻢ ﺃﺣـﺬ ﺇﻻ ﻏﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﺎﺀ ﺃﺑﻴﺾ ..ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻢ ﻏﲑ ﺍﻟﻔﱴ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﳌﺼـﺤﻒ ﻭﻗﺎﻝ :ﺍﻣﺾ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺃﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﺩﻋﻮﻫﻢ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺣﱴ
ﻭﻗﻒ ﺑﺎﺯﺍﺀ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﳌﺼﺤﻒ..
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ :ﺍﺷﺠﺮﻭﻩ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﺡ ﻗﺒﺤﻪ ﺍﷲ ،ﻓﺘﺒﺎﺩﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﺡ ﻓﻄﻌﻨﻮﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻪ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻓﺼﺎﺣﺖ ﻭﻃﺮﺣﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻌﻪ...
ﻭﺭﺍﺟﻊ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﲝﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ :ﺝ ٣٢ﺹ ٤٤٧ﺏ ١٢ﺡ.٣٩٤
) (٨٤ﺭﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳉﻤﻞ :ﺹ ،٤١٥ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻭﺷﺮﺡ ﻬﻧﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻻﺑﻦ ﺍﰊ
ﺍﳊﺪﻳﺪ :ﺝ ١ﺹ.٢٣
) (٨٥ﺭﺍﺟـﻊ ﺍﳉﻤـﻞ :ﺹ ٤٠٥ﻓﺼﻞ ﰲ ﺳﲑﺓ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ،ﻭﺷﺮﺡ
ﺍﻟﻨﻬﺞ ﻻﺑﻦ ﺍﰊ ﺍﳊﺪﻳﺪ :ﺝ ١ﺹ.٢٣
٧١
وﻓﻲ ﺹﻔﻴﻦ واﻟﻨﻬﺮوان
وآﺬﻝﻚ ﻓﻲ ﺡﺮب ﺹﻔﻴﻦ ..ﺡﻴﺚ ورد إن اﻹﻡﺎم إذا
ﻇﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻝﺬیﻦ ﺡﺎرﺑﻮﻩ آﺎن یﺤﻠّﻔﻬﻢ أن ﻻ یﺴﺎﻋﺪوا
ﻡﻌﺎویﺔ ﺑﻌﺪ ذﻝﻚ ،ﺙﻢ یﻄﻠﻖ ﺱﺮاﺡﻬﻢ).(٨٦
وﻓﻲ اﻝﻨﻬﺮوان ﻝﻤﺎ اﻥﺘﻬﺖ اﻝﺤﺮب ﺑﺎﻥﺘﺼﺎر اﻹﻡﺎم ،
ﻰ ﺑﻬﻢ،
واﻥﻬﺰام اﻝﺨﻮارج ،ﺗﺮك اﻝﺨﻮارج وﺵﺄﻥﻬﻢ ،ﺑﻞ وﺹ ّ
وﻗ ﺎل» :ﻻ ﺗﻘ ﺘﻠﻮا اﻝﺨ ﻮارج ﺑﻌ ﺪي ﻓﻠ ﻴﺲ ﻡ ﻦ ﻃﻠ ﺐ اﻝﺤ ﻖ
ﻓﺄﺥﻄ ﺌﻪ آﻤ ﻦ ﻃﻠ ﺐ اﻝ ﺒﺎﻃﻞ ﻓﺄدرآ ﻪ ـ یﻌﻨ ﻲ ﻡﻌﺎوی ﺔ
وأﺹﺤﺎﺑﻪ ـ «).(٨٧
اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﻟﺴﺎب وﻧﺤﻮﻩ
وهﻜ ﺬا آ ﺎن اﻹﻡ ﺎم یﻌﻔ ﻮ ویﺼ ﻔﺢ ،وﻗ ﺪ ﻋﻔ ﻰ
ﻋ ﻦ ﺱ ﺎب ﻝ ﻪ ،آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻥﻬ ﺞ اﻝﺒﻼﻏﺔ ،ﺡﻴﺚ ﺱﺒﻪ رﺝﻞ ﻡﻦ
اﻝﺨ ﻮارج ﻓ ﻲ ﻡﺤﻀ ﺮﻩ ﻝﻤ ﺎ ﺗﻜﻠ ﻢ اﻹﻡ ﺎم ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺡﻜﻴﻤﺔ،
ﻓﻘ ﺎل اﻝﺨﺎرﺝ ﻲ ﻡﺸ ﻴﺮًا إﻝ ﻰ اﻹﻡ ﺎم» :ﻗﺎﺗﻠﻪ اﷲ ﻡﻦ آﺎﻓﺮ
ﻡﺎ أﻓﻘﻬﻪ«.
ﻓﻬ ّﻢ أﺹ ﺤﺎب اﻹﻡ ﺎم ﺑﺎﻻﻥ ﺘﻘﺎم ﻡ ﻦ ذﻝ ﻚ اﻝﺨﺎرﺝ ﻲ،
ﺐ ﺑﺴ ﺐ أو ﻋﻔ ﻮ ﻋ ﻦ ﻓﻤ ﻨﻌﻬﻢ اﻹﻡ ﺎم وﻗ ﺎل ﻝﻬ ﻢ» :اﻥ ﻪ ﺱ ّ
) (٨٦ﺭﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﻗﻌﺔ ﺻﻔﲔ :ﺹ.٥١٨
) (٨٧ﲝﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ :ﺝ ٣٣ﺹ ٤٣٤ﺏ ٢٦ﺡ.٦٤٢
٧٢
ذﻥ ﺐ«) (٨٨یﻌﻨ ﻲ اﻥ ﻪ یﺤ ﻖ ﻝ ﻲ أن أﺱ ﺒﻪ ﻓ ﻲ ﻡﻘﺎﺑ ﻞ ﺱﺒﻪ ،أو
أﻋﻔﻮ ﻋﻦ ذﻥﺒﻪ ،وأﻥﺎ أوﻝﻰ ﺑﺎﻝﻌﻔﻮ ،ﻓﻌﻔﻰ ﻋﻨﻪ.
اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ
وآ ﺎن أﺵ ﻌﺚ اﺑ ﻦ ﻗ ﻴﺲ وه ﻮ رﺋ ﻴﺲ اﻝﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ ﻓ ﻲ
ﻋﺴ ﻜﺮ اﻹﻡ ﺎم ،وآ ﺎن اﻹﻡ ﺎم یﻌﺎﻡﻠ ﻪ أﺡﺴ ﻦ ﻡﻌﺎﻡﻠﺔ ،ﻡﻊ
ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻨﻔﺎﻗﻪ ،وآﺎن أﺡﻴﺎﻥًﺎ یﺴﺐ اﻹﻡﺎم )آﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﻗﺼﺔ(
) (٨٩وﻡ ﻊ ذﻝ ﻚ ﻝ ﻢ یﺘﻌ ﺮض ﻝ ﻪ اﻹﻡ ﺎم ﺑﺴ ﻮء )وﻗﺼ ﺔ ﻥﻔﺎﻗ ﻪ
ﻡﺸﻬﻮرة وﻓﻲ ﻥﻬﺞ اﻝﺒﻼﻏﺔ ﻡﺬآﻮرة( ).(٩٠
د
ﻓﻜ ﺎن أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ یﻌﻔﻮ ﻋﻦ هﺆﻻء اﻝﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ..
اﻗ ﺘﺪا ًء ﺑﺮﺱ ﻮل اﷲ ﺡ ﻴﺚ ﻋﻔ ﻰ ﻋ ﻦ أآﺒ ﺮ ﻡ ﻨﺎﻓﻖ،
ﻲ( اﻝ ﺬي ﻥ ﺰﻝﺖ ﻓ ﻲ ﺵ ﺄﻥﻪ ﺱ ﻮرة
وه ﻮ):ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ أﺑ ّ
) (٨٨ﲝﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ :ﺝ ٣٣ﺹ ٤٣٤ﺏ ٢٦ﺡ.٦٤٣
) (٨٩ﲝﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ :ﺝ ٣٣ﺹ ٤٣١ﺏ ٢٦ﺡ.٦٤٠
) (٩٠ﺷـﺮﺡ ﻬﻧﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻻﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺪﻳﺪ :ﺝ ١ﺹ ٢٩٧ﺏ ١٩ﺍﻷﺷﻌﺚ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﻭﻧﺴﺒﻪ،
ﻭﻓـﻴﻪ :ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﻟﻪ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻸﺷﻌﺚ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﱪ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﳜﻄﺐ ﻓﻤﻀﻰ
ﰲ ﺑﻌـﺾ ﻛﻼﻣـﻪ ﺷـﻲﺀ ﺍﻋﺘﺮﺿﻪ ﺍﻷﺷﻌﺚ ﻓﻘﺎﻝ :ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ
ﻓﺨﻔـﺾ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺼﺮﻩ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻭﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﳑﺎ ﱄ ،ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻭﻟﻌﻨﺔ
ﺍﻟﻼﻋﻨﲔ ﺣﺎﺋﻚ ﺑﻦ ﺣﺎﺋﻚ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﺑﻦ ﻛﺎﻓﺮ ﻭﺍﷲ ﻟﻘﺪ ﺃﺳﺮﻙ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﺧﺮﻯ
ﻓﻤـﺎ ﻓﺪﺍﻙ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻻ ﺣﺒﻚ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺇﻣﺮﺃ ﺩ ﱠﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺳﺎﻕ
ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﳊﺘﻒ ﳊﺮﻱ ﺃﻥ ﳝﻘﺘﻪ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﻭﻻ ﻳﺄﻣﻨﻪ ﺍﻷﺑﻌﺪ .ﻭﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺍﺠﻤﻟﻠﺴﻲ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﻔﺼﻞ
ﳍﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺗﺮﲨﺔ ﺍﻷﺷﻌﺚ ﻓﺮﺍﺟﻊ.
٧٣
اﻝﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ آﻤ ﺎ ﺝ ﺎء ذﻝﻚ ﻓﻲ اﻝﺘﻔﺎﺱﻴﺮ واﻝﺘﻮاریﺦ) ،(٩١ﻓﺎن
) (٩١ﺭﺍﺟـﻊ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﻤﻲ :ﺝ ١ﺹ ١٥٧ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﺝ ٢ﺹ ٣٦٨ﻭﺹ٣٧٠
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ،ﻭﻓﻴﻪ:
ﻭﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺴـﻮﺭﺓ ﻧﺰﻟﺖ ﰲ ﻏﺰﻭﺓ ﺑﲏ ﺍﳌﺼﻄﻠﻖ ﰲ ﺳﻨﺔ ﲬﺲ ﻣﻦ ﺍﳍﺠﺮﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﺌﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﻼ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﻛـﺎﻥ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﺳﻴﺎﺭ ﺣﻠﻴﻒ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ ﺃﺟﲑﺍ
ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻓﺘﻌﻠﻖ ﺩﻟﻮ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺎﺭ ﺑﺪﻟﻮ ﺟﻬﺠﺎﻩ ،ﻓﻘﺎﻝ
ﺳـﻴﺎﺭ :ﺩﻟﻮﻱ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻬﺠﺎﻩ :ﺩﻟﻮﻱ ،ﻓﻀﺮﺏ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺎﺭ
ﻓﺴـﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻡ ،ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺳﻴﺎﺭ ﺑﺎﳋﺰﺭﺝ ،ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﺑﻘﺮﻳﺶ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺍﻟﺴـﻼﺡ ﻭﻛـﺎﺩ ﺃﻥ ﺗﻘـﻊ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﺴﻤﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﻣﺎ ﻫﺬﺍ،
ﻓﺎﺧـﱪﻭﻩ ﺑﺎﳋﱪ ﻓﻐﻀﺐ ﻏﻀﺒﹰﺎ ﺷﺪﻳﺪﹰﺍ ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﻛﺎﺭﻫﹰﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﺴﲑ ﺇﱐ
ﻷﺫﻝ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﺎ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﱐ ﺃﺑﻘﻰ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﲰﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻼ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﺗﻌﺒﲑ ،ﰒ
ﺃﻗـﺒﻞ ﻋﻠـﻰ ﺃﺻـﺤﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ :ﻫﺬﺍ ﻋﻤﻠﻜﻢ ﺃﻧﺰﻟﺘﻤﻮﻫﻢ ﻣﻨﺎﺯﻟﻜﻢ ﻭﻭﺍﺳﻴﺘﻤﻮﻫﻢ
ﺑﺄﻣـﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﻭﻗﻴﺘﻤﻮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ﻭﺃﺑﺮﺯﰎ ﳓﻮﺭﻛﻢ ﻟﻠﻘﺘﻞ ﻓﺄﺭﻣﻞ ﻧﺴﺎﺀﻛﻢ ﻭﺃﻳﺘﻢ
ﺻـﺒﻴﺎﻧﻜﻢ ﻭﻟﻮ ﺃﺧﺮﺟﺘﻤﻮﻫﻢ ﻟﻜﺎﻧﻮﺍ ﻋﻴﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻛﻢ ،ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻟﺌﻦ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﺇﱃ
ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﺨﺮﺟﻦ ﺍﻷﻋﺰ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﺫﻝ..
ﻭﻛـﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺯﻳﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﺭﻗﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻏﻼﻣﹰﺎ ﻗﺪ ﺭﺍﻫﻖ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰲ
ﻇـﻞ ﺷﺠﺮﺓ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﺓ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ
ﻓﺠﺎﺀ ﺯﻳﺪ ﻓﺄﺧﱪﻩ ﲟﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ : ﻟﻌﻠﻚ ﻭﳘﺖ ﻳﺎ ﻏﻼﻡ؟ ﻓﻘﺎﻝ :ﻻ ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻭﳘﺖ ،ﻓﻘﺎﻝ:
ﻟﻌﻠﻚ ﻏﻀﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ :ﻻ ﻣﺎ ﻏﻀﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻗﺎﻝ :ﻓﻠﻌﻠﻪ ﺳﻔﻪ ﻋﻠﻴﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ :ﻻ
ﻭﺍﷲ ،ﻓﻘـﺎﻝ ﺭﺳـﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﺸﻘﺮﺍﻥ ﻣﻮﻻﻩ :ﺃﺧﺮﺝ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺍﺣﺪﺝ ﻓﺎﺣﺪﺝ
ﺭﺍﺣﻠﺘﻪ ﻭﺭﻛﺐ ﻭﺗﺴﺎﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﲑﺣﻞ ﰲ
ﻣـﺜﻞ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﺮﺣﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳊﻘﻪ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ
٧٤
اﻝﻨﺒ ﻲ ﻋﻔ ﻰ ﻋ ﻨﻪ وﻝ ﻢ یﻤﺴ ﻪ ﺑﺴﻮء ،وﻝﻤﺎ أراد اﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﻲ أن یﻘﺘﻞ أﺑﺎﻩ ،ﻗﺎل ﻝﻪ اﻝﺮﺱﻮل :ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻪ)،(٩٢
اﷲ ﺑ ﻦ أﺑ ّ
ﺭﺳـﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺭﲪـﺔ ﺍﷲ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ .. :ﻓﻘﺎﻝ :ﻣﺎ ﻛﻨﺖ
ﻟﺘـﺮﺣﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ؟ ﺇﻣﺎ ﻗﺎﻝ ،ﺃﻭ ﻣﺎ ﲰﻌﺖ ﻗﻮﻻ ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﻭﺃﻱ
ﺻـﺎﺣﺐ ﻟﻨﺎ ﻏﲑﻙ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟! ﻗﺎﻝ :ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺯﻋﻢ ﺍﻧﻪ ﺇﻥ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ
ﺍﳌﺪﻳـﻨﺔ ﳜﺮﺟﻦ ﺍﻷﻋﺰ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﺫﻝ .ﻓﻘﺎﻝ :ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺎﻧﺖ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﺍﻷﻋﺰ
ﻭﻫﻮ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻷﺫﻝ..
ﻓﺴﺎﺭ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻮﻣﻪ ﻛﻠﻪ ﻻ ﻳﻜﻠﻤﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﺍﳋﺰﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ
ﺃﰊ ﻳﻌﺬﻟـﻮﻧﻪ ،ﻓﺤﻠـﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :ﻓﻘﻢ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ
ﺭﺳـﻮﻝ ﺍﷲ ﺣـﱴ ﻧﻌﺘﺬﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻠﻮﻯ ﻋﻨﻘﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﺎﺭ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ
ﻟﻴﻠﻪ ﻛﻠﻪ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﻓﻠﻢ ﻳﱰﻟﻮﺍ ﺇﻻ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﻧﺰﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ
ﻭﻧـﺰﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﻬﺪﻫﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﻬﺑﻢ ،ﻓﺠﺎﺀ ﻋﺒﺪ
ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺤﻠﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻧﻪ ﻟﻴﺸﻬﺪ ﺍﻧﻪ
ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺃﻧﻚ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻥ ﺯﻳﺪﺍ ﻗﺪ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻲّ ،ﻓﻘﺒﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ
ﻣـﻨﻪ ،ﻭﺃﻗـﺒﻠﺖ ﺍﳋﺰﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺭﻗﻢ ﻳﺸﺘﻤﻮﻧﻪ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ ﻛﺬﺑﺖ ﻋﻠﻰ
ﺳـﻴﺪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺣﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﺯﻳﺪ ﻣﻌﻪ ﻳﻘﻮﻝ :ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻚ
ﻼ ﺣﱴ ﺃﺧﺬ ﺭﺳﻮﻝ ﻟـﺘﻌﻠﻢ ﺃﱐ ﱂ ﺃﻛﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ ،ﻓﻤﺎ ﺳﺎﺭ ﺇﻻ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﺍﷲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺣﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺜﻘﻞ ﺣﱴ ﻛﺎﺩﺕ
ﻧﺎﻗﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﱪﻙ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺍﻟﻮﺣﻲ ،ﻓﺴﺮﻯ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻜﺐ ﺍﻟﻌﺮﻕ
ﻋـﻦ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﰒ ﺃﺧﺬ ﺑﺄﺫﻥ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺭﻗﻢ ﻓﺮﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻞ ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﺻﺪﻕ
ﻗـﻮﻟﻚ ﻭﻭﻋﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻗﺮﺁﻧﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﲨﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻗﺮﺃ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ...ﺍﻧﺘﻬﻰ.
) (٩٢ﺭﺍﺟﻊ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﻤﻲ :ﺝ ٢ﺹ ٣٧٠ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ.
٧٥
ﻲ اﻝﻤﻨﺎﻓﻖ ﺡﻀﺮ اﻝﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ وﻝﻤ ﺎ ﻡ ﺎت ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ أﺑ ّ
)(٩٣
ﺝﻨﺎزﺗﻪ وأهﺪى ﺙﻮﺑﻪ اﻝﻤﺒﺎرك آﻔﻨًﺎ ﻝﻪ .
وﻇﻬ ﺮت ﺑﻌ ﺪ ذﻝ ﻚ اﻝﺤﻜﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﻋﻤﻞ رﺱﻮل اﷲ ،
آﻤﺎ یﺤﺪﺙﻨﺎ اﻝﺘﺎریﺦ.
ﻓﻠ ﻢ یﻜ ﻦ اﻝﻨﺒ ﻲ أو ﻋﻠ ﻲ أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ یﻘ ﺘﻞ
اﻝﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ،وﻝﻢ یﺤﺪﺙﻨﺎ اﻝﺘﺎریﺦ ﺑﺬﻝﻚ.
اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻓﻘﻂ
واﻥﻤ ﺎ اﻝ ﻮارد ﻓ ﻲ اﻝﻘ ﺮﺁن اﻝﺤﻜ ﻴﻢ ﺑﺎﻝﻨﺴ ﺒﺔ ﻝﻠﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ
ﺴ ﺮﻩ ﻋﻤ ﻞ اﻝﺮﺱ ﻮل وأﻡﻴ ﺮ ﺹ ﺮف اﻝ ﺘﻬﺪیﺪ ،آﻤ ﺎ یﻔ ّ
ﻲ ﺡ ﻴﺚ ﻗ ﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻝ ﻰ :ﻫُــ ُﻢ ﺍﹾﻟﻌَــ ُﺪ ﱡﻭ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ّ
ﷲ ﹶﺃﻧﱠﻰ ُﻳ ْﺆ ﹶﻓﻜﹸﻮ ﹶﻥ.(٩٤)
ﻓﹶﺎ ْﺣ ﹶﺬ ْﺭ ُﻫ ْﻢ ﻗﹶﺎَﺗ ﹶﻠﻬُﻢُ ﺍ ُ
ﻥﻌ ﻢ ه ﺬا وﻋ ﻴﺪ ﺑﺎﻝ ﻨﺎر ﻓ ﻲ ی ﻮم اﻝﻘ ﻴﺎﻡﺔ ،ﻻ ﻓ ﻲ اﻝﺪﻥ ﻴﺎ.
وﻡ ﻦ ﺡﻜﻤ ﺔ اﻝ ﺘﻬﺪیﺪ :ﺡﺘ ﻰ یﻠ ﺘﻔﺖ اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻮن إﻝ ﻰ ﺵ ﺮّهﻢ
ﻲ وﻡﻜﻴﺪﺗﻬﻢ ،وإﻻ ﻓﺎن اﻝﺮﺱﻮل وأﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ﻋﻠ ّ
ﻋﺎﻡﻼ اﻝﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻡﻌﺎﻡﻠﺔ ﺡﺴﻨﺔ.
ﻟﻤﺎذا هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎﻡﻠﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ؟
وﺑﻬ ﺬﻩ اﻝﻤﻌﺎﻡﻠ ﺔ اﻝﺤﺴ ﻨﺔ اﻝﺤﻜ ﻴﻤﺔ ،اﻝﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ رﺱﻮل
اﷲ وأﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﺗﺠ ﺎﻩ اﻝﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ واﻝﻤﻨﺎوﺋ ﻴﻦ
ﺗﻤ ّﻜ ﻨﺎ ﻡ ﻦ ﺝﻠ ﺐ ﻋ ﺪد آﺒﻴ ﺮ ﻡ ﻨﻬﻢ إﻝ ﻰ اﻹﺱ ﻼم ورﻓ ﺾ
اﻝﻨﻔﺎق ،وذﻝﻚ ﻓﻲ ﻗﺼﺺ ﻋﺪیﺪة ﻡﺬآﻮرة ﻓﻲ اﻝﺘﺎریﺦ.
) (٩٣ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﻤﻲ :ﺝ ١ﺹ ٣٠٢ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ.
) (٩٤ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﻮﻥ.٤ :
٧٦
وﻗ ﺪ ورد ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺡﺎدیﺚ ان أﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ﻋﻠّﻴًﺎ
)ﻋﻠ ﻴﻪ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( ﻗ ﺒﻞ أن یﺤﺎرﺑ ﻪ اﻝﺨ ﻮارج ویﻔﺴ ﺪوا ﻓ ﻲ
اﻷرض آ ﺎن یﻌﻄ ﻴﻬﻢ رواﺗ ﺒﻬﻢ ﻡ ﻦ ﺑ ﻴﺖ اﻝﻤﺎل وﻝﻢ یﻘﻄﻌﻬﺎ
ﻋﻠﻰ رﻏﻢ ﻋﺪاﺋﻬﻢ ﻝﻪ .
اﻹﻡﺎم ﺣﺒﺬ ﻋﺪم ﻗﺘﻞ اﺏﻦ ﻡﻠﺠﻢ
وأﻋﺠ ﺐ ﻡ ﻦ آ ﻞ ذﻝ ﻚ ،ان اﻹﻡ ﺎم ﻝﻤ ﺎ ﺽ ﺮﺑﻪ اﺑﻦ
ﻡﻠﺠﻢ ،ﺡﺒﺬ أوﻻدﻩ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ وﺥﻴﺮّهﻢ ﻓﻲ ذﻝﻚ ،وﻗﺎل:
ان أردﺗ ﻢ اﻝﻘﺼ ﺎص ﻓﻀ ﺮﺑﺔ ﺑﻀ ﺮﺑﺔ وﻻ ﺗﻤ ﺜﻠﻮا
ﺑﺎﻝ ﺮﺝﻞ) ،(٩٥وﻗ ﺎل آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ )ﻥﻬ ﺞ اﻝ ﺒﻼﻏﺔ( ﻡﺤﺮﺽ ًﺎ ﻝﻬ ﻢ
ﻋﻠ ﻰ اﻝﻌﻔ ﻮ» :إن أﺑ ﻖ ﻓﺄﻥ ﺎ وﻝ ﻲ دﻡ ﻲ ،وإن أﻓ ﻦ ﻓﺎﻝﻔ ﻨﺎء
ﻡ ﻴﻌﺎدي ،وإن أﻋﻔ ﻮ ﻓﺎﻝﻌﻔ ﻮ ﻝ ﻲ ﻗ ﺮﺑﺔ وﻝﻜ ﻢ ﺡﺴ ﻨﺔ ،ﻓﺎﻋﻔ ﻮا
واﺹﻔﺤﻮا أﻻ ﺗﺤﺒﻮن أن یﻐﻔﺮ اﷲ ﻝﻜﻢ«).(٩٦
) (٩٥ﺭﺍﺟـﻊ ﺍﳌـﻨﺎﻗﺐ :ﺝ ٣ﺹ ٣١٢ﻓﺼﻞ ﰲ ﻣﻘﺘﻠﻪ ،ﻭﲝﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ :ﺝ ٤٢ﺹ
٢٠٦ﺏ ١٢٧ﺡ ،١٠ﻭﻓـﻴﻪ ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ :ﺃﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ
ﻃﺎﻟـﺐ ﺧـﺮﺝ ﻳـﻮﻗﻆ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻓﻀﺮﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﻠﺠﻢ
ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻡ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻓﺄﻟﺰﻣﻪ ﺣﱴ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﲪﻞ
ﻋﻠـﻲ ﺣـﱴ ﺃﻓـﺎﻕ ،ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺤﺴﻦ ﻭﺍﳊﺴﲔ :ﺍﺣﺒﺴﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﲑ
ﰲ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ
ﻭﺃﻃﻌﻤـﻮﻩ ﻭﺍﺳﻘﻮﻩ ﻭﺍﺣﺴﻨﻮﺍ ﺍﺳﺎﺭﻩ ﻓﺈﻥ ﻋﺸﺖ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻭﱃ ﲟﺎ ﺻﻨﻊ ﹼ
ﺍﺳﺘﻘﺪﺕ ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺻﺎﳊﺖ ﻭﺇﻥ ﻣﺖ ﻓﺬﻟﻚ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻓﺎﻥ ﺑﺪﺍ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﻮﻩ ﻓﻼ
ﲤﺜﻠﻮﺍ ﺑﻪ.
