Sie sind auf Seite 1von 9

‫يا ليت‬

‫يا ليت‪...‬‬

‫نعلم أن الحياة مجرد محطة إلنزال حقائب األيام التي أثقلت كاهلها‪...‬أحيانا‬
‫نتمنى أشياء ليست من الموجود و نقول يا ليت‪...‬قصة لحكاية لم تروها‬
‫األيام‪ ,‬كلنا لدينا ذلك الجانب الغامض وراء قمصان الماضي الذي نتمنى أن‬
‫نسرق منه دقائق أو لحظات وحتى ساعات ألجل ماذا يا ترى‪...‬طالما‬
‫نتساءل ونقول يا ترى لما؟ والجواب يكون معلقا على أبواب ربما موصدة‬
‫أو مفتحة على آخرها هل ألجل أهل منا ضاعوا أو أحباء عنا افترقوا‬
‫أو‪.....‬تبقى إجابات مبهمة‬

‫تجري األيام على غير حس منا وكأننا خشب مسندة‪ ,‬كثيرا ما يمر على‬
‫مسامعنا أصوات همس األحبة و من منا ال يتمنى أن ال يكون حبيبا أو‬
‫محبوبا ويشعر بدقات قلب من يحب فإليكم مجريات قصتنا‬

‫عليك" كانت أولى عباراتها التي أثقلت مقلتي‬


‫ِ‬ ‫"عذرا اخطات " "ال باس ال‬
‫فكلما تذكرتها رغبت لقيآها ‪...‬فادعيت حجة واتصلت بها بغية طلب‬
‫المساعدة فعلى عكس ما أملت أبت أن تساعدني فظللت أ ِلح إلى أن قالت‬
‫موافقة فسررت بردها‬
‫وهممت بالذهاب‪ ...‬فكان لقاءا عاديا تبادلنا أطراف الحديث وكان‬
‫صوتها نعيما بالنسبة إلي ومر الوقت كأهداب الليل خفيفا قدمت لي‬
‫صالتي بها‬
‫المساعدة المطلوبة غادرت ويا ليت لم تغادر‪ .‬غير هذا لم تقطع ِ‬
‫والتقينا مرات و مرات و تقربنا من بعضنا و أصبحت أمنيتي حقيقة أخيرا‬
‫خطف الحب قلبي‪...‬‬

‫‪...‬الحب الذي خطف قلبي آ ٍه منه دمر كياني هز أنفاسي يا ليت ‪...‬بعد لقائنا‬
‫األخير قررت ِخطبتها والتقدم لها فأخبرت والدي ووافقا على أن تكون من‬
‫عائلة محترمة مر يومان وذهبت و والداي ‪...‬أعجبت بها أمي وبأخالقها‬
‫العالية حتى والدي ارتاح لوالدها ووافقوا ولم يبقى سوى الزفاف‬

‫أنجزنا كل األمور المتعلقة بالزفاف اآلن تبقى أسبوع ليوم تزف لي‬
‫محبوبتي اتصلت بها لم ترد كررت المحاولة فردت وقالت أنها مشغولة فلم‬
‫أشأ أن أشتتها و انشغلت بأموري وتجهيزاتي إلى أن بدأ الوقت التنازلي‬
‫اتجهت نحو صالة الزفاف ألرى ما الناقص وبعدها ارتديت حلتي ولم يبقى‬
‫إال أن تأتي حبيبتي ‪...‬سرح بي خيالي إلى ابعد الحدود حتى سمعت رنين‬
‫الهاتف التقطته وإذا بي اسمع صوتا غريبا تملكني الغضب فرحت أسرع‬
‫إلى بيت عروسي ورايتها تذهب معه جثمت مكاني ال حراك بينما التقط‬
‫أنفاسي من هول ما حدث تقدم و وجهه تعتليه ابتسامة الخبث همس في‬
‫أذني وبعدها رحلوا بقيت هناك ‪...‬برهة تأملت وأخذت أموضع األحداث‬
‫واحدا بواحد فتيقنت أن ما حدث لم يكن محض صدفة فكانت على عالقة به‬
‫منذ زمن وهنا تأتي اآلهات و لحظات الشرود الساحق‬

‫مرت سنتان على الحادثة وها أنا على حالتي لم يتغير منها شيء نفس‬
‫الشعور باليأس و الرغبة باالنتقام‪...‬‬

