Sie sind auf Seite 1von 6

‫‪‬عبد المجيد الجمال‬

‫الجمعة‪ 30 ،‬يونيو ‪ 11:02 - 2017‬ص‬

‫معركة رأس العش‬

‫جنديان مصريان من فصيلة‬


‫الصاعقة يتفقدان مجنزرة للعدو تم تدميرها‬

‫يوم السبت المقبل ذكرى مرور نصف قرن على يوم خالد كتب فيه المصريون في‬

‫سجل التاريخ صفحة فخار سجلها الشعب والجيش معا‪ ،‬حين رفضوا هزيمة زائفة حاول‬
‫إلصاقها بهم قادة الجيش اإلسرائيلى الذين كانوا ي ّ‬
‫دعون أنه جيش اليقهر‪.‬‬

‫فإذا بالشعب المنتفض يهب ليدافع عن كرامته ويمد يده لجنوده يعيد لهم العزم‬

‫ويشحذ هممهم على القتال "ليمرمطوا" كرامة جيش إسرائيل بعد ‪20‬يوما فقط من‬

‫هدنة الحرب التي أشاع أنه قضى بها على جيش مصر لألبد فإذا بفصيلة واحدة فقط‬

‫منه تهزم قوات جرارة أرسلتها إسرائيل لتحتل بها بورفؤاد وتردها على أعقابها في‬

‫معركة "راس العش" ليلة الجمعة‪/‬السبت التي وافقت ‪30‬من يونيو‪/‬أول يوليو‬
‫عام‪1967‬فتكون انعطافة هامة في مسيرة الصراع العربى اإلسرائيلى أحدثت آثاراً‬

‫بالغة أعادت روح االنتصار لمصر كلها وكانت بداية حرب االستنزاف وأول خطوة لسقوط‬

‫‪.‬‬ ‫العدو فى هاوية االنهيار النفسى اللذان قادا النتصار أكتوبر المجيد‬

‫و"رأس العش" هى موقع من ثالثة مواقع لمحطات إرشاد السفن العابرة لقناة‬
‫السويس مقامة على الضفة الغربية منها وتبعد عن بورسعيد ‪ 14‬كيلو مترا وفى‬

‫مواجهتها على الضفة الشرقية مجموعة أحراش وسهل طينى يمتد فيه لسان من‬

‫أرض رخوة عرضه يتراوح بين ‪ 40‬إلى ‪ 60‬مترا يصل بين بورفؤاد والقنطرة شرق بطول‬

‫‪ 45‬كيلومترا وهذا المكان هو الموقع الذى دارت فيه معركة الساعات السبع فى‬

‫محاولة من االسرئيليين الحتالل مدينة بورفؤاد لتكتمل لهم السيطرة على شبه جزيرة‬

‫سيناء كلها وتقع بورسعيد أسيرة لنيران مدافعهم حتى يمكنهم احتاللها فى الوقت‬

‫المالئم‪.‬‬

‫سنصل لكم حاال‬

‫ويقول اإلعالمى صالح طايل الذى كان وقتها مديراً لمكتب وكالة أنباء الشرق األوسط‬

‫بمنطقة القناة أن إسرائيل كشفت عن نيتها تلك منذ اليوم األول لوصولها إلى ضفة‬
‫القناة بمدينة القنطرة شرق حيث كان مرافقا ً لنقيب المخابرات طاهر األسمر الذى ُ‬
‫كلِف‬

‫بتنظيم قوات للدفاع الشعبى بالمنطقة ‪ .‬ومن مئذنة الجامع المواجه لمعدية القنطرة‬

‫استطاع رؤية جنود العدو فى اليوم التاسع من يونيو وهم يحتشدون بجوار مرسى‬

‫المعدية غير عابئين بالهدنة التى أعلنت فى ذات اليوم حيث كانت كل آلياتهم متجهة‬

‫صوب الشمال إلى بورسعيد ‪ ،‬وأبلغهما جندى مصرى عائد من سيناء أن ضابطة‬

‫إسرائيلية برتبة نقيب سمعته يدلى بمعلومات لمندوب الصليب األحمرعرفت منها أنه‬

‫من بورسعيد فنادته ومن برج دبابتها صاحت بغطرسة " أنا بنت شالوم تاجرالدهب اللى‬

‫كان محله بالشارع التجارى انتظرنى فى كازينو جيانوال وسنصل لكم حاال‪"!.‬‬
‫بداية فصيلة الصاعقة‬