) (٩٦ﲝـﺎﺭ ﺍﻷﻧـﻮﺍﺭ :ﺝ ٤٢ﺹ ٢٠٦ﺏ ١٢٧ﺝ ،١١ﻭﺷـﺮﺡ ﻬﻧﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻻﺑﻦ ﺃﰊ
ﺍﳊﺪﻳﺪ :ﺝ ١٥ﺹ.١٤٣
٧٧
وﻗﺼ ﺔ اﻹﻡ ﺎم ﻓ ﻲ إﺝ ﺎزة اﻝﻌﻔ ﻮ ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻡﻠﺠ ﻢ
أﻋﺠ ﺐ ﻗﺼ ﺔ ﻓ ﻲ ﻡﺠﺎﻝﻬ ﺎ ،ﻓ ﺎن اﻹﻡ ﺎم ﻝ ﻢ یﻘﺘ ﻨﻊ ﺑ ﺬﻝﻚ
واﻥﻤ ﺎ ﺡ ﺮّض اﻝﻌﻔ ﻮ ﻋ ﻨﻪ آﻤ ﺎ ﺗﻘ ﺪم ،ﻓﺠﻌ ﻞ اﻝﻌﻔ ﻮ ﺱ ﺒﺒًﺎ
ﻝﻤﻐﻔﺮة اﷲ ﺱﺒﺤﺎﻥﻪ وﺗﻌﺎﻝﻰ..
وﻝﻜ ﻦ اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌ ﺪ ﺵ ﻬﺎدة اﻹﻡ ﺎم ﺽ ﻐﻄﻮا
وأﺹ ﺮوا ﺡﺘ ﻰ یﻘ ﺘﻞ اﺑ ﻦ ﻡﻠﺠ ﻢ ،ﺡ ﻴﺚ آ ﺎن ﺝ ﺰاؤﻩ اﻝﻘﺘﻞ،
واﻹﻡﺎم ﻗﺪ ﻋﻔﻰ ﻋﻦ ﺡﻘﻪ اﻝﺸﺨﺼﻲ.
اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮن و اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻻﺳﻼﻡﻴﺔ
وﻗ ﺪ ورد إن ﺑﻌ ﺾ اﻝﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ آﺎﻥ ﻮا یﺄﺗ ﻮن إﻝ ﻰ ﻡﺴﺠﺪ
اﻝﻜ ﻮﻓﺔ وﻝ ﻢ یﺼ ﻠﻮا ﻡ ﻊ اﻹﻡ ﺎم اﻝﺠﻤﺎﻋ ﺔ ،ﺑ ﻞ آﺎﻥ ﻮا
یﺼﻠّﻮن ﻓﺮادى ﻓﻲ وﻗﺖ ﺹﻼة اﻹﻡﺎم ﺗﻌﺮﺽًﺎ ﺑﺎﻹﻡﺎم،
ﻓﻘﻴﻞ ﻝﻺﻡﺎم أن یﻤﻨﻊ هﺆﻻء ﻋﻦ هﺬا اﻝﻌﻤﻞ.
وآ ﺎن اﻹﻡ ﺎم رﺋ ﻴﺲ أآﺒ ﺮ دوﻝ ﺔ وزﻋ ﻴﻢ أآﺒ ﺮ
ﺡﻜﻮﻡﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻝﻢ ذﻝﻚ اﻝﻴﻮم ،وآﺎن ﺑﻴﺪﻩ آﻞ ﺵﻲء وﻝﻪ اﻝﺤﻖ
ﻓ ﻲ ﻥﻬ ﻴﻬﻢ ،ﻝﻜ ﻦ ﻡ ﻊ ذﻝ ﻚ ﻗﺎل اﻹﻡﺎم :اﺗﺮآﻮهﻢ وﺵﺄﻥﻬﻢ ،ﺙﻢ
ﺻﻠﱠﻰ
ﺖ ﺍﱠﻟﺬِﻱ َﻳ ْﻨﻬَﻰَ ﻋﺒْﺪﹰﺍ ِﺇﺫﹶﺍ َ
ﺗ ﻼ ه ﺬﻩ اﻵی ﺔ اﻝﻤ ﺒﺎرآﺔ:ﹶﺃ َﺭﹶﺃْﻳ َ
).(٩٧
ﻥﻌ ﻢ اﻹﻡ ﺎم ﻃ ﺒﻖ ه ﺬﻩ اﻵی ﺔ اﻝﻤ ﺒﺎرآﺔ ﺡﺘ ﻰ ﻋﻠ ﻰ
ﺹ ﻼة اﻝﻤﻨﺎﻓﻖ ،ﻷﻥﻪ آﺎن یﺮیﺪ إﻋﻄﺎء اﻝﺤﺮیﺔ ﻝﻠﻨﺎس ،وهﺬا
هﻮ اﻷﺱﻠﻮب اﻝﺼﺤﻴﺢ ﻓﻲ اﻝﺘﻌﺎﻡﻞ ﺡﺘﻰ ﻡﻊ اﻝﻤﻨﺎوﺋﻴﻦ.
) (٩٧ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻖ٩ :ﻭ .١٠
٧٨
ﺣﻜﻮﻡﺔ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻻﺳﺘﺸﺎرة
وﻗ ﺪ آﺎن ﻡﻦ ﺱﻴﺎﺱﺔ اﻹﻡﺎم ﻓﻲ اﻝﺤﻜﻢ أن ﺝﻌﻞ ﻡﻦ
اﻝﺤﻜﻮﻡﺔ اﻹﺱﻼﻡﻴﺔ ﺡﻜﻮﻡﺔ اﺱﺘﺸﺎریﺔ ﺗﺤﺘﺮم ﺁراء اﻝﺸﻌﺐ،
وﻗ ﺪ ورد ﻓ ﻲ )ﻥﻬ ﺞ اﻝ ﺒﻼﻏﺔ( ان اﻹﻡ ﺎم ﻗ ﺎل :ان ﻡ ﻦ
ﺡﻘﻜ ﻢ ﻋﻠ ﻲ ـ ـ یﻌﻨ ﻲ ﺡ ﻖ اﻝﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻹﻡﺎم ــ أن ﺗﻌﻄﻮﻥﻲ
اﻝﻤﺸﻮرة.
اﺏﻦ آﻮا وﻃﻌﻨﻪ ﺏﺎﻹﻡﺎم
وﻓﻲ ﻗﺼﺔ أﺥﺮى ،ﻥﺮى )اﺑﻦ آﻮا( وهﻮ ﻡﻦ اﻝﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ،
ـ واﻹﻡ ﺎم یﺼ ﻠّﻲ أو یﺨﻄ ﺐ ـ ﻗ ﺮأ
ﻚ َﻭِﺇﻟﹶﻰ
ه ﺬﻩ اﻵیﺔ اﻝﻤﺒﺎرآﺔ ﺗﻌﺮیﻀًﺎ ﺑﺎﻻﻡﺎمَ :ﻭﹶﻟ ﹶﻘ ْﺪ ﺃﹸﻭ ِﺣ َﻲ ِﺇﹶﻟ ْﻴ َ
ﻚ (٩٨)وآﺮّر هﺬﻩ ﺤَﺒ ﹶﻄ ﱠﻦ َﻋ َﻤﻠﹸ َ
ﺖ ﹶﻟَﻴ ْ
ﻚ ﹶﻟِﺌ ْﻦ ﹶﺃ ْﺷ َﺮ ﹾﻛ َ
ﺍﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ ِﻣ ْﻦ ﹶﻗ ْﺒ ِﻠ َ
اﻵیﺔ.
ﻓﻠ ﻢ ی ﺮد ﻋﻠ ﻴﻪ اﻹﻡ ﺎم ،إﻻ ان أﺝﺎﺑ ﻪ ﺑﺂی ﺔ أﺥ ﺮى
ﷲ َﺣ ﱞﻖ ﻭَﻻ
وه ﻲ ﻗ ﻮﻝﻪ ﺱ ﺒﺤﺎﻥﻪ وﺗﻌﺎﻝ ﻰ :ﻓﹶﺎﺻْـِﺒ ْﺮ ِﺇ ﱠﻥ َﻭ ْﻋ َﺪ ﺍ ِ
ﻚ ﺍﱠﻟﺬِﻳ َﻦ ﻻﻳُﻮ ِﻗﻨُﻮ ﹶﻥ (٩٩)واآﺘﻔﻰ ﺑﻬﺬا اﻝﺠﻮاب).(١٠٠
ﺨ ﱠﻔﱠﻨ َ
ﺴَﺘ ِ
َﻳ ْ
وﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻝ ﻨﻤﻂ آ ﺎن اﻹﻡ ﺎم )ﻋﻠ ﻴﻪ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴﻼم( ﻓﻲ
ﺡﻜﻮﻡ ﺘﻪ آﺎﻝﺮﺱ ﻮل ﻓ ﻲ ﺡﻜﻮﻡ ﺘﻪ )وﻗ ﺪ ﻋ ﺮﻓﺖ ﺱ ﻌﺔ
ﺡﻜﻮﻡﺘ ﻴﻬﻤﺎ( ﻓﻜﺎﻥ ﺎ یﻌ ﺎﻡﻼن اﻝ ﻨﺎس أﻓﻀ ﻞ ﻡﻌﺎﻡﻠ ﺔ ﻋ ﺮﻓﺘﻬﺎ
) (٩٨ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻣﺮ.٦٥ :
) (٩٩ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﻡ.٦٠ :
) (١٠٠ﲝﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ :ﺝ ٣٣ﺹ ٣٤٣ﺏ ٢٣ﺡ.٥٨٧
٧٩
اﻝﺒﺸﺮیﺔ.
اﻹﺳﻼم وﺗﻌﻤﻴﻢ اﻷﻡﻦ واﻟﺮﻓﺎﻩ
وآ ﺬﻝﻚ ﻥﺮى اﻝﻨﺎس ﻓﻲ أﻡﻦ ورﻓﺎﻩ وﺱﻌﺎدة وﺥﻴﺮ ،ﻓﻲ
ﻞ ﻋﻬﺪ إﺱﻼﻡﻲ ﻃﺒﻖ اﻹﺱﻼم وﻝﻮ ﻓﻲ أﺹﻮﻝﻪ اﻝﻌﺎﻡﺔ. آّ
وﻝﻠﻤ ﺜﺎل ﻋﻠ ﻰ ذﻝ ﻚ ﻥﺬآ ﺮ ﻡﺎ ﺑﻴﻨﻪ اﻻﺱﺘﺎذ اﻷآﺒﺮ اﻝﺸﻴﺦ
ﺝﻌﻔﺮ آﺎﺵﻒ اﻝﻐﻄﺎء ) (١٠١) اﺱﺘﺎذ ﺹﺎﺡﺐ اﻝﺠﻮاهﺮ
واﻝﻌﻠﻤ ﺎء اﻝ ﺬیﻦ ﻓ ﻲ ﻃﺒﻘ ﺘﻪ( ﻓ ﻲ أول آ ﺘﺎﺑﻪ اﻝﺜﻤ ﻴﻦ )آﺸ ﻒ
اﻝﻐﻄﺎء( ﺡﻴﺚ دﺥﻞ إیﺮان ﻓﻲ أیﺎم ﺑﻌﺾ اﻝﻤﻠﻮك اﻝﻘﺎﺝﺎریﺔ
اﻝ ﺬیﻦ آﺎﻥ ﻮا یﻄ ﺒّﻘﻮن ﺵ ﻴﺌًﺎ ﻡ ﻦ اﻹﺱ ﻼم ﻓ ﻲ ای ﺮان ،ﻓﺒﻘ ﻲ
اﻝﺸ ﻴﺦ ﻓ ﻲ إی ﺮان ﻡ ﺪة ،وآ ﺎن ه ﻮ اﻝﻤ ﺮﺝﻊ اﻷﻋﻠ ﻰ ﻝﻠﺸﻴﻌﺔ
ﻡ ﻦ اﻹی ﺮاﻥﻴﻴﻦ وﻏﻴﺮهﻢ ذﻝﻚ اﻝﻴﻮم ،وآﺎن اﻝﻨﺎس یﺮاﺝﻌﻮﻥﻪ
وآ ﺎن ﺑﺎﺑ ﻪ ﻡﻔ ﺘﻮﺡًﺎ وﻡﺤﻔﻠ ﻪ ﻋﺎﻡ ﺮًا ﺑﺎﻝﺬاهﺒ ﻴﻦ واﻝﺠﺎﺋ ﻴﻦ
آﺴ ﺎﺋﺮ اﻝﻤﺮاﺝﻊ اﻝﻤﺸﻬﻮریﻦ ،وﺑﻌﺪ ذﻝﻚ آﺘﺐ آﺘﺎﺑﻪ )آﺸﻒ
اﻝﻐﻄ ﺎء( ،ﻓ ﻴﻘﻮل ﻓ ﻲ ﻡﻘﺪﻡ ﺘﻪ» :إﻥ ﻲ دﺥﻠ ﺖ إی ﺮان وﻝ ﻢ أر
ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎآﻴًﺎ وﻻ ﺑﺎآﻴﺔ وﻻ ﺵﺎآﻴًﺎ وﻻ ﺵﺎآﻴﺔ«.
ﻓ ﺎن اﻝﺘﻄﺒ ﻴﻖ اﻝﻨﺴ ﺒﻲ ﻝﻘ ﻮاﻋﺪ اﻹﺱ ﻼم اﻝﻜّﻠ ﻴﺔ ـ وان ﻝ ﻢ
ﻼ وﺑﺎﻝﻤﺴ ﺘﻮى اﻝﻤﻄﻠ ﻮب ـ ﻡ ﻦ ذﻝ ﻚ اﻝﻤﻠﻚ یﻜ ﻦ ﺗﻄﺒ ﻴﻘًﺎ آ ﺎﻡ ً
اﻝﻘﺎﺝﺎري ﺱﺒﺐ ان هﺬا اﻝﻌﺎﻝﻢ اﻝﻜﺒﻴﺮ ،اﻝﻌﺎدل اﻝﻮرع ،أﺱﺘﺎذ
اﻝﻔﻘﻬ ﺎء ..یﻌّﺒ ﺮ ﻋ ﻦ وﺽ ﻌﻴّﺔ ای ﺮان ﻓ ﻲ ذﻝ ﻚ اﻝ ﻴﻮم ﺑﻬ ﺬا
اﻝﺘﻌﺒﻴ ﺮ ،ﺡ ﻴﺚ آﺎﻥ ﺖ اﻝﺤ ﺮیﺎت اﻹﺱ ﻼﻡﻴﺔ اﻝﻤﻮﺝ ﺒﺔ ﻝﻠ ﺮﻓﺎﻩ
) (١٠١ﻫـﻮ ﺍﻟﺸـﻴﺦ ﺍﻷﻛﱪ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺧﻀﺮ ﺍﳉﻨﺎﳒﻲ ﺍﻟﻨﺠﻔﻲ ،ﻋﻠﻢ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻭﺳﻴﻒ
ﺍﻹﺳـﻼﻡ ،ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ،ﺗﻮﰱ ﺳﻨﺔ ١١٢٨ﻫـ ﻗﱪﻩ ﰲ ﺍﻟﻨﺠﻒ ،ﻋﻦ
ﺍﻟﻜﲎ ﻭﺍﻷﻟﻘﺎﺏ :ﺝ ٣ﺹ.١٠٣
٨٠
واﻝﺴﻌﺎدة ﺗﻌﻢ اﻝﺒﻼد.
٨١
ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻟﻘﻮل اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ
وﻡﻤﺎ ذآﺮ ﻡﻦ أﺱﻠﻮب ﺡﻜﻮﻡﺔ رﺱﻮل اﷲ ووﺹﻴﻪ
أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ یﻌ ﺮف ﻡﺪى أهﻤﻴﺔ ﻗﻮل اﻝﺼﺪیﻘﺔ
اﻝﻄﺎه ﺮة ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء )ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم(» :وﻃﺎﻋﺘ ﻨﺎ
ﻥﻈﺎﻡ ًﺎ ﻝﻠﻤّﻠ ﺔ«) (١٠٢ﺡ ﻴﺚ اﻝﺤ ﺮیﺔ واﻝ ﺮﻓﺎﻩ واﻝﺴ ﻌﺎدة اﻝﺘ ﻲ
آﺎﻥﺖ ﺗﻌﻢ اﻝﻨﺎس ﻓﻲ ﺡﻜﻤﻬﻤﺎ .
وآﺬﻝﻚ یﻜﻮن اﻷﻡﺮ إذا اﺥﺬ اﻹﺱﻼم ﺑﺎﻝﺰﻡﺎم ﻓﻲ أي ﺑﻠﺪ
ﻡ ﻦ اﻝ ﺒﻠﺪان ﺡ ﻴﺚ یﺴ ﺘﺮیﺢ اﻝ ﻨﺎس ﺗﺤ ﺖ ﺡﻜ ﻢ اﻹﺱ ﻼم
ویﺘﻨﻌﻤﻮن ﺑﺎﻝﺮﻓﺎﻩ واﻝﺴﻌﺎدة واﻝﺴﻼم.
ﻻ ﻟﻠﻌﻨﻒ
ورﺑﻤ ﺎ ی ﺘﻮهﻢ اﻝ ﺒﻌﺾ اﻥ ﻪ ﻝﻮ آﺎن اﻝﺮﺱﻮل یﻌﺎﻡﻞ
أﺑ ﺎ ﺱ ﻔﻴﺎن واﻝﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ ﺑﺎﻝﻌ ﻨﻒ ﻝ ﻢ یﺘﻤﻜ ﻨﻮا أن یﺤﺪﺙ ﻮا ﻓ ﻲ
اﻹﺱ ﻼم ﺙﻐ ﺮة ﺑﻌ ﺪ اﻝﺮﺱ ﻮل ،وان أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻴًﺎ
ﻝ ﻮ آ ﺎن یﻌﺎﻡ ﻞ اﻝﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ ﻡ ﻦ أه ﻞ اﻝﺠﻤ ﻞ وﻡﻌﺎوی ﺔ
واﻝﺨ ﻮارج وﻡ ﻦ أﺵ ﺒﻪ ﺑﺎﻝﻌ ﻨﻒ ﻝﻤ ﺎ ﺗﻤﻜ ﻨﻮا ﻡ ﻦ اﻝﻔﺴ ﺎد
واﻹﻓﺴﺎد ﺑﻌﺪ اﻹﻡﺎم.
واﻝﺠ ﻮاب :ـ ﻡ ﻊ ﻗﻄ ﻊ اﻝﻨﻈ ﺮ ﻋﻦ أن اﻝﺮﺱﻮل واﻹﻡﺎم
)ﺹ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠ ﻴﻬﻤﺎ( ﻡﻌﺼ ﻮﻡﺎن ﻋ ﻦ آ ﻞ ﺥﻄ ﺄ ،وأن آ ﻞ
أﻋﻤﺎﻝﻬﻤ ﺎ ﺵ ﺮﻋﻴﺔ ،وﻻﺗﻜ ﻮن إﻻ ﺑﺄﻡﺮ اﷲ ﺱﺒﺤﺎﻥﻪ وﺗﻌﺎﻝﻰ ـ
) (١٠٢ﺭﺍﺟﻊ ﻣﻦ ﻻ ﳛﻀﺮﻩ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ :ﺝ ٣ﺹ ٥٦٨ﺡ ،٤٩٤٠ﻭﻋﻠﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ :ﺝ ١ﺹ٢٤٨
ﺡ ،٢ﻭﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ :ﺝ ١ﺹ.١٣٤
٨٢
ان اﻝﻌﻘ ﻞ اﻝﺪﻗ ﻴﻖ ،ﺡﺘ ﻰ وان ﻝ ﻢ یﻜ ﻦ ﻡﺴ ﻠﻤﺎً ،ی ﺪل ﻋﻠ ﻰ
أﻓﻀ ﻠﻴﺔ أﺱ ﻠﻮب اﻝﻨﺒ ﻲ واﻝﻮﺹ ﻲ وأﺡﺴ ﻨﻴﺔ ﻡ ﺎ ﺗﻌ ﺎﻡﻼﻩ
دون ﻡﻌﺎﻡﻠﺔ اﻝﻌﻨﻒ.
ﻓ ﺎن اﻝﺮﺱ ﻮل إذا ﻋﺎﻡ ﻞ اﻝ ﻨﺎس ﺑﺎﻝﻌ ﻨﻒ وﻝ ﻢ یﻮ ّﻓ ﺮ
اﻝﺤ ﺮیﺎت ﻝﻠﻨﺎس ،وﻝﻢ یﻌﻒ ﻋﻦ ﻡﺠﺮﻡﻴﻬﻢ ،إﻝﻰ ﺁﺥﺮ ﻡﺎ ﻗﺎم
ﺑ ﻪ ﻡ ﻦ ﺥﻠﻘ ﻪ اﻝﻜ ﺮیﻢ وﺱﻴﺎﺱ ﺘﻪ اﻝﺤﻜ ﻴﻤﺔ ..اﻥﺸ ﻘﺖ ﺹ ﻔﻮف
اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻝ ﺪاﺥﻞ ،واﻝﺪوﻝ ﺔ اﻹﺱ ﻼﻡﻴﺔ ﺑﻌ ُﺪ ﻓﺘﻴﺔ ،وآﺎن
ذﻝ ﻚ ﻡﻤ ﺎ یﺴ ﺒﺐ اﻝ ﺘﺤﺎرب ﺙ ﻢ اﺱ ﺘﻴﻼء اﻝﻔ ﺮس أو اﻝ ﺮوم
)وهﻤ ﺎ أﻋ ﺪاء اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ ذﻝ ﻚ اﻝ ﻴﻮم( ﻋﻠ ﻰ اﻝ ﺒﻼد
اﻹﺱﻼﻡﻴﺔ ،وآﺎن یﻨﻤﺤﻲ ذآﺮ اﻝﺮﺱﻮل إﻝﻰ اﻷﺑﺪ..
وإﻝ ﻰ ﻡ ﺜﻞ ه ﺬا أﺵ ﺎر أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠﻲ )ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺼﻼة
واﻝﺴ ﻼم( ﺡ ﻴﺚ ﻗ ﺎل ﻝﻔﺎﻃﻤ ﺔ )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( :إذا وﺽﻌﺖ
ﺱﻴﻔﻲ ﻓﻴﻬﻢ ﻻ ﺗﺴﻤﻌﻴﻦ ﻝﻤﺤﻤﺪ ﺑﻌﺪ ذﻝﻚ ذآﺮًا«.
ﺮ ﻓ ﻲ ﺗﻌﺎﻡ ﻞ ﻋﻠﻲ أﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ )ﻋﻠﻴﻪ وآ ﺎن ذﻝ ﻚ اﻝﺴ ّ
اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( ﻡ ﻊ اﻷﻋ ﺪاء ،ﻓ ﺈذا آ ﺎن یﻌﺎﻡ ﻞ أه ﻞ اﻝﺠﻤ ﻞ
وأه ﻞ اﻝﻨﻬ ﺮوان وأه ﻞ ﺹ ﻔّﻴﻦ واﻝﻤﻨﺎﻓﻘ ﻴﻦ ﺑﺎﻝﻌ ﻨﻒ ،آﺎﻥ ﺖ
اﻝﺤ ﺮوب ﺗ ﺰداد وﺗﻜﺜ ﺮ اﻝﻘﺘﻠ ﻰ ﻓ ﻲ ﺹ ﻔﻮف اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ..
وﺑﺎﻝﻨﺘﻴﺠﺔ آﺎن یﺆدي إﻝﻰ ﻡﺤﻮ اﻝﺘﺸﻴّﻊ وﻡﺤﻮ اﻹﺱﻼم آﻠﻴًﺎ.
وﻡ ﻊ آ ﻞ ذﻝ ﻚ ﻝﻤ ﺎ ﻗ ﺘﻞ اﻹﻡ ﺎم واﺱ ﺘﻮﻝﻰ ﻡﻌﺎوی ﺔ
وأﻋ ﺪاء ﻋﻠ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻝﺤﻜ ﻢ أرادوا أن یﻤﺤ ﻮا وی ﻨﻔﻮا أي
ذآ ﺮ ﻝﻺﻡ ﺎم وﻝﻺﺱ ﻼم ،وأﺥ ﺬوا یﻘ ﺘﻠﻮن اﻝﺸ ﻴﻌﺔ واﻝﻤﻮاﻝ ﻴﻦ
ﻝﻺﻡ ﺎم وآﺎﻥ ﻮا یﺨﻄﻄ ﻮن ﻝﻘ ﺘﻞ آ ﻞ ﺵ ﻴﻌﻲ ﻋﻠ ﻰ وﺝ ﻪ
ﷲ
ﷲ ِﺑﹶﺄ ﹾﻓﻮَﺍ ِﻫ ِﻬ ْﻢ َﻭَﻳ ﹾﺄﺑَﻰ ﺍ ُ
اﻷرض ،وﻝﻜ ﻦﻳُﺮِﻳﺪُﻭ ﹶﻥ ﹶﺃ ﹾﻥ ﻳُ ﹾﻄ ِﻔﺌﹸﻮﺍ ﻧُﻮ َﺭ ﺍ ِ
٨٣
ِﺇ ﹼﻻ ﹶﺃ ﹾﻥ ُﻳِﺘ ﱠﻢ ﻧُﻮ َﺭﻩُ َﻭﹶﻟ ْﻮ ﹶﻛ ِﺮ َﻩ ﺍﹾﻟﻜﹶﺎ ِﻓﺮُﻭ ﹶﻥ.. (١٠٣)
ﻓﺘ ﺮى ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻝ ﻴﻮم ﻡ ﻦ اﻝﺸ ﻴﻌﺔ ﺥﻤﺴ ﻤﺎﺋﺔ ﻡﻠﻴﻮن ﻓﻲ
اﻝﻌﺎﻝﻢ) ،(١٠٤وﻡﻦ ذآﺮ اﻹﻡﺎم وﻓﻀﺎﺋﻠﻪ وﺥﻄﺒﻪ وﺱﻴﺎﺱﺘﻪ
وﺱﺎﺋﺮ أﻡﻮرﻩ ﻡﺎ یﻤﻸ اﻝﺨﺎﻓﻘﻴﻦ..
وﻝ ﻢ ی ﺘﻤﻜﻦ اﻷﻡﻮی ﻮن ﻡ ﻦ ﻡﺤ ﻮ اﻹﺱ ﻼم وإﻃﻔ ﺎء ﻥ ﻮر
أه ﻞ اﻝﺒ ﻴﺖ ﻓ ﺎﻥﻬﻢ أرادوا أن ﻻ یﺒﻘ ﻰ ﻡ ﻦ اﻝ ﺪیﻦ اﻝﺤﻨﻴﻒ
اﻻ ﺑﻘﺎی ﺎ آ ﺒﻘﺎیﺎ اﻝ ﻴﻬﻮدیﺔ واﻝﻤﺴ ﻴﺤﻴﺔ ،اﻝ ﻢ یﻘ ﻞ ﻡﻌﺎوی ﺔ
ﻡﻐﻀ ﺒًﺎ) :وه ﺬا اﺑ ﻦ أﺑ ﻲ آﺒﺸ ﺔ یﺬآ ﺮ اﺱ ﻤﻪ ﻡ ﻊ اﺱ ﻢ اﷲ(
یﻘﺼﺪ ﺑﻪ اﻝﺮﺱﻮل (١٠٥) ؟
) (١٠٣ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻒ.٨ :
) (١٠٤ﺍﻻﺣﺼـﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﺧـﲑﺓ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﺫﻛﺮ ،ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻎ ﻧﻔﻮﺱ
ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﳌﻠﻴﺎﺭﻳﻦ .ﻋﺎﻡ ٢٠٠١ﻡ.