‫مرت من أمامي اليوم و كانت بائسة خارت القوى ال اكذب عليكم أعجبني‬
‫حالها فكانت مثيرة للشفقة ‪...‬ياسمينتي ضاعت بين صفحات الحياة آه من‬
‫الدنيا‪ ,‬منذ سنتين لم أتجرأ على ذكر اسمها "الخائنة" ‪...‬لم أضيع على‬
‫نفسي فرصة االنتقام‪...‬ذهبت قاصدا منزلها علني أستدل على شيء يقربني‬
‫من هدفي‪.‬‬

‫طرقت الباب فتحت الباب اندهشت ِلرؤيتي وهمت بالبكاء فأخذت أطبطب‬
‫عليها وتبادلنا الحديث ثم قالت لي‬

‫"عذرا استأذنك ألنام"فرددت "ال باس في ذلك " لم أشأ تحسيسها بشيء و‬
‫غادرت ‪ِ ...‬بت أراقبها عن بعد يوم بعد يوم إلى أن أتى ذلك اليوم كانت‬
‫قد غادرت المنزل على عجل فقصدت المنزل لم يكن الباب موصدا بإحكام‬
‫وضعت سكينا على األرض ووجهته لألعلى وخيطا رفيعا معلقا أسفل الباب‬
‫مسحت ما قمت بلمسه بإحكام وانتظرت ما سيحدث على أحر من الجمر لم‬
‫يطل األمر حتى سمعت أنها تصارع الموت فتوارت األيام وغادرت الحياة‬
‫وما تزال الشرطة تبحث عن قاتلها لم يهز لي رمش من موتها فعلى العكس‬
‫فرحت ألني قتلتها فلو كانت بيدي لمزقتها إربا إربا وحرقتها ‪ ...‬لم يطل‬
‫األمر حتى بت أراها في كل زاوية و كل مكان حتى أصبت بالجنون دخلت‬
‫المصحة وبت مهووسا بل مجنونا‪...‬ضاعت ياسمين وضعت أنا‪...‬‬