‫وانتقل نائب رئيس المخابرات عبد الفتاح ابو الفضل لإلقامة ببورسعيد إلعداد قوات‬

‫مقاومة شعبية كما فعل خالل العدوان الثالثي فى ديسمبر ‪1956‬وذات صباح فى‬

‫منتصف يونيو‪1967‬توقفت بجوارى سيارة فيات أطل منها أبو الفضل وسألنى إنت ضابط‬
‫االحتياط الج ّ‬
‫مال ولما أجبته باإليجاب أمرني بركوب السيارة التى كان يقودها معاونه‬

‫مصطفى سحيم وصحبانى إلى إستاد بورسعيد الموجود به كتيبة الجامعة التي‬

‫تشكلت من طلبة المدينة بالجامعات المختلفة حيث كلفني بتدريب أفرادها وقيادتها مع‬
‫العمل على تكوين كتيبة أخرى من شباب المدينة لحمايتها‪ .‬وتلقيت أمراً من أبو الفضل‬

‫بسرعة تجهيز مأوى لحوالى‪ 30‬جنديا ىسيصلون من الجبهة وعلى كتيبتي نقل بعض‬
‫ُ‬
‫سأ ْ‬
‫خطر به وأتممت المهمة قبل ليل‬ ‫المعدات واألسلحة لهم من مكان‬

‫االربعاء‪28‬يونيو‪1967‬بمساعدة حكمدار الكتيبة الطالب مصطفى كراوية باستخدام‬

‫سيارة عائلته تحت قصف جوى‪.‬‬

‫العبور على جثثكم‬

‫هؤالء الجنود كانوا فصيلة الصاعقة التي استطاعت العودة من سيناء وأسند لها مهمة‬

‫التحرك لجنوب بورسعيد أمام محطة إرشاد"رأس العش"واالنتقال إلى منطقة األحراش‬

‫شرق قناة السويس بحرص شديد مع أسلحتهم الخفيفة بدون معدات في لنش صغير‬

‫أعدته لهم هيئة القناة‪.‬‬

‫وكان المالزم تحسين عبد القادر قد طلب العاشرة صباح الجمعة‪ 30‬يونيو من الفصيلة‬

‫جمع كل أفرادها بمنتهى السرعة لوجود معلومات ان اليهود يستعدون للعبور إلى‬

‫بورفؤاد‪.‬‬

‫وبعد سويعات قليلة بدأ ‪18‬جندى فقط بسالحهم الشخصي تحت قيادة المالزم فتحى‬

‫عبد هللا التحرك‪ ،‬وهناك على الضفة الشرقية للقناة أمام"راس العش" تسلموا أمر‬

‫القتال الذى يقضى بمنع عبور العدو إلى بورفؤاد إال على جثثهم ‪.‬‬
‫حفراً‬
‫وبدأ الرجال على الفور يحفرون بأياديهم المجردة وبسناكى البنادق ومؤخراتها ُ‬

‫برميلية كخط دفاع لهم أمام العدو الذى كان يرقبهم من مسافة‪ 200‬متر فقط ‪.‬‬
‫ولحق بهؤالء الجنود عند الرابعة عصراً دع ٌ‬
‫م متمثل فى مدفع مضاد للدبابات مع طاقمه‬

‫المكون من ‪ 3‬أفراد ورشاش خفيف مع ‪ 4‬أفراد ورشاش متوسط بذخيرة ‪250‬طلقة مع‬
‫ٌ‬
‫أفراد‬ ‫فردين من سرية المعاونة وجهاز السلكي مع ‪ 4‬أفراد من سرية اإلشارة وتسلل‬

‫من المهندسين العسكريين فزرعوا المنطقة بين الفصيلة والعدو باأللغام ‪ ،‬وعلى‬

‫الضفة المقابلة غرب القناة كانت هناك فصيلة هاون بقيادة المالزم نادر عبدهللا تقبع‬