) (١٠٥ﺭﺍﺟﻊ ﺷﺮﺡ ﻬﻧﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻻﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺪﻳﺪ :ﺝ ٥ﺹ ١٣٠ﺏ ،٦٠ﻓﺼﻞ ﺃﺧﺒﺎﺭ
ﻣﺘﻔـﺮﻗﺔ ﻋـﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ..ﻗﺎﻝ :ﻭﻗﺪ ﻃﻌﻦ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﰲ ﺩﻳﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﱂ
ﻳﻘﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﻘﻪ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﺤﺪﹰﺍ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻧﻘﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﰲ
ﻓﻠﺘﺎﺕ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﺳﻘﻄﺎﺕ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ..
ﻭﻗـﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﰊ ﺍﳊﺪﻳﺪ :ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺑﻦ ﺑﻜﺎﺭ ﰲ ﺍﳌﻮﻓﻘﻴﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻏﲑ ﻣﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﻭﻳـﺔ ﻭﻻ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﱃ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﳌﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﳎﺎﻧﺒﺔ ﻋﻠﻲ
ﻭﺍﻻﳓـﺮﺍﻑ ﻋـﻨﻪ ،ﻗﺎﻝ ﺍﳌﻄﺮﻑ ﺑﻦ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ :ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻊ ﺃﰊ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﻭﻳـﺔ ﻭﻛـﺎﻥ ﺃﰊ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻓﻴﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ ﰒ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﱄ ،ﻓﻴﺬﻛﺮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻋﻘﻠﻪ
ﻭﻳﻌﺠـﺐ ﲟـﺎ ﻳـﺮﻯ ﻣﻨﻪ ،ﺇﺫ ﺟﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺎﻣﺴﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﺭﺃﻳﺘﻪ ﻣﻐﺘﻤﹰﺎ
ﻓﺎﻧﺘﻈـﺮﺕ ﺳـﺎﻋﺔ ﻭﻇﻨﻨﺖ ﺍﻧﻪ ﻷﻣﺮ ﺣﺪﺙ ﻓﻴﻨﺎ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ﱄ ﺃﺭﺍﻙ ﻣﻐﺘﻤﺎ ﻣﻨﺬ
ﺍﻟﻠـﻴﻠﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ :ﻳﺎ ﺑﲏ ﺟﺌﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻛﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﺧﺒﺜﻬﻢ!! ﻗﻠﺖ :ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ؟..
٨٤
وأﻝﻢ یﻘﻞ یﺰیﺪ:
)(١٠٦
ﻟﻌـﺒﺖ ﻫﺎﺷـﻢ ﺑﺎﳌﻠـﻚ ﻓﻼ ﺧﱪ ﺟﺎﺀ ﻭﻻ ﻭﺣﻲ ﻧﺰﻝ
إﻝﻰ ﻏﻴﺮ ذﻝﻚ.
وه ﺬﻩ آﻠﻬ ﺎ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻡﺪى أهﻤﻴﺔ ﻗﻮل ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء
ﻓﻲ ﺥﻄﺒﺘﻬﺎ اﻝﻤﺸﻬﻮرة» :وﻃﺎﻋﺘﻨﺎ ﻥﻈﺎﻡًﺎ ﻝﻠﻤﻠﺔ«).(١٠٧
ﻗﺎﻝ :ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻮﺕ ﺑﻪ ﺇﻧﻚ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﻨﹰﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ! ـ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ـ
ﻓﻠﻮ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻋﺪ ﹰﻻ ﻭﺑﺴﻄﺖ ﺧﲑﹰﺍ ﻓﺎﻧﻚ ﻗﺪ ﻛﱪﺕ ،ﻭﻟﻮ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﱃ ﺍﺧﻮﺗﻚ ﻣﻦ
ﺑـﲏ ﻫﺎﺷﻢ ﻓﻮﺻﻠﺖ ﺃﺭﺣﺎﻣﻬﻢ ﻓﻮﺍﷲ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺷﻲﺀ ﲣﺎﻓﻪ ﻭﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ
ﻚ ﺃﺧﻮﻳﺒﻘﻰ ﻟﻚ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺛﻮﺍﺑﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﺃﻱ ﺫﻛﺮ ﺃﺭﺟﻮ ﺑﻘﺎﺀﻩ ،ﻣﹶﻠ َ
ﺗﻴﻢ ـ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ـ ﻓﻌﺪﻝ ،ﻭﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﺃﻥ ﻫﻠﻚ ﺣﱴ ﻫﻠﻚ ﺫﻛﺮﻩ ،ﺇﻻ
ﺃﻥ ﻳﻘـﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ،ﰒ ﻣﻠﻚ ﺍﺧﻮ ﻋﺪﻱ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﻭﴰﺮ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﲔ ﻓﻤﺎ ﻋﺪﺍ
ﺃﻥ ﻫﻠﻚ ﺣﱴ ﻫﻠﻚ ﺫﻛﺮﻩ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﻋﻤﺮ ،ﻭﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻛﺒﺸﺔ ﻟﻴﺼﺎﺡ ﺑﻪ
ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﲬﺲ ﻣﺮﺍﺕ :ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،ﻓﺄﻱ ﻋﻤﻠﻲ ﻳﺒﻘﻰ ﻭﺃﻱ ﺫﻛﺮ
ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ،ﻻ ﺃﺑﺎ ﻟﻚ ..ﻻ ﻭﺍﷲ ﺇﻻ ﺩﻓﻨﺎ ﺩﻓﻨﺎ.
) (١٠٦ﻛﺸـﻒ ﺍﻟﻐﻤﺔ :ﺝ ٢ﺹ ،٢١ﻭﺭﻭﺿﺔ ﺍﻟﻮﺍﻋﻈﲔ :ﺹ ،١٩١ﻭﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ :ﺹ،٣٠٧
ﻭﺍﻟﻠﻬﻮﻑ :ﺹ.١٨١
) (١٠٧ﻛﺸـﻒ ﺍﻟﻐﻤـﺔ :ﺝ ١ﺹ ،٤٨٠ﻭﺍﻻﺣـﺘﺠﺎﺝ :ﺹ ٩٧ﻭﺩﻻﺋﻞ ﺍﻻﻣﺎﻣﺔ :ﺹ،٣٣
ﻭﺑﻼﻏﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ :ﺹ.٢٨
٨٥
‚ò¨b—Ûa@ñc‹àÜÛ@ñìc@
ان ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء )ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( آﺎﻥ ﺖ
وﺱ ﺘﻜﻮن إﻝ ﻰ ی ﻮم اﻝﻘ ﻴﺎﻡﺔ ﺥﻴﺮ أﺱﻮة ﻝﻠﻤﺮأة اﻝﺼﺎﻝﺤﺔ ،ﻓﻲ
أﻋﻤﺎﻝﻬ ﺎ ،ﻓ ﻲ ﻋ ﺒﺎداﺗﻬﺎ ،ﻓ ﻲ ﻓﻀ ﺎﺋﻠﻬﺎ ،ﻓ ﻲ ﺗﻘ ﻮاهﺎ ،ﻓ ﻲ
ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺡﺠﺎﺑﻬﺎ ،وﻓﻲ آﻞ ﺵﺆوﻥﻬﺎ.
اﻟﺮﺳﻮل ﻳﺮﺏﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ
وآ ﺎن اﻝﺮﺱ ﻮل ﺑﻨﻔﺴ ﻪ اﻝﺸ ﺮیﻔﺔ یﻌﺘﻨ ﻲ ﺑﺎﺑﻨ ﺘﻪ
اﻝﻄﺎه ﺮة وی ﺮﺑﻴﻬﺎ ﺗ ﺮﺑﻴﺔ ﺹﺎﻝﺤﺔ ،ﺡﺘﻰ ورد ان رﺱﻮل اﷲ
ذات ﻡ ﺮة ﺝ ﺎء إﻝ ﻰ ﺑ ﻴﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﻓ ﺮأى ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﺎب
ﺑﻴ ﺘﻬﺎ ﺱ ﺘﺮًا ..ورأى ﺑ ﻴﺪ اﻝﺤﺴ ﻦ واﻝﺤﺴ ﻴﻦ اﺱ ﻮرة ﻡ ﻦ
ﻓﻀﺔ ،ﻓﻠﻢ یﺪﺥﻞ اﻝﺒﻴﺖ ،وذهﺐ إﻝﻰ اﻝﻤﺴﺠﺪ..
ﻓﻌ ﺮﻓﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ )ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم( ان اﻝﺮﺱ ﻮل
یﺤ ﺐ أن یﻜ ﻮن اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻮن آﻔﺎﻃﻤ ﺔ ،وﻓﺎﻃﻤ ﺔ
آﺎﻝﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻡﺴﺘﻮى واﺡﺪ ﻡﻦ اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ ،وان هﺬا اﻝﺴﺘﺮ
ﻻ یﻠ ﻴﻖ ﺑﺎﻝﺒ ﻴﺖ ..وان ه ﺬا اﻝﺴ ﻮار ﻡ ﻦ اﻝﻔﻀ ﺔ ﻻ یﻠ ﻴﻖ
ﺑﻮﻝﺪیﻬﺎ ،ﺡﻴﺚ ﺑﻌﺾ اﻝﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺵﺪّة ﻡﻦ اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ..
ﻓﻨ ﺰﻋﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺴ ﻮاریﻦ ﻡ ﻦ ی ﺪ اﻝ ﻮﻝﺪیﻦ
اﻝﻄﺎه ﺮیﻦ ،وﻝﻔ ﺘﻬﻤﺎ ﻓ ﻲ اﻝﺴ ﺘﺮ اﻝﻤﺬآ ﻮر ﺑﻌ ﺪ ان أﺥ ﺬت
اﻝﺴ ﺘﺮ ﻡﻦ اﻝﺒﺎب ،وأرﺱﻠﺘﻬﺎ إﻝﻰ رﺱﻮل اﷲ ،ﻓﻠﻤﺎ رأى
وﻗ ﺎل: اﻝﺮﺱ ﻮل اﻝﺴ ﻮار واﻝﺴ ﺘﺮ ﻓ ﺮح
»ﻓﻌﻠ ﺖ ﻓ ﺪاهﺎ أﺑ ﻮهﺎ ،ﻓﻌﻠ ﺖ ﻓ ﺪاهﺎ أﺑ ﻮهﺎ ،ﻓﻌﻠ ﺖ ﻓ ﺪاهﺎ
٨٦
أﺑﻮهﺎ«).(١٠٨
ﻟﻌﻞ اﻟﻘﺼﺔ ﻡﻦ ﺏﺎب اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
وﻻ یﺨﻔ ﻰ أن اﻝﻘﺼ ﺔ ﻝﻌﻠﻬ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ﻷﺝ ﻞ اﻝﺘﻌﻠﻴﻢ ،یﻌﻨﻲ
ان ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء آﺎﻥ ﺖ ﺗﻌﻠ ﻢ أﻥﻪ ﻻ یﻨﺒﻐﻲ هﺬا اﻝﻨﻮع
ﻡ ﻦ اﻝﺴﺘﺮ ،وهﺬا اﻝﺴﻮار ،واﻥﻤﺎ أﻗﺪﻡﺖ ﻋﻠﻰ ذﻝﻚ ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ
أهﻢ وهﻮ ﻡﺎ ﺹﺪر ﻋﻦ رﺱﻮل اﷲ ، وﻡﺎ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﺑﻌﺪ ذﻝﻚ ،ﻝﻴﻜﻮﻥﺎ أﺱﻮة ﻝﻜﻞ ﺡﺎآﻢ إﺱﻼﻡﻲ وذویﻪ.
آﻤ ﺎ ان اﻷﻡ ﺮ ﺗﻌﻠﻴﻤ ﻲ ﻓ ﻲ أﺵ ﺒﺎﻩ ذﻝ ﻚ :ﻡ ﺜﻞ ﻗﺼ ﺔ
وﺽ ﻮء اﻝﺤﺴ ﻨﻴﻦ أﻡ ﺎم ذﻝ ﻚ اﻻﻋﺮاﺑ ﻲ اﻝ ﺬي ﻝ ﻢ یﻜ ﻦ
یﻌﺮف اﻝﻮﺽﻮء ﻓﺘﻮﺽﺌﺎ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ.
) (١٠٨ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻷﻣﺎﱄ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻭﻕ :ﺹ ٢٣٤ﺡ ٧ﺍﺠﻤﻟﻠﺲ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ،ﻭﺍﳌﻨﺎﻗﺐ:
ﺝ ٢ﺹ ،٣٤٣ﻭﺭﻭﺿﺔ ﺍﻟﻮﺍﻋﻈﲔ :ﺹ.٤٤٣
٨٧
اﻟﺤﺠﺎب ﺽﺮورة ﻟﻠﻤﺮأة
ﺥﻴ ﺮ أﺱ ﻮة ﻝﻠﻤ ﺮأة اﻝﺼ ﺎﻝﺤﺔ ﻓ ﻲ ﺡﺠﺎﺑﻬ ﺎ وﺗﻌﺎﻡﻠﻬ ﺎ ﻡﻊ
اﻝ ﺮﺝﻞ اﻷﺝﻨﺒ ﻲ ه ﻲ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء )ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم(
ﻼ ﻋﻠ ﻰ ﺽ ﺮورة اﻝﺤﺠ ﺎب ﻝﻠﻤ ﺮأة وﻗ ﺪ أآ ﺪت ﻗ ﻮﻻ وﻓﻌ ً
اﻝﻤﺴﻠﻤﺔ..
روي اﻥ ﻪ ﻝﻤ ﺎ ﺱﺌﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﻮل اﻝﺮﺱﻮل » :أي
ﻼ وﻻ یﺮاهﺎ ﺵ ﻲء ﺥﻴ ﺮ ﻝﻠﻤ ﺮأة«؟ ﻗﺎﻝ ﺖ» :أن ﻻ ﺗ ﺮى رﺝ ً
رﺝﻞ«).(١٠٩
واﻝﻤﻘﺼ ﻮد ﺑﻄﺒ ﻴﻌﺔ اﻝﺤ ﺎل اﻝ ﺮؤیﺔ ﻝﻠﺠﺴ ﻢ ،أو اﻝ ﺮؤیﺔ
اﻝﺘﻲ ﻥﻬﻰ ﻋﻨﻬﺎ اﻝﺸﺮع ،وأﻡﺎ اﻝﺮؤیﺔ ﻡﻦ وراء اﻝﺤﺠﺎب ﻡﻊ
رﻋﺎی ﺔ اﻝﻤ ﻮازیﻦ اﻝﺸ ﺮﻋﻴﺔ ﻓﻼﺑ ﺄس ﺑ ﻪ ،وی ﺪل ﻋﻠ ﻰ ذﻝ ﻚ
ذه ﺎب ﻓﺎﻃﻤ ﺔ إﻝ ﻰ أﺡ ﺪ ،وذهﺎﺑﻬ ﺎ إﻝ ﻰ اﻝﺤﺞ ﻡﻊ رﺱﻮل
اﷲ وﻡﺎ أﺵﺒﻪ.
ﺧﺪﻡﺔ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻟﻠﻔﻘﺮاء
وآﺎﻥ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﺗﻬ ﺘﻢ ﺑﺎﻝﻔﻘ ﺮاء واﻝﻤﺴ ﺎآﻴﻦ
وﺗﻘ ﻮم ﺑﻤﺴ ﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ،وﻓ ﻲ اﻝﺤ ﺪیﺚ :إن أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴّﺎ
آ ﺎن یﻤ ﺘﺢ اﻝﻤ ﺎء ﻡ ﻦ اﻝﺒﺌ ﺮ ویﻤ ﻸ اﻝﻘ ﺮﺑﺔ ..ﺙ ﻢ یﺨ ﺮج
ﺑﺼﺤﺒﺔ ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء ﻓﻲ اﻝﻠﻴﻞ ،وآﺎﻥﺎ یﺄﺥﺬان اﻝﻄﻌﺎم
وﻡ ﺎ أﺵ ﺒﻪ ،ورﺑﻤ ﺎ أﺥ ﺬت ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء اﻝﻘ ﺮﺑﺔ،
) (١٠٩ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﺑﻦ ﺷﻬﺮ ﺁﺷﻮﺏ :ﺝ ٣ﺹ ١١٩ﻓﺼﻞ ﰲ ﺳﲑﻬﺗﺎ .
٨٨
ﻓﻴﺰوران اﻝﻔﻘﺮاء واﻝﻤﺴﺎآﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ،ﻓﻴﻮزع اﻹﻡﺎم
ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻝﻄﻌﺎم واﻝﻤﺎء وﻡﺎ یﺤﺘﺎﺝﻮﻥﻪ.
ﻓﻬ ﻲ ﺥﻴ ﺮ أﺱ ﻮة ﻝﻠﻤ ﺮأة اﻝﺼ ﺎﻝﺤﺔ ﻓﻲ آﻞ ﺵﺆوﻥﻬﺎ،
ویﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻝﻨﺴ ﺎء أن ی ﺘﻌﻠﻤﻦ ﻡ ﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻡﺨﺘﻠﻒ اﻷﻡﻮر ،
وﺑ ﺬﻝﻚ یﻔ ﺰن ﺑﺎﻝﺠ ﻨﺔ واﻝﻤﻐﻔ ﺮة ،آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ﺗﻌﺎﻝﻰَ :ﻭﺳَﺎ ِﺭﻋُﻮﺍ
ﺕ ﻭَﺍ َﻷ ْﺭﺽُ.(١١٠)
ﺴﻤَﺎﻭَﺍ ُ
ﺿﻬَﺎ ﺍﻟ ﱠ
ِﺇﻟﹶﻰ َﻣ ْﻐ ِﻔ َﺮ ٍﺓ ِﻣ ْﻦ َﺭﱢﺑ ﹸﻜ ْﻢ َﻭ َﺟﱠﻨ ٍﺔ َﻋ ْﺮ ُ
وﻗ ﺪ ورد ﻓ ﻲ اﻝﺤ ﺪیﺚ ﻋ ﻦ رﺱ ﻮل اﷲ اﻥ ﻪ ﻗ ﺎل:
»رأیﺖ أآﺜﺮ أهﻞ اﻝﺠﻨﺔ اﻝﻨﺴﺎء«).(١١١
وﻓﻲ ﺡﺪیﺚ ﺁﺥﺮ» :ﻋﻠﻢ اﷲ ﺽﻌﻔﻬﻦ ﻓﺮﺡﻤﻬﻦ«).(١١٢
وﻓ ﻲ ﺡ ﺪیﺚ ﺙﺎﻝ ﺚ أﻡ ﺮ اﻝﺮﺱ ﻮل ﺑﺎﻝﺘﺤ ﻨّﻦ ﻋﻠ ﻰ
اﻝﻨﺴﺎء وإآﺮاﻡﻬﻦ.
إﻝﻰ ﻏﻴﺮ ذﻝﻚ ﻡﻦ اﻷﺡﺎدیﺚ.
وﻗ ﺪ وﺹ ﻠﺖ اﻝﻤ ﺮأة ﺑﻔﻀ ﻞ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء وأﺑ ﻴﻬﺎ
وﺑﻌﻠﻬ ﺎ وﺑﻨ ﻴﻬﺎ )ﺹ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أﺝﻤﻌ ﻴﻦ( إﻝ ﻰ ﻡﺴ ﺘﻮى رﻓﻴﻊ
ﺝﺪًا ﺡﺘﻰ أﺹﺒﺢ أآﺜﺮ أهﻞ اﻝﺠﻨﺔ ﻡﻦ اﻝﻨﺴﺎء ،آﻤﺎ ان اﻝﻤﺮأة
ﻓ ﻲ دﻥ ﻴﺎهﺎ ﺑﻔﻀ ﻠﻬﺎ وﻓﻀ ﻞ أﺑ ﻴﻬﺎ وﺑﻌﻠﻬﺎ وﺑﻨﻴﻬﺎ ﻥﺎﻝﺖ ﺝﻤﻴﻊ
ﺡﻘﻮﻗﻬﺎ ووﺹﻠﺖ إﻝﻰ ﻗﻤﺔ آﺮاﻡﺘﻬﺎ وﺵﺨﺼﻴﺘﻬﺎ اﻝﻼﺋﻘﺔ ﺑﻬﺎ.
) (١١٠ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.١٣٣ :
) (١١١ﺭﺍﺟﻊ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ :ﺹ ٢٣٥ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ.
) (١١٢ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ :ﺹ ٢٣٥ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ.
٨٩
اﻻﻓﺮاط واﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻹﺳﻼم
ﻓﻠﻴﺴ ﺖ اﻝﻤﺮأة ﻓﻲ اﻹﺱﻼم ﻡﻔﺮﻃﺔ أو ﻡﻔﺮّﻃﺔ ﺑﻬﺎ ،آﻤﺎ
هﻮ اﻝﺤﺎل ﻓﻲ اﻝﻐﺮب واﻝﺸﺮق ،ﻓﺎﻥﻬﻤﺎ ﻗﺪ أﻓﺮﻃﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﺮأة
أو ﻓﺮّﻃﺎ ﻓﻴﻬﺎ..
ﻼ ﻓﻲ اﻝﺼﻴﻦ آﺎﻥﺖ ﺗﻀﻄﻬﺪ اﻝﻤﺮأة أآﺒﺮ اﺽﻄﻬﺎد ﻓﻤﺜ ً
ﺡﺘ ﻰ ان ﺑﻌﻀ ﻬﻢ آ ﺎن یﺠﻌ ﻞ رﺝﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ أﺡﺬیﺔ ﻡﻦ اﻝﺤﺪیﺪ
ﺡﺘ ﻰ ﻻ ﺗﻜﺒ ﺮ رﺝﻠ ﻴﻬﺎ ،وﻻ ﺗ ﺘﻤﻜﻦ ﻡ ﻦ اﻝﻤﺸ ﻲ إﻝ ﻰ ﺡ ﻴﻦ
ﻡﻮﺗﻬﺎ ،اﺱﺘﺨﻔﺎﻓًﺎ ﺑﻬﺎ أو ﻡﺎ أﺵﺒﻪ.
وﻓ ﻲ اﻝﻐﺮب ..ﻗﺪ أﻓﺮﻃﻮا ﻓﻲ ﺡﻘﻬﺎ ﻡﻦ ﺝﻬﺔ اﻝﺨﻼﻋﺔ
واﻝﺴ ﻔﻮر واﻻﺱ ﺘﻬﺘﺎر ،وﺝﻌﻠﻮهﺎ إﻋﻼﻥﺎ ﻝﻠﺒﻀﺎﺋﻊ ،وﺝﺮّوهﺎ
إﻝﻰ ﻡﻮاﻗﻊ اﻝﻔﺴﺎد آﺎﻝﻤﻮاﺥﻴﺮ وﻏﻴﺮهﺎ.
ﺑﻴ ﻨﻤﺎ ﻥ ﺮى اﻹﺱ ﻼم ﺑﻔﻀ ﻞ اﻝﻤﻌﺼ ﻮﻡﻴﻦ )ﺹ ﻠﻮات اﷲ
ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أﺝﻤﻌ ﻴﻦ( ﺱ ﺒّﺐ أن ﺗ ﻨﺎل اﻝﻤ ﺮأة آﺎﻡ ﻞ ﺡﻘ ﻮﻗﻬﺎ
اﻻﺝﺘﻤﺎﻋ ﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼ ﺎدیﺔ واﻝﺴﻴﺎﺱ ﻴﺔ وﻏﻴ ﺮهﺎ ،ﻓﻠﻠﻤ ﺮأة أن
ﺗﺘﺪﺥﻞ ﻓﻲ آﻞ اﻝﺸﺆون اﻝﺘﻲ ﻻﺗﺨﺘﻠﻂ ﺑﺎﻝﻔﺴﺎد واﻝﻤﺤﺮﻡﺎت.
ﻥﻌ ﻢ یﺴ ﺘﺜﻨﻲ ﻡ ﻦ اﻝﺸ ﺆون اﻻﻡ ﺎرة واﻝﻘﻀ ﺎء وﻥﺤ ﻮهﻤﺎ
ﻷدﻝ ﺔ ﺥﺎﺹ ﺔ ،ﻋﻘﻠ ﻴﺔ وﻥﻘﻠ ﻴﺔ ،ﻋﻠ ﻰ ﺗﻔﺼ ﻴﻞ ﻡﺬآ ﻮر ﻓ ﻲ
اﻝﻜﺘﺐ اﻝﻔﻘﻬﻴﺔ.
٩٠
ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﺰهﺮاء وﻡﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺒﺎﻃﻞ
وﻓ ﻲ اﻝﻤﺠ ﺎل اﻝﺴﻴﺎﺱ ﻲ واﻝ ﺪﻓﺎع ﻋ ﻦ اﻝﻤﻈﻠ ﻮم وﻓﻀ ﺢ
اﻝﻈ ﺎﻝﻢ ..ﻥ ﺮى ان ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء )ﻋﻠ ﻴﻬﺎ اﻝﺼ ﻼة واﻝﺴ ﻼم(
ﻗﺎﻡﺖ ﺑﻨﻬﻀﺘﻬﺎ اﻝﻤﻌﺮوﻓﺔ اﻝﻤﺒﺎرآﺔ )وان أدت ﺗﻠﻚ اﻝﻨﻬﻀﺔ
إﻝ ﻰ ﻇﻠﻤﻬ ﺎ وآﺴ ﺮ ﺽ ﻠﻌﻬﺎ وإﺱ ﻘﺎط ﺝﻨﻴ ﻨﻬﺎ واﺱﺘﺸ ﻬﺎدهﺎ
واﺥﺘﻔﺎء ﻗﺒﺮهﺎ( وﺗﻤﻜﻨﺖ ﻡﻦ أن ﺗﻔﻀﺢ اﻝﺒﺎﻃﻞ وﺗﺒﻴﻦ اﻝﺤﻖ
ﻝﻤ ﻦ أراد أن یﺘ ﺒﻌﻪ ،وﻗﺎﻡ ﺖ ه ﻲ ﺑﻨﻔﺴ ﻬﺎ وأﻗﺎﻡ ﺖ أوﻻده ﺎ
وأﺗﺒﺎﻋﻬﺎ إﻝﻰ ﻡﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﺒﺎﻃﻞ ﻓﻲ آﻞ اﻻﻋﺼﺎر واﻷﻡﺼﺎر.
وﻝ ﺬا ﻥ ﺮى أن أوﻻده ﺎ آﺎﻓﺤ ﻮا اﻝ ﺒﺎﻃﻞ وﺑﻴ ﻨﻮا اﻹﺱﻼم
اﻝﺼ ﺤﻴﺢ وﻓﻀ ﺤﻮا اﻝﻈﻠ ﻢ واﻝﻄﻐ ﻴﺎن ،أﺥ ﺬًا ﻡ ﻦ اﻹﻡ ﺎم
اﻝﺤﺴ ﻦ واﻥ ﺘﻬﺎء إﻝ ﻰ اﻹﻡ ﺎم اﻝﺤﺠ ﺔ ..وآﺬﻝﻚ ﺱﺎﺋﺮ
أوﻻده ﺎ وذراریﻬ ﺎ ..ﻓﻔ ﻲ ﻇ ﺮف ﺥﻤﺴ ﻴﻦ ﺱ ﻨﺔ ﻓ ﻲ ﻋﻬ ﺪ
اﻹﻡ ﺎم اﻝﻬﺎدي واﻝﻌﺴﻜﺮي ﻗﺎم اﻝﻌﻠﻮیﻮن ﺑﻤﺎ یﻘﺎرب ﻡﻦ
ﻋﺸﺮیﻦ ﺙﻮرة ﺽﺪ اﻝﻈﻠﻢ واﻝﺒﺎﻃﻞ.
