Beruflich Dokumente
Kultur Dokumente
يوم 2011 - 01 - 25بوابة إقليم الفقيه بن صالح محسن بن حديدونشر في
ظهر الفن الغنائي الجماعي واالستعراضي منذ القديم في المغرب و يمكن التمييز بين نوعين منه ،فن ارتبط بالتجمعات الحضرية
كالملحون و اآللة ...و آخر ارتبط منذ بزوغه في الوسط الطبيعي والجغرافي إلنسان ،حيث كان يعبر من خالله عن األفراح
والمسرات والفرحات الجماعية التي تواكب إحياء اإلنسان لحياته الجبلية والزراعية في السهول و تخوم الجبال .ومن هذه األنواع
:هناك
:فن أحيدوس
ظهر هذا الفن الغنائي الجماعي واالستعراضي األمازيغي في منطقة األطلس المتوسط منذ عصور خلت ،وهو الفن الذي ارتبط منذ
بزوغه في الوسط الطبيعي والجغرافي إلنسان األطلس المتوسط حيث ،الغابات والمياه واألغراس والجبال والمنتجعات الغنية
بالخضرة والمنابع .وكان هذا الفن الذي ظهر أول ما ظهر في شكله الدائري قوامه النساء والرجال على حد سواء وفي شكله النصف
دائري ،تعبيرا عن األفراح والمسرات والفرحات الجماعية التي تواكب إحياء اإلنسان لحياته الجبلية والزراعية في سهول وتخوم
األطلس المتوسط ويعرف أحيدوس عادة بالرقصات و التعابير الجسدية الجماعية التي نجدها في بعض األحيان حتى في المناطق
التي ال تتكلم ساكنتها األمازيغية ،إال أن الباحثين والمهتمين والدارسين يجمعون على أن موطنه األصلي هو األطلس المتوسط,
.المجال الطبيعي والجغرافي الذي تكتمل فيه العناصر المكونة له من شعر وغناء ورقص وإيقاع
يعتبر البندير " تالونت " اآللة أو األداة الموسيقية الوحيدة المستعملة في اإليقاع وترافقه بالدق على األكف أصوات نسائية و
رجالية في شكل دائري متماسك قوامه األكتاف تارة واأليدي تارة أخرى ويصمم لرقصاته و أداءاته رئيس الفرقة أو المقدم في
لوحات متناسقة موسيقيا وحركيا .تستقى أشعار أحيدوس وكلماته من الحياة اليومية التي يحياها ويعيشها اإلنسان األطلسي وتتعدى
هذا المجال الجغرافي في بعض األحيان لتشمل بعض األحداث الوطنية و الجهوية والدولية .يبلغ عدد الفرق المنخرطة في هذا الفن
.وطنيا إلى ما يفوق 80فرقة يشكل فيه العنصر الشاب العمود الفقري
فن الكدرة :
المغرب يقوم بتشخيصها مجموعة صغيرة من الرجال حيث يقوم واحد منهم بضبط جنوب رقصة ذات أصول صحراوية معروفة
اإليقاع و ذلك بالضرب على "قدرة" و من ذلك جاءت تسمية الرقصة بالكدرة أما الحركات الفنية فتقوم بها امرأة وسط مجموعة من
المغنين .تؤدي الراقصة حركاتها الفنية وهي جالسة على ركبتيها و مغطاة بخمار أرزق و تقوم بتحريك رأسها و يديها على اإليقاع
.الموسيقى
:فن المديح والسماع
لما استقبلنه بنات إلىالمدينة مكة ظهر فن المديح و السماع في عهد رسول هللا صلى هللا وعليه و سلم خالل الهجر ة النبوية من
صغيرات السن من بني النجار خرجن فرحات بمقدمه
:و هن ينشدن المنورة المدينة صلى هللا عليه وسلم حين وصل
نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار
"لهن "أتحببنني" فقلن "نعم" فقال "هللا يعلم أن قلبي يحبكن والسالم فقال عليه الصالة
:كما أنشد أيضا في هذه المناسبة فتيات صغيرات أمام النبي صلى هللا عليه و سلم
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا هلل داع
والرسول (صلى هللا عليه وسلم) أعطى لهذا البعد الروحي الوجداني حقه من االهتمام فقد أوكل أداء اآلذان للصحابي الجليل بالل بن