‫يا ليت لم أعاود االتصال ويا ليت‪ ...‬تبقى أمنيات زمن ضائع‬

‫سنون مضت على الواقعة‪...‬قيدتني أصداف الحياة و صرت تائها بين‬


‫أفكاري و الواقع الذي ال افهم منه شيئا البتة أتى الطبيب من اجل تشخيص‬
‫حالتي التي باتت تسوء من سيء إلى أسوء‪... .‬ست سنوات مضت اآلن‬
‫تخرجت من المشفى توجهت إلى المقبرة بكيت بدل الدمع دما اشتقت لها‬
‫ياسمين حياتي رحلت وليت لم ترحل نمت جانب قبرها غفوت وإذا بي‬
‫أراها تناديني أسرعت إليها وكأنها حقيقة بكلماتها الشجية كلمتني بنظراتها‬
‫الدفينة أشعلت نار الشوق داخلي بزغت خيوط الفجر األولى استيقظت‬
‫وذهبت إلى منزلي كانت الشمس ساطعة دخلت رويدا رويدا ظلت أمي‬
‫تنتظرني حتى أطللت عليها أحسست بشيء غريب كانت نظرات أمي قاتلة‬
‫شيء من الحزن والفرح اغرورقت عيناها فأخذت أطبطب عليها بحب حتى‬
‫دق الهدوء بابها ‪...‬بعد أيام تحسنت حالتي وبدأت أراجع طبيبة نفسية كانت‬
‫تساعدني وترشدني شعرت بتغير وارتياح كبيرين فقد هان األمر ‪",‬دكتورة‬
‫حنين شكرا لكي ولمساعدتك " كانت عبارة الوداع الذي لم يشأ أن يٌقام‬
‫رفضت حنين الوداع وقالت "هكذا يكون الشكر يا وليد؟ " بدت ابتسامة‬
‫طفيفة مني ودعوتها للعشاء فقبلت وكانت مسرورة ذهبنا إلى المطعم وكان‬
‫الجو هادئا يوحي أن األرض خالية وكانت هذه المرة هي المتكلمة وأنا‬
‫المصغي كان كالمها عذبا كالنسيم تبادلنا األحاديث وكنت على غير عادتي‬
‫منذ ثماني سنوات ألول مرة بعد هذه المدة أنا اضحك تعالت ضحكاتي بل‬
‫وبلغت عنان السماء لم أرد أن أحطم سعادتي مجددا خرجنا من المطعم على‬
‫أمل اللقاء مجددا تبادلنا األرقام لالطمئنان حجة‪...‬التقينا مرات عديدة ولكن‬
‫اليوم حدث شيء صعقني كان هناك كأنه لعنة تالحقني وكان قريبا جدا من‬
‫حنين انسحبت علني أجد في وحدتي مستقرا وجاءت األصوات من داخلي‬
‫تتكلم وتتكلم رجع بي الزمن إلى همسة األذن التي مازالت عالقة في‬
‫مسامعي‪...‬مشيت ومشيت إلى أن أكل اإلعياء قامتي اتكأت على كرسي ٍ كان‬
‫بجانبي في حديقة بلغتها بعد المشي الطويل جلست أفكر حتى إلتهم التفكير‬
‫عقلي‪.‬‬
‫بعد يوم مرير مليء بالمفاجآت قررت االبتعاد عن حنين وعدم لقائها ‪,‬لم‬
‫أكمل وإذا بها تتصل "مرحبا وليد أريد مقابلتك إن لم تمانع " ‪",‬آسف حنين‬
‫أنا مشغول لنؤجلها لوقت الحق "‪...‬أتى الوقت الالحق والتقينا وكان ذلك‬
‫األحمق بجانبها "أهال وليد‪ ,‬آسفة لم أعرفكما‪"...‬أهال عمار" كانت مقاطعتي‬
‫لها وبدت مندهشة "أتعرفان بعضكما؟"‪...‬أجبت ساخرا" ومن ال يعرفه‪"...‬‬
‫جثم مكانه وأمال ابتسامته الخبيثة تلك وقال "أهال بالصديق " لم تفهم حنين‬
‫شيئا وقالت "أف منكما المهم هذا أخي عمار"تشرفنا كان ردي لها♥‬
‫‪..‬اعتذرت منهما وسألتهما الرحيل تعجبت حنين وما كان لها رد آخر سوى‬
‫الدهشة لم يكن بوسعي البقاء مع ذلك السخيف رحلت عن المكان وجل بالي‬
‫شرود وتفكير‪ ,‬أحقا هذا ما يحصل اهو صدفة أم أن للقدر يد بهذا‪...‬لماذا و‬
‫كيف ؟ أسئلة جمة جالت تفكيري سمحت لنفسي اخذ قسط من الراحة نمت‬
‫نوما عميقا ومجددا هي ذي آتية نفس حلتها وهي ذاهبة ‪...‬كوابيس متكررة‬
‫لياسمين أهي لعنة حلت علي أم ماذا ؟‬

‫العاشرة صباحا نوم غير منتظم لحية عشوائية‪...‬وغير ذلك من حالة‬


‫الالمباالة‪ ,‬كان الجو غائما وبدأت األمطار في الهطول و السماء عبرت عن‬
‫حالتي التي لم تعرف استقرارا منذ أسبوع رغبة ملحة بالبكاء وشعور‬
‫الحس بالحياة‪...‬رحت طريح الفراش يوم‪,‬‬
‫ِ‬ ‫بالضيق وما إلى ذلك من فقدان‬
‫أسبوعان وها هو الشهر ينقضي‪ ...‬أتى صديقي إللهائي ببعض األشغال‬
‫وكانت فرصة للخروج من جو الكآبة المعتم ذهبت و إياه لمحل أبيه الذي‬
‫مرحا للغاية ومنذ‬
‫يعمل بصناعة النحاس ساعدتهما في العمل وكان الجو ِ‬
‫ذلك الحين وأنا دائم التردد على العمل حتى أصبحت أتقنه و كان والد‬
‫"رضا" صديقي في غاية النبل والعفة ‪...‬حمدا هلل خرجت من حالتي‬
‫المزرية واتصلت بحنين‪" ...‬الو مرحبا كيف الحال " "بخير والحمد هلل‬
‫شكرا على السؤال‪...‬وأنت كيف حالك ؟لما الغياب "‬

‫"بخير شكرا لكي ‪...‬حنين هل لي بسؤال؟" "نعم تفضل " "هل ترافقينني‬
‫للعشاء الليلة" ترددت عن السؤال لكن وافقت‪,‬ذهبت إلى عيادتها وترافقنا‬
‫إلى المطعم سوية دردشنا و ضحكنا وتمنيت بدل أن تكون حنين ‪" ...‬ماتت"‬
‫كانت عبارة حنين قاتلة لم أشأ التطرق إلى الموضوع وغيرته حاال أحسست‬
‫أنها مستنفرة ولكنها لم تبد لي ذلك‪.‬‬