ﺣﻜﻮﻡﺎت ﺏﺎﺳﻢ ﻓﺎﻃﻤﺔ
آﻤ ﺎ ان ﺡﻜ ﻮﻡﺎت ﻋﺪی ﺪة ﻗﺎﻡ ﺖ ﺑﺎﺱ ﻤﻬﺎ
)ﺹ ﻠﻮات اﷲ
ﻋﻠ ﻴﻬﺎ( ،آﺤﻜ ﻮﻡﺔ اﻻدارﺱ ﺔ ﺑﺎﻝﻤﻐ ﺮب) ،(١١٣وﺡﻜ ﻮﻡﺔ
) (١١٣ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴـﻴﺔ :ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺷﻴﻌﻴﺔ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ،ﺍﺳﺘﻘﻠﺖ ﻋﻦ
ﺍﳋﻼﻓـﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻠﻜﺖ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻭﺗﻠﻤﺴﺎﻥ ) ١٧٢ـ ٣٦٣ﻫـ ٧٨٨ /ـ
٩٧٤ﻡ( ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ ﻭﻟﻴﻠﻲ ﰒ ﻓﺎﺱ.
٩١
ﻡﺼ ﺮ) ،(١١٤وﺡﻜ ﻮﻡﺔ اﻝﻔﺎﻃﻤﻴ ﻴﻦ ﻓ ﻲ
اﻝﺸ ﺮﻓﺎء ﻓ ﻲ اﻝﺤﺠ ﺎز ،وﺡﻜ ﻮﻡﺔ اﻝﻄﺒﺎﻃﺒﺎﺋﻴ ﻴﻦ ﻓﻲ اﻝﻌﺮاق،
وﺡﻜ ﻮﻡﺔ اﻝﺪاﻋﻲ اﻝﻜﺒﻴﺮ ،وﺡﻜﻮﻡﺔ اﻝﺼﻔﻮیﻴﻦ) (١١٥وﻏﻴﺮهﻢ
ﻓﻲ إیﺮان..
إﻝ ﻰ ﻏﻴﺮ ذﻝﻚ ﻡﻦ اﻝﺤﻜﻮﻡﺎت اﻝﺸﻴﻌﻴﺔ اﻝﻔﺎﻃﻤﻴّﺔ اﻝﻌﻠﻮیﺔ
اﻝﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﺎریﺦ.
وﻝ ﻴﺲ اﻝﻤﻘﺼ ﻮد ه ﻨﺎ ﺗﺼ ﺤﻴﺢ آ ﻞ ﺗﻠ ﻚ اﻝﺤﻜ ﻮﻡﺎت،
واﻥﻤﺎ اﻹﻝﻤﺎع إﻝﻰ ﺁﺙﺎر ﻥﻬﻀﺘﻬﺎ اﻝﻤﺒﺎرآﺔ.
ﺣﺐ ﻓﺎﻃﻤﺔ
وﻓ ﻲ اﻝﺨ ﺘﺎم ﻥﺘﺒ ﺮك ﺑﺬآ ﺮ ه ﺬﻩ اﻝ ﺮوایﺔ اﻝﺸ ﺮیﻔﺔ اﻝﺘ ﻲ
وردت ﻋﻦ ﺱﻠﻤﺎن ﻗﺎل:
»ﻗ ﺎل اﻝﻨﺒ ﻲ :ی ﺎ ﺱ ﻠﻤﺎن ﻡ ﻦ أﺡ ﺐ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﻓﻬ ﻮ ﻓﻲ
اﻝﺠ ﻨﺔ ﻡﻌ ﻲ ،وﻡ ﻦ أﺑﻐﻀ ﻬﺎ ﻓﻬ ﻮ ﻓ ﻲ اﻝ ﻨﺎر ،ی ﺎ ﺱﻠﻤﺎن ﺡﺐ
ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ی ﻨﻔﻊ ﻓ ﻲ ﻡﺎﺋ ﺔ ﻡ ﻦ اﻝﻤ ﻮاﻃﻦ ،أیﺴ ﺮ ﺗﻠ ﻚ اﻝﻤ ﻮاﻃﻦ
اﻝﻤ ﻮت واﻝﻘﺒ ﺮ واﻝﻤﻴ ﺰان واﻝﺤﺸ ﺮ واﻝﺼ ﺮاط واﻝﻤﺤﺎﺱ ﺒﺔ،
ﺖ ﻋﻨﻪﻓﻤ ﻦ رﺽ ﻴﺖ ﻋ ﻨﻪ اﺑﻨﺘ ﻲ رﺽ ﻴﺖ ﻋﻨﻪ ،وﻡﻦ رﺽﻴ ُ
ﺖ ﻋﻠﻴﻪ،رﺽ ﻲ اﷲ ﻋ ﻨﻪ ،وﻡﻦ ﻏﻀﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻏﻀﺒ ُ
وﻡ ﻦ ﻏﻀ ﺒﺖ ﻋﻠ ﻴﻪ ﻏﻀ ﺐ اﷲ ﻋﻠ ﻴﻪ ،ووی ﻞ ﻝﻤ ﻦ یﻈﻠﻤﻬ ﺎ
) (١١٤ﺗﺄﺳﺴـﺖ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻋﺎﻡ ) ٢٩٧ـ ٥٦٧ﻫـ( ﺃﺳﺴﺘﻬﺎ ﺳﻼﻟﺔ ﺗﻨﺘﺴﺐ ﺇﱃ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ
ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﺑﻠﻐﺖ ﺃﻭﺝ ﺍﺗﺴﺎﻋﻬﺎ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﳌﻌﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﻀﻊ ﴰﺎﱄ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ
ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ،ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻳﻮﰊ.
) (١١٥ﻗﺎﻣﺖ ﰲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ) ١٥٠١ـ ١٧٣٦ﻡ( ﺃﻋﻠﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻣﺬﻫﺒﹰﺎ ﺭﲰﻴﹰﺎ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ
ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ ﺗﱪﻳﺰ ﰒ ﻗﺰﻭﻳﻦ.
٩٢
ویﻈﻠ ﻢ ﺑﻌﻠﻬ ﺎ أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻴًﺎ ووی ﻞ ﻝﻤ ﻦ یﻈﻠ ﻢ
ذریﺘﻬﺎ وﺵﻴﻌﺘﻬﺎ«).(١١٦
وأﺥﻴ ﺮًا ﻝ ﻴﺲ ﻝ ﻲ إﻻ أن أﺗﻤ ﺜّﻞ ﺑﺎﻝﺸ ﻌﺮ اﻝ ﺬي ﻗﺎﻝ ﻪ أﺡﺪ
اﻝﺨﻄﺒﺎء ﻡﻦ اﻝﻌﻠﻤﺎء ،ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻝﻪ:
ﺃﱏ ﳌﺜﻠـﻲ ﺍﻥ ﺃﺣﺼﻲ ﻣﺂﺛﺮﻫﺎ ﺍﻡ ﻛﻴﻒ ﱄ ﺳﺮﺩ ﻧﺒﺬ ﻣﻦ ﺳﺠﺎﻳﺎﻫﺎ
ﻓـﺎﷲ ﻓﻀّـﻠﻬﺎ ،ﻭﺍﷲ ﺷﺮﻓﻬﺎ ﻭﺍﷲ ﻃﻬــﺮﻫﺎ ،ﻭﺍﷲ ﺯﻛﹼﺎﻫــﺎ
ﻥﺴ ﺄل اﷲ ﺱ ﺒﺤﺎﻥﻪ اﻝﺘﻮﻓ ﻴﻖ ﻝﻤ ﺎ یﺤ ﺐ ویﺮﺽ ﻰ ،وأن
یﺠﻌﻠ ﻨﺎ ﻡ ﻦ ﺵ ﻴﻌﺔ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء وﺵ ﻴﻌﺔ أﺑ ﻴﻬﺎ وﺑﻌﻠﻬﺎ
وﺑﻨ ﻴﻬﺎ )ﺹ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أﺝﻤﻌ ﻴﻦ( وﻡﻦ ﻡﻮاﻝﻴﻬﻢ ،وأن یﻌﺮّف
ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻝﺪﻥﻴﺎ واﻵﺥﺮة.
وهﻮ اﻝﻤﻮﻓﻖ اﻝﻤﺴﺘﻌﺎن.
ﻗﻢ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ
١٠ﺷﻮﺍﻝ ١٤٠٣ﻫـ
ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﳊﺴﻴﲏ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ
) (١١٦ﺍﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ :ﺹ.٢٩٤
٩٣
)(١١٧
@paõbnÐna
@õa‹çÛa@òà bÏ@ñ‡îÛa@Þìy
ﺏﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺱ ﻤﺎﺡﺔ ﺁی ﺔ اﷲ اﻝﻌﻈﻤ ﻰ اﻹﻡ ﺎم اﻝﺴ ﻴﺪ ﻡﺤﻤ ﺪ اﻝﺤﺴ ﻴﻨﻲ
اﻝﺸﻴﺮازي )داﻡﺖ ﺑﺮآﺎﺗﻪ(
اﻝﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ورﺡﻤﺔ اﷲ وﺑﺮآﺎﺗﻪ
إذا ﺱ ﻤﺤﺘﻢ وﺗﻔﻀ ﻠﺘﻢ ﺑﺎﻹﺝﺎﺑ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻷﺱ ﺌﻠﺔ اﻝﺘﺎﻝ ﻴﺔ اﻝﺘ ﻲ
ﺗﻄﺮح هﺬﻩ اﻷیﺎم ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت وﻝﻜﻢ ﺝﺰیﻞ اﻝﺸﻜﺮ:
اﻟﻌﺼﻤﺔ
)ﺱﻼم اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ( ﺱ :١هﻞ اﻝﻨﺒﻲ واﺑﻨﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻝﺰهﺮاء
واﻷﺋﻤﺔ اﻹﺙﻨﻰ ﻋﺸﺮ ﻡﻌﺼﻮﻡﻮن؟
وﻡﺎ هﻲ ﻋﺼﻤﺘﻬﻢ؟
وه ﻞ ه ﻲ ﻋ ﻦ اﻝﻤﻌﺼ ﻴﺔ ﻓﻘ ﻂ ،أم ﻋ ﻨﻬﺎ وﻋ ﻦ اﻝﺨﻄ ﺄ
واﻝﻨﺴ ﻴﺎن ،أم ﻋ ﻨﻬﺎ وﻋ ﻦ اﻝ ﻨﻮم اﻝﻐﺎﻝ ﺐ ﺡﺘ ﻰ یﻤﻀ ﻲ وﻗ ﺖ
) (١١٧ﻫـﺬﻩ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻃﺒﻌﺖ ﰲ ﺑﲑﻭﺕ ﻋﺎﻡ ١٤٢٠ﻫـ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ )ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ ﺩﺍﻡ ﻇﻠﻪ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ( ،ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﻠﺤﻘﻬﺎ
ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﺘﻤﻴﻤﹰﺎ ﻟﻠﻔﺎﺋﺪﺓ )ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ(.
٩٤
اﻝﺼﻼة؟
ﺝ :١ﺑﺴﻢ اﷲ اﻝﺮﺡﻤﻦ اﻝﺮﺡﻴﻢ
اﻝﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ورﺡﻤﺔ اﷲ وﺑﺮآﺎﺗﻪ
اﻝﻨﺒ ﻲ اﻷﻋﻈ ﻢ واﺑﻨ ﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء وأﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ
واﻷﺋﻤ ﺔ اﻷﺡ ﺪ ﻋﺸ ﺮ ﻡ ﻦ ذری ﺘﻬﻤﺎ )ﺹ ﻠﻮات اﷲ وﺱ ﻼﻡﻪ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ
أﺝﻤﻌ ﻴﻦ( آﻠﻬ ﻢ ﻡﻌﺼ ﻮﻡﻮن ﻋ ﻦ آﻞ ﻡﻌﺼﻴﺔ وآﻞ ﺥﻄﺄ وﻥﺴﻴﺎن
وﻋ ﻦ اﻝ ﻨﻮم اﻝﻐﺎﻝ ﺐ ﺡﺘ ﻰ یﻤﻀ ﻲ وﻗ ﺖ اﻝﺼ ﻼة ،ﺑ ﻞ إﻥﻬ ﻢ
ﻡﻌﺼ ﻮﻡﻮن ﺡﺘ ﻰ ﻡ ﻦ ﺗ ﺮك اﻷوﻝ ﻰ ،وﻗ ﺪ ﺗﺤﺪﺙ ﻨﺎ ﻋ ﻦ اﻷدﻝ ﺔ
اﻝﻌﻘﻠ ﻴﺔ واﻝﻨﻘﻠ ﻴﺔ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻝﻌﺼ ﻤﺔ ﻓ ﻲ اﻝﻌﺪی ﺪ ﻡ ﻦ آﺘﺒ ﻨﺎ ﻓ ﻲ
أﺹﻮل اﻻﻋﺘﻘﺎد واﻝﻔﻘﻪ.
درﺝﺎت اﻟﻌﺼﻤﺔ
ﺱ :٢ه ﻞ ﻥﺴ ﺒﺔ اﻝﻌﺼ ﻤﺔ ﻋ ﻨﺪ اﻝﻤﻌﺼﻮﻡﻴﻦ اﻷرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ
)ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( واﺡﺪة أم ﻡﺨﺘﻠﻔﺔ؟
ﺝ :٢درﺝ ﺎت ﻋﺼ ﻤﺘﻬﻢ )ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم( ﺑﻨﺴﺒﺔ واﺡﺪة
وﻡﺘﺴﺎویﺔ.
اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ
ﺱ :٣ذآﺮﺗﻢ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻜﻢ اﻝﻘﻴﻢ )ﻡﻦ ﻓﻘﻪ اﻝﺰهﺮاء (ـ أآﺜﺮ
ﻡ ﻦ ﻡ ﺮة ـ أن ﻝﻠﺰه ﺮاء ﻡ ﺮﺗﺒﺔ ﻋﺎﻝ ﻴﺔ ،ﻓﻤ ﺎ ه ﻲ ﺡﺪود هﺬﻩ
اﻝﻤ ﺮﺗﺒﺔ؟ هﻞ ﺗﻔﻮق اﻷﺋﻤﺔ ﺝﻤﻴﻌﺎً ،أم ﺑﻌﻀﻬﻢ ،أم أن اﻷﺋﻤﺔ
یﻔﻮﻗﻮﻥﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﺮﺗﺒﺔ؟
ﺝ :٣ﻥﻌ ﻢ إن ﻝﻔﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﻡ ﺮﺗﺒﺔ ﻋﺎﻝﻴﺔ ﻝﻜﻦ دون
ﻡ ﺮﺗﺒﺔ أﺑ ﻴﻬﺎ رﺱ ﻮل اﷲ وه ﻲ آﻔ ﺆ ﻝ ﺒﻌﻠﻬﺎ أﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ
٩٥
ﻋﻠ ﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻝﺐ وﻓﻮق ﻡﺮﺗﺒﺔ ﺑﻨﻴﻬﺎ اﻷﺋﻤﺔ اﻷﺡﺪ ﻋﺸﺮ
)ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻝﺼﻼة واﻝﺴﻼم(.
ﻡﺎ ﺣﺪث ﺏﻌﺪ اﻟﺮﺳﻮل
ﺱ :٤ذآﺮﺗﻢ أیﻀًﺎ ﻓﻲ ﻥﻔﺲ اﻝﻤﺼﺪر ﺑﻌﺾ اﻝﺤﻮادث اﻝﺘﻲ
ﺡﺼﻠﺖ ﺑﻌﺪ ارﺗﺤﺎل رﺱﻮل اﷲ ،ﻓﻤﺎ هﻮ ﻥﻈﺮآﻢ ﻓﻴﻬﺎ؟
ﺝ :٤ﻗ ﺪ أﺥﺒ ﺮ اﻝﻘ ﺮﺁن اﻝﻜ ﺮیﻢ ﻋﻦ ذﻝﻚ ،ﺡﻴﺚ ﻗﺎل :ﺃﻓﺈﻥ
ﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﻗﺘﻞ ﺍﻧﻘﻠﺒﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻘﺎﺑﻜﻢ.(١١٨)
ﺵﻬﺎدة ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﺱ :٥ه ﻞ أن ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء )ﺱ ﻼم اﷲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ( ﺵﻬﻴﺪة؟ وﻗﺪ
ذآﺮﺗﻢ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻜﻢ اﻝﻘﻴﻢ )ﻡﻦ ﻓﻘﻪ اﻝﺰهﺮاء (أﻥﻬﺎ اﺱﺘﺸﻬﺪت؟
ﺝ :٥ﻥﻌ ﻢ ورد ذﻝ ﻚ ﻓ ﻲ روای ﺎت ﺹ ﺤﻴﺤﺔ وﻗ ﺪ ذآ ﺮ ﻓ ﻲ
آﺘﺐ اﻝﺘﺎریﺦ أیﻀًﺎ.
اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ اﻟﻜﺒﺮى
ﺱ :٦ه ﻞ أﻥﻬ ﺎ آﺎﻥ ﺖ ﺹ ﺪیﻘﺔ ،آﻤ ﺎ ﻗﺎل اﻝﻘﺮﺁن اﻝﻜﺮیﻢ
ﻋﻦ ﻡﺮیﻢ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﺮان ﺑﺄﻥﻬﺎ آﺎﻥﺖ ﺹﺪیﻘﺔ؟
ﺝ :٦ﻥﻌ ﻢ ورد ﻓ ﻲ اﻷﺙﺮ اﻝﻤﻌﺘﺒﺮ ﺑﺄﻥﻬﺎ آﺎﻥﺖ ﺹﺪیﻘﺔ،
وﻝ ﺬا ﻏﺴ ﻠﻬﺎ آﻔ ﺆهﺎ اﻹﻡ ﺎم أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻝﺐ
ﻡ ﻊ وﺝ ﻮد اﻡ ﺮأة آ ﺎن یﻤﻜ ﻨﻬﺎ أن ﺗﻘ ﻮم ﺑ ﺬﻝﻚ ،ﺡ ﻴﺚ أن
) (١١٨ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.١٤٤ :
٩٦
ﻻ ﺹ ﺪیﻖ ،وه ﻲ أﻓﻀ ﻞ ﻡ ﻦ اﻝﺼ ﺪیﻖ ﻻ یﺘﻮﻝ ﻰ ﻏﺴ ﻠﻪ إ ّ
ﻡ ﺮیﻢ اﻝﺼ ﺪیﻘﺔ آﻤ ﺎ ﺹ ﺮح ﺑ ﺬﻝﻚ اﻝﻤﺘﻮاﺗ ﺮ ﻡ ﻦ اﻝ ﺮوایﺎت
اﻝﺸﺮیﻔﺔ.
ﻡﺎ ﺝﺮى ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺱ :٧ﻡ ﺎ ه ﻮ ﺗﻘﻴ ﻴﻤﻜﻢ ﻝﻠ ﺘﻮاریﺦ اﻝﺘ ﻲ ذآ ﺮت ﺽ ﺮب
اﻝﺰه ﺮاء ،وﻏﺼ ﺐ ﻓ ﺪآﻬﺎ ،وﻋﺼﺮهﺎ ﺑﻴﻦ اﻝﺤﺎﺋﻂ واﻝﺒﺎب،
وإﺱﻘﺎﻃﻬﺎ ﻡﺤﺴﻨًﺎ ،وأﻡﺜﺎل ذﻝﻚ؟
ﺝ :٧آﻞ ذﻝﻚ ﺙﺎﺑﺖ وﺹﺤﻴﺢ.
اﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ واﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ
ﺱ :٨ﻡ ﺎ ه ﻮ ﻥﻈ ﺮآﻢ ﺑﺎﻝﻨﺴ ﺒﺔ إﻝ ﻰ اﻝ ﻮﻻیﺔ اﻝﺘﻜﻮیﻨ ﻴﺔ
واﻝﺘﺸ ﺮیﻌﻴﺔ ﻝﻠﻤﻌﺼ ﻮﻡﻴﻦ اﻷرﺑﻌ ﺔ ﻋﺸ ﺮ ﺑﺼ ﻮرة ﻋﺎﻡ ﺔ،
وﻝﻔﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء )ﺱ ﻼم اﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ( ﺑﺼﻮرة ﺥﺎﺹﺔ ،وﻗﺪ ﻥﻮهﺘﻢ
ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻜﻢ اﻝﻘﻴﻢ )ﻡﻦ ﻓﻘﻪ اﻝﺰهﺮاء(؟
ﺝ :٨دﻝ ﺖ اﻷدﻝ ﺔ اﻝﻤﻌﺘﺒ ﺮة اﻝﻤ ﺆیﺪة ﺑﺎﻝﻤ ﻮارد اﻝﻜﺜﻴ ﺮة :أن
ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء وﺱ ﺎﺋﺮ اﻝﻤﻌﺼ ﻮﻡﻴﻦ )ﺹ ﻠﻮات اﷲ وﺱ ﻼﻡﻪ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ
أﺝﻤﻌ ﻴﻦ( ﻝﻬﻢ ﺝﻤﻴﻌًﺎ اﻝﻮﻻیﺔ اﻝﺘﻜﻮیﻨﻴﺔ واﻝﺘﺸﺮیﻌﻴﺔ ﻡﻌﺎً ،وﻗﺪ ﺝﺎء
ﻓ ﻲ زی ﺎرة اﻹﻡ ﺎم اﻝﺤﺴ ﻴﻦ اﻝﺘ ﻲ ﻗ ﺎل ﻋ ﻨﻬﺎ اﻝﺸﻴﺦ اﻝﺼﺪوق
ﻡﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ اﻝ ﺮﺡﻤﺔ) :إﻥﻬ ﺎ اﺹ ﺢ زیﺎراﺗ ﻪ روای ﺔ(
یﻠ ﻲ) :إرادة اﻝ ﺮب ﻓ ﻲ ﻡﻘﺎدی ﺮ أﻡ ﻮرﻩ ﺗﻬﺒﻂ إﻝﻴﻜﻢ وﺗﺼﺪر ﻡﻦ
٩٧
ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ واﻝﺼﺎدر ﻋﻤﺎ ﻓﺼﻞ ﻡﻦ أﺡﻜﺎم اﻝﻌﺒﺎد( ).(١١٩
اﻟﺮﺝﻌﺔ
ﺱ :٩ﻡ ﺎ ه ﻮ ﻥﻈ ﺮآﻢ ﻓ ﻲ اﻝ ﺮﺝﻌﺔ ،أﺹ ﻠﻬﺎ ،ﻥﺴﺒﺘﻬﺎ ،وإﻝﻰ
أي واﺡﺪ ﻡﻦ اﻝﻤﻌﺼﻮﻡﻴﻦ ؟
ﺝ :٩اﻝ ﺮﺝﻌﺔ ﺙﺎﺑ ﺘﺔ ﺑﺎﻷدﻝ ﺔ اﻝﻤﻌﺘﺒ ﺮة ،أﺹ ﻠﻬﺎ ﻡ ﻦ اﻝﻘ ﺮﺁن
اﻝﻜ ﺮیﻢ وﻥﺴ ﺒﺘﻬﺎ ﻝﺠﻤ ﻴﻊ اﻝﻤﻌﺼ ﻮﻡﻴﻦ اﻷرﺑﻌ ﺔ ﻋﺸ ﺮ وﺗ ﺒﺪأ
ﺑﻌ ﺪ ﻇﻬﻮر اﻹﻡﺎم اﻝﺜﺎﻥﻲ ﻋﺸﺮ اﻝﻤﻬﺪي اﻝﻤﻨﺘﻈﺮ )ﻋﺠﻞ اﷲ ﺗﻌﺎﻝﻰ
ﻓﺮﺝﻪ اﻝﺸﺮیﻒ(.
اﻹﻡﺎم اﻟﻤﻬﺪي
ﺱ :١٠ه ﻞ اﻝﺪﻝ ﻴﻞ ﻋﻠ ﻰ إﻡﺎﻡ ﺔ اﻝﻤﻬ ﺪي یﺨ ﺘﻠﻒ ﻋ ﻦ
دﻝﻴﻞ إﻡﺎﻡﺔ اﻷﺋﻤﺔ اﻵﺥﺮیﻦ أم ﻻ؟
ﺝ :١٠آ ﻼ ..ﻻ اﺥ ﺘﻼف ،ﻓ ﺈن ه ﻨﺎك أدﻝ ﺔ ﻡﺸ ﺘﺮآﺔ ﻋﻠ ﻰ
إﻡﺎﻡ ﺔ اﻷﺋﻤ ﺔ اﻹﺙﻨ ﻲ ﻋﺸﺮ ،وهﻲ ﻋﺸﺮات اﻵیﺎت اﻝﻘﺮﺁﻥﻴﺔ
اﻝﻤﺄوﻝﺔ ـ ﺡﺴﺐ اﻝﺮوایﺎت اﻝﻤﻌﺘﺒﺮة واﻝﻤﺘﻮاﺗﺮة ـ ﺑﺎﻷﺋﻤﺔ اﻻﺙﻨﻲ
ﻋﺸ ﺮ وﻡﺘﻮاﺗ ﺮ اﻝﺮوایﺎت وﻡﺨﺘﻠﻒ اﻷدﻝﺔ اﻝﻌﻘﻠﻴﺔ اﻝﻘﺎﻃﻌﺔ،
آﻤ ﺎ أن ه ﻨﺎك أدﻝ ﺔ ﻋﻘﻠ ﻴﺔ وﻥﻘﻠ ﻴﺔ ﺥﺎﺹ ﺔ ﻋﻠﻰ إﻡﺎﻡﺔ آﻞ واﺡﺪ
ﻡﻦ اﻷﺋﻤﺔ اﻻﺙﻨﻲ ﻋﺸﺮ وآﺬﻝﻚ اﻹﻡﺎم اﻝﻤﻬﺪي ﻓﻘﺪ ورد
ﺑﺸ ﺄﻥﻪ ﺁﻻف اﻝ ﺮوایﺎت ﻓ ﻲ ﻡ ﺌﺎت اﻝﻜ ﺘﺐ ،إﺽ ﺎﻓﺔ إﻝ ﻰ اﻷدﻝ ﺔ
اﻝﻌﻘﻠﻴﺔ اﻝﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ إﻡﺎﻡﺘﻪ )ﺹﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻪ(.