رباح لما كان يتميز به من صوت جميل وحالوة في األداء ،وكان يقول ( صلى هللا عليه وسلم) لعبد هللا بن مسعود :اقرأ القرآن فإني
أحب أن أسمعه منك فقد أتاك هللا مزمارا من مزامير داوود
المتوالية من بعد اإلمارات و بعد وفاة النبي استمر هذا الفن في الترعرع في عهد الخلفاء الراشدين ثم بدأ يعرف توسعا في عهد
الخالفة الراشدة كاإلمارة األموية و العباسية ...بعدها بدا يعرف اهتماما خاصا لدى الصوفية الذين انفردوا به وطوروه وكانوا دائما
يعتنون به ويحملون من جيل إلى آخر
و السماع أو "الذكر" أحد الوسائل التهذيبية لدى المتصوفة لما له من تأثير فني و وجداني على المريد السالك ،ويؤدى السماع في
مجالسهم بأن ينشد فرد أو أكثر قصيدة لشيخ من مشايخ التصوف بأصوات تترنح لها األسماع وتتمايل لها األجساد ،ينتهي كل
مقطع برد جماعي من المريدين سواء بالهيللة أو بالصالة على النبي ،بينما يستمر المنشد في تغيير األلحان-الصيغة -من وقت
.آلخر
فن أحواش :
المغرب خاصة في مناطق األطلس الكبير و بجنوب يطلق لفظ "أحواش" و الذي يعني الفناء ،على الرقص الجماعي بجميع أشكاله
الصغير حيث تتوطن القبائل األمازيغية المتحدثة بلهجة تاشلحيت.رقصة أحواش رقصة جماعية مختلطة بين الذكور و اإلناث ،و
يشترط في الفتيات اللواتي يرقصن أحواش أن يكن عازبات حيث تستبعد النساء المتزوجات بينما ال يسري نفس الشرط على الرجال
تتميز رقصات أحواش بتماثل حركات الراقصين و الراقصات ،وهي حركات يختلف شكلها و سرعة إيقاعها باختالف المناسبة و
المنطقة ،و في حاالت نادرة ،ينبري رجل أو امرأة أو هما معا لإلنفراد بالرقص خارج حلقة المجموعة تقام رقصة "أحواش"
بمختلف المناسبات التي يحييها أبناء القرى و القبائل كاألعياد الدينية و الوطنية ولكن تبقى بالخصوص تعبيرا عن الفرحة الجماعية
التي توافق و تطبع دورة الحياة الزراعية .يرتدي المشاركون في أحواش زي الحفالت و األعياد المميز للقبيلة ،فالرجال يلبسون
و يتقلدون الخنجر الفضي ،و" أقراب" ( المحفظة الجلدية البيضاء الجلباب الوطني و القميص (تشامير) و البرنس و العمامة
.المزركشة بالحرير ) بينما تتزين النساء بالحلي التقليدية التي تتكون عادة من القطع الفنية المسبوكة و كريات اللوبان
:عيساوة
وبها كان يبث تربية صوفية إلى أن توفي سنة مكناس تنتسب الطائفة العيساوية إلى الشيخ محمد بنعيسى ،الذي عاش بمدينة
،1526احتفظت الذاكرة الشعبية بصورة عن هذه الشخصية كرجل صالح وأستاذ روحي .والتصق به لقب " الشيخ الكامل" إلى
اليوم ،لما كان يربي عليه المريدين من عمق روحي عن طريق العناية الخاصة بالذكر وتالوة القرآن وسرد األمداح والصلوات على
رسول هللا تؤدى األناشيد واأللحان عند عيساوة باالعتماد على الدقات بواسطة آالت التعريجة ،الطاسة ،البندير ،الطبلة ،الدف،
وأبواق النفير ،وعبر أداء جماعي ولحن انفرادي .ويشتهر شعبيا عن هذا النسيج الموسيقي أن له وقعا خاصا على المستمعين،
الذين قد يحدث عند بعضهم انفعال خاص ،وأن له مؤهالت استشفائية لبعض األحوال النفسانية .تتم إقامة حفلة عيساوة في
المناسبات الدينية كالمواسم وعيد المولد النبوي وعشية الجمعة بعد صالة العصر أو في مناسبات اجتماعية كالعقيقة وحفل الزواج