‫خلف برج اإلرشاد بينما يوجه طاقمه للهدف المراد إصابته أحد أفراد االستطالع تسلق‬

‫خزان مياه خرسانى‪.‬‬

‫واختبأت غربا على طريق المعاهدة الذى يربط بورسعيد بالقاهرة فصيلة أخرى‬

‫ضمت‪26‬مقاتال بقيادة النقيب سيد أمبابى لدعم الفصيلة المقاتلة شرقاً‪.‬‬


‫سكان بورفؤاد على األرصفة‬

‫ومنذ ظهر يوم الجمعة ساد مدينة بورفؤاد توتر شديد النتشار أخبار بأن اليهود يعدون‬
‫أنفسهم القتحام المدينة ‪ ،‬وبالفعل قبل المغرب بقليل انطلق ميكرفون الجامع الكبير‬

‫يعلن أن على سكان المدينة إخالءها فورا واالتجاه إلى بورسعيد ورفض الجميع حتى‬

‫انطلقت صفارات اإلنذار وزحف الظالم مخيفاً فتدافعت السيدات إلى المعديات بأطفالهن‬

‫ليبيتوا الليلة على األرصفة القريبة بينما أصر عدد كبير من الرجال وبعض الفتيات على‬

‫البقاء بمدينتهم للدفاع عنها حتى ولو"بالشوم"! ووقف شباب المقاومة ظهيراً للجيش‬

‫ليتفرغ لمهمته كما يقول عبدالسالم األلفى المتطوع بكتيبة الجامعيين ويكمل زميله‬

‫سمير معوض أنهم توزعوا على مهام تضم معاونة قوات الجيش المقاتلة فى الجنوب‬

‫وحماية مجرى القناة وترسانة بورفؤاد البحرية بقنابل األعماق تحسباً لهجوم ضفادع‬

‫بشرية محتمل يطعن قواتنا من الظهر ‪.‬‬

‫بدء الهجوم اإلسرائيلي‬

‫سجلت مصادر عسكرية أن قوات العدو المهاجمة كانت فى البدء كتيبة مشاة ميكانيكى‬

‫محملة على‪6‬عربات مجنزرة و‪ 6‬لوريات محملة بحوالى‪200‬جندى مدججين بأسلحة‬

‫متنوعة وسرية دبابات مكونة من‪10‬دبابات وعربتى جيب للقيادة مع معاونة من سرية‬

‫طائرات خفيفة‪.‬‬

‫ويصف حكمدار فصيلة الصاعقة المصرية الرقيب حسنى سالمة فى منشورات‬

‫مجموعة ‪73‬مؤرخين المعركة فيقول أن اليهود قاموا عصراً باستطالع موقعنا بطائرة‬

‫خفيفة كان قائدها يشيرلنا مهدداً بالذبح‪ ،‬ومع آخر ضوء قبل الغروب بدأ العدو يفتح‬

‫نيرانه علينا ووجهت دباباته قذائفها نحونا ثم تحولت للفصيلة المساندة لنا على طريق‬
‫المعاهدة التى استطاعت مع األلغام وقف الهجوم لمدة ‪ 3‬ساعات حتى نفذت ذخيرتها‬

‫ففتح جنود العدو ممراً بين األلغام المزروعة تقدمت دباباته عليه نحونا بعد أن هدمت‬

‫خزان المياه الخرسانى فتوقفت معاونة فصيلة الهاون لنا ‪ .‬حبسنا نيران أسلحتنا حتى‬

‫دخلت الدبابات مدى مدافعنا المضادة لها فأطلقناها لندمر ثالث منها وعدداً من حامالت‬

‫الجند المجنزرة وسمعنا صراخ القتلى والمصابين الذين قفزوا من اآلليات فحصدهم‬

‫رصاص بواسل الفصيلة مما أفقد القوة المهاجمة توازنها فتقهقرت للخلف ونحن‬

‫نالحقها بالنيران لتزداد إصابة المعدات وسقوط األفراد ‪ .‬بعدها حاول العدو االلتفاف‬
‫بقوارب مطاطية عبر مياه القناة مستغال الظالم ليهاجمنا من الخلف ولكن نيراناً كثيفة‬

‫من رشاشاتنا كانت في انتظاره لتبيد معظم جنوده فاضطر لالنسحاب وسمعنا أصوات‬
‫جنازير الدبابات المتبقية تُ ْق ِ‬
‫فل راجعة تجاه القنطرة شرق ‪.‬‬