) (١١٩ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ :ﺹ ،٧٩٣ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
٩٨
اﻷﺋﻤﺔ ﺏﻌﺪي اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ
ﺱ :١١هﻞ اﻝﺤﺪیﺚ اﻝﺸﺮیﻒ اﻝﻤﺮوي ﻋﻦ رﺱﻮل اﷲ
) :اﻷﺋﻤ ﺔ ﺑﻌ ﺪي إﺙ ﻨﺎ ﻋﺸ ﺮ( ﻡﺘﻮاﺗ ﺮ ﻋ ﻨﺪآﻢ؟ وهﻞ هﻨﺎك ﺵﺒﻬﺔ
ﻓ ﻲ وﻻدة اﻝﺜﺎﻥ ﻲ ﻋﺸ ﺮ ﻡﻨﻬﻢ ،وهﻮ اﻹﻡﺎم اﻝﻤﻬﺪي )ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺼﻼة
واﻝﺴﻼم(؟
ﺝ :١١اﻝﺤ ﺪیﺚ ﻡﺘﻮاﺗ ﺮ وﻻ ﺵ ﺒﻬﺔ ﻓ ﻲ وﻻدة اﻹﻡﺎم اﻝﺜﺎﻥﻲ
ﻋﺸ ﺮ واﻷدﻝ ﺔ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ آﺜﻴ ﺮة ،ﻓﺈﻥ ﻪ ﻝ ﻮﻻ اﻝﺤﺠ ﺔ ﻝﺴ ﺎﺥﺖ
اﻷرض ﺑﺄهﻠﻬﺎ ،وإﻥﻪ ﻝﻮ آﺎن اﺙﻨﺎن یﻌﻴﺸﻮن ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻝﻜﺎن
أﺡ ﺪهﻤﺎ اﻝﺤﺠ ﺔ ،آﻤ ﺎ ورد ﺑ ﺬﻝﻚ ﻡﺘﻮاﺗ ﺮ اﻝ ﺮوایﺎت ﺑﺎﻝ ﺪﻻﻻت
اﻝﻤﺘﻌﺪدة.
اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻮﻻﻳﺔ
ﺱ :١٢ذآ ﺮﺗﻢ ﻓ ﻲ آ ﺘﺎﺑﻜﻢ اﻝﻘ ﻴﻢ )ﻡ ﻦ ﻓﻘ ﻪ اﻝﺰه ﺮاء (
اه ﺘﻤﺎﻡﻬﺎ )ﺹ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ( ﺑﺎﻝ ﺪﻓﺎع ﻋ ﻦ وﻻی ﺔ ﺑﻌﻠﻬ ﺎ اﻹﻡ ﺎم
أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ وﺑﻨ ﻴﻬﺎ اﻷﺋﻤ ﺔ اﻷﺡ ﺪ ﻋﺸ ﺮ ،ﻓﻤ ﺎ ه ﻮ
ﺡﺪود ذﻝﻚ؟ وهﻞ یﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أیﻀًﺎ ذﻝﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻝﺰﻡﺎن؟
ﺝ :١٢ﻝﻘ ﺪ آﺎﻥ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰهﺮاء )ﺹﻠﻮات اﷲ وﺱﻼﻡﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ(
اﻝﻤﺪاﻓﻌ ﺔ اﻷوﻝ ﻰ ﺑﻌ ﺪ أﺑ ﻴﻬﺎ اﻝﻨﺒﻲ اﻷﻋﻈﻢ ﻋﻦ وﻻیﺔ اﻹﻡﺎم
أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻝ ﺐ وﻓ ﻲ ه ﺬا اﻝﺴ ﺒﻴﻞ
ﺽ ﺤﺖ ﺑﻨﻔﺴ ﻬﺎ واﺑ ﻨﻬﺎ اﻝﻤﺤﺴ ﻦ وﻡ ﺎ ﺗ ﺮآﺖ ﻡﺠ ﺎﻻ یﻤﻜ ﻦ
اﻻﻥﺘﺼﺎر ﻡﻦ ﺥﻼﻝﻪ ﻝﻺﻡﺎم أﻡﻴﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ وإﺙﺒﺎت ﺡﻘﻪ إ ّ
ﻻ
اﺱ ﺘﻔﺎدت ﻡ ﻨﻪ ،واﻝ ﻮاﺝﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ اﻻﻗ ﺘﺪاء ﺑﻬﺎ )ﺹﻠﻮات
٩٩
اﷲ وﺱ ﻼﻡﻪ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ( ،وذﻝ ﻚ ﺑﻤ ﺎ یﻨﺎﺱﺐ آﻞ زﻡﺎن وﻡﻜﺎن وﺡﺴﺐ
اﻝﺸ ﺮوط اﻝﺸ ﺮﻋﻴﺔ اﻝﻤﺬآ ﻮرة ﻓ ﻲ آ ﺘﺐ اﻝﻔﻘ ﻪ ،ﻓ ﺈن آ ﻞ ﻗ ﻮل
وﻋﻤﻞ وﺗﻘﺮیﺮ ﻡﻨﻬﺎ ﺡﺠﺔ ﺵﺮﻋﻴﺔ.
ﺧﻄﺒﺔ ﻓﺪك
ﺱ :١٣ذآ ﺮﺗﻢ ﻓ ﻲ اﻝﻤﺼ ﺪر ﻥﻔﺴ ﻪ أیﻀًﺎ :اﺱﺘﺤﺒﺎب روایﺔ
ﺥﻄ ﺒﺔ ﻓ ﺪك ،ﻝ ﺮوایﺔ ﻋ ﺪد ﻡﻦ اﻝﻤﻌﺼﻮﻡﻴﻦ ﻝﻬﺎ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺮون
أیﻀ ًﺎ اﺱ ﺘﺤﺒﺎب ذآ ﺮ آ ﻞ ﻡ ﺎ ی ﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﺎﻃﻤ ﺔ اﻝﺰه ﺮاء ﻡﻤ ﺎ
ﺝﺮى ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ أﺑﻴﻬﺎ رﺱﻮل اﷲ ؟
ﺝ :١٣ﻥﻌ ﻢ یﺴ ﺘﺤﺐ ذﻝ ﻚ ﺝﻤ ﻴﻌﺎً ،وآﻠ ﻪ ﻻ یﺨﻠﻮ ﻡﻦ آﻮﻥﻪ
ﻡ ﻦ ﻗ ﻮﻝﻬﺎ أو ﻓﻌﻠﻬ ﺎ أو ﺗﻘﺮی ﺮهﺎ ،وآﻠﻬ ﺎ ﺡﺠ ﺔ آﻤﺎ ذآﺮﻥﺎ،
وﻡ ﺎ ﺥ ﺮج ﻋ ﻦ ذﻝ ﻚ ﻡﻤﺎ یﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﻀﺎﺋﻠﻬﺎ وﻡﻨﺎﻗﺒﻬﺎ )ﺹ ﻠﻮات اﷲ
وﺱ ﻼﻡﻪ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ( ﻓﻼ إﺵﻜﺎل ﻓﻲ اﺱﺘﺤﺒﺎب ذآﺮﻩ وﻥﻘﻠﻪ وﻥﺸﺮﻩ ،ﺑﻞ
ﻗ ﺪ یﺠ ﺐ ذﻝ ﻚ إذا آ ﺎن ﻡﺼ ﺪاﻗًﺎ ﻝﻠ ﻮاﺝﺐ ﻡﻦ اﻷﻡﺮ ﺑﺎﻝﻤﻌﺮوف
واﻝﺪﻋﻮة إﻝﻰ اﻝﺨﻴﺮ وﺗﺮویﺞ اﻝﺪیﻦ اﻝﺤﻨﻴﻒ.
وﺝﻮب اﻟﻄﺎﻋﺔ
ﺱ :١٤ذآ ﺮﺗﻢ ﻓ ﻲ اﻝﺠ ﺰء اﻷول ﻡﻦ آﺘﺎﺑﻜﻢ اﻝﻘﻴﻢ )ﻡﻦ ﻓﻘﻪ
اﻝﺰه ﺮاء (أﻥﻬ ﺎ )ﺹ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ( آﺎﻥ ﺖ ﻡﻤ ﻦ ﻓ ﺮض اﷲ
ﻃﺎﻋ ﺘﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺝﻤ ﻴﻊ اﻝﺨﻼﺋ ﻖ ،واﺱ ﺘﻨﺪﺗﻢ ﻓ ﻲ ذﻝ ﻚ إﻝ ﻰ ﺑﻌ ﺾ
اﻝﺮوایﺎت ،ﻓﻬﻞ هﺬﻩ اﻝﺮوایﺎت ﺑﻨﻈﺮآﻢ اﻝﻜﺮیﻢ ﻡﻌﺘﺒﺮة؟
یﺮﺝ ﻰ ﻡ ﻦ ﺱ ﻤﺎﺡﺘﻜﻢ اﻝﺠ ﻮاب وﻝﻜ ﻢ ﻡﻦ اﷲ ﺝﺰیﻞ اﻷﺝﺮ
واﻝﺜﻮاب.
ﺝ :١٤ﻥﻌ ﻢ إن ه ﺬﻩ اﻝ ﺮوایﺎت ﻡﻌﺘﺒ ﺮة وﻗ ﺪ أآﺪﻥﺎ اﻋﺘﺒﺎرهﺎ
ﻓ ﻲ اﻝﻜ ﺘﺎب اﻝﻤﺬآ ﻮر وذآ ﺮﻥﺎ ﻏﻴﺮهﺎ ﻡﻦ اﻷدﻝﺔ اﻷﺥﺮى هﻨﺎك
١٠٠
ﻼ ﻝ ﺒﻌﺾ اﻝﻤﺬآ ﻮرات ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻨﺎ أیﻀ ﺎً ،آﻤ ﺎ وﻗ ﺪ ذآ ﺮﻥﺎ ﺗﻔﺼ ﻴ ً
)اﻝﻔﻘﻪ :اﻝﺒﻴﻊ( وﻓﻲ اﻝﻌﺪیﺪ ﻡﻦ آﺘﺒﻨﺎ اﻷﺥﺮى.
ﻥﺴ ﺄل اﷲ ﺗﻌﺎﻝ ﻰ أن یﺠﻌﻠ ﻨﺎ ﻡ ﻦ زﻡ ﺮة اﻝﻤﺘﻤﺴ ﻜﻴﻦ ﺑﻬ ﺎ
وﺑﺄﺑ ﻴﻬﺎ وﺑﻌﻠﻬ ﺎ وﺑﻨ ﻴﻬﺎ )ﺹ ﻠﻮات اﷲ وﺱ ﻼﻡﻪ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أﺝﻤﻌ ﻴﻦ( ،وﻡ ﻦ
اﻝﻤﺘﺒ ﺮﺋﻴﻦ ﻡ ﻦ أﻋ ﺪاﺋﻬﻢ ،وﻡ ﻦ اﻝﺬاآ ﺮیﻦ ﻝﻔﻀﺎﺋﻠﻬﻢ ،واﻝﻨﺎﺵﺮیﻦ
ﻵﺙ ﺎرهﻢ ،واﻝﻤ ﺮوﺝﻴﻦ ﻝﺘ ﺮاﺙﻬﻢ ،واﻝﻔﺎﺋ ﺰیﻦ ﺑﻮﻻی ﺘﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻝﺪﻥ ﻴﺎ
واﻵﺥ ﺮة ،إﻥ ﻪ ﻗ ﺮیﺐ ﻡﺠ ﻴﺐ ،واﻝﺴ ﻼم ﻋﻠ ﻴﻜﻢ وﻋﻠ ﻰ ﺝﻤ ﻴﻊ
إﺥﻮاﻥﻨﺎ اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ ورﺡﻤﺔ اﷲ وﺑﺮآﺎﺗﻪ.
ﻗﻢ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ
ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ
ﺍﳋﺘﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ
١٠١
òîׇÐÛa@òjİ©a
اﺣﺘﺠﺎج
ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﺰهﺮاء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮم ﻟﻤﺎ ﻡﻨﻌﻮهﺎ ﻓﺪك
)(١٢٠
روى ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻝﺤﺴﻦ ﺑﺈﺱﻨﺎدﻩ ﻋﻦ ﺁﺑﺎﺋﻪ :
أﻥ ﻪ ﻝﻤ ﺎ أﺝﻤ ﻊ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ وﻋﻤ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻡ ﻨﻊ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﻓﺪآﺎ
ﺑﻠﻐﻬ ﺎ ذﻝ ﻚ ﻻﺙ ﺖ ﺥﻤﺎره ﺎ ﻋﻠ ﻰ رأﺱ ﻬﺎ واﺵ ﺘﻤﻠﺖ ﺑﺠﻠ ﺒﺎﺑﻬﺎ،
وأﻗ ﺒﻠﺖ ﻓﻲ ﻝﻤﺔ ﻡﻦ ﺡﻔﺪﺗﻬﺎ وﻥﺴﺎء ﻗﻮﻡﻬﺎ ﺗﻄﺄ ذیﻮﻝﻬﺎ ،ﻡﺎ ﺗﺨﺮم
ﻡﺸ ﻴﺘﻬﺎ ﻡﺸ ﻴﺔ رﺱ ﻮل اﷲ ﺡﺘ ﻰ دﺥﻠ ﺖ ﻋﻠ ﻰ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ وهﻮ
ﻓ ﻲ ﺡﺸ ﺪ ﻡ ﻦ اﻝﻤﻬﺎﺝ ﺮیﻦ واﻷﻥﺼ ﺎر وﻏﻴ ﺮهﻢ ،ﻓﻨ ﻴﻄﺖ دوﻥﻬﺎ
ﻡ ﻼءة ،ﻓﺠﻠﺴ ﺖ ﺙ ﻢ أﻥ ﺖ أﻥ ﺔ أﺝﻬ ﺶ اﻝﻘ ﻮم ﻝﻬ ﺎ ﺑﺎﻝﺒﻜﺎء ،ﻓﺄرﺗﺞ
اﻝﻤﺠﻠ ﺲ ،ﺙ ﻢ أﻡﻬﻠ ﺖ هﻨﻴ ﺌﺔ ﺡﺘ ﻰ إذا ﺱ ﻜﻦ ﻥﺸﻴﺞ اﻝﻘﻮم وهﺪأت
ﻓ ﻮرﺗﻬﻢ ،اﻓﺘ ﺘﺤﺖ اﻝﻜ ﻼم ﺑﺤﻤ ﺪ اﷲ واﻝﺜﻨﺎء ﻋﻠﻴﻪ واﻝﺼﻼة ﻋﻠﻰ
رﺱﻮﻝﻪ ،ﻓﻌﺎد اﻝﻘﻮم ﻓﻲ ﺑﻜﺎﺋﻬﻢ ،ﻓﻠﻤﺎ أﻡﺴﻜﻮا ﻋﺎدت ﻓﻲ آﻼﻡﻬﺎ،
ﻓﻘﺎﻝﺖ:
اﻝﺤﻤ ﺪ ﷲ ﻋﻠ ﻰ ﻡ ﺎ أﻥﻌ ﻢ ،وﻝﻪ اﻝﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻡﺎ أﻝﻬﻢ ،واﻝﺜﻨﺎء
ﺑﻤ ﺎ ﻗ ﺪم ،ﻡ ﻦ ﻋﻤ ﻮم ﻥﻌ ﻢ اﺑ ﺘﺪاهﺎ ،وﺱ ﺒﻮغ ﺁﻻء أﺱ ﺪاهﺎ ،وﺗﻤﺎم
ﻡ ﻨﻦ أوﻻه ﺎ ،ﺝ ﻢ ﻋ ﻦ اﻹﺡﺼ ﺎء ﻋ ﺪدهﺎ ،وﻥ ﺄى ﻋ ﻦ اﻝﺠ ﺰاء
أﻡﺪهﺎ ،وﺗﻔﺎوت ﻋﻦ اﻹدراك أﺑﺪهﺎ ،وﻥﺪﺑﻬﻢ ﻻﺱﺘﺰادﺗﻬﺎ ﺑﺎﻝﺸﻜﺮ
) (١٢٠ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ،ﻟﻠﻄﱪﺳﻲ :ﺝ ١ﺹ.١٤٦-١٣١
١٠٢
ﻻﺗﺼ ﺎﻝﻬﺎ ،واﺱ ﺘﺤﻤﺪ إﻝ ﻰ اﻝﺨﻼﺋﻖ ﺑﺈﺝﺰاﻝﻬﺎ ،وﺙﻨﻰ ﺑﺎﻝﻨﺪب إﻝﻰ
أﻡﺜﺎﻝﻬﺎ ،وأﺵﻬﺪ أن ﻻ إﻝﻪ إﻻ اﷲ وﺡﺪﻩ ﻻ ﺵﺮیﻚ ﻝﻪ ،آﻠﻤﺔ ﺝﻌﻞ
اﻹﺥ ﻼص ﺗﺄویﻠﻬ ﺎ ،وﺽ ﻤﻦ اﻝﻘﻠ ﻮب ﻡﻮﺹ ﻮﻝﻬﺎ ،وأﻥ ﺎر ﻓ ﻲ
اﻝﺘﻔﻜ ﺮ ﻡﻌﻘ ﻮﻝﻬﺎ ،اﻝﻤﻤﺘ ﻨﻊ ﻡ ﻦ اﻷﺑﺼ ﺎر رؤی ﺘﻪ ،وﻡ ﻦ اﻷﻝﺴ ﻦ
ﺹ ﻔﺘﻪ ،وﻡ ﻦ اﻷوه ﺎم آﻴﻔﻴ ﺘﻪ ،اﺑ ﺘﺪع اﻷﺵﻴﺎء ﻻ ﻡﻦ ﺵﻲء آﺎن
ﻗﺒﻠﻬﺎ ،وأﻥﺸﺄهﺎ ﺑﻼ اﺡﺘﺬاء أﻡﺜﻠﺔ اﻡﺘﺜﻠﻬﺎ ،آﻮﻥﻬﺎ ﺑﻘﺪرﺗﻪ ،وذرأهﺎ
ﺑﻤﺸ ﻴﺘﻪ ،ﻡ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺡﺎﺝ ﺔ ﻡ ﻨﻪ إﻝ ﻰ ﺗﻜﻮی ﻨﻬﺎ ،وﻻﻓﺎﺋ ﺪة ﻝ ﻪ ﻓ ﻲ
ﺗﺼ ﻮیﺮهﺎ ،إﻻ ﺗﺜﺒﻴ ﺘﺎ ﻝﺤﻜﻤ ﺘﻪ ،وﺗﻨﺒ ﻴﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻃﺎﻋ ﺘﻪ ،وإﻇﻬﺎرا
ﻝﻘﺪرﺗ ﻪ ،ﺗﻌ ﺒﺪا ﻝﺒ ﺮیﺘﻪ ،وإﻋﺰازا ﻝﺪﻋﻮﺗﻪ ،ﺙﻢ ﺝﻌﻞ اﻝﺜﻮاب ﻋﻠﻰ
ﻃﺎﻋﺘﻪ ،ووﺽﻊ اﻝﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﻡﻌﺼﻴﺘﻪ ،ذیﺎدة ﻝﻌﺒﺎدﻩ ﻡﻦ ﻥﻘﻤﺘﻪ،
وﺡﻴﺎﺵﺔ ﻝﻬﻢ إﻝﻰ ﺝﻨﺘﻪ.
وأﺵ ﻬﺪ أن أﺑ ﻲ ﻡﺤﻤ ﺪا ﻋ ﺒﺪﻩ ورﺱ ﻮﻝﻪ ،اﺥ ﺘﺎرﻩ ﻗ ﺒﻞ أن
أرﺱ ﻠﻪ ،وﺱ ﻤﺎﻩ ﻗ ﺒﻞ أن اﺝﺘ ﺒﺎﻩ ،واﺹ ﻄﻔﺎﻩ ﻗ ﺒﻞ أن اﺑﺘﻌ ﺜﻪ ،إذ
اﻝﺨﻼﺋ ﻖ ﺑﺎﻝﻐ ﻴﺐ ﻡﻜ ﻨﻮﻥﺔ ،وﺑﺴ ﺘﺮ اﻷهﺎوی ﻞ ﻡﺼ ﻮﻥﺔ ،وﺑ ﻨﻬﺎیﺔ
اﻝﻌ ﺪم ﻡﻘ ﺮوﻥﺔ ،ﻋﻠﻤ ﺎ ﻡ ﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻝ ﻰ ﺑﻤﺂی ﻞ اﻷﻡ ﻮر ،وإﺡﺎﻃ ﺔ
ﺑﺤ ﻮادث اﻝﺪه ﻮر ،وﻡﻌ ﺮﻓﺔ ﺑﻤﻮاﻗ ﻊ اﻷﻡ ﻮر ،اﺑﺘﻌ ﺜﻪ اﷲ إﺗﻤﺎﻡ ﺎ
ﻷﻡ ﺮﻩ ،وﻋ ﺰیﻤﺔ ﻋﻠ ﻰ إﻡﻀ ﺎء ﺡﻜﻤ ﻪ ،وإﻥﻔ ﺎذا ﻝﻤﻘﺎدی ﺮ ﺡﻤﺘﻪ،
ﻓ ﺮأى اﻷﻡ ﻢ ﻓ ﺮﻗﺎ ﻓ ﻲ أدیﺎﻥﻬ ﺎ ،ﻋﻜﻔ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻥﻴ ﺮاﻥﻬﺎ ،ﻋﺎﺑ ﺪة
ﻷوﺙﺎﻥﻬ ﺎ ،ﻡﻨﻜ ﺮة ﷲ ﻡ ﻊ ﻋ ﺮﻓﺎﻥﻬﺎ ،ﻓﺄﻥ ﺎر اﷲ ﺑﺄﺑ ﻲ ﻡﺤﻤ ﺪ
ﻇﻠﻤﻬ ﺎ ،وآﺸ ﻒ ﻋ ﻦ اﻝﻘﻠ ﻮب ﺑﻬﻤﻬ ﺎ ،وﺝﻠ ﻰ ﻋ ﻦ اﻷﺑﺼ ﺎر
ﻏﻤﻤﻬ ﺎ ،وﻗ ﺎم ﻓ ﻲ اﻝ ﻨﺎس ﺑﺎﻝﻬﺪای ﺔ ،ﻓﺄﻥﻘ ﺬهﻢ ﻡ ﻦ اﻝﻐ ﻮایﺔ،
وﺑﺼ ﺮهﻢ ﻡ ﻦ اﻝﻌﻤﺎی ﺔ ،وهﺪاهﻢ إﻝﻰ اﻝﺪیﻦ اﻝﻘﻮیﻢ ،ودﻋﺎهﻢ إﻝﻰ
اﻝﻄﺮیﻖ اﻝﻤﺴﺘﻘﻴﻢ.
ﺙ ﻢ ﻗﺒﻀ ﻪ اﷲ إﻝ ﻴﻪ ﻗ ﺒﺾ رأﻓ ﺔ واﺥﺘ ﻴﺎر ،ورﻏ ﺒﺔ وإی ﺜﺎر،
ﻓﻤﺤﻤ ﺪ ﻡ ﻦ ﺗﻌ ﺐ ه ﺬﻩ اﻝ ﺪار ﻓﻲ راﺡﺔ ،ﻗﺪ ﺡﻒ ﺑﺎﻝﻤﻼﺋﻜﺔ
اﻷﺑ ﺮار ،ورﺽ ﻮان اﻝ ﺮب اﻝﻐﻔ ﺎر ،وﻡﺠ ﺎورة اﻝﻤﻠ ﻚ اﻝﺠ ﺒﺎر،
ﺹ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠ ﻰ أﺑﻲ ،ﻥﺒﻴﻪ وأﻡﻴﻨﻪ ،وﺥﻴﺮﺗﻪ ﻡﻦ اﻝﺨﻠﻖ وﺹﻔﻴﻪ،
١٠٣
واﻝﺴﻼم ﻋﻠﻴﻪ ورﺡﻤﺔ اﷲ وﺑﺮآﺎﺗﻪ.