أو الختان وتبقى أعظم مناسبة لطائفة عيساوة هي مناسبة االحتفال بذكرى الشيخ المؤسس ،بموازاة مع احتفاالت عيد المولد
النبوي الشريف ،حيث تتجمع كافة الفرق العيساوية ومريدوهم من مختلف أقاليم المغرب في أيام بهيجة مملوءة بالتسبيح وباألناشيد
والعزف والرقص،ويتخلل ذلك الموسم بعض من تقاليد الطريقة العيساوية ،التي تعود إلى تقاليد صوفية أو إلى بعض الممارسات
الشعبية المتجذرة يختلط فيها اإليمان مع الطموح إلى إظهار صفات الشجاعة وقهر الطبيعة ،والطموح إلى التعامل مع أرواح العالم
غير المرئي .وإذ كان كل هذا ال يعتبر شيئا أصيال في عالم الروح والتصوف فإنه مع ذلك أكسب شهرة شعبية واسعة لفرق الطائفة
العيساوية ،وجعل بعضها يبحث في سبيل تنقية الممارسة للتقاليد وتحسين األداء لها بتطعيمها مثال بموسيقى اآللة األندلسية
.ومكناس فاس والملحون أو بالتأكيد على المعنى الديني فيها ،كما هو الشأن بالنسبة لفرقتي
:فن الملحون
يعتبر فن الملحون أكثر المضامين تأثيرا في الوجدان من الجوانب الدينية و الصوفية ،و تطرق خالله الشعراء إلى الذوق و اللطائف
و عمق المعنى ،يسعفهم في ذلك المسعى بارتقاء النظم إلى درجات مهمة من التنسيق اللفظي و من الخيال ،خصوصا وأن مفاهيم
العشق اإللهي و الحضرة الصوفية و الفناء في هللا قد وجدت طريقها إلى القصائد الملحونة كما تطرق الشعراء إلى مضامين أخرى
في العشق و وصف الطبيعة و غيرها .و قد عرف هذا الفن تألق أسماء ستظل عالقة بالذاكرة الشعبية المغربية كسيدي عبد القادر
العلمي شيخ متصوفة الملحون و سيدي عمر اليوسفي و الجياللي امتيرد و سيدي قدور العلمي و غيرهم كثير ..و إذا كانت تافياللت
مهد هذا الفن و نبوغه منذ قرون خلت ،فاليوم أصبح للملحون أكثر من وكر على امتداد ربوع المملكة ،حيث أصبحنا نسمع عنه
.و أزمور و تارودانت و غيرها من المدن المغربية مراكش و فاس و سال و الرباط في
:فن العيطة
ارتبط صيت فن العيطة بامتداد السهول الوسطى للساحل األطلسي ( الشاوية وعبدة ودكالة باألساس ) ومرورا على بعض المناطق
المجاورة كالحوز وزعير بالخصوص .وفن العيطة في مفهومه األصلي والقديم يعني النداء ،أي نداء القبيلة واالستنجاد بالسلف
لتحريك واستنهاض همم الرجال واستحضار واستدعاء ملكة الشعر والغناء
وتعتبر اصطالحا مجموعة من المقاطع الغنائية والفواصل الموسيقية اإليقاعية في منظومة تختلف عناصرها باختالف أنواع وأنماط
:العيطة نفسها وغير بعيد ،صنف العارفون والمهتمون هذا الفن إلى ثالثة أشكال
المرساوي
الحوزي
الماللي
إال أن األبحاث الحديثة أقرت بوجود فروع أخرى منها ما هو أساسي كالحصباوي والزعري ومنها ما هو فرعي كالخريبكي
والورديغي والجياللي والساكن .يستقي شيوخ ونظام العيطة مواضيعهم من الحياة االجتماعية لإلنسان المغربي وغالبا ما تتناول
.مواضيعهم وقصائدهم العشق والمتعة والذم والتغني بالجمال و بالطبيعة
:فن اعبيدات الرما
ظهر هذا الفن في بعض المناطق كورديغة والشاوية وتادلة والحوز من عهود خلت ،ويمكن تصنيف هذا الفن البديع في خانة الفنون
على السالح الفرجوية الشعبية التي عرفها المغرب ومازالت مستمرة إلى اآلن .تعني كلمة أو لفظ " الرما " الرماية بالبندقية أو
وجه التدقيق إلى درجة يمكن فيها القول بأن اعبيدات "الرما" هم رماة كان همهم األساسي هو التدريب على الرماية بالبندقية