‫لم أرد أن يبدر مني خطأ ولما غير الموضوع شعرت انه يخفي شيئا لم اعلم‬
‫ما هو لكن في صميمي أحسست انه متعلق بها ‪...‬كل شيء كان لها يا ترى‬
‫هل يصبح يوما لي ؟‬

‫عندما أتى ليتعالج كان مهزوما ضعيفا وكأن جل مصائبه وضعت أمامه‪,‬‬
‫دنوت منه وقلت له "كل شيء سيصبح على ما يرام ال تكتئب " هدوء‬
‫عجيب محيط به‪...‬تغير هذا الهدوء مع الوقت وأصبح مرحا وتغلب على‬
‫االنهيار الذي كان ملتحما به ال اخفي عليكم أنني وبعد ما أصبحنا نتقابل‬
‫ازداد إعجابي به على الرغم من قِلة كالمه لكن له شخصية رائعة‪...‬بالعودة‬
‫إلى ليلة العشاء شعرت أن رجالي بترت أحسست بقبضة مؤلمة تعتصر‬
‫قلبي الدامي لكن ال بأس فقد هانت ارتسمت االبتسامة لكي ال أثير الريبة‬
‫نظرت إليه قائلة "شكرا إليصالي نلتقي قريبا إن لم يكن لديك مانع " رد‬
‫وكأن الجواب يتراقص على طرف لسانه "أكيد سأتصل بك ‪"...‬‬

‫~~~~‬
‫أردت أن أقول لها بعد قليل و غدا وكل يوم أريد لقيأك لكن لم استطع وكأن‬
‫لساني تربط من شدة الحماس‪...‬‬

‫شددت عزيمتي وربطت جأشي على أن يكون غدا يوم حظي إما القبول أو‬
‫الرفض‪ . ..‬اتصلت بها مساءا و سألتها إن كانت تستطيع أن تقابلني غدا‬
‫فقالت أن أمر عليها في العيادة‪ ...‬جاء الصباح وكانت الجو غائما بعض‬
‫الشيء مررتها و أخذت معي باقة جوري ها أنا ذا واقف عند الباب قرعت‬
‫الباب وفتحت حنين الباب تلعثمت قليال "مرحبا وليد كيف الحال‪ ""...‬بخير‬
‫ت" تطرقت مباشرة في الموضوع " حنين أريد أن أكلمك في موضوع‬
‫وأن ِ‬
‫حساس‪...‬تعرفين تمام المعرفة أنني ال اكذب وال أتالعب في أمور جدية‬
‫حسنا األمر و ما فيه إنني أعجبت بك وهذا بعد اللقاءات الكثيرة لذلك إن لم‬
‫تمانعي فانا انوي التقدم لكي ‪"...‬‬

‫~~~~~‬

‫لم اجبه‪....‬كأن سكينا اقتلع فؤادي جثمت مكاني وكأن الحلم يصبح‬
‫حقيقة‪"....‬نعم نعم أنا موافقة" كانت أسعد أيامي‪...‬أتى لخطبتي ووافق والدي‬
‫لكن عمار‪...‬‬

‫~~~~~~‬

‫لم يوافق عمار وتحجج بأنني ِخريج مصحة لكن والدا حنين لم يأخذا كالمه‬
‫بعين االعتبار و وافقا‪ ...‬لم تطل خطبتنا وتزوجنا بعد أربعة أشهر فقط فلم‬
‫أرد اإلطالة وتمديد المدة‬

‫~~~~~~~~~‬
‫الحمد هلل تم الزواج على أحسن ما يرام ‪....‬وها أنا اليوم زوج وليد‬

‫أنقاض وها هي حياتنا تزهو‪ ....‬العبرة بالمعاشرة الطيبة‬


‫ٍ‬ ‫لم نبني حياتنا على‬
‫ت قبل‬
‫والوقوف مع من تحب في السراء و الضراء والوفاء ‪...‬يا ليت كن ِ‬
‫ياسمين يا ليت‪...‬‬

‫نلتقي مجددا ‪.‬‬

Das könnte Ihnen auch gefallen