ﺙ ﻢ اﻝﺘﻔ ﺘﺖ إﻝ ﻰ أه ﻞ اﻝﻤﺠﻠ ﺲ وﻗﺎﻝﺖ :أﻥﺘﻢ ﻋﺒﺎد اﷲ ﻥﺼﺐ
أﻡ ﺮﻩ وﻥﻬ ﻴﻪ ،وﺡﻤﻠ ﺔ دی ﻨﻪ ووﺡ ﻴﻪ ،وأﻡ ﻨﺎء اﷲ ﻋﻠ ﻰ أﻥﻔﺴ ﻜﻢ،
وﺑﻠﻐ ﺎءﻩ إﻝ ﻰ اﻷﻡ ﻢ ،زﻋ ﻴﻢ ﺡ ﻖ ﻝ ﻪ ﻓ ﻴﻜﻢ ،وﻋﻬ ﺪ ﻗﺪﻡ ﻪ إﻝ ﻴﻜﻢ،
وﺑﻘ ﻴﺔ اﺱ ﺘﺨﻠﻔﻬﺎ ﻋﻠ ﻴﻜﻢ :آ ﺘﺎب اﷲ اﻝ ﻨﺎﻃﻖ ،واﻝﻘ ﺮﺁن اﻝﺼﺎدق،
واﻝ ﻨﻮر اﻝﺴ ﺎﻃﻊ ،واﻝﻀ ﻴﺎء اﻝﻼﻡ ﻊ ،ﺑﻴ ﻨﺔ ﺑﺼ ﺎﺋﺮﻩ ،ﻡﻨﻜﺸ ﻔﺔ
ﺱ ﺮاﺋﺮﻩ ،ﻡﻨﺠﻠ ﻴﺔ ﻇﻮاه ﺮﻩ ،ﻡﻐﺘ ﺒﻄﺔ ﺑ ﻪ أﺵ ﻴﺎﻋﻪ ،ﻗﺎﺋ ﺪا إﻝ ﻰ
اﻝﺮﺽ ﻮان اﺗ ﺒﺎﻋﻪ ،ﻡﺆد إﻝﻰ اﻝﻨﺠﺎة اﺱﺘﻤﺎﻋﻪ ،ﺑﻪ ﺗﻨﺎل ﺡﺠﺞ اﷲ
اﻝﻤ ﻨﻮرة ،وﻋ ﺰاﺋﻤﻪ اﻝﻤﻔﺴ ﺮة ،وﻡﺤﺎرﻡ ﻪ اﻝﻤﺤ ﺬرة ،وﺑﻴ ﻨﺎﺗﻪ
اﻝﺠﺎﻝ ﻴﺔ ،وﺑ ﺮاهﻴﻨﻪ اﻝﻜﺎﻓ ﻴﺔ ،وﻓﻀ ﺎﺋﻠﻪ اﻝﻤ ﻨﺪوﺑﺔ ،ورﺥﺼ ﻪ
اﻝﻤﻮه ﻮﺑﺔ ،وﺵ ﺮاﺋﻌﻪ اﻝﻤﻜ ﺘﻮﺑﺔ ،ﻓﺠﻌﻞ اﷲ اﻹیﻤﺎن ﺗﻄﻬﻴﺮا ﻝﻜﻢ
ﻡ ﻦ اﻝﺸ ﺮك ،واﻝﺼ ﻼة ﺗﻨ ﺰیﻬﺎ ﻝﻜ ﻢ ﻋ ﻦ اﻝﻜﺒ ﺮ ،واﻝﺰآﺎة ﺗﺰآﻴﺔ
ﻝﻠ ﻨﻔﺲ وﻥﻤ ﺎ ًء ﻓ ﻲ اﻝ ﺮزق ،واﻝﺼ ﻴﺎم ﺗﺜﺒﻴ ﺘﺎ ﻝﻺﺥ ﻼص ،واﻝﺤ ﺞ
ﺗﺸ ﻴﻴﺪا ﻝﻠ ﺪیﻦ ،واﻝﻌ ﺪل ﺗﻨﺴ ﻴﻘﺎ ﻝﻠﻘﻠ ﻮب ،ﻭﻃﺎﻋﺘـﻨﺎ ﻧﻈﺎﻣـﺎ ﻟﻠﻤﻠﺔ،
وإﻡﺎﻡﺘ ﻨﺎ أﻡﺎﻥ ﺎ ﻝﻠﻔ ﺮﻗﺔ ،واﻝﺠﻬ ﺎد ﻋﺰا ﻝﻺﺱﻼم ،واﻝﺼﺒﺮ ﻡﻌﻮﻥﺔ
ﻋﻠ ﻰ اﺱ ﺘﻴﺠﺎب اﻷﺝ ﺮ ،واﻷﻡ ﺮ ﺑﺎﻝﻤﻌ ﺮوف ﻡﺼ ﻠﺤﺔ ﻝﻠﻌﺎﻡ ﺔ،
وﺑ ﺮ اﻝ ﻮاﻝﺪیﻦ وﻗﺎی ﺔ ﻡ ﻦ اﻝﺴ ﺨﻂ ،وﺹ ﻠﺔ اﻷرﺡ ﺎم ﻡﻨﺴ ﺄة ﻓ ﻲ
اﻝﻌﻤ ﺮ وﻡ ﻨﻤﺎة ﻝﻠﻌ ﺪد ،واﻝﻘﺼ ﺎص ﺡﻘ ﻨﺎ ﻝﻠﺪﻡﺎء ،واﻝﻮﻓﺎء ﺑﺎﻝﻨﺬر
ﺗﻌﺮیﻀ ﺎ ﻝﻠﻤﻐﻔ ﺮة ،وﺗﻮﻓﻴﺔ اﻝﻤﻜﺎیﻴﻞ واﻝﻤﻮازیﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮا ﻝﻠﺒﺨﺲ،
واﻝﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺵﺮب اﻝﺨﻤﺮ ﺗﻨﺰیﻬﺎ ﻋﻦ اﻝﺮﺝﺲ ،واﺝﺘﻨﺎب اﻝﻘﺬف
ﺡﺠﺎﺑ ﺎ ﻋ ﻦ اﻝﻠﻌ ﻨﺔ ،وﺗ ﺮك اﻝﺴ ﺮﻗﺔ إیﺠﺎﺑ ﺎ ﻝﻠﻌﻔ ﺔ ،وﺡ ﺮم اﷲ
اﻝﺸ ﺮك إﺥﻼﺹ ﺎ ﻝ ﻪ ﺑﺎﻝﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،ﻓﺎﺗﻘﻮا اﷲ ﺡﻖ ﺗﻘﺎﺗﻪ وﻻ ﺗﻤﻮﺗﻦ
إﻻ وأﻥ ﺘﻢ ﻡﺴ ﻠﻤﻮن ،وأﻃ ﻴﻌﻮا اﷲ ﻓ ﻴﻤﺎ أﻡ ﺮآﻢ ﺑ ﻪ وﻥﻬﺎآﻢ ﻋﻨﻪ،
ﷲ ﻡﻦ ﻋﺒﺎدﻩ اﻝﻌﻠﻤﺎ ُء. ﻓﺈﻥﻪ إﻥﻤﺎ یﺨﺸﻰ ا َ
ﺙ ﻢ ﻗﺎﻝ ﺖ :أیﻬﺎ اﻝﻨﺎس اﻋﻠﻤﻮا أﻥﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ،وأﺑﻲ ﻡﺤﻤﺪ
،أﻗ ﻮل ﻋ ﻮدا وﺑ ﺪوا ،وﻻ أﻗ ﻮل ﻡ ﺎ أﻗ ﻮل ﻏﻠﻄ ﺎ ،وﻻ أﻓﻌ ﻞ ﻡ ﺎ
ﺴﻜﹸ ْﻢ َﻋﺰِﻳﺰٌ َﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻪ ﻣﺎ َﻋِﻨﱡﺘ ْﻢ
أﻓﻌ ﻞ ﺵ ﻄﻄﺎ ،ﹶﻟ ﹶﻘ ْﺪ ﺟﺎ َﺀ ﹸﻛ ْﻢ َﺭﺳُﻮﻝﹲ ِﻣ ْﻦ ﹶﺃْﻧﻔﹸ ِ
١٠٤
ﲔ َﺭ ُﺅﻑٌ َﺭﺣِﻴﻢٌ ،ﻓ ﺈن ﺗﻌ ﺰوﻩ وﺗﻌ ﺮﻓﻮﻩ
ﺣَـﺮِﻳﺺٌ َﻋﻠﹶـ ْﻴ ﹸﻜ ْﻢ ﺑِﺎ ﹾﻟﻤُ ْﺆ ِﻣِﻨ َ
ﺗﺠ ﺪوﻩ أﺑ ﻲ دون ﻥﺴ ﺎﺋﻜﻢ ،وأﺥ ﺎ اﺑﻦ ﻋﻤﻲ دون رﺝﺎﻝﻜﻢ ،وﻝﻨﻌﻢ
اﻝﻤﻌ ﺰى إﻝ ﻴﻪ ،ﻓ ﺒﻠﻎ اﻝﺮﺱ ﺎﻝﺔ ﺹ ﺎدﻋﺎ ﺑﺎﻝ ﻨﺬارة ،ﻡ ﺎﺋﻼ ﻋ ﻦ
ﻡﺪرﺝ ﺔ اﻝﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ،ﺽﺎرﺑﺎ ﺙﺒﺠﻬﻢ ،ﺁﺥﺬا ﺑﺄآﻈﺎﻡﻬﻢ ،داﻋﻴﺎ إﻝﻰ
ﺱﺒﻴﻞ رﺑﻪ ﺑﺎﻝﺤﻜﻤﺔ واﻝﻤﻮﻋﻈﺔ اﻝﺤﺴﻨﺔ ،یﺠﻒ اﻷﺹﻨﺎم ،ویﻨﻜﺚ
اﻝﻬ ﺎم ،ﺡﺘ ﻰ اﻥﻬ ﺰم اﻝﺠﻤ ﻊ ووﻝ ﻮا اﻝﺪﺑ ﺮ ،ﺡﺘﻰ ﺗﻔﺮى اﻝﻠﻴﻞ ﻋﻦ
ﺹ ﺒﺤﻪ ،وأﺱ ﻔﺮ اﻝﺤ ﻖ ﻋ ﻦ ﻡﺤﻀ ﻪ ،وﻥﻄ ﻖ زﻋ ﻴﻢ اﻝ ﺪیﻦ،
وﺥﺮﺱ ﺖ ﺵﻘﺎﺵ ﻖ اﻝﺸ ﻴﺎﻃﻴﻦ ،وﻃ ﺎح وﺵ ﻴﻆ اﻝ ﻨﻔﺎق ،واﻥﺤﻠ ﺖ
ﻋﻘ ﺪ اﻝﻜﻔ ﺮ واﻝﺸ ﻘﺎق ،وﻓﻬ ﺘﻢ ﺑﻜﻠﻤ ﺔ اﻹﺥ ﻼص ﻓ ﻲ ﻥﻔ ﺮ ﻡ ﻦ
اﻝﺒ ﻴﺾ اﻝﺨﻤ ﺎص ،وآﻨ ﺘﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺵ ﻔﺎ ﺡﻔ ﺮة ﻡ ﻦ اﻝ ﻨﺎر ،ﻡﺬﻗ ﺔ
اﻝﺸ ﺎرب ،وﻥﻬ ﺰة اﻝﻄﺎﻡ ﻊ ،وﻗﺒﺴ ﺔ اﻝﻌﺠ ﻼن ،وﻡﻮﻃ ﺊ اﻷﻗﺪام،
ﺗﺸ ﺮﺑﻮن اﻝﻄ ﺮق ،وﺗﻘ ﺘﺎﺗﻮن اﻝﻘ ﺪ ،أذﻝ ﺔ ﺥﺎﺱ ﺌﻴﻦ ،ﺗﺨﺎﻓ ﻮن أن
ی ﺘﺨﻄﻔﻜﻢ اﻝ ﻨﺎس ﻡ ﻦ ﺡ ﻮﻝﻜﻢ ،ﻓﺄﻥﻘ ﺬآﻢ اﷲ ﺗ ﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻝ ﻰ
ﺑﻤﺤﻤ ﺪ ،ﺑﻌ ﺪ اﻝﻠﺘ ﻴﺎ واﻝﺘ ﻲ ،وﺑﻌ ﺪ أن ﻡﻨ ﻲ ﺑ ﺒﻬﻢ اﻝ ﺮﺝﺎل،
وذؤﺑ ﺎن اﻝﻌﺮب ،وﻡﺮدة أهﻞ اﻝﻜﺘﺎب ،آﻠﻤﺎ أوﻗﺪوا ﻥﺎرا ﻝﻠﺤﺮب
أﻃﻔﺄه ﺎ اﷲ ،أو ﻥﺠ ﻢ ﻗ ﺮن اﻝﺸ ﻴﻄﺎن أو ﻓﻐ ﺮت ﻓﺎﻏ ﺮة ﻡ ﻦ
اﻝﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ﻗﺬف أﺥﺎﻩ ﻓﻲ ﻝﻬﻮاﺗﻬﺎ ،ﻓﻼ یﻨﻜﻔﺊ ﺡﺘﻰ یﻄﺄ ﺝﻨﺎﺡﻬﺎ
ﺑﺄﺥﻤﺼ ﻪ ،ویﺨﻤ ﺪ ﻝﻬ ﺒﻬﺎ ﺑﺴ ﻴﻔﻪ ،ﻡﻜ ﺪودا ﻓﻲ ذات اﷲ ،ﻡﺠﺘﻬﺪا
ﻓﻲ أﻡﺮ اﷲ ،ﻗﺮیﺒﺎ ﻡﻦ رﺱﻮل اﷲ ،ﺱﻴﺪا ﻓﻲ أوﻝﻴﺎء اﷲ ،ﻡﺸﻤﺮا
ﻥﺎﺹ ﺤﺎ ،ﻡﺠ ﺪا آﺎدﺡ ﺎ ،ﻻ ﺗﺄﺥ ﺬﻩ ﻓ ﻲ اﷲ ﻝ ﻮﻡﺔ ﻻﺋ ﻢ ،وأﻥ ﺘﻢ ﻓﻲ
رﻓﺎه ﻴﺔ ﻡ ﻦ اﻝﻌ ﻴﺶ ،وادﻋﻮن ،ﻓﺎآﻬﻮن ،ﺁﻡﻨﻮن ،ﺗﺘﺮﺑﺼﻮن ﺑﻨﺎ
اﻝﺪواﺋ ﺮ ،وﺗ ﺘﻮآﻔﻮن اﻷﺥﺒﺎر ،وﺗﻨﻜﺼﻮن ﻋﻨﺪ اﻝﻨﺰال ،وﺗﻔﺮون
ﻡﻦ اﻝﻘﺘﺎل.
ﻓﻠﻤ ﺎ اﺥ ﺘﺎر اﷲ ﻝﻨﺒ ﻴﻪ دار أﻥﺒ ﻴﺎﺋﻪ ،وﻡ ﺄوى أﺹﻔﻴﺎﺋﻪ ،ﻇﻬﺮ
ﻓ ﻴﻜﻢ ﺡﺴ ﻜﺔ اﻝ ﻨﻔﺎق ،وﺱ ﻤﻞ ﺝﻠ ﺒﺎب اﻝ ﺪیﻦ ،وﻥﻄ ﻖ آ ﺎﻇﻢ
اﻝﻐﺎویﻦ ،وﻥﺒﻎ ﺥﺎﻡﻞ اﻷﻗﻠﻴﻦ ،وهﺪر ﻓﻨﻴﻖ اﻝﻤﺒﻄﻠﻴﻦ ،ﻓﺨﻄﺮ ﻓﻲ
ﻋﺮﺹ ﺎﺗﻜﻢ ،وأﻃﻠ ﻊ اﻝﺸ ﻴﻄﺎن رأﺱ ﻪ ﻡ ﻦ ﻡﻐ ﺮزﻩ ،هﺎﺗﻔ ﺎ ﺑﻜ ﻢ،
١٠٥
ﻓﺄﻝﻔ ﺎآﻢ ﻝﺪﻋ ﻮﺗﻪ ﻡﺴ ﺘﺠﻴﺒﻴﻦ ،وﻝﻠﻌ ﺰة ﻓ ﻴﻪ ﻡﻼﺡﻈ ﻴﻦ ،ﺙ ﻢ
اﺱﺘﻨﻬﻀ ﻜﻢ ﻓ ﻮﺝﺪآﻢ ﺥﻔﺎﻓ ﺎ ،وأﺡﺸﻤﻜﻢ ﻓﺄﻝﻔﺎآﻢ ﻏﻀﺎﺑﺎ ،ﻓﻮﺱﻤﺘﻢ
ﻏﻴ ﺮ إﺑﻠﻜ ﻢ ،ووردﺗ ﻢ ﻏﻴ ﺮ ﻡﺸﺮﺑﻜﻢ ،هﺬا واﻝﻌﻬﺪ ﻗﺮیﺐ ،واﻝﻜﻠﻢ
رﺡ ﻴﺐ ،واﻝﺠ ﺮح ﻝﻤ ﺎ ی ﻨﺪﻡﻞ ،واﻝﺮﺱ ﻮل ﻝﻤ ﺎ یﻘﺒ ﺮ ،اﺑ ﺘﺪارا
زﻋﻤﺘﻢ ﺥﻮف اﻝﻔﺘﻨﺔ ،أﻻ ﻓﻲ اﻝﻔﺘﻨﺔ ﺱﻘﻄﻮا ،وإن ﺝﻬﻨﻢ ﻝﻤﺤﻴﻄﺔ
ﺑﺎﻝﻜﺎﻓﺮیﻦ.
ﻓﻬﻴﻬﺎت ﻡﻨﻜﻢ ،وآﻴﻒ ﺑﻜﻢ ،وأﻥﻰ ﺗﺆﻓﻜﻮن ،وآﺘﺎب اﷲ ﺑﻴﻦ
أﻇﻬ ﺮآﻢ ،أﻡ ﻮرﻩ ﻇﺎه ﺮة ،وأﺡﻜﺎﻡ ﻪ زاه ﺮة ،وأﻋﻼﻡ ﻪ ﺑﺎهﺮة،
وزواﺝ ﺮﻩ ﻻﺋﺤ ﺔ ،وأواﻡ ﺮﻩ واﺽ ﺤﺔ ،وﻗ ﺪ ﺥﻠﻔ ﺘﻤﻮﻩ وراء
ﻇﻬ ﻮرآﻢ ،أرﻏ ﺒﺔ ﻋ ﻨﻪ ﺗ ﺮیﺪون ،أم ﺑﻐﻴ ﺮﻩ ﺗﺤﻜﻤ ﻮن ،ﺑ ﺌﺲ
ﻝﻠﻈﺎﻝﻤﻴﻦ ﺑﺪﻻ ،وﻡﻦ یﺘﺒﻊ ﻏﻴﺮ اﻹﺱﻼم دیﻨﺎ ﻓﻠﻦ یﻘﺒﻞ ﻡﻨﻪ ،وهﻮ
ﻓﻲ اﻵﺥﺮة ﻡﻦ اﻝﺨﺎﺱﺮیﻦ.
ﺙ ﻢ ﻝﻢ ﺗﻠﺒﺜﻮا إﻻ ریﺚ أن ﺗﺴﻜﻦ ﻥﻔﺮﺗﻬﺎ ،ویﺴﻠﺲ ﻗﻴﺎدهﺎ ،ﺙﻢ
أﺥ ﺬﺗﻢ ﺗ ﻮرون وﻗ ﺪﺗﻬﺎ ،وﺗﻬﻴﺠﻮن ﺝﻤﺮﺗﻬﺎ ،وﺗﺴﺘﺠﻴﺒﻮن ﻝﻬﺘﺎف
اﻝﺸ ﻴﻄﺎن اﻝﻐ ﻮي ،وإﻃﻔ ﺎء أﻥ ﻮار اﻝ ﺪیﻦ اﻝﺠﻠ ﻲ ،وإهﻤ ﺎل ﺱ ﻨﻦ
اﻝﻨﺒ ﻲ اﻝﺼ ﻔﻲ ،ﺗﺸ ﺮﺑﻮن ﺡﺴ ﻮا ﻓ ﻲ ارﺗﻐ ﺎء ،وﺗﻤﺸ ﻮن ﻷهﻠ ﻪ
ووﻝ ﺪﻩ ﻓ ﻲ اﻝﺨﻤ ﺮة واﻝﻀ ﺮاء ،ویﺼ ﻴﺮ ﻡ ﻨﻜﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻡ ﺜﻞ ﺡ ﺰ
اﻝﻤ ﺪى ،ووﺥ ﺰ اﻝﺴ ﻨﺎن ﻓ ﻲ اﻝﺤﺸ ﺎ ،وأﻥ ﺘﻢ اﻵن ﺗﺰﻋﻤﻮن أن ﻻ
إرث ﻝ ﻨﺎ ،أﻓﺤﻜ ﻢ اﻝﺠﺎهﻠ ﻴﺔ ﺗ ﺒﻐﻮن ،وﻡ ﻦ أﺡﺴ ﻦ ﻡ ﻦ اﷲ ﺡﻜﻤ ﺎ
ﻝﻘ ﻮم یﻮﻗ ﻨﻮن ،أ ﻓ ﻼ ﺗﻌﻠﻤ ﻮن ،ﺑﻠ ﻰ ﻗ ﺪ ﺗﺠﻠ ﻰ ﻝﻜ ﻢ آﺎﻝﺸ ﻤﺲ
اﻝﻀﺎﺡﻴﺔ أﻥﻲ اﺑﻨﺘﻪ.
أیﻬﺎ اﻝﻤﺴﻠﻤﻮن ،أ أﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ إرﺙﻲ؟
ی ﺎ اﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻗﺤﺎﻓ ﺔ ،أ ﻓ ﻲ آ ﺘﺎب اﷲ ﺗﺮث أﺑﺎك ،وﻻ أرث
أﺑ ﻲ ،ﻝﻘ ﺪ ﺝ ﺌﺖ ﺵ ﻴﺌﺎ ﻓ ﺮیﺎ ،أ ﻓﻌﻠ ﻰ ﻋﻤ ﺪ ﺗ ﺮآﺘﻢ آ ﺘﺎب اﷲ،
ﺙ ﺳُــ ﹶﻠﻴْﻤﺎ ﹸﻥ ﺩﺍﻭُ َﺩ
وﻥ ﺒﺬﺗﻤﻮﻩ وراء ﻇﻬ ﻮرآﻢ ،إذ یﻘ ﻮل :ﻭ َﻭ ِﺭ ﹶ
ﺐ ﻟِﻲ
وﻗ ﺎل ﻓ ﻴﻤﺎ اﻗﺘﺺ ﻡﻦ ﺥﺒﺮ یﺤﻴﻰ ﺑﻦ زآﺮیﺎ ،إذ ﻗﺎل :ﹶﻓ َﻬ ْ
١٠٦
ﺏ ،وﻗﺎل :ﻭﺃﹸﻭﻟﹸﻮﺍ ﺍﻻﺭْﺣﺎ ِﻡ
ﻚ َﻭِﻟﻴﺎ َﻳ ِﺮﹸﺛﻨِﻲ ﻭَﻳ ِﺮﺙﹸ ِﻣ ْﻦ ﺁ ِﻝ َﻳ ْﻌﻘﹸﻮ َ
ِﻣ ْﻦ ﹶﻟﺪُ ْﻧ َ
ﺏ ﺍﻟ ﱠﻠ ِﻪ وﻗ ﺎل :ﻳُﻮﺻِﻴ ﹸﻜ ُﻢ ﺍﻟ ﱠﻠ ُﻪ ﻓِﻲ
ﺾ ﻓِـﻲ ﻛِﺘﺎ ِ
َﺑ ْﻌﻀُـ ُﻬ ْﻢ ﹶﺃﻭْﱃ ﺑِـَﺒ ْﻌ ٍ
ﺻﱠﻴﺔﹸ
ﻆ ﺍﻻ ْﻧﹶﺜَﻴ ْﻴ ِﻦ وﻗ ﺎلِ :ﺇ ﹾﻥ َﺗ َﺮ َﻙ َﺧﻴْﺮﹰﺍ ﺍ ﹾﻟ َﻮ ِ
ﹶﺃﻭْﻻ ِﺩﻛﹸـ ْﻢ ﻟِﻠ ﱠﺬ ﹶﻛ ِﺮ ِﻣ ﹾﺜﻞﹸ َﺣ ﱢ
ﲔ.. ﻑ ﺣَﻘًّﺎ َﻋﻠﹶﻰ ﺍ ﹾﻟﻤُﱠﺘ ِﻘ َﲔ ﺑِﺎ ﹾﻟ َﻤ ْﻌﺮُﻭ ِ
ِﻟﻠﹾﻮﺍِﻟ َﺪْﻳ ِﻦ ﻭﺍ َﻷ ﹾﻗ َﺮِﺑ َ
وزﻋﻤ ﺘﻢ أن ﻻ ﺡﻈ ﻮة ﻝ ﻲ ،وﻻ إرث ﻡ ﻦ أﺑ ﻲ ،وﻻ رﺡ ﻢ
ﺑﻴﻨ ﻨﺎ ،أﻓﺨﺼ ﻜﻢ اﷲ ﺑﺂی ﺔ أﺥ ﺮج أﺑ ﻲ ﻡ ﻨﻬﺎ ،أم ه ﻞ ﺗﻘﻮﻝ ﻮن إن
أه ﻞ ﻡﻠﺘ ﻴﻦ ﻻیﺘﻮارﺙﺎن ،أ وﻝﺴﺖ أﻥﺎ وأﺑﻲ ﻡﻦ أهﻞ ﻡﻠﺔ واﺡﺪة،
أم أﻥ ﺘﻢ أﻋﻠ ﻢ ﺑﺨﺼ ﻮص اﻝﻘ ﺮﺁن وﻋﻤﻮﻡﻪ ﻡﻦ أﺑﻲ واﺑﻦ ﻋﻤﻲ،
ﻓ ﺪوﻥﻜﻬﺎ ﻡﺨﻄ ﻮﻡﺔ ﻡ ﺮﺡﻮﻝﺔ ،ﺗﻠﻘ ﺎك ی ﻮم ﺡﺸ ﺮك ،ﻓ ﻨﻌﻢ اﻝﺤﻜ ﻢ
اﷲ ،واﻝﺰﻋﻴﻢ ﻡﺤﻤﺪ ،واﻝﻤﻮﻋﺪ اﻝﻘﻴﺎﻡﺔ ،وﻋﻨﺪ اﻝﺴﺎﻋﺔ یﺨﺴﺮ
اﻝﻤ ﺒﻄﻠﻮن ،وﻻی ﻨﻔﻌﻜﻢ إذ ﺗ ﻨﺪﻡﻮن ،وﻝﻜ ﻞ ﻥ ﺒﺄ ﻡﺴ ﺘﻘﺮ ،وﺱ ﻮف
ﺗﻌﻠﻤﻮن ﻡﻦ یﺄﺗﻴﻪ ﻋﺬاب یﺨﺰیﻪ ،ویﺤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺬاب ﻡﻘﻴﻢ.
ﺙ ﻢ رﻡ ﺖ ﺑﻄ ﺮﻓﻬﺎ ﻥﺤ ﻮ اﻷﻥﺼﺎر ﻓﻘﺎﻝﺖ :یﺎ ﻡﻌﺸﺮ اﻝﻨﻘﻴﺒﺔ،
وأﻋﻀ ﺎد اﻝﻤﻠ ﺔ ،وﺡﻀ ﻨﺔ اﻹﺱ ﻼم ،ﻡ ﺎ ه ﺬﻩ اﻝﻐﻤﻴﺰة ﻓﻲ ﺡﻘﻲ،
واﻝﺴﻨﺔ ﻋﻦ ﻇﻼﻡﺘﻲ ،أﻡﺎ آﺎن رﺱﻮل اﷲ أﺑﻲ یﻘﻮل :اﻝﻤﺮء
یﺤﻔ ﻆ ﻓ ﻲ وﻝ ﺪﻩ ،ﺱ ﺮﻋﺎن ﻡ ﺎ أﺡﺪﺙﺘﻢ ،وﻋﺠﻼن ذا إهﺎﻝﺔ ،وﻝﻜﻢ
ﻃﺎﻗﺔ ﺑﻤﺎ أﺡﺎول ،وﻗﻮة ﻋﻠﻰ ﻡﺎ أﻃﻠﺐ وأزاول ،أﺗﻘﻮﻝﻮن :ﻡﺎت
ﻡﺤﻤ ﺪ ،ﻓﺨﻄ ﺐ ﺝﻠ ﻴﻞ ،اﺱﺘﻮﺱ ﻊ وه ﻨﻪ ،واﺱ ﺘﻨﻬﺮ ﻓ ﺘﻘﻪ،
واﻥﻔ ﺘﻖ رﺗﻘ ﻪ ،وأﻇﻠﻤ ﺖ اﻷرض ﻝﻐﻴﺒ ﺘﻪ ،وآﺴ ﻔﺖ اﻝﺸ ﻤﺲ
واﻝﻘﻤ ﺮ ،واﻥﺘﺜ ﺮت اﻝ ﻨﺠﻮم ﻝﻤﺼﻴﺒﺘﻪ ،وأآﺪت اﻵﻡﺎل ،وﺥﺸﻌﺖ
اﻝﺠ ﺒﺎل ،وأﺽ ﻴﻊ اﻝﺤ ﺮیﻢ ،وأزیﻠ ﺖ اﻝﺤ ﺮﻡﺔ ﻋ ﻨﺪ ﻡﻤﺎﺗ ﻪ ،ﻓ ﺘﻠﻚ
واﷲ اﻝ ﻨﺎزﻝﺔ اﻝﻜﺒ ﺮى ،واﻝﻤﺼﻴﺒﺔ اﻝﻌﻈﻤﻰ ،ﻻ ﻡﺜﻠﻬﺎ ﻥﺎزﻝﺔ ،وﻻ
ﺑﺎﺋﻘ ﺔ ﻋﺎﺝﻠ ﺔ ،أﻋﻠ ﻦ ﺑﻬ ﺎ آ ﺘﺎب اﷲ ﺝ ﻞ ﺙﻨﺎؤﻩ ﻓﻲ أﻓﻨﻴﺘﻜﻢ ،وﻓﻲ
ﻡﻤﺴ ﺎآﻢ وﻡﺼﺒﺤﻜﻢ ،یﻬﺘﻒ ﻓﻲ أﻓﻨﻴﺘﻜﻢ هﺘﺎﻓﺎ وﺹﺮاﺥﺎ ،وﺗﻼوة
وأﻝﺤﺎﻥﺎ ،وﻝﻘﺒﻠﻪ ﻡﺎ ﺡﻞ ﺑﺄﻥﺒﻴﺎء اﷲ ورﺱﻠﻪ ،ﺡﻜﻢ ﻓﺼﻞ ،وﻗﻀﺎء
ﺕ ﺃﹶﻭ
ﺖ ِﻣ ْﻦ ﹶﻗ ْﺒ ِﻠ ِﻪ ﺍﻟ ﱡﺮ ُﺳ ﹸﻞ ﺃ ﹶﻓِﺈ ﹾﻥ ﻣﺎ َ ﺤ ﱠﻤﺪٌ ﺇﻻ َﺭﺳُﻮﻝﹲ ﹶﻗ ْﺪ َﺧ ﹶﻠ ْ ﺡ ﺘﻢ ،ﻭﻣﺎ ُﻣ َ
١٠٧
ﻀ ﱠﺮ ﺍﻟ ﱠﻠ َﻪ َﺷﻴْﺌﹰﺎ
ﺐ ﻋَﻠﻰ َﻋ ِﻘَﺒ ْﻴ ِﻪ ﹶﻓ ﹶﻠ ْﻦ َﻳ ُ
ﻗﹸـِﺘ ﹶﻞ ﺍ ْﻧ ﹶﻘ ﹶﻠ ْﺒُﺘ ْﻢ ﻋَﻠﻰ ﹶﺃﻋْﻘﺎِﺑ ﹸﻜ ْﻢ ﻭ َﻣ ْﻦ َﻳ ْﻨ ﹶﻘ ِﻠ ْ
ﺠﺰِﻱ ﺍﻟ ﱠﻠ ُﻪ ﺍﻟﺸﱠﺎ ِﻛﺮِﻳ َﻦ.