واالستعداد الدائم للدفاع العسكري.كان وال يزال لكل فرقة أو مجموعة مقدم يسهر على تسييرها ورعايتها وغالبا ما يكون من أبرز
شعرائها ونظامها كانت المظاهر الروحية والعسكرية من المسائل التي تشغل بال الرماة وغالبا ما سبق العامل الفرجوي الذي لم يكن
القصد الحقيقي من تواجدهم لهذه الفرجة التي جاءت وتولدت عن إحيائهم بصفة دورية لحفالت في القبائل التي كانوا يزورونها على
مرأى ومسمع القاص والداني وبمشاركة السكان .يبلغ عدد المجموعات والجمعيات والفرق التي أنشأت منذ تنظيم الدورة األولى إلى
اآلن أكثر من 30فرقة أغلبها من الشبان واألطفال الذين أصبحوا يتهافتون على الفن البديع بصفة تلقائية ويتمركز أغلبها في منطقة
ورديغة و تادلة و الشاوية ويبلغ عدد الفرق والمجموعات والجمعيات التي تهتم به على الصعيد الوطني أكثر من 50فرقة بما فيها
.الشيوخ والشباب واألطفال
:فن كناوة
العبيد الذين تم استيرادهم خالل العصر الذهبي لإلمبراطورية المغربية ساللة في األصل ،ينحدر «كناوة» الحقيقيون في المغرب من
الغربية ،التي كانت تسمى آنذاك السودان الغربي (دولة مالي الحالية ،على (نهايات القرن 16الميالدي) من إفريقيا السوداء
الخصوص).وتسمية كناوة هي تحريف لحق االسم األصلي الذي كان هو «كينيا» (غينيا) ،أو عبيد غينيا كما كانوا دائما يسمون ،قبل
اندماجهم التام في المجتمع المغربي ،وما تزال «الطريقة الكناوية» متواجدة في العديد من المدن والقرى المغربية ،حتى اليوم،
الروحية للطائفة داخل المغرب ،فقد المدينة بمقام الصويرة وتحظى مدينة ومكناس والرباط والصويرة مراكش خصوصا في مدن
كان الميناء البحري للمدينة منذ القرن ،17مركزا تجاريا مهما علي ساحل المحيط األطلسي ،ونقطة تبادل تجاري مع تمبكوتو،
عاصمة إفريقيا السوداء المسلمة آنذاك ،ومنها كان العبيد يفدون مع الذهب إلى المغرب ويعتبر ضريح «سيدي بالل» الموجود غرب
المرجع األعلى ،ومقام األب الروحي لكناوة ،وداخل ضريح ذلك الولي ،توجد الزاوية التي تحتضن في العشرين من الصويرة مدينة
شهر شعبان الموسم السنوي للطائفة الكناوية وعلى إيقاع الموسيقى القوية والحارة للمجموعات المنتسبة إلي الطائفة ،تخرج نخبة
من األتباع في جوالت بين المدن لجمع الهبات والصدقات للزاوية ,بلباسها الفلكلوري المميز ذي األلوان الحية ،خصوصا الحمراء
والزرقاء .إن شهرة «كناوة» كموسيقيين تجاوزت الحدود المغربية ،لتعانق العالمية منذ شرع في تنظيم مهرجان سنوي ل «كناوة
في شهر يونيو ,والسر يكمن في أنها ليست مجرد موسيقى عادية ،بل هي موسيقى ذات إيقاعات الصويرة وموسيقى العالم» بمدينة
قوية محملة بثقل األساطير والمعتقدات الموغلة في القدم ،ومشحونة باإلرث الحضاري اإلفريقي والبربري والعربي
:الدقة
تعني التصفيق ،معظم أعضائها من أسر الصناع التقليديين :خياطين ،دباغين ،جزارين...إلخ ،وبعضهم أيضا تالميذ في المدارس
القرآنية .وبصفة عامة الدقة هو فن يجمع حوله كل عشاقه األبحاث في مجال الفنون الشعبية تبين في كل مرة بأن الدباغين هم
األصل في ظهور النص المقول في الدقة "العيط" ذلك أن الحركات المستعملة واإليقاع تذكر ببعض مراحل دباغة الجلود وقد يصدق
أو صيانتها .هدف هؤالء الصناع التقليديين ،كان هو نسيان المدينة نفس القول كذلك على البنائين القدامى من خالل بنائهم ألسوار