‫اليهود فى قبضة المصريين‬

‫لم يترك الجيش المصرى القوات اإلسرائيلية المهاجمة تهرب من قبضته ففتح مدفع‬

‫ساحلي من موقعه على شاطئ بورسعيد أمام قشالق السواحل نيران قذائفة‬

‫المدمرة ذات خط المرور العالي على المواقع التى حدد إحداثياتها رجال االستطالع‬

‫بجدارة فزادت خسائر العدو خاصة مع سقوط القوات المتقهقرة فى كمائن تمركزت‬

‫غرب القناة عند مواقع محطتي اإلرشاد في الكاب والتينة نصبتها لهم قوات المساندة‬

‫من الكتيبة ‪ 43‬صاعقة بقيادة الضابطين عبدالوهاب الزهيرى وخليل جمعه لمنع ارتداد‬

‫اليهود لمواقعهم األصلية أو معاودة الهجوم على مواقعنا ‪.‬‬

‫وانتهت المعركة الخامسة فجراً لكن فى الصباح حاول العدو معاودة هجومه فتلقى‬

‫مجدداً درساً عنيفاً رفع خسائره إلى ‪ 6‬دبابات و‪ 9‬مجنزرات وعددا من اللوريات وعشرات‬

‫القتلى والمصابين فارتد مدحوراً يلملم خسائره وينسحب لقواعده ‪ .‬واستشهد فى‬

‫معركة راس العش المالزم محمود الجزار والجنود صالح الدين محمود ومحسن البطيح‬
‫ُ‬
‫ومحمد عثمان ومحمد واصل فيما أصيب الجنود محمد سويد والسيد مهنى وعاشور‬

‫العوى وسعيد على ‪ .‬وطبقاً لتقارير خبراء دوليين فإن نتائج هذه المعركة لم تقف عند‬

‫حد إلحاق خسائر بشرية وعسكرية ومادية بإسرائيل بل تعدتها إلى خسائرمعنوية‬

‫وأدبية ونفسية عميقة جعلتها ال تجرؤ بعد ذلك ولو لمرة واحدة على التحرك مقدار‬

‫بوصة فقط تجاه بورفؤاد أو أن تعيد التفكير فى مهاجمة بورسعيد حتى بعد أن أقامت‬
‫خط بارليف الحصين ‪.‬‬

‫ناصر يتابع بالالسلكي‬

‫وقد أمر الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان يتابع المعركة عبر محطة اتصال هيئة قناة‬

‫السويس الالسلكية بترقيات استثنائية لجميع أفراد الموقع المصري وكان ذلك الساعة‬

‫الواحدة فجر السبت أثناء احتدام القتال وطلب من قائد الكتيبة الرائد السيد الشرقاوى‬

‫إبالغ ذلك فوراً لألبطال فارتفعت معنوياتهم وزاد إصرارهم على التشبث باألرض وعدم‬

‫مرور العدو إلى بورفؤاد ‪.‬‬


‫وعندما انتهت المعركة طلب الرئيس مقابلة بعض رجالها فأمرهم قائد الكتيبة بالعبور‬

‫إليه سباحة وأخرجهم بنفسه من الماء ليرسلهم على الفور إلى القاهرة حيث قلدهم‬
‫الزعيم أنواط الشجاعة التي منحها لهم ‪.‬‬

‫واحتلت قوة مصرية بقيادة ضابط الصاعقة تيسير الطوبجى الموقع وحصنته حتى‬

‫اليفكر العدو في تكرار تجربته الفاشلة ‪ .‬ويذكر صالح طايل أن الرئيس عبد الناصر وجه‬

‫بإقامة صالة الجمعة فى ذات الموقع يوم الجمعة التالي مباشرة وقد حضرها الزميل‬

‫اإلعالمي حيث رأى جنود العدو على مرمى حجر يشهدون الصالة وتصل ألسماعهم‬

‫خطبة الجمعة التي كان يلقيها وزير األوقاف د‪ .‬عبد العزيز كامل ‪.‬‬

‫ويتابع أنه خالل زيارته للواليات المتحدة وجد وثائق عسكرية بالمكتبة العامة بواشنطن‬

‫تصف معركة "رأس العش"وتحللها وتشير النتهائها بانتصار المصريين وهزيمة‬

‫اإلسرائيليين في أول معركة التحما مباشرة فيها خالل الحروب الطويلة الدائرة بينهما‪،‬‬

‫كما وجد مثل ذلك بالمكتبات الرسمية في ملبورن وسيدنى باستراليا ‪.‬‬

Das könnte Ihnen auch gefallen