ﻭ َﺳَﻴ ْ
إیﻬ ﺎ ﺑﻨ ﻲ ﻗ ﻴﻠﻪ ،أ أهﻀ ﻢ ﺗ ﺮاث أﺑ ﻲ ،وأﻥ ﺘﻢ ﺑﻤ ﺮأى ﻡﻨ ﻲ
وﻡﺴ ﻤﻊ ،وﻡﻨ ﺘﺪى وﻡﺠﻤ ﻊ ،ﺗﻠﺒﺴ ﻜﻢ اﻝﺪﻋ ﻮة ،وﺗﺸﻤﻠﻜﻢ اﻝﺨﺒﺮة،
وأﻥ ﺘﻢ ذوو اﻝﻌ ﺪد واﻝﻌ ﺪة ،واﻷداة واﻝﻘ ﻮة ،وﻋ ﻨﺪآﻢ اﻝﺴ ﻼح
واﻝﺠ ﻨﺔ ،ﺗﻮاﻓ ﻴﻜﻢ اﻝﺪﻋ ﻮة ﻓ ﻼ ﺗﺠﻴ ﺒﻮن ،وﺗﺄﺗ ﻴﻜﻢ اﻝﺼ ﺮﺥﺔ ﻓ ﻼ
ﺗﻐﻴ ﺜﻮن ،وأﻥ ﺘﻢ ﻡﻮﺹ ﻮﻓﻮن ﺑﺎﻝﻜﻔ ﺎح ،ﻡﻌ ﺮوﻓﻮن ﺑﺎﻝﺨﻴ ﺮ
واﻝﺼ ﻼح ،واﻝﻨﺨ ﺒﺔ اﻝﺘ ﻲ اﻥﺘﺨ ﺒﺖ ،واﻝﺨﻴ ﺮة اﻝﺘ ﻲ اﺥﺘﻴ ﺮت ﻝﻨﺎ
أه ﻞ اﻝﺒ ﻴﺖ ،ﻗﺎﺗﻠ ﺘﻢ اﻝﻌ ﺮب ،وﺗﺤﻤﻠ ﺘﻢ اﻝﻜ ﺪ واﻝ ﺘﻌﺐ ،وﻥﺎﻃﺤ ﺘﻢ
اﻷﻡ ﻢ ،وآﺎﻓﺤ ﺘﻢ اﻝ ﺒﻬﻢ ،ﻻ ﻥﺒ ﺮح أو ﺗﺒ ﺮﺡﻮن ،ﻥﺄﻡ ﺮآﻢ
ﻓﺘﺄﺗﻤ ﺮون ،ﺡﺘ ﻰ إذا دارت ﺑ ﻨﺎ رﺡ ﻰ اﻹﺱ ﻼم ،ودر ﺡﻠ ﺐ
اﻷیﺎم ،وﺥﻀﻌﺖ ﺙﻐﺮة اﻝﺸﺮك ،وﺱﻜﻨﺖ ﻓﻮرة اﻹﻓﻚ ،وﺥﻤﺪت
ﻥﻴﺮان اﻝﻜﻔﺮ ،وهﺪأت دﻋﻮة اﻝﻬﺮج ،واﺱﺘﻮﺱﻖ ﻥﻈﺎم اﻝﺪیﻦ.
ﻓﺄﻥ ﻰ ﺡ ﺰﺗﻢ ﺑﻌ ﺪ اﻝﺒ ﻴﺎن ،وأﺱﺮرﺗﻢ ﺑﻌﺪ اﻹﻋﻼن ،وﻥﻜﺼﺘﻢ
ﺑﻌ ﺪ اﻹﻗ ﺪام ،وأﺵ ﺮآﺘﻢ ﺑﻌ ﺪ اﻹیﻤ ﺎن ،ﺑﺆﺱ ﺎ ﻝﻘ ﻮم ﻥﻜ ﺜﻮا أیﻤﺎﻥﻬﻢ
ﻡ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﻋﻬ ﺪهﻢ ،وهﻤ ﻮا ﺑﺈﺥ ﺮاج اﻝﺮﺱ ﻮل ،وه ﻢ ﺑﺪءوآﻢ
أول ﻡﺮة ،أﺗﺨﺸﻮﻥﻬﻢ ﻓﺎﷲ أﺡﻖ أن ﺗﺨﺸﻮﻩ ،إن آﻨﺘﻢ ﻡﺆﻡﻨﻴﻦ.
أﻻ وﻗ ﺪ أرى أن ﻗ ﺪ أﺥﻠ ﺪﺗﻢ إﻝ ﻰ اﻝﺨﻔﺾ ،وأﺑﻌﺪﺗﻢ ﻡﻦ هﻮ
أﺡ ﻖ ﺑﺎﻝﺒﺴ ﻂ واﻝﻘ ﺒﺾ ،وﺥﻠ ﻮﺗﻢ ﺑﺎﻝﺪﻋ ﺔ ،وﻥﺠ ﻮﺗﻢ ﺑﺎﻝﻀﻴﻖ ﻡﻦ
اﻝﺴ ﻌﺔ ،ﻓﻤﺠﺠﺘﻢ ﻡﺎ وﻋﻴﺘﻢ ،ودﺱﻌﺘﻢ اﻝﺬي ﺗﺴﻮﻏﺘﻢ ،ﻓﺈن ﺗﻜﻔﺮوا
أﻥﺘﻢ وﻡﻦ ﻓﻲ اﻷرض ﺝﻤﻴﻌﺎ ،ﻓﺈن اﷲ ﻝﻐﻨﻲ ﺡﻤﻴﺪ.
أﻻ وﻗ ﺪ ﻗﻠ ﺖ ﻡ ﺎ ﻗﻠ ﺖ هﺬا ،ﻋﻠﻰ ﻡﻌﺮﻓﺔ ﻡﻨﻲ ﺑﺎﻝﺠﺬﻝﺔ اﻝﺘﻲ
ﺥﺎﻡ ﺮﺗﻜﻢ ،واﻝﻐ ﺪرة اﻝﺘ ﻲ اﺱﺘﺸ ﻌﺮﺗﻬﺎ ﻗﻠ ﻮﺑﻜﻢ ،وﻝﻜ ﻨﻬﺎ ﻓﻴﻀ ﺔ
اﻝ ﻨﻔﺲ ،وﻥﻔ ﺜﺔ اﻝﻐ ﻴﻆ ،وﺥ ﻮر اﻝﻘ ﻨﺎة ،وﺑ ﺜﺔ اﻝﺼ ﺪر ،وﺗﻘﺪﻡ ﺔ
اﻝﺤﺠ ﺔ ،ﻓﺪوﻥﻜﻤ ﻮهﺎ ﻓﺎﺡﺘﻘ ﺒﻮهﺎ دﺑﺮة اﻝﻈﻬﺮ ،ﻥﻘﺒﺔ اﻝﺨﻒ ،ﺑﺎﻗﻴﺔ
اﻝﻌ ﺎر ،ﻡﻮﺱ ﻮﻡﺔ ﺑﻐﻀ ﺐ اﻝﺠ ﺒﺎر ،وﺵﻨﺎر اﻷﺑﺪ ،ﻡﻮﺹﻮﻝﺔ ﺑﻨﺎر
اﷲ اﻝﻤﻮﻗﺪة ،اﻝﺘﻲ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺌﺪة.
١٠٨
ﻓﺒﻌ ﻴﻦ اﷲ ﻡ ﺎ ﺗﻔﻌﻠ ﻮن ،وﺱ ﻴﻌﻠﻢ اﻝ ﺬیﻦ ﻇﻠﻤ ﻮا أي ﻡ ﻨﻘﻠﺐ
یﻨﻘﻠﺒﻮن ،وأﻥﺎ اﺑﻨﺔ ﻥﺬیﺮ ﻝﻜﻢ ،ﺑﻴﻦ یﺪي ﻋﺬاب ﺵﺪیﺪ ،ﻓﺎﻋﻤﻠﻮا إﻥﺎ
ﻋﺎﻡﻠﻮن ،واﻥﺘﻈﺮوا إﻥﺎ ﻡﻨﺘﻈﺮون.
ﻓﺄﺝﺎﺑﻬ ﺎ أﺑﻮﺑﻜ ﺮ ﻋ ﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋ ﺜﻤﺎن وﻗﺎل :یﺎ ﺑﻨﺖ رﺱﻮل
اﷲ ﻝﻘ ﺪ آ ﺎن أﺑ ﻮك ﺑﺎﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ﻋﻄ ﻮﻓﺎ آ ﺮیﻤﺎ ،رءوﻓ ﺎ رﺡ ﻴﻤﺎ،
وﻋﻠﻰ اﻝﻜﺎﻓﺮیﻦ ﻋﺬاﺑﺎ أﻝﻴﻤﺎ ،وﻋﻘﺎﺑﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ،إن ﻋﺰوﻥﺎﻩ وﺝﺪﻥﺎﻩ
أﺑ ﺎك دون اﻝﻨﺴ ﺎء ،وأﺥ ﺎ إﻝﻔ ﻚ دون اﻷﺥ ﻼء ،ﺁﺙ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ
ﺡﻤ ﻴﻢ ،وﺱ ﺎﻋﺪﻩ ﻓ ﻲ آ ﻞ أﻡ ﺮ ﺝﺴ ﻴﻢ ،ﻻ یﺤ ﺒﻜﻢ إﻻ ﺱ ﻌﻴﺪ ،وﻻ
یﺒﻐﻀ ﻜﻢ إﻻ ﺵ ﻘﻲ ﺑﻌ ﻴﺪ ،ﻓﺄﻥ ﺘﻢ ﻋﺘ ﺮة رﺱ ﻮل اﷲ اﻝﻄﻴ ﺒﻮن،
اﻝﺨﻴ ﺮة اﻝﻤﻨﺘﺠ ﺒﻮن ،ﻋﻠ ﻰ اﻝﺨﻴ ﺮ أدﻝﺘ ﻨﺎ ،وإﻝ ﻰ اﻝﺠ ﻨﺔ ﻡﺴ ﺎﻝﻜﻨﺎ،
وأﻥ ﺖ ی ﺎ ﺥﻴ ﺮة اﻝﻨﺴ ﺎء ،واﺑﻨﺔ ﺥﻴﺮ اﻷﻥﺒﻴﺎء ،ﺹﺎدﻗﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻝﻚ،
ﺱ ﺎﺑﻘﺔ ﻓ ﻲ وﻓﻮر ﻋﻘﻠﻚ ،ﻏﻴﺮ ﻡﺮدودة ﻋﻦ ﺡﻘﻚ ،وﻻ ﻡﺼﺪودة
ﻋ ﻦ ﺹ ﺪﻗﻚ ،واﷲ ﻡ ﺎ ﻋ ﺪوت رأي رﺱﻮل اﷲ ،وﻻ ﻋﻤﻠﺖ إﻻ
ﺑﺈذﻥ ﻪ ،واﻝﺮاﺋﺪ ﻻ یﻜﺬب أهﻠﻪ ،وإﻥﻲ أﺵﻬﺪ اﷲ وآﻔﻰ ﺑﻪ ﺵﻬﻴﺪا،
أﻥ ﻲ ﺱ ﻤﻌﺖ رﺱ ﻮل اﷲ یﻘ ﻮل :ﻥﺤ ﻦ ﻡﻌﺎﺵ ﺮ اﻷﻥﺒ ﻴﺎء ﻻ
ﻥ ﻮرث ذه ﺒﺎ وﻻ ﻓﻀ ﺔ ،وﻻ دارا وﻻ ﻋﻘ ﺎرا ،وإﻥﻤ ﺎ ﻥ ﻮرث
اﻝﻜ ﺘﺎب واﻝﺤﻜﻤ ﺔ واﻝﻌﻠﻢ واﻝﻨﺒﻮة ،وﻡﺎ آﺎن ﻝﻨﺎ ﻡﻦ ﻃﻌﻤﺔ ﻓﻠﻮﻝﻲ
اﻷﻡ ﺮ ﺑﻌ ﺪﻥﺎ ،أن یﺤﻜ ﻢ ﻓ ﻴﻪ ﺑﺤﻜﻤ ﻪ ،وﻗ ﺪ ﺝﻌﻠ ﻨﺎ ﻡ ﺎ ﺡﺎوﻝﺘﻪ ﻓﻲ
اﻝﻜ ﺮاع واﻝﺴ ﻼح ،یﻘﺎﺗ ﻞ ﺑﻬ ﺎ اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻮن ،ویﺠﺎه ﺪون اﻝﻜﻔ ﺎر،
ویﺠﺎﻝ ﺪون اﻝﻤ ﺮدة اﻝﻔﺠ ﺎر ،وذﻝ ﻚ ﺑﺈﺝﻤ ﺎع ﻡ ﻦ اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ،ﻝ ﻢ
أﻥﻔ ﺮد ﺑﻪ وﺡﺪي ،وﻝﻢ أﺱﺘﺒﺪ ﺑﻤﺎ آﺎن اﻝﺮأي ﻋﻨﺪي ،وهﺬﻩ ﺡﺎﻝﻲ
وﻡﺎﻝ ﻲ ،هﻲ ﻝﻚ وﺑﻴﻦ یﺪیﻚ ،ﻻ ﺗﺰوى ﻋﻨﻚ ،وﻻ ﻥﺪﺥﺮ دوﻥﻚ،
وإﻥﻚ وأﻥﺖ ﺱﻴﺪة أﻡﺔ أﺑﻴﻚ ،واﻝﺸﺠﺮة اﻝﻄﻴﺒﺔ ﻝﺒﻨﻴﻚ ،ﻻ ﻥﺪﻓﻊ ﻡﺎ
ﻝ ﻚ ﻡ ﻦ ﻓﻀ ﻠﻚ ،وﻻ یﻮﺽ ﻊ ﻓ ﻲ ﻓ ﺮﻋﻚ وأﺹ ﻠﻚ ،ﺡﻜﻤﻚ ﻥﺎﻓﺬ
ﻓﻴﻤﺎ ﻡﻠﻜﺖ یﺪاي ،ﻓﻬﻞ ﺗﺮیﻦ أن أﺥﺎﻝﻒ ﻓﻲ ذاك أﺑﺎك.
ﻓﻘﺎﻝ ﺖ :ﺱ ﺒﺤﺎن اﷲ ﻡ ﺎ آ ﺎن أﺑ ﻲ رﺱ ﻮل اﷲ ﻋ ﻦ
آ ﺘﺎب اﷲ ﺹ ﺎدﻓﺎ ،وﻻ ﻷﺡﻜﺎﻡ ﻪ ﻡﺨﺎﻝﻔ ﺎ ،ﺑ ﻞ آ ﺎن یﺘ ﺒﻊ أﺙ ﺮﻩ،
١٠٩
ویﻘﻔﻮ ﺱﻮرﻩ ،أﻓﺘﺠﻤﻌﻮن إﻝﻰ اﻝﻐﺪر اﻋﺘﻼﻻ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻝﺰور ،وهﺬا
ﺑﻌ ﺪ وﻓﺎﺗ ﻪ ﺵ ﺒﻴﻪ ﺑﻤ ﺎ ﺑﻐﻲ ﻝﻪ ﻡﻦ اﻝﻐﻮاﺋﻞ ﻓﻲ ﺡﻴﺎﺗﻪ ،هﺬا آﺘﺎب
اﷲ ﺡﻜﻤ ﺎ ﻋ ﺪﻻ ،وﻥﺎﻃﻘ ﺎ ﻓﺼ ﻼ ،یﻘ ﻮلَ :ﻳ ِﺮﺛﹸﻨِـﻲ ﻭَﻳ ِﺮﺙﹸ ِﻣ ْﻦ ﺁ ِﻝ
ﺙ ُﺳ ﹶﻠ ْﻴﻤﺎ ﹸﻥ ﺩﺍﻭُ َﺩ ،وﺑﻴﻦ ﻋﺰ وﺝﻞ ﻓﻴﻤﺎﺏ ویﻘﻮل :ﻭ َﻭ ِﺭ ﹶ
َﻳ ْﻌﻘﹸـﻮ َ
وزع ﻡﻦ اﻷﻗﺴﺎط ،وﺵﺮع ﻡﻦ اﻝﻔﺮاﺋﺾ واﻝﻤﻴﺮاث ،وأﺑﺎح ﻡﻦ
ﺡ ﻆ اﻝﺬآ ﺮان واﻹﻥ ﺎث ،ﻡ ﺎ أزاح ﺑ ﻪ ﻋﻠ ﺔ اﻝﻤﺒﻄﻠ ﻴﻦ ،وأزال
اﻝﺘﻈﻨ ﻲ واﻝﺸ ﺒﻬﺎت ﻓ ﻲ اﻝﻐﺎﺑ ﺮیﻦ ،آ ﻼ ﺑ ﻞ ﺱ ﻮﻝﺖ ﻝﻜ ﻢ أﻥﻔﺴ ﻜﻢ
أﻡﺮا ،ﻓﺼﺒﺮ ﺝﻤﻴﻞ ،واﷲ اﻝﻤﺴﺘﻌﺎن ﻋﻠﻰ ﻡﺎ ﺗﺼﻔﻮن.
ﻓﻘ ﺎل أﺑﻮﺑﻜ ﺮ :ﺹ ﺪق اﷲ ورﺱ ﻮﻝﻪ ،وﺹ ﺪﻗﺖ اﺑﻨ ﺘﻪ ،إﻥ ﺖ
ﻡﻌ ﺪن اﻝﺤﻜﻤﺔ ،وﻡﻮﻃﻦ اﻝﻬﺪى واﻝﺮﺡﻤﺔ ،ورآﻦ اﻝﺪیﻦ ،وﻋﻴﻦ
اﻝﺤﺠ ﺔ ،ﻻ أﺑﻌ ﺪ ﺹ ﻮاﺑﻚ ،وﻻ أﻥﻜﺮ ﺥﻄﺎﺑﻚ ،هﺆﻻء اﻝﻤﺴﻠﻤﻮن
ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻚ ،ﻗﻠﺪوﻥﻲ ﻡﺎ ﺗﻘﻠﺪت ،وﺑﺎﺗﻔﺎق ﻡﻨﻬﻢ أﺥﺬت ﻡﺎ أﺥﺬت،
ﻏﻴﺮ ﻡﻜﺎﺑﺮ ،وﻻ ﻡﺴﺘﺒﺪ ،وﻻ ﻡﺴﺘﺄﺙﺮ ،وهﻢ ﺑﺬﻝﻚ ﺵﻬﻮد.
ﻓﺎﻝﺘﻔ ﺘﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ إﻝ ﻰ اﻝ ﻨﺎس وﻗﺎﻝ ﺖ :ﻡﻌﺎﺵ ﺮ اﻝﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ
اﻝﻤﺴ ﺮﻋﺔ إﻝ ﻰ ﻗ ﻴﻞ اﻝ ﺒﺎﻃﻞ ،اﻝﻤﻐﻀ ﻴﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻝﻔﻌ ﻞ اﻝﻘﺒ ﻴﺢ
اﻝﺨﺎﺱ ﺮ ،أ ﻓ ﻼ ﺗﺘﺪﺑﺮون اﻝﻘﺮﺁن ،أم ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮب أﻗﻔﺎﻝﻬﺎ ،آﻼ ﺑﻞ
ران ﻋﻠ ﻰ ﻗﻠ ﻮﺑﻜﻢ ﻡ ﺎ أﺱ ﺄﺗﻢ ﻡ ﻦ أﻋﻤ ﺎﻝﻜﻢ ،ﻓﺄﺥ ﺬ ﺑﺴ ﻤﻌﻜﻢ
وأﺑﺼ ﺎرآﻢ ،وﻝﺒ ﺌﺲ ﻡ ﺎ ﺗﺄوﻝ ﺘﻢ ،وﺱ ﺎء ﻡ ﺎ ﺑ ﻪ أﺵ ﺮﺗﻢ ،وﺵ ﺮ ﻡﺎ
ﻡ ﻨﻪ اﻏﺘﺼ ﺒﺘﻢ ،ﻝ ﺘﺠﺪن واﷲ ﻡﺤﻤﻠ ﻪ ﺙﻘ ﻴﻼ ،وﻏ ﺒﻪ وﺑ ﻴﻼ ،إذا
آﺸ ﻒ ﻝﻜ ﻢ اﻝﻐﻄﺎء ،وﺑﺎن ﺑﺈوراﺋﻪ اﻝﻀﺮاء ،وﺑﺪا ﻝﻜﻢ ﻡﻦ رﺑﻜﻢ
ﻡ ﺎ ﻝ ﻢ ﺗﻜﻮﻥ ﻮا ﺗﺤﺘﺴ ﺒﻮن ،وﺥﺴ ﺮ ه ﻨﺎﻝﻚ اﻝﻤﺒﻄﻠﻮن ،ﺙﻢ ﻋﻄﻔﺖ
ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ اﻝﻨﺒﻲ وﻗﺎﻝﺖ:
ﻗـﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪﻙ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻭﻫﻨﺒﺜﺔ ﻟﻮﻛﻨﺖ ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﱂ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﳋﻄﺐ
ﺇﻧﺎ ﻓﻘﺪﻧﺎﻙ ﻓﻘﺪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺑﻠﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﻞ ﻗﻮﻣﻚ ﻓﺎﺷﻬﺪﻫﻢ ﻭﻻ ﺗﻐﺐ
ﻭﻛـﻞ ﺃﻫﻞ ﻟﻪ ﻗﺮﰉ ﻭﻣﻨـﺰﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﻧﲔ ﻣﻘﺘﺮﺏ
١١٠
ﺃﺑﺪﺕ ﺭﺟﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﳒﻮﻯ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﳌﺎ ﻣﻀﻴﺖ ﻭﺣﺎﻟﺖ ﺩﻭﻧﻚ ﺍﻟﺘﺮﺏ
ﲡﻬﻤﺘـﻨﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﺍﺳﺘﺨﻒ ﺑﻨﺎ ﳌﺎ ﻓﻘﺪﺕ ﻭﻛﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻐﺘﺼﺐ
ﻭﻛﻨﺖ ﺑﺪﺭﺍ ﻭﻧﻮﺭﺍ ﻳﺴﺘﻀﺎﺀ ﺑﻪ ﻋﻠـﻴﻚ ﻳﱰﻝ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺍﻟﻜﺘﺐ
ﻭﻛﺎﻥ ﺟﱪﺋﻴﻞ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﻳﺆﻧﺴﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﻓﻘﺪﺕ ﻭﻛﻞ ﺍﳋﲑ ﳏﺘﺠﺐ
ﻓﻠﻴﺖ ﻗﺒﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﺕ ﺻﺎﺩﻓﻨﺎ ﳌﺎ ﻣﻀﻴﺖ ﻭﺣﺎﻟﺖ ﺩﻭﻧﻚ ﺍﻟﻜﺜﺐ
ﺙ ﻢ اﻥﻜﻔ ﺄت وأﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ ی ﺘﻮﻗﻊ رﺝ ﻮﻋﻬﺎ إﻝﻴﻪ،
وی ﺘﻄﻠﻊ ﻃﻠ ﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠ ﻴﻪ ،ﻓﻠﻤ ﺎ اﺱ ﺘﻘﺮت ﺑﻬ ﺎ اﻝ ﺪار ﻗﺎﻝ ﺖ ﻷﻡﻴ ﺮ
اﻝﻤﺆﻡﻨﻴﻦ :یﺎ اﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻝﺐ اﺵﺘﻤﻠﺖ ﺵﻤﻠﺔ اﻝﺠﻨﻴﻦ ،وﻗﻌﺪت
ﺡﺠ ﺮة اﻝﻈﻨ ﻴﻦ ،ﻥﻘﻀ ﺖ ﻗﺎدﻡﺔ اﻷﺝﺪل ،ﻓﺨﺎﻥﻚ ریﺶ اﻷﻋﺰل،
هﺬا اﺑﻦ أﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ یﺒﺘﺰﻥﻲ ﻥﺤﻠﺔ أﺑﻲ ،وﺑﻠﻐﺔ اﺑﻨﻲّ ،ﻝﻘﺪ أﺝﻬﺪ ﻓﻲ
ﺥﺼ ﺎﻡﻲ ،وأﻝﻔﻴ ﺘﻪ أﻝﺪ ﻓﻲ آﻼﻡﻲ ،ﺡﺘﻰ ﺡﺒﺴﺘﻨﻲ ﻗﻴﻠﺔ ﻥﺼﺮهﺎ،
واﻝﻤﻬﺎﺝ ﺮة وﺹﻠﻬﺎ ،وﻏﻀﺖ اﻝﺠﻤﺎﻋﺔ دوﻥﻲ ﻃﺮﻓﻬﺎ ،ﻓﻼ داﻓﻊ
وﻻ ﻡﺎﻥ ﻊ ،ﺥ ﺮﺝﺖ آﺎﻇﻤ ﺔ ،وﻋ ﺪت راﻏﻤ ﺔ ،أﺽ ﺮﻋﺖ ﺥ ﺪك
ی ﻮم أﺽ ﻌﺖ ﺡ ﺪك ،اﻓﺘﺮﺱ ﺖ اﻝ ﺬﺋﺎب واﻓﺘﺮﺵ ﺖ اﻝﺘ ﺮاب ،ﻡ ﺎ
آﻔﻔ ﺖ ﻗ ﺎﺋﻼ ،وﻻ أﻏﻨ ﻴﺖ ﻃ ﺎﺋﻼ ،وﻻ ﺥﻴﺎر ﻝﻲ ،ﻝﻴﺘﻨﻲ ﻡﺖ ﻗﺒﻞ
هﻨﻴﺌﺘ ﻲ ،ودون ذﻝﺘ ﻲ ،ﻋﺬی ﺮي اﷲ ،ﻡ ﻨﻪ ﻋﺎدی ﺎ ،وﻡ ﻨﻚ ﺡﺎﻡ ﻴﺎ،
وی ﻼي ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺵ ﺎرق ،وی ﻼي ﻓ ﻲ آ ﻞ ﻏ ﺎرب ،ﻡ ﺎت اﻝﻌﻤﺪ،
ووهﻦ اﻝﻌﻀﺪ ،ﺵﻜﻮاي إﻝﻰ أﺑﻲ ،وﻋﺪواي إﻝﻰ رﺑﻲ ،اﻝﻠﻬﻢ إﻥﻚ
أﺵﺪ ﻡﻨﻬﻢ ﻗﻮة وﺡﻮﻻ ،وأﺵﺪ ﺑﺄﺱﺎ وﺗﻨﻜﻴﻼ.