تعب العمل ،وجعله ممتعا باستعمال الموسيقى اإليقاع ،الغناء ،لذا تجتمع المجموعة كل يوم جمعة لتنظيم حفالت يقول علي نعمة
المدينة ،فإننا سنعرف تاريخ رئيس إحدى مجموعات الدقة بتارودانت وألجل تأكيد قدم هذا الفن الذي يقدمه "إذا عرفنا تاريخ
الدقة" .اإليقاع يبدأ بطيئا جدا ،وبعد ذلك يتزايد تصاعديا بصورة قوية ،الرقصة متجدرة في الروحانية .أما الوقت المنتظر والثمين
لدى الجمهور هو الذي يسمى" قفيل أفوس" حيث يقوم أعضاء المجموعة بالضرب على اإليقاع بسرعة وبعنف ألجل أن يكون
الصوت واضحا وموحدا وناغما أعضاء المجموعة يلبسون الجلباب "قشابة " و "طاكية " غطاء دائري للرأس .يكونون دائرة أو
نصف دائرة.وأدوات التزيين التي تستعمل في جلستهم مثل (البساط) توضع في الوسط ،الراقصون يتقدمون دائما إلى وسط الدائرة
.ليلة البركة هي بمثابة اللقاء السنوي ألعضاء مجموعات الدقة بالجمهور الروداني بشكل حافل ومميز نظرا لقدسية هذه الليلة
:موسيقى اآللة
تحتل الموسيقى األندلسية مكانة خاصة في التراث المغربي ،وتحظى باحترام كبير لدى المغاربة ،حيث امتزج فيها الطابع الديني
بالطابع الفني ،بعبق التاريخ ،ليعطي أنغاما ً خاصة ،فقد تعاطى لهذا اللون الموسيقي العلماء ورجال التصوف ،وكان رواده يجمعون
بين الحس الفني والوقار الذي يستمدونه من وضعيتهم الدينية ،كما أن كلمات هذا الفن األندلسي العريق ،مستمدة من قصائد شعرية
صوفية شهيرة في أغلبها ،قبل أن يطعمها روادها بألوان شعرية أخرى تستوحي مادتها من الحياة اليومية في المجتمع المغربي،
وتمزج بين الموعظة والمزاح ،وبين المدح والغزل الرقيق وقد كانت هذه الموسيقى تعرف في المغرب قبل عهد االستعمار الفرنسي
باسم "اآللة" تمييزا لها عن فن السماع الذي يعتمد أداؤه على أصوات المنشدين فقط دون االستعانة باآلالت الموسيقية .وتتكون
الفرقة من مجموعة من المنشدين في نسيج متكامل ،يجعل الجمهور أيضا يشارك في األداء ،ويجعل الموسيقى تستولي على كل
لبالد األندلس ،اإلسالمي الجوارح ،وتأخذ باأللباب وتحرك الوجدان ،ويرجع الباحثون بوادر ظهور هذه الموسيقى إلى فترة الفتح
بأخرى محلية ،مغربية وأيبيرية داخل موسيقى متميزة ظلت تتبلور وتزدهر حتى بلغت تألقها شرقية وهذا ما يفسر امتزاج مقومات
في األندلس
ونظرا لما كان بين المغرب واألندلس من عالقة وطيدة ،فقد انتشرت هذه الموسيقى في كل أجزاء المغرب الكبير ،ثم ورثتها بالكامل
ومكناس ،وتطوان ،وشفشاون ..فاس ،بعد زوال ملك العرب المسلمين من األندلس وتفرق أهلها في شمال المغرب ،خصوصا في
وبقيت حية متواترة إلى يومنا هذا .واتخذت في كل قطر من أقطار المغرب الكبير طابعا متميزا ،تحت تأثير الظروف البيئية
والجزائر ،كما عرفت بأسماء مختلفة حسب الجهات ،فهي تعرف باسم تونس والتاريخية كالتأثير الشرقي والتركي في كل من
ونواحيها ،وب"الصنعة الجزائرية" في الجزائر ،وب"المالوف" تلمسان "اآللة" في المغرب وب"الغرناطي" في
.وليبيا وتونس قسنطينة في
:الراي
عاصمة المغرب الشرقي وجدة للملكة و يمكن القول أن مدينة الشرقية ظهر في وهران وانتقل بسرعة نحو المغرب متجاوزا الحدود
.هي مهد الراي المغربي حيث ظهرت أولى فرق المغربية التي تؤدي هذا النوع من الفن
.المرجع المعتمد – بتصرف -إضاءات حول األغنية المغربية،إلبراهيم آيت حو ،و موقع الحكومة المغربية
.محسن بن حديدو