ﻓﻘ ﺎل أﻡﻴ ﺮ اﻝﻤﺆﻡﻨ ﻴﻦ :ﻻ وی ﻞ ﻝ ﻚ ،ﺑ ﻞ اﻝﻮیﻞ ﻝﺸﺎﻥﺌﻚ،
ﺖ
ﺙ ﻢ ﻥﻬﻨﻬ ﻲ ﻋ ﻦ وﺝﺪك یﺎ اﺑﻨﺔ اﻝﺼﻔﻮة ،وﺑﻘﻴﺔ اﻝﻨﺒﻮة ،ﻓﻤﺎ وﻥﻴ ُ
ت ﻡﻘ ﺪوري ،ﻓ ﺈن آ ﻨﺖ ﺗ ﺮیﺪیﻦ اﻝ ﺒﻠﻐﺔ، ﻋ ﻦ دیﻨ ﻲ ،وﻻ أﺥﻄ ﺄ ُ
ﻓ ﺮزﻗﻚ ﻡﻀ ﻤﻮن ،وآﻔ ﻴﻠﻚ ﻡﺄﻡ ﻮن ،وﻡ ﺎ أﻋ ﺪ ﻝ ﻚ أﻓﻀ ﻞ ﻡﻤ ﺎ
ﻗﻄﻊ ﻋﻨﻚ ،ﻓﺎﺡﺘﺴﺒﻲ اﷲ.
ﻓﻘﺎﻝﺖ :ﺡﺴﺒﻲ اﷲ وأﻡﺴﻜﺖ.
١١١
‚oîjÛa@À@@bènjİ
)(١٢١
ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎء اﻟﻤﻬﺎﺝﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼﺎر
ﻗ ﺎل ﺱ ﻮیﺪ ﺑ ﻦ ﻏﻔﻠ ﺔ :ﻝﻤ ﺎ ﻡﺮﺽ ﺖ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ
)ﺱ ﻼم اﷲ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ(
اﻝﻤﺮﺽ ﺔ اﻝﺘ ﻲ ﺗﻮﻓ ﻴﺖ ﻓ ﻴﻬﺎ ،دﺥﻠ ﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ﻥﺴ ﺎء اﻝﻤﻬﺎﺝ ﺮیﻦ
واﻷﻥﺼ ﺎر یﻌ ﺪﻥﻬﺎ ،ﻓﻘﻠ ﻦ ﻝﻬ ﺎ :آ ﻴﻒ أﺹﺒﺤﺖ ﻡﻦ ﻋﻠﺘﻚ یﺎ اﺑﻨﺔ
رﺱﻮل اﷲ؟
ﻓﺤﻤ ﺪت اﷲ وﺹ ﻠﺖ ﻋﻠ ﻰ أﺑ ﻴﻬﺎ ،ﺙ ﻢ ﻗﺎﻝ ﺖ :أﺹﺒﺤﺖ واﷲ
ﻋﺎﺋﻔ ﺔ ﻝﺪﻥ ﻴﺎآﻦ ،ﻗﺎﻝ ﻴﺔ ﻝ ﺮﺝﺎﻝﻜﻦ ،ﻝﻔﻈ ﺘﻬﻢ ﺑﻌ ﺪ أن ﻋﺠﻤ ﺘﻬﻢ،
وﺱﺌﻤﺘﻬﻢ ﺑﻌﺪ أن ﺱﺒﺮﺗﻬﻢ ،ﻓﻘﺒﺤًﺎ ﻝﻔﻠﻮل اﻝﺤﺪ ،واﻝﻠﻌﺐ ﺑﻌﺪ اﻝﺠﺪ،
وﻗ ﺮع اﻝﺼ ﻔﺎة ،وﺹ ﺪع اﻝﻘ ﻨﺎة ،وﺥ ﺘﻞ اﻵراء ،وزﻝﻞ اﻷهﻮاء،
وﺑﺌﺲ ﻡﺎ ﻗﺪﻡﺖ ﻝﻬﻢ أﻥﻔﺴﻬﻢ ،أن ﺱﺨﻂ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،وﻓﻲ اﻝﻌﺬاب
ه ﻢ ﺥﺎﻝ ﺪون ،ﻻ ﺝ ﺮم ﻝﻘ ﺪ ﻗﻠ ﺪﺗﻬﻢ رﺑﻘ ﺘﻬﺎ ،وﺡﻤﻠ ﺘﻬﻢ أوﻗ ﺘﻬﺎ،
وﺵﻨﻨﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻏﺎراﺗﻬﺎ ،ﻓﺠﺪﻋﺎ وﻋﻘﺮا وﺑُﻌﺪا ﻝﻠﻘﻮم اﻝﻈﺎﻝﻤﻴﻦ..
ویﺤﻬ ﻢ أﻥ ﻰ زﻋ ﺰﻋﻮهﺎ ﻋ ﻦ رواﺱ ﻲ اﻝﺮﺱ ﺎﻝﺔ ،وﻗ ﻮاﻋﺪ
اﻝﻨ ﺒﻮة واﻝﺪﻻﻝ ﺔ ،وﻡﻬ ﺒﻂ اﻝ ﺮوح اﻷﻡ ﻴﻦ ،واﻝﻄﺒﻴﻦ ﺑﺄﻡﻮر اﻝﺪﻥﻴﺎ
واﻝ ﺪیﻦ ،أﻻ ذﻝﻚ هﻮ اﻝﺨﺴﺮان اﻝﻤﺒﻴﻦ ،وﻡﺎ اﻝﺬي ﻥﻘﻤﻮا ﻡﻦ أﺑﻲ
اﻝﺤﺴ ﻦ ﻥﻘﻤ ﻮا واﷲ ﻡ ﻨﻪ ﻥﻜﻴ ﺮ ﺱ ﻴﻔﻪ ،وﻗﻠ ﺔ ﻡ ﺒﺎﻻﺗﻪ ﻝﺤ ﺘﻔﻪ،
وﺵ ﺪة وﻃﺄﺗ ﻪ ،وﻥﻜ ﺎل وﻗﻌ ﺘﻪ ،وﺗﻨﻤ ﺮﻩ ﻓ ﻲ ذات اﷲ ،وﺗ ﺎﷲ ﻝ ﻮ
ﻡﺎﻝ ﻮا ﻋ ﻦ اﻝﻤﺤﺠ ﺔ اﻝﻼﺋﺤ ﺔ ،وزاﻝ ﻮا ﻋ ﻦ ﻗ ﺒﻮل اﻝﺤﺠ ﺔ
اﻝﻮاﺽ ﺤﺔ ،ﻝ ﺮدهﻢ إﻝ ﻴﻬﺎ ،وﺡﻤﻠﻬ ﻢ ﻋﻠ ﻴﻬﺎ ،وﻝﺴ ﺎر ﺑﻬ ﻢ ﺱ ﻴﺮا
ﺱ ﺠﺤﺎ ،ﻻ یﻜﻠ ﻢ ﺡﺸﺎﺵ ﻪ ،وﻻ یﻜ ﻞ ﺱ ﺎﺋﺮﻩ ،وﻻیﻤ ﻞ راآ ﺒﻪ،
وﻷورده ﻢ ﻡﻨﻬﻼ ﻥﻤﻴﺮا ،ﺹﺎﻓﻴﺎ رویﺎ ،ﺗﻄﻔﺢ ﺽﻔﺘﺎﻩ ،وﻻیﺘﺮﻥﻖ
ﺝﺎﻥ ﺒﺎﻩ ،وﻷﺹ ﺪرهﻢ ﺑﻄﺎﻥﺎ ،وﻥﺼﺢ ﻝﻬﻢ ﺱﺮا وإﻋﻼﻥﺎ ،وﻝﻢ یﻜﻦ
) (١٢١ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ،ﻟﻠﻄﱪﺳﻲ :ﺝ ١ﺹ.١٤٩-١٤٦
١١٢
یﺘﺤﻠ ﻰ ﻡ ﻦ اﻝﺪﻥ ﻴﺎ ﺑﻄﺎﺋ ﻞ ،وﻻ یﺤﻈ ﻰ ﻡ ﻨﻬﺎ ﺑ ﻨﺎﺋﻞ ،ﻏﻴ ﺮ ري
اﻝ ﻨﺎهﻞ ،وﺵ ﺒﻌﺔ اﻝﻜﺎﻓ ﻞ ،وﻝ ﺒﺎن ﻝﻬ ﻢ اﻝ ﺰاهﺪ ﻡ ﻦ اﻝ ﺮاﻏﺐ،
واﻝﺼﺎدق ﻡﻦ اﻝﻜﺎذب ،وﻝﻮ أن أهﻞ اﻝﻘﺮى ﺁﻡﻨﻮا واﺗﻘﻮا ،ﻝﻔﺘﺤﻨﺎ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺮآﺎت ﻡﻦ اﻝﺴﻤﺎء واﻷرض ،وﻝﻜﻦ آﺬﺑﻮا ﻓﺄﺥﺬﻥﺎهﻢ ﺑﻤﺎ
آﺎﻥ ﻮا یﻜﺴ ﺒﻮن ،واﻝ ﺬیﻦ ﻇﻠﻤﻮا ﻡﻦ هﺆﻻء ﺱﻴﺼﻴﺒﻬﻢ ﺱﻴﺌﺎت ﻡﺎ
آﺴ ﺒﻮا وﻡ ﺎ ه ﻢ ﺑﻤﻌﺠ ﺰیﻦ ،أﻻ هﻠ ﻢ ﻓﺎﺱ ﻤﻊ ،وﻡ ﺎ ﻋﺸ ﺖ أراك
اﻝﺪهﺮ ﻋﺠﺒﺎ ،وإن ﺗﻌﺠﺐ ﻓﻌﺠﺐ ﻗﻮﻝﻬﻢ.
ﻝ ﻴﺖ ﺵ ﻌﺮي إﻝ ﻰ أي إﺱ ﻨﺎد اﺱ ﺘﻨﺪوا ،وإﻝ ﻰ أي ﻋﻤ ﺎد
اﻋ ﺘﻤﺪوا ،وﺑﺄی ﺔ ﻋ ﺮوة ﺗﻤﺴ ﻜﻮا ،وﻋﻠ ﻰ أی ﺔ ذری ﺔ أﻗﺪﻡ ﻮا
واﺡﺘ ﻨﻜﻮا ،ﻝﺒﺌﺲ اﻝﻤﻮﻝﻰ وﻝﺒﺌﺲ اﻝﻌﺸﻴﺮ ،وﺑﺌﺲ ﻝﻠﻈﺎﻝﻤﻴﻦ ﺑﺪﻻ،
اﺱ ﺘﺒﺪﻝﻮا واﷲ اﻝﺬﻥﺎﺑ ﻰ ﺑﺎﻝﻘ ﻮادم ،واﻝﻌﺠ ﺰ ﺑﺎﻝﻜﺎه ﻞ ،ﻓ ﺮﻏﻤﺎ
ﻝﻤﻌ ﺎﻃﺲ ﻗ ﻮم یﺤﺴ ﺒﻮن أﻥﻬ ﻢ یﺤﺴ ﻨﻮن ﺹ ﻨﻌﺎ ،أﻻ إﻥﻬ ﻢ ه ﻢ
اﻝﻤﻔﺴﺪون وﻝﻜﻦ ﻻ یﺸﻌﺮون.
ویﺤﻬ ﻢ أ ﻓﻤ ﻦ یﻬ ﺪي إﻝ ﻰ اﻝﺤ ﻖ أﺡ ﻖ أن یﺘ ﺒﻊ ،أم ﻡ ﻦ ﻻ
یﻬﺪّي إﻻ أن یﻬﺪى ،ﻓﻤﺎ ﻝﻜﻢ آﻴﻒ ﺗﺤﻜﻤﻮن.
أﻡ ﺎ ﻝﻌﻤ ﺮي ﻝﻘﺪ ﻝﻘﺤﺖ ﻓﻨﻈﺮة ریﺜﻤﺎ ﺗﻨﺘﺞ ،ﺙﻢ اﺡﺘﻠﺒﻮا ﻡﻞء
اﻝﻘﻌ ﺐ دﻡ ﺎ ﻋﺒ ﻴﻄﺎ ،وذﻋﺎﻓ ﺎ ﻡﺒ ﻴﺪا ،ه ﻨﺎﻝﻚ یﺨﺴ ﺮ اﻝﻤ ﺒﻄﻠﻮن،
ویﻌ ﺮف اﻝ ﺒﺎﻃﻠﻮن ،ﻏ ﺐ ﻡ ﺎ أﺱ ﺲ اﻷوﻝ ﻮن ،ﺙ ﻢ ﻃﻴ ﺒﻮا ﻋ ﻦ
دﻥ ﻴﺎآﻢ أﻥﻔﺴ ﺎ ،واﻃﻤﺄﻥ ﻮا ﻝﻠﻔﺘ ﻨﺔ ﺝﺎﺵﺎ ،وأﺑﺸﺮوا ﺑﺴﻴﻒ ﺹﺎرم،
وﺱ ﻄﻮة ﻡﻌ ﺘﺪ ﻏﺎﺵ ﻢ ،وﺑﻬ ﺮج ﺵ ﺎﻡﻞ ،واﺱ ﺘﺒﺪاد ﻡﻦ اﻝﻈﺎﻝﻤﻴﻦ،
یﺪع ﻓﻴﺌﻜﻢ زهﻴﺪا ،وﺝﻤﻌﻜﻢ ﺡﺼﻴﺪا ،ﻓﻴﺎ ﺡﺴﺮة ﻝﻜﻢ ،وأﻥﻰ ﺑﻜﻢ،
وﻗﺪ ﻋﻤﻴﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ،أ ﻥﻠﺰﻡﻜﻤﻮهﺎ وأﻥﺘﻢ ﻝﻬﺎ آﺎرهﻮن.
ﻗ ﺎل ﺱ ﻮیﺪ ﺑ ﻦ ﻏﻔﻠ ﺔ :ﻓﺄﻋ ﺎدت اﻝﻨﺴ ﺎء ﻗ ﻮﻝﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ
رﺝ ﺎﻝﻬﻦ ،ﻓﺠ ﺎء إﻝﻴﻬﺎ ﻗﻮم ﻡﻦ اﻝﻤﻬﺎﺝﺮیﻦ واﻷﻥﺼﺎر ﻡﻌﺘﺬریﻦ،
وﻗﺎﻝ ﻮا :ی ﺎ ﺱ ﻴﺪة اﻝﻨﺴﺎء ﻝﻮ آﺎن أﺑﻮ اﻝﺤﺴﻦ ذآﺮ ﻝﻨﺎ هﺬا اﻷﻡﺮ،
ﻗﺒﻞ أن یﺒﺮم اﻝﻌﻬﺪ ،ویﺤﻜﻢ اﻝﻌﻘﺪ ،ﻝﻤﺎ ﻋﺪﻝﻨﺎ ﻋﻨﻪ إﻝﻰ ﻏﻴﺮﻩ.
ﻓﻘﺎﻝﺖ :إﻝﻴﻜﻢ ﻋﻨﻲ ﻓﻼ ﻋﺬر ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺬیﺮآﻢ ،وﻻ أﻡﺮ ﺑﻌﺪ
١١٣
ﺗﻘﺼﻴﺮآﻢ.
١١٤
‘‹èÐÛa
ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ ٦ .............................................................................................
ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ٩ ..................................................................................................
ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ١١.......................................................................................
ﺁﻳﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ١٧....................................................................................
ﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ٣٠.......................................................................................
ﺍﻓﻀﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ٣٥.............................................................................................
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﻭﺩﻧﻴﺎ ٣٩......................................................................................
ﻣﺒﺎﻫﺎﺕ ﺍﷲ ﺑﻔﺎﻃﻤﺔ ٤٦.................................................................................
ﻃﺎﻋﺔ ﺍﳌﻌﺼﻮﻣﲔ ﻧﻈﺎﻡ ﻟﻸﻣﺔ ٤٧.........................................................................
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ٥٠............................................................................
ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺗﻘﺘﺪﻱ ﺑﺄﺑﻴﻬﺎ ٥١.................................................................................
ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳌﺜﺎﻟﻴﺔ ﻷﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ٦٤.......................................................................
ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ٨٢..............................................................................
ﺧﲑ ﺃﺳﻮﺓ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ٨٦...............................................................................
ﺍﳊﺠﺎﺏ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ٨٨.................................................................................
ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ٩١......................................................................
ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﺑﺎﺳﻢ ﻓﺎﻃﻤﺔ ٩١..............................................................................
ﺣﺐ ﻓﺎﻃﻤﺔ ٩٢........................................................................................
ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀﺍﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ٩٤..............................................................
ﺍﳋﻄﺒﺔ ﺍﻟﻔﺪﻛﻴﺔ ١٠٢ .......................................................................................
ﺧﻄﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ١١٢ .................................................................................
ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ ١١٥ ..............................................................................................
١١٥
Das könnte Ihnen auch gefallen
- وصية النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة وعلي - موقع مقالات إسلام ويبDokument3 Seitenوصية النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة وعلي - موقع مقالات إسلام ويبHussein A.Noch keine Bewertungen
- النصرانية: الأصل والواقع (أصغر رسالة في نقض المسيحية)Dokument11 Seitenالنصرانية: الأصل والواقع (أصغر رسالة في نقض المسيحية)IslamHouseNoch keine Bewertungen
- النصرانية: الأصل والواقع (أصغر رسالة في نقض المسيحية)Dokument11 Seitenالنصرانية: الأصل والواقع (أصغر رسالة في نقض المسيحية)IslamHouseNoch keine Bewertungen
- نجاة أبوي المصطفىDokument22 Seitenنجاة أبوي المصطفىRifaiNoch keine Bewertungen
- Socidoc.comDokument126 SeitenSocidoc.comPhilip Gamal0% (1)
- Part 2Dokument304 SeitenPart 2ahmrdsabryNoch keine Bewertungen
- أحاديث نبوية عن الزواج - المرسالDokument11 Seitenأحاديث نبوية عن الزواج - المرسالTiya JamaNoch keine Bewertungen
- Mfatih Alkhyer 549Dokument49 SeitenMfatih Alkhyer 549WassilNoch keine Bewertungen
- مكتبة نور مفاتيح الخير 2Dokument49 Seitenمكتبة نور مفاتيح الخير 2Abdul Ghaffar AbdullahNoch keine Bewertungen
- كتاب الكافي عرض ونقد - تأليف د. عبدالرحمن الدمشقية PDFDokument55 Seitenكتاب الكافي عرض ونقد - تأليف د. عبدالرحمن الدمشقية PDFMohammedAlajmyNoch keine Bewertungen
- عجائب الاستغفارDokument139 Seitenعجائب الاستغفارKhaled Nagy100% (1)
- الجواب المنير PDFDokument92 Seitenالجواب المنير PDFHsaam HsaamNoch keine Bewertungen
- والله غالب على أمرهDokument27 Seitenوالله غالب على أمرهkasaab mondyNoch keine Bewertungen
- Ayat Istikhara BookDokument604 SeitenAyat Istikhara Bookahmedsadiq.as98Noch keine Bewertungen
- موسوعة الدعاءDokument178 Seitenموسوعة الدعاءaitazziabdoNoch keine Bewertungen
- تيسير فقه السلوك في الطريق إلى اللهDokument63 Seitenتيسير فقه السلوك في الطريق إلى اللهbesan100% (4)
- صفاء القلوب ونقائها PDFDokument33 Seitenصفاء القلوب ونقائها PDFkasaab mondyNoch keine Bewertungen
- المختارات السلفية من الأحاديث النبوية PDFDokument33 Seitenالمختارات السلفية من الأحاديث النبوية PDFNacer Hachmio LoumachiNoch keine Bewertungen
- أدب الطالبينDokument168 Seitenأدب الطالبينAlhabieb BasyaibanNoch keine Bewertungen
- Taamik Nadra AkhiraDokument92 SeitenTaamik Nadra AkhiraFinger TladiNoch keine Bewertungen
- خلاصة كتاب الحور بعد الكورDokument3 Seitenخلاصة كتاب الحور بعد الكورArarar Ararar100% (1)
- ZlataDokument347 SeitenZlataجوهر فاضلNoch keine Bewertungen
- فضاٸل كلمات الأربعDokument39 Seitenفضاٸل كلمات الأربعMuhammad yusuf wachikoNoch keine Bewertungen
- ومضات للارتقاء في رمضان ?Dokument34 Seitenومضات للارتقاء في رمضان ?Hussaien Ali AliNoch keine Bewertungen
- الخلافةDokument138 SeitenالخلافةKhalfi foutouneNoch keine Bewertungen
- الفتن وموقف المسلم منها رؤية شرعية تأصيليةDokument91 Seitenالفتن وموقف المسلم منها رؤية شرعية تأصيليةEbtessamNoch keine Bewertungen
- لسان المنبرDokument7 Seitenلسان المنبرdedeNoch keine Bewertungen
- Imam Bukhari Ki Ayemma e Ahle Bait Say Riwayaat,الامام البخاري و الرواية عن ائمة آل البيت .Dokument342 SeitenImam Bukhari Ki Ayemma e Ahle Bait Say Riwayaat,الامام البخاري و الرواية عن ائمة آل البيت .qamar mustafaiNoch keine Bewertungen
- أنيس المتزوجين▪︎▪︎▪︎سيد مباركDokument59 Seitenأنيس المتزوجين▪︎▪︎▪︎سيد مباركomyNoch keine Bewertungen
- الفصل المحذوف من كتاب محنة 1965 الزلزال والصحوةDokument52 Seitenالفصل المحذوف من كتاب محنة 1965 الزلزال والصحوةعبدالمنعم محمود100% (1)
- بوابة الفجر - وظائف الملائكة وأسمائهم وخاصيتهم (نسخة طباعة)Dokument12 Seitenبوابة الفجر - وظائف الملائكة وأسمائهم وخاصيتهم (نسخة طباعة)Hsaam HsaamNoch keine Bewertungen
- NafahatAqdassiyya PDFDokument493 SeitenNafahatAqdassiyya PDFWessam Azhar IskanderNoch keine Bewertungen
- NafahatAqdassiyya PDFDokument493 SeitenNafahatAqdassiyya PDFWessam Azhar IskanderNoch keine Bewertungen
- العبادة: مفهومها ومبطلاتهاDokument13 Seitenالعبادة: مفهومها ومبطلاتهاIslamHouseNoch keine Bewertungen
- Kitab Zughl Aldaewat WaldueaDokument240 SeitenKitab Zughl Aldaewat Waldueawelidabdulwehab2Noch keine Bewertungen
- الزكاة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة - 55003 - Foulabook.com -Dokument478 Seitenالزكاة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة - 55003 - Foulabook.com -M MmNoch keine Bewertungen
- منهاج الفرقة الناجية للشيخ محمد بن جميل زينوDokument65 Seitenمنهاج الفرقة الناجية للشيخ محمد بن جميل زينوMountainofknowledgeNoch keine Bewertungen
- الرسول - - سلسلة الاصول الثلاثة سعيد حويDokument500 Seitenالرسول - - سلسلة الاصول الثلاثة سعيد حويpetoeah100% (2)
- الحوض والميزان والصراط بين أهل السنة والمخالفين - رس PDFDokument276 Seitenالحوض والميزان والصراط بين أهل السنة والمخالفين - رس PDFأبو يعلى البيضاوي غفر الله له ولوالديهNoch keine Bewertungen
- ثلاث رسائل في تربية الأبناءDokument23 Seitenثلاث رسائل في تربية الأبناءnuckcheddyNoch keine Bewertungen
- أعمال وأوراد ليلة النصف من شعبانDokument19 Seitenأعمال وأوراد ليلة النصف من شعبانfatikeshtuedeshiNoch keine Bewertungen
- تبصرة النفوس بضلالات العيد شريفي ومحمد علي فركوس - لأم حاتم الجزائريةDokument72 Seitenتبصرة النفوس بضلالات العيد شريفي ومحمد علي فركوس - لأم حاتم الجزائريةkhamis faridNoch keine Bewertungen
- السنة 3Dokument633 Seitenالسنة 3eeuuooqqqNoch keine Bewertungen
- الصفات الست في ضوء الكتاب والسنة وفهم سلف الأمةDokument551 Seitenالصفات الست في ضوء الكتاب والسنة وفهم سلف الأمةNes JmwNoch keine Bewertungen
- مفسدات القلوب الكبر 10Dokument64 Seitenمفسدات القلوب الكبر 10imane karimNoch keine Bewertungen
- Ar Islamic Tolerance in Dealing With Non-MuslimsDokument33 SeitenAr Islamic Tolerance in Dealing With Non-Muslimsdid94317Noch keine Bewertungen
- أذكار الطهارة والصلاة 2Dokument141 Seitenأذكار الطهارة والصلاة 2Boubacar BahNoch keine Bewertungen
- غاية الإمتاع في شرح متن أبي شجاع المعدلة PDFDokument633 Seitenغاية الإمتاع في شرح متن أبي شجاع المعدلة PDFFirman Hidayat MarwadiNoch keine Bewertungen
- راتب السعادة- السمانية ام عيدان - مايو 2013م PDFDokument23 Seitenراتب السعادة- السمانية ام عيدان - مايو 2013م PDFabusulavaNoch keine Bewertungen
- Al Moulakhkhas Al FiqhiDokument859 SeitenAl Moulakhkhas Al Fiqhi3ilm.char3i100% (1)
- Sharah Salasatul Usool - Ibn UthaimeenDokument104 SeitenSharah Salasatul Usool - Ibn UthaimeenISLAMIC LIBRARYNoch keine Bewertungen
- Ar 33 Reason Khushoo in SalaahDokument29 SeitenAr 33 Reason Khushoo in SalaahKafa BillNoch keine Bewertungen
- Ar 33 Reason Khushoo in SalaahDokument29 SeitenAr 33 Reason Khushoo in SalaahAbineYisYas KebumenNoch keine Bewertungen
- اصناف المغ رورين - أبو حامد الغزلي PDFDokument73 Seitenاصناف المغ رورين - أبو حامد الغزلي PDFMalal NdiayeNoch keine Bewertungen
- 2 5321084985023661294 PDFDokument130 Seiten2 5321084985023661294 PDFMuhammad AhmedNoch keine Bewertungen
- حديث الغدير فوق الشبهاتDokument145 Seitenحديث الغدير فوق الشبهاتمحمد محمدNoch keine Bewertungen
